لوحة نادرة لغوستاف كليمت تسجّل رقماً قياسياً وتصبح أغلى عمل فني يُباع في مزاد
تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما الذي يجمع بين مرحاضٍ ذهبي شهير ولوحةٍ لغوستاف كليمت كادت أن تهلك؟ كلاهما افتتحا أول مزاد تقيمه دار "سوزبيز" للمزادات في مقرّها الأميركي الجديد بنيويورك، في ليلة صاخبة حطّمت الأرقام القياسية.
في وقتٍ مبكر من المزاد، تحوّلت لوحة الرسّام النمساوي غوستاف كليمت، "بورتريه إليزابيث ليدرر"، إلى أغلى عمل فنييُباع حديثًا في مزاد علني على مرّ التاريخ، بعدما بلغ سعرها 236.
وخلال المزاد، شدّد رئيس "سوزبيز" في أوروبا أوليفر باركر على أنّ هذه القطعة تُعد واحدة من آخر الفرص لاقتناء بورتريه بهذه الأهمية للفنان. ففي العام 2023، بيعت آخر لوحة مكتملة لكليمت، "السيدة مع المروحة"، بمبلغ 108.4 ملايين دولار.
حقّقت معظم الأعمال المعروضة أسعاراً متساوية أو أعلى من التقديرات العليا، بينها لوحة للرسّام النرويجي إدفارد مونك بيعت بـ35.1 مليون دولار، ومنظر طبيعي لكليمت بيع بـ86 مليون دولار.
خلال الأمسية، جذبت منحوتة للفنّان الأمريكي ألكسندر كالدر تسعة مزايدين متحمسين، وبيعت بنحو ثلاثة أضعاف تقديرها الأعلى، مسجّلة 889 ألف دولار. وحتى الآن، حقّقت مجموعة لودر ما مجموعه 527.5 مليون دولار، متجاوزة بكثير تقديراتها التي بلغت 400 مليون دولار، مع بقاء أعمال أخرى ستُعرض للبيع خلال فعالية نهارية منفصلة.
وأطلقت مجموعة لودر ليلةً انتصارية لقمة سوق الفن الذي شهد تباطؤاً منذ أكثر من عامين. وبالاقتران مع عائدات مزاد الفن المعاصر الذي تلاها، حقّقت "سوزبيز" إجمالي مبيعات بلغ 706 ملايين دولار، مسجّلة رقماً قياسياً شخصياً لدار المزادات.
وقاد المزاد الرئيسي الثاني عملٌ ضخم للفنان الأميركي جان-ميشيل باسكيات بقيمة 48.3 مليون دولار، كما سُجّل رقم قياسي جديد للرسامة البريطانية المعاصرة سيسيلي براون عند 9.8 ملايين دولار. في المقابل، فشلت قطعتان بارزتان للفنانين الأميركيين كيري جيمس مارشال وباركلي إل. هيندريكس في البيع.
عرض واحد لقطعة "أمريكا"اعتُبر المرحاض المصنوع من ذهب عيار 18 قيراطاً بوزن 220 رطلاً للفنان المفاهيمي المثير للجدل ماوريتسيو كاتيلان، الذي يحمل اسم "أمريكا"، من أغرب معروضات الحدث، ولم يجذب سوى عرضٍ واحد.
وهي نسخة مطابقة من الإصدار الشهير الذي عُرض سابقاً في متحف غوغنهايم كمرحاض يعمل فعلياً، سُرق لاحقاً ولم يتم العثور عليه حتى اليوم. وللمرة الأولى، تحدّد سعر الانطلاق لقطعة "أمريكا" التي كانت مملوكة بشكل خاص منذ العام 2017، بناءً على قيمة وزنها من الذهب، أي حوالي 10 ملايين دولار.
