عُمان في شبكات اللبان والنحاس والبحر: صلات جنوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين ووادي السند وبذور الهوية البحرية
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
سالم أحمد سالم الكثيري -
إن النظر في التاريخ القديم لجنوب الجزيرة العربية يكشف عن مسارات حضارية لم تكن هامشية، بل كانت محورية في ربط العالم القديم، وفي هذا السياق، تتميز سلطنة عُمان بمكانة جغرافية استثنائية، جعلتها نقطة اتصال حيوية ومركز ثقل على خريطة التجارة الدولية، فموقعها الاستراتيجي في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية أهلها لتكون جسراً بحرياً وثقافياً يربط موانئ المحيط الهندي وبلاد الرافدين وحوض السند بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ولم تكن عُمان التي عُرفت قديماً باسم «مجان»، مجرد مستودع أو معبر للبضائع، بل كانت منتجاً ومُسيّراً لحركة التجارة العالمية، وشكل الموقع الجغرافي لعمان بين مراكز الحضارة القديمة ميزة مهمة، أسهمت في وضع ملامح صبغت المجتمع بوصفه مركزاً تجارياً حظي بتوفر العديد من المواد والسلع المهمة وعلى رأسها النحاس واللبان.
فمنذ الألف الثالث قبل الميلاد لمع اسمها بوصفها «بلاد الفضة والنحاس»، حيث شكل النحاس العماني السلعة الرئيسة لأسواق بلاد الرافدين، وربما امتد أثره شرقاً ليغذي حضارة وادي السند، وبموازاة شبكة النحاس هذه، كانت ظفار في الجنوب، بمينائها الشهير سمهرم (خور روري) نقطة الانطلاق لأغلى سلعة عرفها العالم القديم «اللبان» الذي ربطها بطرق القوافل البرية والمراكز التجارية الكبرى كالممالك العربية الجنوبية، وقد اعتمدت هذه الشبكات المعقدة على ريادة عمانية بحرية لا تضاهى، مكنتها من استغلال الرياح الموسمية واكتشاف فنون الملاحة، وهذه الصلات التجارية والاقتصادية الكبيرة مع حضارات قديمة مثل السومرية، البابلية، والفرعونية وبلاد الهند لم تقتصر على تبادل السلع فحسب، بل كانت قنوات لتدفق الأفكار والتأثير المتبادل، فنتيجة للقرب الجغرافي وسهولة الانتقال البحري، باتت الصلات التجارية والثقافية بين عمان القديمة وشبه القارة الهندية ثابتة ومؤرخة منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وقد تضافرت عوامل سهولة الانتقال وهبوب الرياح الموسمية في تسيير رحلات تجارية منتظمة بين المركزين الحضاريين، كما قامت صلات تجارية متينة بين حوض السند وبلاد الرافدين عبر الخليج العربي وخليج عُمان في الفترة بين سنتي 2600 و1500 ق.م تقريباً
أرض «مجان» والنحاس
في الألف الثالث قبل الميلاد
في الألف الثالث قبل الميلاد، عرفت عمان باسم «ماغان» أو «مجان» في المصادر القديمة، وكانت بلاد مجان تصدر النحاس إلى أرض الرافدين، ويعد إنتاج النحاس في مجان من العوامل الرئيسة التي أسهمت في تحول تجارة عمان نحو مجالات إقليمية أرحب، كما يرجح أن بعض هذا النحاس نقل شرقاً إلى الهند، وفي سياق أقدم تعود الصلات التجارية للسومريين مع الخليج العربي (الذي يشمل مجان) إلى الألف الرابع قبل الميلاد، حيث كانت سفنهم تجوب مياهه وتتنقل بين سواحله ومراكزه التجارية، وكانت هذه التجارة تعتمد على مبدأ المقايضة التكاملية؛ فقد كانت سفن السومريين التي طافت مياه الخليج العربي منذ الألف الرابع قبل الميلاد، تحمل من المنتوجات والمصنوعات السومرية مثل النسيج والملابس والحبوب والزيوت النباتية والجلود، لتعود بالبضائع من مراكز الخليج.
طريق اللبان والسيادة
البحرية العمانية القديمة
لطالما كان الموقع الجغرافي لعمان سبباً رئيساً في ريادتها الاقتصادية وتفوقها البحري، فإلى جانب شهرتها بالنحاس، كان إقليم ظفار نقطة الانطلاق لسلعة اللبان، حيث اشتهرت منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية، التي تشمل ظفار بعمان، بكونها المصدر الذي ساهم في إنتاج أجود أنواع البخور، وعلى رأسها اللبان والمر، والتي كانت مطلوبة بشدة في بلدان العالم القديم، وقد أدى الموقع المتوسط لهذه المنطقة بين الشرق والغرب إلى ربط دول المحيط الهندي والخليج والبحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وبرز ميناء سمهرم (خور روري) كأحد المراكز الرئيسة التي نظمت حركة التجارة، خاصة مع الشرق، حيث باتت الصلات التجارية والثقافية بين عمان القديمة وشبه الجزيرة الهندية ثابتة منذ الألف الثالث قبل الميلاد، واستمرت وازدهرت لآلاف السنين.
