عقد عدد من علماء وباحثين المجموعة الاستشارية الدولية للزراعة "برنامج المساواة بين الجنسين والشمول الاجتماعي" ورشة عمل يوم الأربعاء ،لبحث وتطوير أجندة تعلم للمساواة بين الجنسين والشمول الاجتماعي في نظم الغذاء والأراضي والمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتستمر فعاليات الورشة المنعقدة بالقاهرة على مدار يومين، حيث تهدف إلي ترجمة الأدلة القائمة على البحث إلى خطة عمل ملموسة لضمان أن تكون الاستثمارات والسياسات الزراعية المستقبلية عادلة وقادرة على مواجهة تغير المناخ، وعلي الرغم من الدور المحوري للمرأة في الصمود المناخي وإنتاج الغذاء إلا أنها لا تزال تواجه عقبات هيكلية عميقة.

عقدت الورشة بالشراكة مع برنامج المساواة بين الجنسين والمراكز البحثية الدولية التابعة للمجموعة الاستشارية ومن بينهم المركز الدولي للأسماك، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، والمعهد الدولي لبحوث الأرز، والمعهد الدولي لإدارة المياه والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية

وخلال فعاليات الورشة تم التأكيد على مراجعة شاملة للأدلة التي تؤكد وجود فجوة حرجة، فبينما توثق الأبحاث بشكل متزايد دور المرأة في إدارة الموارد البيئية وأنظمة الغذاء، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تعوق النساء من الوصول إلى الموارد اللازمة.

وفي هذا السياق قالت الدكتورة رانچيتا بوسكور، الباحثة الدولية بمعهد الأرز ومديرة برنامج المساواة للمجموعة الاستشارية، إن التغير المناخي يزيد من حدة ندرة المياه وموجات الحر ويتسبب في تدهور البيئات الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وعلى الرغم من كون السيدات في خطوط المواجهة الأمامية لتلك المخاطر إلا أن مساهماتهن لا تحظى بالتقدير الكافي والدعم المطلوب، ولذلك نسعى جاهدين من خلال الورشة لوضع أجندة مشتركة من شأنها العمل علي تطوير حلول تؤدي إلى الوصول العادل للنساء للموارد المتعلقة بالزراعة وقطاع الأسماك والثروة الحيوانية وتقيم الدعم اللازم للتأكد من مشاركتهن في القرارات المتعلقة بإدارة تلك الموارد.

وخلال فعاليات الورشة أظهرت الأدلة البحثية مفارقة واضحة بين قدرات المرأة وفرصها في أنظمة الغذاء كما تشير عدد من الأبحاث إلى مجموعة من الحلول القابلة للتحقق

من جانبها أشارت الدكتورة دينا النجار، الباحثة المختصة بالنوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين بمنظمة الإيكاردا ،أن التعاونيات الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تتمتع بحوكمة متوازنة بين الجنسين، لديها قدرة أكبر علي تحقيق مستويات أعلى من التمكين والوصول إلى الموارد، مشيرة إلى أن مرحلة مراجعة الأدلة البحثية التي سبقت الورشة قد كشفت عن تحديات مستمرة تواجه النساء والشباب، فبينما تزداد مشاركة المرأة في العمل الزراعي – لتتجاوز خمسين بالمئة من القوى العاملة في عدة دول – لا يزال هناك مفارقة واضحة بين الجنسين.

المفارقات والاستراتيجيات الداعمة لتمكين المرأة

وأكد الباحثون خلال الورشة بأن جدول الأعمال يتضمن مناقشة العديد من الأدلة التي تبحث تطور السياسات والاستراتيجيات وسوف يتم تسليط الضوء على كلاً من التحديات والمسارات المؤدية إلى تمكين النساء والشباب. 

ففي مصر، يمثل العاملين والعاملات في قطاعي الزراعة والأسماك يمثلون ما يقرب من ١٩٪ من إجمالي السكان وعلى الرغم من ذلك لا تزال هناك فجوة هائلة في الأصول بين الجنسين، إلا أن الدولة المصرية قد نجحت في إطلاق العديد من الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة تلك التحديات.

وفي هذا الصدد أكدت المهندسة منة مصباح، الباحثة في النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين بالمركز الدولي للأسماك، أن برامج تمكين المرأة والشباب تستند الآن لعدد من الاستراتيجيات الوطنية الفعالة مثل الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي ٢٠٥٠، استراتيجية المجلس القومي للمرأة لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠ وكذلك رؤية مصر٢٠٣٠، فقد كان للمركز الدولي العديد من المبادرات الناجحة والتي استندت آليات تنفيذها لهده الاستراتيجيات من بينها مشروع تمكين السيدات بائعات الأسماك في مصر والذي يعد نموذجاً ناجحاً لدعم السيدات العاملات في قطاع البيع بالتجزئة وساهم في خلق ٤٠٠ فرصة عمل وجمع بين ريادة الأعمال واستخدام الأدوات الرقمية.