اعتمد هذا الأسلوب في التسعير على فكرة تسليط الضوء على الفرق بين القيمة الفنية للعمل وقيمته المادية، بحسب ما أوضحه ديفيد غالبرين، رئيس قسم الفن المعاصر لدى دار "سوزبيز". ورغم ذلك، تقدّم مشترٍ واحد فقط بعرض، وهي شركة "ريبليز بيليف إت أور نوت"، التي تدير معالم سياحية ومتاحف تعرض مقتنيات غريبة وغير مألوفة، وحصلت على القطعة بسعر 12.1 مليون دولار، فيما لا يزال غير معروف ما إذا كان سيُسمح للزوار بالجلوس عليه.
شكّل المقر الجديد لـ"سوزبيز" تحوّلاً كبيراً في حضور الدار أمام الجمهور، إذ يقع قرب "مايل المتاحف" الشهير في نيويورك حيث توجد أبرز المؤسسات الثقافية.
وجاء الافتتاح في وقتٍ صعب بالنسبة لسوق الفن، إذ تراجعت المبيعات العالمية للأعمال الفنية والتحف للعام الثاني على التوالي في العام 2024، وأغلقت صالات عرض تقليدية كبرى عديدة أبوابها، أو غيّرت أسلوب عملها، فيما شهدت دور المزادات "سوذبيز" و"كريستيز" و"فيليبس" تراجعاً في المبيعات بنسبة 8% مقارنة بالعام السابق.
في المقابل، ساهم النجاح الكبير لمزاد أعمال جامِعة الفنون والراعية بولين كاربيداس السريالية خلال الصيف، إلى جانب تقارير عن صمود سوق الفئة المتوسطة، في ظهور تحليلات حذرة تشير إلى احتمال تعافي السوق.
أمريكارسمفنونمزاداتمعارضنيويوركنشر الخميس، 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: رسم فنون مزادات معارض نيويورك ملایین دولار ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
فجوة جندرية في سوق الأعمال الفنية: لِمَ ندفع أقل مقابل إبداع النساء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كسرت اللوحة الذاتية للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو الأرقام القياسية كأغلى عمل لفنانة يُباع في مزاد، بعدما بيعت مقابل 54.7 مليون دولار، في مزاد نظمته دار سوزبيز للمزادات بنيويورك.
وبذلك، تراجعت كل من لوحة الفنانة الأمريكية الراحلة جورجيا أوكيف "Jimson Weed/White Flower No.1"، إلى المركز الثاني مقابل 44.4 مليون دولار، ولوحة "دييغو وأنا" لكاهلو إلى المركز الثالث مقابل 34.9 مليون دولار.
تبدو هذه الأسعار مرتفعة، إلا أنها تبقى متدنية مقارنة بمبيع أعمال الرجال الفنية. إذ بيعت لوحة الفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي، "سالفاتور مندي"، مقابل مبلغ مذهل بلغ 450.3 مليون دولار في مزاد كريستيز العام 2017.
ولا تقتصر الفجوة بين الجنسين على الفنانين المتوفين فقط. في وقت سابق من هذا العام، حققت الفنانة مارلين دوماس من جنوب إفريقيا رقمًا قياسيًا لأعلى سعر دفع مقابل عمل لفنانة حية. إذ بيعت لوحتها الكبيرة "مس جانيواري"، التي تصوّر امرأة نصف عارية، مقابل 13.6 مليون دولار في مايو/أيار، متجاوزة لوحة جيني سافيل "بروبد" التي بيعت مقابل 12.4 مليون دولار في 2018.
تجدر الإشارة إلى أنّ رقم دوماس لا يشكل حتى 15٪ من الرقم القياسي الحالي لأعمال فنانين رجال أحياء؛ إذ بيع تمثال جيف كونز "رابيت" مقابل أكثر من 91 مليون دولار في العام 2019.
يعتقد الخبراء أنّ أسباب هذه الفجوة الكبيرة هي التحيّز ضد النساء، والتمييز العمري، وسيطرة الرجال على دور المزادات والمتاحف.
وأظهرت دراسة أجريت في العام 2021، وجود تحيّز واضح بين الجنسين في كيفية تقييم المجتمع للأعمال الفنية. وقادت رينيه ب. آدامز، أستاذة التمويل بكلية سايد للأعمال في جامعة أكسفورد.