كان العُمانيون في طليعة مرتادي البحر وحرفة الملاحة، واعتبرت مغامراتهم وأسفارهم مثلاً يحتذى به في الإقدام والجرأة والشجاعة للتواصل مع الشعوب والحضارات، وعُرفت عمان منذ أقدم العصور بريادتها البحرية وصلاتها التاريخية الكبيرة مع الحضارات القديمة، ولعبت المعرفة بالظواهر الطبيعية دورا حاسما في الملاحة، حيث كان اكتشاف مسير الرياح الموسمية حدثا بالغ الأثر في تطور النقل البحري بين جنوب الجزيرة العربية وأفريقية من جهة، وبين الهند من جهة أخرى، وهو ما يدل على أن الملاحة في المحيط الهندي كانت تتم بمهارات ومعرفة متراكمة بالتيارات والرياح التي تسهل رحلات السفن العمانية (سفن مجان) بين الخليج العربي والمحيط الهندي.
ولعب اللبان دوراً حيوياً في الحياة الدينية لشعوب بلاد الرافدين إذ كان السومريون والبابليون يحرقون البخور للتطهير واسترضاء المعبودات، و حرص ملوك آشور على تقديمه كقرابين عند نصب التماثيل، كما صورت أعمال النحت الآشوري قرابين البخور وهي تحرق أمام المعبودة «شمش» في نينوى، وأشار المؤرخ هيرودوت إلى أن الكلدانيين كانوا يقدمون كميات هائلة من اللبان كقربان سنوي على مذبح المعبد الكبير في بابل، وعززت هذه الحاجة الدينية المستمرة للبان شبكة «طريق البخور» البري، حيث كانت تتفرع منه طرق فرعية تمر عبر الصحراء لربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد ما بين النهرين، ولعب سكان جنوب شبه الجزيرة العربية دور الوسيط التجاري بامتياز بحكم موقعهم الجغرافي وكانوا يجمعون المنتجات الهندية، مثل التوابل والقطن، ويضيفون إليها بخور بلادهم (اللبان والمُرّ)، ثم يقومون بتوزيعها إلى مختلف دول العالم القديم، وأصبحت سواحل جنوب شبه الجزيرة العربية بمثابة مخازن ومستودعات للمنتجات المستوردة من الهند، و ساهم ميناء سمهرم العماني بدور هام في هذا التواصل لتوسطه بين الطرق التجارية.
عمان: أمة بحرية
ذات جذور ضاربة
تعدّ سلطنة عمان من أقدم الأمم البحرية في العالم، حيث ارتبط تاريخها وحضارتها ارتباطاً عضوياً بالبحر والملاحة منذ فجر التاريخ، إن الموقع الاستراتيجي لعمان كبوابة جنوبية للخليج العربي تطل على المحيط الهندي، منحها دوراً مركزياً في شبكات التجارة الدولية التي ربطت الشرق الأقصى بالهند وشرق أفريقيا والجزيرة العربية، وصولاً إلى الحضارات الكبرى في البحر الأبيض المتوسط، والحديث عن جذور التجارة العمانية في العصور القديمة لا يمكن أن ينفصل عن ذكر اللبان (Frankincense) والمر (Myrrh)، وهما راتنجات عطرية تشتق من أشجار معمرة تزدهر في ظفار، وكانت هذه الأصماغ تشكل العمود الفقري للطريق العطري القديم، وكانت تعد من أثمن السلع وأكثرها طلباً لدى الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين ومصر واليونان وروما، حيث كانت تستخدم على نطاق واسع في الطقوس الدينية، والطب، وصناعة العطور، وقد أتاحت موانئ ظفار، الواقعة على مسار التجارة البحرية، الفرصة للعمانيين ليصبحوا سادة هذه التجارة، مما عكس تفوقهم في استثمار موارد أرضهم الطبيعية، بالإضافة إلى هذه المنتجات النباتية ساهمت عمان في التجارة الدولية بتصدير مواد خام ذات أهمية بالغة، أبرزها النحاس، وكان لهذه الصادرات القيمة، سواء كانت نباتية أو معدنية، دوراً في ازدهار الحياة المادية والثقافية في مدن الساحل العماني، ودفعت بأهلها لكي يصبحوا من أمهر الربابنة والتجار، مما مهد لتطور الملاحة العمانية على أسس علمية ومهنية.
