لم يكتف جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم ضد المدنيين في قطاع غزة، بل نشر جنوده تلك الانتهاكات على وسائل التواصل الاجتماعي عبر مقاطع فيديو وصور تظهر اختطاف شبان فلسطينيين وإهانات صادمة بحق المدنيين.

وفي أحدث هذه الوقائع، نشر جندي إسرائيلي صورة على حسابه الشخصي بعد انتهاء خدمته -في ما وصفته وسائل إعلام بـ"الإبادة الجماعية"- وكتب عليها تعليقا استفزازيا: "فلسطيني للبيع".

جندي اسرائيلي نشر هذه الصورة على حسابه بعد نهاية خدمته في الإبادة الجماعية بغزة كاتباً عليها "فلسطيني للبيع"

لا نعلم مصير هذا المختطف

إسرائيل خطر على البشرية pic.twitter.com/6v2EVDod4Z

— MO (@Abu_Salah9) November 18, 2025

وفي الوقت نفسه، تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر جنودا إسرائيليين يختطفون شابا في أثناء توغلهم بمدينة جباليا، من دون معرفة مصيره حتى الآن، مما يعكس استمرار الانتهاكات وغموض مصير المدنيين بعد الحرب الأخيرة.

يا شباب محتاجين مساعدة نتعرف على الشاب المختطف من قبل الجيش في الفيديو من جباليا.

الفيديو من خطة الجنرالات ممكن pic.twitter.com/bxZd3Yjp2V

— Younis Tirawi | يونس (@ytirawi) November 18, 2025

وقد أثارت هذه المنشورات غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أكد ناشطون أنها تعكس حجم الانتهاكات المستمرة وتسلط الضوء على معاناة المدنيين الذين ما زال مصيرهم غامضا بعد الحرب.

"For Sale." An Israeli terrorist recently celebrated finishing his service by recapping his role in the genocide in Gaza.

He shared images of Palestinians they kidnapped, including this one, dehumanizing them by captioning the image "for sale." pic.twitter.com/3mQJbFRTsC

— Israel Genocide Tracker (@trackingisrael) November 18, 2025

ورأى آخرون أن منشور الجندي إسرائيلي يعد توضيحا صارخا للوحشية المنهجية ونزع الإنسانية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لقطة لمدرب العراق وهو يدير ظهره لركلة الجزاء أمام الإمارات تخطف الأنظارlist 2 of 2ممداني يلوّح باعتقال نتنياهو وسلفه يعلن "أخوته" للإسرائيليينend of list إعلان

وأضافوا أن الاحتفاء بإساءة معاملة المعتقلين ومعاملة البشر كأشياء للسخرية منها يكشف عن الانهيار الأخلاقي العميق داخل الهيكل العسكري للاحتلال.

وكتب أحد النشطاء تعليقا على اختطاف الشاب في جباليا: "هاد جارنا إسلام صبحي عفانة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومفقود منذ الاقتحام الأخير لجباليا".

وأضاف آخر: "تم اعتقاله من الاقتحام الأخير لجباليا، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما بقدر ينطق اسمه مشان هيك ما نزلوا اسمه".

واعتبر ناشطون آخرون أن هذا السلوك يمثل نوع القسوة التي يُسمح للجنود بالتباهي بها، مؤكدين أن الاحتفاء باختطاف الفلسطينيين وإهانة إنسانيتهم بوصفهم بأنهم "للبيع" يبين ثقافة العنف التي ترعاها إسرائيل ويفضح الإفلات شبه الكامل من العقاب الذي يحظى به الجنود.

وربط مغردون ذلك بوثائقي بريطاني جديد بعنوان "كسر الصفوف: داخل حرب إسرائيل"، يكشف عن ممارسات وصفها الجنود بأنها "إطلاق نار بلا قيود" ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وانهيار كامل للمعايير القانونية والأخلاقية التي يفترض أن تحكم سلوك القوات خلال الحرب.

وتضمن الوثائقي شهادات لجنود تحدّث بعضهم بأسمائهم وآخرون بهويات محمية، وأكدوا أنهم تلقوا أوامر بتدمير مبانٍ في مناطق سبق الإعلان أنها مناطق آمنة للمدنيين، إضافة إلى استهداف أشخاص بلا تهديد مباشر أو علاقة بالقتال.

وأجمع مدونون على أن هذه الأفعال ليست حوادث معزولة، بل تبرهن على نمط أوسع نطاقا ومستمر من جرائم الحرب والإخفاء القسري والمعاملة اللاإنسانية التي تستهدف الفلسطينيين، مشيرين إلى أن استمرار هذه الانتهاكات يعكس حجم الانهيار الأخلاقي داخل الهيكل العسكري للاحتلال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وسم

إقرأ أيضاً:

استعداداً لزوال الكيان الإسرائيلي: هارفرد تجمع ذاكرة إسرائيل في مخزن سري

أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بوجود "موقع سري" داخل جامعة هارفارد الأمريكية مخصص لحفظ كل ما يُنشر في دولة الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تهدف إلى تخزين النتاج الثقافي والعلمي تحسباً لزوال الكيان.

ووفق التقرير المنشور بعنوان: "موقع سري في الولايات المتحدة يخزن كل ما نشر في إسرائيل تحسبا لزوال البلاد"، فإن عشرات آلاف المجلدات والمؤلفات المرتبطة بالثقافة الخاصة بالاحتلال الإسرائيلي محفوظة ومفهرسة داخل قاعات ضخمة في الجامعة.

