لوموند: تشاد مهددة بتمدد الحرب من دارفور إلى أراضيها
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
قالت صحيفة لوموند إن تشاد تعيش وضعا بالغ الحساسية مع تصاعد الحرب في دارفور وتمدد آثارها عبر الحدود باعتبارها طرفا فاعلا في الصراع، تدعم مجموعات مسلحة وفق مصالحها الإستراتيجية وتستضيف أكثر من مليون لاجئ سوداني.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم سيريل بنسيمون- إلى أن التطورات الأخيرة في دارفور، وخاصة سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أثارت قلقا بالغا داخل تشاد، خصوصا مع تنامي العنف الموجه ضد الزغاوة، الذين يشكلون العمود الفقري للمؤسسة العسكرية التشادية منذ عهد الرئيس الراحل إدريس ديبي.
ويدرك التشاديون -كما تقول الصحيفة- أن أي شرارة طائفية في دارفور قد تمتد بسهولة إلى أراضيهم نظرا لتداخل المكونات العرقية على جانبي الحدود، وتنامي التوتر التاريخي بين الزغاوة وبعض القبائل العربية، ونظرا لأن الخرطوم قامت بدور مباشر في زعزعة الاستقرار التشادي عبر رعاية تمردات متعددة، من بينها تمرد 1990 الذي أوصل إدريس ديبي إلى الحكم.
وتشير مصادر عسكرية إلى أن القلق يتصاعد داخل الجيش التشادي، لأن السلطات لم تصدر أي إدانة لمجازر الفاشر، وفي المقابل تتحدث تقارير أخرى عن عبور مقاتلين تشاديين الحدود لدعم القوات المناوئة لحميدتي، مما يشكل معضلة حساسة للسلطة، التي تجد نفسها محرجة أمام غضب الزغاوة.
ويقول جنرال تشادي بقلق واضح -حسب الصحيفة- "ليس سرا أن سقوط الفاشر أغضب مجتمع الزغاوة كثيرا. هذا هو مصدر قلقنا الأكبر حاليا، إذ يجب الحذر كي لا يتسرب الصراع في دارفور إلى بلادنا".
وضع محرجوفي الوقت الذي ينظر للنزاع أكثر فأكثر كحرب بين الزغاوة والعرب، كما تقول الصحيفة، يقول ضابط من الزغاوة "شهدنا احتفالات في بعض المخيمات بعد سقوط الفاشر، في وقت يرتكب فيه حميدتي مجازر بحق الزغاوة. من الطبيعي أن يفكر الإنسان في الانتقام عندما يقتل أحد أفراد أسرته".
نجامينا بعدما دعمت بهدوء القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان عند اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، انقلبت فجأة وانضمت إلى داعمي قوات الدعم السريع
ويرى باحثون أن الوضع محرج للغاية للسلطات التشادية، معيدين ذلك إلى تبدل مفاجئ وغير متوقع في الموقف التشادي، لأن نجامينا بعدما دعمت بهدوء القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان عند اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، انقلبت وانضمت إلى داعمي قوات الدعم السريع، حيث تشير تقارير متعددة إلى استخدام مطارات تشادية لنقل السلاح وعلاج مقاتلي حميدتي.
إعلانوتكشف مصادر سياسية أن وراء هذا التحول اعتبارات تتعلق ببقاء الرئيس محمد إدريس ديبي في السلطة، من حيث إنه يرى أن الخطر الأكبر قد يأتي من تمردات تقودها مجموعات من الزغاوة، وهو لذلك يراهن على أن هيمنة قوات حميدتي في دارفور ستمنع أي تمرد محتمل داخل تشاد.
لكن هذا الرهان محفوف بالمخاطر -حسب الصحيفة- لأنه يهدد تماسك الجيش، ويغذي الانقسامات العرقية، ويترك تشاد مكشوفة أمام أي تحرك مضاد من جانب الجيش السوداني الذي يدرك هشاشة الوضع الداخلي في تشاد، مع العلم أن الدعم المتبادل للتمردات كان السمة الأبرز للعلاقات السودانية التشادية على مدى سنوات.
وخلصت الصحيفة إلى أن إعلان تشاد نهاية اتفاقياتها الدفاعية مع فرنسا يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أفقدها الدعم الفرنسي الذي كانت تستخدمه كطوق نجاة في مواجهة هجمات المتمردين، إذ لا يوجد اليوم أي جندي فرنسي على أراضيها رسميا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات فی دارفور
إقرأ أيضاً:
أوري: صمود سكان الفاشر عامل أساسي في تحريك المواقف الدولية والإقليمية
أكد عبد العزيز أوري، مدير الإعلام بحكومة إقليم دارفور، أن صمود سكان مدينة الفاشر أمام الهجمات والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع كان عاملًا أساسيًا في تحريك المواقف الدولية والإقليمية، التي تواصلت تباعًا بعد المجزرة الأخيرة.
منظمات دولية وحكومات عديدةوقال أوري، في مداخلة مع برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، مع الإعلامية أمل الحناوي ، على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن المشاهد التي خرجت من الفاشر عكست حجم الجرائم بحق المدنيين، ما دفع منظمات دولية وحكومات عديدة إلى اتخاذ مواقف أكثر وضوحًا وحزمًا.
وأشار إلى أن أهالي المدينة «قدّموا تضحيات كبيرة»، بين من استشهد دفاعًا عن مدينته ومن انسحب بعد قتال «بشرف».
مسار الحرب بالسودانوأضاف مدير إعلام دارفور أن التطورات الحالية تشكل نقطة فاصلة في مسار الحرب بالسودان، معتبرًا أن ما حدث في الفاشر قد يكون الحدث الأكثر تأثيرًا في تغيير طبيعة الصراع وعلاقته بالمجتمع الدولي.
ولفت إلى أن حكومة الإقليم تعمل على مدار الساعة لتوثيق كل الجرائم التي ارتُكبت منذ اندلاع القتال في 15 أبريل 2023، بما يشمل الانتهاكات ضد النساء والأطفال وكبار السن، مؤكّدًا أن المجتمع الدولي بات يراقب هذه الوقائع بشكل واسع، مما يعزز جهود دارفور في كشف الحقائق وإثبات المسؤوليات.