جذور التجارة العمانية «ربط العالم بالمحيط الهندي»
لعب العمانيون دور «الوسيط الحضاري» بامتياز، فلم يكن نشاطهم مقتصراً على التصدير فحسب، بل كانوا مركزاً حيوياً لاستيراد وتوزيع منتجات حيوية من المحيط الهندي، وشمل النشاط البحري العماني الممتد شرقاً مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا، وعلى رأسها أرخبيل الملايو، حيث بدأت العلاقة التجارية بين الخليج العربي وهذه المناطق منذ عهود سحيقة، وكان العمانيون والملاحون العرب يتوافدون للتعامل مع المنتجات المربحة، وأبرزها التوابل والعطريات وبعض المعادن حيث عمل العمانيون على نقلها إلى أسواق الشرق الأوسط ومن ثم إلى أوروبا.
أما التجارة مع بلاد الهند فكانت ذات طبيعة مختلفة وأكثر ارتباطاً بتوفير الاحتياجات الأساسية؛ فقد كانت السفن العمانية تقصد ساحل مالابار في الهند، وتعود محملة بكميات كبيرة من المحاصيل المهمة. ومن أبرز هذه المحاصيل الأرز الهندي الذي أصبح جزءاً أساسياً من غذاء سكان المدن الساحلية العمانية مثل صحار وقلهات، كما استُورِدَ شجر النارجيل (جوز الهند) إضافة إلى القطن الذي كانت تصنع منه ملابس السكان، مما يبرز دور الملاحة العمانية في تأمين البذور والمحاصيل الضرورية لاستدامة الحياة اليومية والاقتصادية. وعلى الجانب الغربي للمحيط الهندي ربط العمانيون أنفسهم بالساحل الشرقي لأفريقيا، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية المرغوبة لدى العالم القديم والإسلامي، وتشمل حالياً القرن الأفريقي، مما أكسب العمانيين خبرة في استثمار المساحة الشاسعة لسواحل المحيط الهندي للإبحار نحو مختلف الشواطئ لتبادل المنتجات وعلى الرغم أن النصوص قد تركز على تجارة الذهب والعاج، إلا أن حركة الملاحة الكبيرة بين الطرفين تعني بالضرورة تبادلاً في المحاصيل والمنتجات النباتية الإقليمية التي كانت تشمل الأعشاب، والأخشاب، والمواد الغذائية. وأسهمت هذه الروابط في إنشاء مراكز تجارية عمانية على طول الساحل الأفريقي مما رسخ الدور العماني كوسيط لا غنى عنه في هذه التجارة.
الختام
في الختام يتضح أن عُمان لم تكن مجرد بقعة جغرافية على حافة شبه الجزيرة العربية، بل كانت مركزا حيويا ومحورا تجاريا وحضاريا لعب دورا لا غنى عنه في ربط أطراف العالم القديم. ومن خلال تحليل شبكات النحاس واللبان تأكدت الفرضية الأساسية التي مفادها أن الموارد الطبيعية والمهارات البحرية العمانية كانت القوة الدافعة التي صاغت مكانتها الدولية وهويتها الفريدة؛ ففي الألف الثالث قبل الميلاد كانت عمان (مجان) المنتج والمصدر للنحاس الذي غير ملامح العصر البرونزي في بلاد الرافدين ووادي السند. وفي الوقت ذاته كانت ظفار بمينائها الحيوي سمهرم نقطة انطلاق اللبان الذي نسج شبكة تجارية معقدة ربطت دول المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط. ولم يقتصر الأمر على التجارة المادية؛ فبراعة العمانيين في الملاحة البحرية التي جعلتهم «سادة البحار» عززت خبرة البحارة العمانيين الملاحية، وقدرتهم على اكتشاف المسارات الملاحية، وتطوير عمارة السفن. وظهور عمان كقوة بحرية في المحيط الهندي ربطت بين القارات ونقلت معها السلع والعلوم والحضارات حولهم إلى وسطاء ثقافيين؛ حيث أسهموا من خلال خبرتهم الملاحية في انتقال الأفكار والتبادل الحضاري بين الشرق والغرب. والأهم من ذلك أن هذا الانفتاح والتفاعل المستمر مع حضارات متنوعة أسهم في تكوين هوية متفردة؛ حيث إن المبادئ الراسخة التي اعتمد عليها العمانيون في تجارتهم كالأمانة والصدق والتعامل السلمي هي ذاتها بذور الهوية العمانية التي اتسمت بالمرونة والقدرة على التعايش ما رسخ مكانتها كقوة مستقرة ووسيط حضاري عبر العصور.
