الثورة نت /..

اتهم وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز باريّا، اليوم الاثنين، الولايات المتحدة الأمريكية بالاستمرار في فرض الحصار الاقتصادي على بلاده منذ أكثر من ثلاثة عقود، متجاهلة إرادة الغالبية الساحقة من المجتمع الدولي.

وأوضح الوزير الكوبي، في تدوينة على منصة “إكس” ، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قبل 33 عامًا قرارًا يدعو إلى رفع الحصار الأمريكي عن كوبا، إلا أن واشنطن استمرت في سياساتها التعسفية التي تهدف إلى إرغام الشعب الكوبي على الاختناق والحرب الاقتصادية، مع تصعيد إجراءاتها القسرية الأحادية الجانب التي تحمل طابعًا خارجيًا واضحًا.

وأكد أن كوبا ليست وحدها في مطالبتها المستمرة برفع الحصار، مشيرًا إلى استمرار دعم المجتمع الدولي لها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لماذا تريد أمريكا تغيير النظام في فنزويلا؟

في يوم الاثنين، أعلنت الولايات المتحدة رسميًا تصنيف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وحلفائه في الحكومة كأعضاء في منظمة إرهابية أجنبية تُسمّى (كارتيل ذي لوس سوليس)، وتعني (عصابة الشمس)، وهي جماعة لا وجود لها أصلًا.

يقول فيل غونسون، وهو محلل بارز في مجموعة الأزمات الدولية، المؤسسة البحثية المستقلة المتخصصة في تحليل النزاعات، في مكالمة هاتفية من العاصمة كاراكاس: «لا وجود لكارتيل كهذا». ويضيف أن المصطلح ظهر قبل أكثر من 30 عامًا، وهو مجرد اختصار صحفي، «وبقي نوعًا من المزاح اللغوي». ويشبّه الأمر بما لو صنّف دونالد ترامب «الدولة العميقة» بأنها عصابة إجرامية.

لكن هذا التصنيف الوهمي قد تكون له تبعات خطيرة. يقول غونسون: «أعتقد أن الرسالة الموجّهة إلى مادورو هي أنه يُعامل الآن بصفته إرهابّيا، وبالتالي قد يلقى المصير نفسه الذي لقيه أسامة بن لادن». إنها إشارة تهديد وتبرير في الوقت نفسه لإمكانية عملية لتغيير النظام، وهي مغامرة عسكرية تبدو عبثية تمامًا، لكنها في الوقت ذاته تبدو أكثر ترجيحًا يومًا بعد يوم.

لا أحد يعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة على وشك أن تبدأ قصف فنزويلا، لكن خطاب الإدارة الأمريكية حول «كارتيل ذي لوس سوليس» ليس سوى علامة من علامات كثيرة مقلقة. فمنذ أشهر، تنفّذ الولايات المتحدة عمليات قتل خارج نطاق القانون ضد مشتبه بتورطهم في تهريب المخدرات، وكثير منهم من الفنزويليين، في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي. ووفقًا لتقارير صحيفة نيويورك تايمز، تبرر الإدارة هذه العمليات بزعم أن الولايات المتحدة في حالة «نزاع مسلح» مع كارتيلات المخدرات.

ويبدو الآن أن الإدارة تستعد لتوسيع هذا «النزاع» ليشمل فنزويلا. فقد وصلت مؤخرًا أكبر حاملة طائرات في البحرية الأمريكية (يو. إس. نيفي) إلى المنطقة، ضمن أكبر حشد عسكري في الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية (أزمة عام 1962 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي). كما كشفت الصحيفة نفسها أن ترامب وافق على خطط لعمليات سرية تنفّذها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في فنزويلا. في الوقت نفسه، تلغي شركات الطيران رحلاتها بعد تحذير صادر عن هيئة الطيران الفيدرالية، الجهة المنظمة لشؤون الطيران المدني في الولايات المتحدة، بشأن «تدهور الوضع الأمني».

ورغم ذلك، لا يبدو أن الولايات المتحدة تعيش أجواء ما قبل حرب. ففنزويلا بالكاد تحضر في النقاش العام. ووفق استطلاع لـشبكة (سي. بي. إس)، ومؤسسة (يو. جوف)، وهي جهة استطلاعات رأي بريطانية، فإن واحدًا فقط من كل خمسة أمريكيين سمع أو قرأ شيئًا يذكر عن هذا الحشد العسكري. حتى التبريرات التي تقدمها الإدارة لعمل عسكري محتمل تجعل مسوغات حرب العراق تبدو متماسكة مقارنة بها. وكأن البيت الأبيض لم يعد يبالي برأي الجمهور لدرجة أنه لم يُكلف نفسه حتى بجهد حملة دعائية مقنعة.