وكشف التقرير أن الشاعر والروائي الإسرائيلي حاييم بئير روى تفاصيل زيارته إلى هذا الموقع خلال مشاركته في مؤتمر أدبي بجامعة هارفارد في أواخر التسعينيات، حيث اصطحبه منظمو المؤتمر إلى مكان وصفه بأنه "استثنائي".

وبحسب روايته، بدا المبنى من الخارج شبيهاً بمعبد يوناني، قبل النزول إلى قبو واسع تحت الأرض. وقال بئير: "انفتح أمامي مكان ضخم ممتلئ بكل أنواع المواد المطبوعة.. رأيت شابات يعملن بلا توقف أمام الحواسيب، وكل منهن توثق نوعاً من المواد التي لا تُتوقع رؤيتها في مكتبة أكاديمية".

وأوضح أن المحتويات شملت منشورات لكنائس يهودية، ونشرات كيبوتسات، وكتيبات تخليد قتلى الحروب، وأعلام عيد سمحات هتوراه، وإعلانات، ومواد دعاية سياسية.

ولم يصدر أي تعليق من جامعة هارفارد بشأن ما ورد في التقرير.

وذكرت "هآرتس" أن العاملين على المشروع يرون في هذه المواد وثائق اجتماعية ثمينة، تعكس تطور المجتمع داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي وتغير اللغات والتحولات السياسية والدينية عبر الزمن.

وأضافت الصحيفة أن المشروع الأرشيفي ليس مبادرة أكاديمية تقليدية، بل يُعد "نظام ذاكرة بديلة" بعيداً عن مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي الرسمية، ما يمنحه قدراً أكبر من الأمان في حال تعرض البلاد لأزمات وطنية.

ووصف الكاتب الإسرائيلي الذي زار الموقع الأرشيف بأنه "نسخة احتياطية كاملة للثقافة الإسرائيلية"، معتبراً حفظ هذا الإرث في الولايات المتحدة شكلاً من "التأمين الحضاري" لحماية التاريخ الاجتماعي والثقافي للاحتلال الإسرائيلي في بيئة سياسية مستقرة.

وأضافت الصحيفة أن المشروع يقف خلفه الباحث اليهودي تشارلز برلين، الذي بدأ منذ ستينيات القرن الماضي في تطوير قسم جديد بجامعة هارفارد يُعنى بتوثيق الحياة والثقافة اليهودية على مرّ الأجيال.

وبحسب أمناء المكتبات في هارفارد، يضم القسم حالياً نحو مليون عنصر أرشيفي، قد يحتوي الواحد منها على عشرات أو مئات الوثائق، إلى جانب عشرات آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية والمرئية، وما لا يقل عن ستة ملايين صورة.

ونقلت "هآرتس" عن موشيه موسك، المدير السابق لـ"أرشيف إسرائيل" الحكومي (1984–2008)، أنه رفض مشاركة بعض الأرشيفات الحساسة مع برلين، مثل أرشيف الشعب اليهودي وأرشيف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بسبب تحفظه على الفكرة التي ينطلق منها المشروع والقائمة على احتمال عدم بقاء إسرائيل في المستقبل.

كما ذكر الكاتب الإسرائيلي إيهود بن عزر، وهو أحد المتعاونين مع برلين، أن الأخير تعرض لانتقادات شديدة، بينها اتهام من مؤرخ إسرائيلي شاب بأنه يوثق الاحتلال الإسرائيلي بدافع الشك في استمراره.

وقال بن عزر: "لم أتلق أي مقابل.. فعلت ذلك خدمة للباحثين في المستقبل.. وحتى اليوم أعتقد أن إسرائيل ما تزال مهددة بهجوم نووي، لذلك أرى أن هذا الدعم الأرشيفي في هارفارد بالغ الأهمية".

وأشار إلى أن برلين أخبره بأن وجود المشروع لا يتطلب كارثة لتبريره، فالأرشيفات داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي مهددة بالتلف بسبب الفيضانات أو الحرائق أو سوء التخزين، الأمر الذي يجعل حفظ نسخة احتياطية في بيئة مناسبة ضرورة بحثية وتاريخية.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند استعداداً لزوال الكيان الإسرائيلي: هارفرد تجمع " ذاكرة إسرائيل" في مخزن سري الهجوم الأعنف للدعم السريع على غرب كردفان.. والجيش يتصدى فوائد مذهلة لأوراق الزيتون الأخضر لم تعرفها من قبل إسرائيل تخشى وأميركا تصرّ ودول داعمة لمشروع قرار واشنطن العراق يحسم نتائج الانتخابات قريباً.. ومعضلة تواجه الحكومة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: الغرب يسلح إسرائيل ويتغاضى عن انتهاكاتها الممنهجة
  • “حشد”: إخفاق أممي غير مسبوق في حماية المدنيين بغزة خلال عامين من الإبادة الجماعية
  • فلسطين: جهود حثيثة للإفراج عن جزء من أموال المقاصة المحتجزة لدى إسرائيل
  • عضوة بعثة تقصي حقائق دولية تكشف اوضاعا صادمة.. تراكم الجثث في الشوارع جماعات وحشية مسلحة
  • حماس: غياب الغذاء والدواء والخيام خطر على حياة المدنيين العزل في الشتاء
  • حماس: الكارثة الإنسانية المتفاقمة بغزة تفرض تحركا عاجلا لإنقاذ المدنيين
  • بالفيديو.. إسرائيل تعرض عقارات جنوب لبنان للبيع
  • الأردن يحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات في القدس المحتلة
  • استعداداً لزوال الكيان الإسرائيلي: هارفرد تجمع ذاكرة إسرائيل في مخزن سري