المراجع:
1. آل عقيل، منيرة بنت علي صالح. (2025). مشاهد الحياة اليومية في حضارة مجان جنوب شرق الجزيرة العربية خلال الألف الثالث قبل الميلاد. حولية اتحاد الآثاريين العرب، عدد 28.
2. الجرو، أسمهان سعيد. الصلات التجارية بين ميناء سمهرم (ظفار) وموانئ شبه الجزيرة الهندية في ضوء المصادر اليونانية والرومانية والبينة الأثرية.
3. الجرو، أسمهان سعيد، والنعيمات، سلامة صالح. (بلا تاريخ). الملاحة البحرية مع شرق أفريقيا في العصر القديم والإسلامي: الملاحة العمانية نموذجاً. بحث منشور.
4. الجميلي، أحمد حسين أحمد. (2014). الصلات التجارية بين السومريين والمراكز التجارية في الخليج العربي (دلمون ومجان أنموذجا). مجلة آداب الفراهيدي، عدد 19
5. الحارثي، علي بن عبدالله. (2005). تعدين النحاس خلال العصور القديمة في صحار (رسالة ماجستير). الجامعة الأردنية.
6. الحوسني، راشد بن حميد بن سعيد. (بلا تاريخ). إسهام البحارة العمانيين في تأسيس المنهجية العلمية للملاحة البحرية وتطويرها. بحث منشور.
7. زيادة، نقولا. (1975). تطور الطرق البحرية والتجارة بين البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي. مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، س 1، ع 4.
8. عبد الحليم، رجب محمد. (2010). العمانيون والملاحة والتجارة ونشر الإسلام منذ ظهوره إلى قدوم البرتغاليين (الطبعة الثانية). مكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان للشئون الدينية والتاريخية.
9. عبدالمولى، أسامة محمود. (2013). تجارة البخور في جنوب شبه الجزيرة العربية في الفترة من القرن 10 إلى القرن 1 ق.م (رسالة ماجستير). جامعة الزقازيق.
10. عثمان، رحمة بنت أحمد، ويابار، محمد صالح، والزهيمي، صالح، ومحمد، لطيفة ناجحة بنت. (بلا تاريخ). الملاحة التجارة البحرية والمراكز الملاحية بين عمان و ماليزيا ومساهمتها في التجارة الدولية قديما : دراسة تاريخية. بحث منشور.
11. العليان، عبدالله. (2011). عُمان والتواصل الحضاري مع الشعوب والأمم الأخرى. مجلة نزوى، عدد 65
12. المديلوي، علي بن راشد. (2021). تجارة مجان في العصور القديمة من 3000 إلى 1300 ق.م. دارة الملك عبدالعزيز.
13. مفتاح، علي محمد فريد. (2013). موانئ الساحل العماني ودورها في تنشيط حركة السلع المتبادلة بين عُمان وبلاد الهند في العصر الإسلامي. مجلة الدارة، مج 39، ع 2.
سالم أحمد سالم الكثيري باحث عماني في مجال التاريخ القديم
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التجارة الدولیة الأبیض المتوسط بلاد الرافدین العالم القدیم الخلیج العربی المحیط الهندی منذ الألف حیث کان بل کانت
إقرأ أيضاً:
طقس فلسطين اليوم الأربعاء 19 نوفمبر
رام الله - صفا
توقعت دائرة الأرصاد الجوية، يوم الأربعاء، أن يكون الجو صافيا بوجهٍ عام مغبرا أحيانا وجافا ويطرأ ارتفاع على درجات الحرارة لتصبح أعلى من معدلها السنوي العام بحدود 3 درجات مئوية.
وأوضحت الأرصاد أن الرياح ستكون جنوبية شرقية إلى شمالية شرقية نشطة السرعة مع هبات قوية أحيانا والبحر خفيف ارتفاع الموج.
أما هذه الليلة؛ فيكون الجو صافيا بوجه عام وباردا خاصة فوق المرتفعات الجبلية، والرياح جنوبية شرقية إلى شمالية شرقية معتدلة إلى نشطة السرعة والبحر خفيف ارتفاع الموج.
وغدًا الخميس، توقعت الأرصاد أن يكون الجو صافيا بوجهٍ عام حاراً نسبياً إلى حار مغبرا أحيانا وجافا ويطرأ ارتفاع على درجات لتصبح أعلى من معدلها السنوي العام بحدود 7 درجات مئوية، والرياح جنوبية شرقية إلى شمالية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة والبحر خفيف ارتفاع الموج.