وفي الجوار، أطلقت الأردن الخطة الوطنية للخدمات البيطرية والإرشاد الزراعي ٢٠٢٤ - ٢٠٣٠، والتي تمثل خطوة كبيرة من خلال هدفها بدعم ٨٥٪ من المرشدات الزراعيات والاستفادة من الأدوات الرقمية مثل السجل الوطني للمزارعين هذا التوجه السياسي يتماشى مع الأدلة الإقليمية التي تؤكد أن الحوكمة المتوازنة بين الجنسين في التعاونيات تؤدي إلى تمكين ووصول أكبر إلى الموارد، وفي نفس المسار  أطلقت المغرب استراتيجية الجيل الأخضر ٢٠٢٠ - ٢٠٣٠ والتي تهدف إلى وربط مليوني مزارع بالخدمات الرقمية.


سد الفجوات وبناء المستقبل

وأضافت الدكتورة رحمة آدم، الباحثة الدولية للنوع الاجتماعي بالمركز الدولي للأسماك بدولة كينيا،أن البيانات واضحة فلا يمكن تطوير أنظمة غذائية قادرة على مواجهة المناخ بدون مساواة بين الجنسين، كما أن تهميش دور المرأة في القطاع الزراعي يمثل عائقاً يمنع تطوير استثمارات البحث والتنمية وأن جهودنا بالمركز الدولي تركز على أن المرأة هي حجر الأساس في الوصل إلى أهداف التنمية المستدامة فالسؤال الذي يجب أن نسأله هو: ما الذي يتطلبه الأمر لتقدير مساهماتها حقاً .

طباعة شارك المساواة برنامج المساواة برنامج المساواة بين الجنسين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المساواة برنامج المساواة برنامج المساواة بين الجنسين المساواة بین الجنسین الشرق الأوسط وشمال برنامج المساواة العدید من إلا أن

إقرأ أيضاً:

اليوم.. العرض الأول لفيلم "اغتراب" بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

 

يعرض اليوم الأربعاء 19 نوفمبر، في إطار عروض الجالا بالدورة 46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فيلم "اغتراب" للمخرج مهدي هميلي، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك ضمن المسابقة الدولية، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية في تمام الساعة 9:00 مساءً.
الفيلم، وهو عمل روائي طويل يمتد لـ120 دقيقة، يأتي بإنتاج مشترك بين تونس ولوكسمبورج وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية، ويُقدَّم باللغة العربية. 
تدور أحداث "اغتراب" داخل واحد من أكبر مصانع الصلب والفولاذ في تونس، حيث يتعرض محمد لانفجار مروّع يترك قطعة معدنية مغروسة في رأسه، تتحلل ببطء مع مرور الوقت. وبعد الحادث، يجري تهميشه ونقله من وظيفته الأساسية إلى مهمة حارس أمن، فيتحول إحباطه إلى سعي محموم للانتقام. وفي رحلته المظلمة لكشف حقيقة ما حدث، يكتشف محمد خيوط مؤامرة أكبر بكثير، بينما تتدهور صحته الجسدية تدريجيًا، ليصبح صراع البقاء متشابكًا مع صراع الحقيقة والكرامة.
مخرج الفيلم مهدي هميلي هو أحد أبرز الأصوات السينمائية التونسية المعاصرة. مخرج وكاتب سيناريو ومنتج، عُرف بأفلامه الجريئة التي نالت إشادة واسعة في المهرجانات العالمية. في فرنسا، أنجز ثلاثية مميزة بالأبيض والأسود تناولت الحب والمنفى، وضمت أفلام: "لحظة إكس" (2009)، "لي لا" (2011)، و"ليلة بدر" (2012)، مؤكدًا بصمته الخاصة في تناول التجارب الإنسانية المعقدة. 
عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • «المجموعة الاستشارية للمساواة بين الجنسين» تضع أجندة مشتركة لأنظمة الغذاء
  • دولة قطر تشارك في الاجتماع الـ41 لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • اليوم.. العرض الأول لفيلم "اغتراب" بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • الرئيس اليمني يستقبل وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا
  • محافظ البنك المركزي المصري يرأس اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • اعتراف إسرائيلي: لم ننتصر بعد في الحرب التي أعادت القضية الفلسطينية للواجهة
  • اليوم… عرض فيلم "باب" لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 
  • اليوم… العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم "الأشياء التي تقتلها" على المسرح الكبير
  • اليوم… عرض "الجولة 13" لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن مسابقة آفاق السينما العربية