عرض الباحثون في التجربة على مجموعتين من المشاركين سلسلة من الأعمال الفنية المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي وطلبوا منهم تقييمها. عُرضت الأعمال على مجموعة مع توقيع فنان رجل، وأخرى مع توقيع فنانة. فأظهرت النتائج أن الأعمال المنسوبة لفنان رجل حصلت على تقييم أعلى من قبل زوّار المعارض مقارنةً بالأعمال المنسوبة إلى امرأة.
تدرس آدامز حاليًا مزادات البطاقات البريدية السرية، حيث يُفترض أن يكون الفنان مجهول الهوية. ووجدت أنه "إذا لم يستطع المشترون معرفة هوية الفنان، لا يوجد فرق في السعر بين الجنسين، لكن بمجرد معرفة هويّته، يظهر فرق السعر بحسب الجنس". وأشارت إلى أن حجم الفجوة في سوق الفن يفوق ما يُسجّل في القطاعات الأخرى.
اتبعت الفنانة والكاتبة ومؤرخة الفن هيلين غوريل، كجزء من بحثها لكتابها "Women Can’t Paint" الصادر في العام 2020، منهجًا تحليليًا لأعمال المزادات. أنشأت جدول بيانات يضم 5,000 لوحة في السوق الثانوية بمزادات كبيرة مثل "سوزبيز" و"كريستيز" و"فيليبس"، ووجدت أنّ قيمة الأعمال الموقّعة من رجال ترتفع مقارنةً بالأعمال غير الموقّعة، بينما تنخفض قيمة أعمال النساء عند توقيعها.
وترى غوريل أن المؤسسة الفنية تبرز نجاح فنانات مثل جيني سافيل، وفريدا كاهلو، وبريدجيت رايلي، ويايوي كوساما لتظهر تقدّمًا، لكنها تؤكد أن الواقع مختلف، وأنّ النجاح كان أكبر في التسعينيات، أما الآن فهو يقتصر على عدد أقل من النساء، لكنه أوسع نطاقًا.
تعمل غوريل حاليًا على كتابين آخرين حول فجوة الجنسين في الفن، وأكدت أن أحدث أبحاثها تُثير القلق. فقد تحدّثت مع فنانات تم تجاهلهنّ بعد إنجاب الأطفال، وأُخبرن أن أعمالهنّ لا يمكن بيعها، مضيفة أنه "يقول التجار أنّ المشترين يفقدون الثقة في النساء بعد الإنجاب لأنهنّ لن يتمكنّ من التركيز بالكامل على فنّهن".
تلقي غوريل جزءًا كبيرًا من اللوم على المتاحف، مؤكدة أن قلة جمع المتاحف لأعمال الفنانات يؤثر على قيم الأعمال في السوق الثانوية ويشكّل تصور المشترين لقيمة الفن.
حتى أنّ بعض الفنانات أنفسهنّ تبنّين هذا الاعتقاد، مثل تريسي إمين، التي صرحت في العام 2014ـ بأنها كانت تعتقد أن إنجاب الأطفال سيؤثر على عملها الفني. كما أشارت غوريل إلى أنّ العمر ومعايير الجمال تمثل تحديات إضافية؛ فقد نصح أحد التجار فنانة بحقن البوتوكس لأنها "تبدو منهكة"، مضيفة: «لكن الرجال يُسمح لهم بأن يكونوا كبار السن وقبيحي المظهر".
من جانبها، قضت فاليريا نابوليون، قيّمة فن إيطالية، ثلاثة عقود في جمع أعمال الفنانات، مؤكدة أن هدفها كان البحث عن أصوات نسائية تم إسكاتها عبر تاريخ الفن، وتضم مجموعتها الآن حوالي 560 عملًا لكنها لاحظت أنّ الرجال ما زالوا يهيمنون على عالم الفن المعاصر.
ومن ناحية أكثر تفاؤلًا، قالت هارييت لوفلر، أمينة مجموعة الفن النسائي في كامبريدج، إن مزاد كاهلو الأخير سلّط الضوء على تمثيل النساء، وبدأت المتاحف باتخاذ خطوات لتصحيح هذا التفاوت.