تقول الإدارة إن عداءها لفنزويلا سببه تورطها في تهريب المخدرات. لكن مخدر الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية مسؤولة عن أزمة الإدمان في الولايات المتحدة، لا يُنتج في فنزويلا ولا يمر عبرها. هي مجرد ممر لتهريب الكوكايين، لكن في المقام الأول إلى أوروبا. لذا يبدو أن خطاب «الحرب على المخدرات» ليس إلا ذريعة. ولكن ذريعة لأي شيء؟

يقول غونسون: «هناك تحالف غير مستقر داخل الإدارة» فماركو روبيو، الذي يشغل منصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بالإنابة، هو من يوجّه سياسة البيت الأبيض تجاه فنزويلا. وروبيو معادٍ شرس للشيوعية، ويبدو مقتنعًا بأن إسقاط مادورو قد يساعد على إسقاط النظام في كوبا، حيث وُلد والداه. ويتمنى آخرون، كما يقول غونسون، لو يستطيعون قصف تجار المخدرات في المكسيك، حيث ينشأ معظم الفنتانيل، ويرون أن مهاجمة فنزويلا قد توصل رسالة على الأقل.

ويرى آخرون أن ترامب مفتون بفكرة القرن التاسع عشر القائمة على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ للقوى الكبرى، معتقدًا أن إسقاط مادورو سيكون وسيلة لاستعراض الهيمنة الأمريكية في نصف الكرة الغربي. ولا ننسى أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطيات نفط مؤكدة في العالم. وقد قال وزير الخزانة سكوت بيسنت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الإخباريّة: «إذا حدث شيء ما في فنزويلا، فقد نشهد انخفاضًا في أسعار النفط».

إن كوننا لا نملك إلا التخمين بشأن أسباب تهديد الولايات المتحدة لفنزويلا يوضح غرابة هذه السياسة. فالأمريكيون لا يبدون متحمسين لهذه الحرب؛ إذ أظهر الاستطلاع نفسه أن 70% من المستطلعة آراؤهم يعارضون أي عمل عسكري. وترامب خاض حملة 2024 ضد الحروب العبثية، وحذّر السيناتور راند بول، الجمهوري من ولاية كنتاكي الأمريكية، من أن ضرب فنزويلا قد يشق صف حركة «لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا». ربما لهذا السبب لا نرى نقاشًا عامًا؛ فقصف فنزويلا يبدو خيارًا غير منطقي لدرجة أن معظم الناس لا يصدقون أنه فعلي.

ويرى غونسون أن فريق ترامب كان يأمل بأن يؤدي الضغط إلى هروب مادورو أو إسقاطه، وهو ما كان غير واقعي منذ البداية. ويضيف أنه «من دون توسع عسكري حقيقي، لا أرى نقطة قد يقول فيها مادورو: «إنهم لا يمزحون». وإذا صحّ تقديره، فقد يعقد ترامب صفقة مع مادورو، أو يُعلن «النصر» وينسحب.

لكن غونسون يخشى أن ذلك ليس السيناريو الأكثر احتمالًا. فهو يقول: «أشعر أنهم اختلقوا حربًا وهمية، ومضوا فيها بعيدًا لدرجة أنهم صاروا مضطرين إلى خوض حرب حقيقية فعلًا».

مقالات مشابهة

  • الصعيد يقود التنمية.. برنامج مصري يحصد ثقة الأمم المتحدة والبنك الدولي
  • 4 دول أوروبية تدين جرائم المستوطنين وتطالب “إسرائيل” بالالتزام بالقانون الدولي
  • ليبيا تطالب بتعزيز التعاون الدولي لمكافحة «الاتجار بالبشر»
  • كوردستان يدعو المجتمع الدولي للضغط على الحكومة العراقية لوقف الاعتداءات
  • لماذا تريد أمريكا تغيير النظام في فنزويلا؟
  • اختتام أعمال المؤتمر الدولي الـ38 لمسلمي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي
  • وقفة أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء تطالب بفتح مطار صنعاء الدولي
  • المجلس الوطني: يوم التضامن الدولي تجديد للالتزام العالمي بحماية حقوق شعبنا
  • «دلياني»: المجتمع الإسرائيلي يُربّي أجيالاً ترى الفلسطيني مادة للإبادة
  • تهديد مُفرط وعدواني.. كوبا تتهم الولايات المتحدة بأنها تريد الإطاحة بحكومة فنزويلا بالعنف