جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-02@04:37:49 GMT

نحيب الفقر

تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT

نحيب الفقر

 

 

سالم مبارك الخويطر **

[email protected]

 

 

لا يتوقف سيْل الحروب والكوارث على كوكب الأرض، فما إن تنتهي حربٌ حتى تندلع شرارة حرب جديدة، وما إن تحلّ كارثة إلا وتبعتها أخرى، في مشاهد مأساوية تزاحمت في آلامها وندباتها على الأرواح قبل الأجساد.

ويتكرر المشهد وتكتظ تفاصيله بكل مآلات الأسى وبكل إرهاصات الحزن المهلهلة بشتات العقول التي ما عادت تعرف فك شفرة تلك الصراعات والكوارث، وتكاد تفقد بوصلة اتجاهاتها، هنا وهناك وفي كل بقعة من العالم تطلُ المآسي برأسها، أرواح أنهكها الجوع والعرى تتشبث بالحياة تحت خيامٌ بالية مهلهلة تتطاير مع أيّ هبّة ريح تكشف أكثر ممّا تستر، وتعرّي أكثر مما تغطي،  ما بين حرارة صيف تشوي الآمال قبل الأجساد وبين برودة الشتاء التي تكاد تشهق منها الأرواح، وتتجمد معها الأمنيات، وأمطار جعلت منها بندقية الفقراء، وكشفت الوجه القبيح للإنسانية ومرّغت كل حقوق الإنسان بوحْل العوز والجوع والعطش، وأطاحت بزيف العدالة ومحكمتها الدولية، وتحوّلت مخيمات اللاجئين والنازحين إلى أشبه ما تكون صناديق للفقر يُسْمع صدى نحيبه بنظرات الأرواح الشاردة والعيون الباحثة عن بصيص أمل يعيد لها الشعور بإنسانيتها، هنا وهناك ملايين الأرواح المعذبة بعذابات الفقر والعوز، فمنها من قضى نحبه في الحروب ومنها من قضى نحبه من الفقر ومنها من ابتلعته البحار والمحيطات أو تقطعت به الطرق في الصحاري الحارقة في لهيب الصيف، ومنها من ينتظر على قارعة الفقر والعوز.

آخر السَطر.. يا لهوْل الفقر إن صال وجال وحلّ في الأرواح، يكاد يُسمع أنينه ونحيبه تحاول أن تلفظه الأرواح لكن دون جدوى فمنها من صافح الفقر استسلاما ورضاً ومنها من صافح الفقر احتيالا ومتحيّنا الفرصة للفكاك والهروب من ذلك الغول، آهات تعزف لحن الفقر لعلّها تُسمع وتفك صمم الإنسانية، ولعلّها تصل به إلى عنان السماء فزعاً وطلباً لعون الله، الفقر ذلك الابتلاء المقدّر والمكتوب زاد وتفشى ليس نقصاً في الموارد والأموال ولكن من سوء وتهوّر ورعونة بعض الأنظمة القمعية والدكتاتورية التي خرجت عن مسار الإنسانية وتقتات على عذابات الناس وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية وتمتعهم بالحياة الكريمة، للفقر ملايين القصص بعدد ملايين الأرواح التي تتوارث الفقر، ولكن يكفيها فخراً أنّ أحمالها وأوزارها خفيفة يوم الحساب على عكس بعض المتخمين بالغنى الحرام فأحمالهم وأوزارهم أثقل من الجبال الراسيات، اللهم إنا نعوذ بك من الفقر والجوع وضلع الدّين وقهر الرجال وأن نردّد إلى أرذل العمر.

يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضِدَّهُ

والناسُ تغلقُ دونهُ أبوابَها

وتراهُ مبغوضاً وليسَ بِمُذنبٍ

ويرى العداوةَ لا يرى أسبابَها

حتى الكلابَ إذا رأتْ ذا ثروةٍ

خضعتْ لديهِ وحرَّكَتْ أذنابَها

وإذا رأتْ يوماً فقيراً عابراً

نَبَحَتْ عليهِ وكَشَّرَتْ أنيابَها

** كاتب كويتي

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«القاتل الصامت» يواصل حصد الأرواح في الجزائر

تشهد الجزائر موجة جديدة من حوادث الاختناق بسبب غاز أحادي أكسيد الكربون، المعروف بـ”القاتل الصامت”، حيث تسببت هذه الحوادث في وفاة وإصابة العديد من المواطنين خلال الأيام الأخيرة، على الرغم من الحملات المتكررة للتوعية بخطر الغاز وانبعاثاته في الأماكن المغلقة.

وفي ولاية تيبازة، لقي ثلاثة أفراد من عائلة واحدة حتفهم إثر تسرب الغاز من سخان الماء داخل منزلهم، فيما أصيب شخصان آخران أثناء محاولتهما إنقاذهم، وفتحت الجهات الأمنية تحقيقاً في الحادث لمعرفة الملابسات.

وفي ولاية الجلفة، توفي شخصان داخل مستودع لتصليح الأجهزة الكهرومنزلية بعد استنشاق الغاز المتسرب من مدفأة، بينما سجلت ولاية سيدي بلعباس تسع حالات اختناق في ثلاثة حوادث منفصلة ناجمة عن سوء استخدام وسائل التدفئة وانعدام التهوية المناسبة.

كما أصيب ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في تيميمون بحالات اختناق إثر تسرب غاز البوتان، بينما توفي رجل يبلغ 49 سنة في باتنة بعد العثور عليه داخل منزل قيد الإنجاز إثر اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون.

وتجمع الحوادث الأخيرة على أن الاستهتار بقواعد السلامة وغياب التهوية المناسبة هما السبب الرئيسي في وقوعها، على الرغم من التحذيرات المتكررة التي تصدرها مصالح الحماية المدنية في مختلف الولايات الجزائرية.

وغاز أحادي أكسيد الكربون يعد من أكثر أسباب الاختناق شيوعاً في الجزائر والعالم، خاصة خلال فصل الشتاء مع ارتفاع استخدام وسائل التدفئة التقليدية والمكثفات المنزلية غير المهيأة للتهوية.

وسجلت الجزائر خلال السنوات الماضية عشرات الحوادث المميتة المرتبطة بهذا الغاز، ما دفع السلطات إلى إطلاق حملات توعية موسعة، إلا أن الوعي العام والإجراءات الوقائية لا تزال محدودة في العديد من المناطق.

مقالات مشابهة

  • عمر كمال: مش بقلد محمد فؤاد ولكن تأثرت بيه
  • ما حكم الإنشاد الديني للنساء في حفل مختلط؟.. أمين الإفتاء: مباح ولكن بشروط
  • «القاتل الصامت» يواصل حصد الأرواح في الجزائر
  • ما لاتعرفه عن العمل الصالح؟.. إمام مسجد السيدة زينب يجيب
  • "جرامين يمن"... بارقة أمل لمكافحة الفقر
  • دعاء الرزق في الصباح.. 4 آيات تنفي الفقر عن بيتك وبيوت الجيران
  • تركيا.. تكلفة الغذاء لأسرة من 4 أفراد تصل 30 ألف ليرة!
  • زيت الزيتون البكر.. منتج طبيعي يحسّن صحة الأوعية الدموية ولكن بشروط
  • خلع حذاءه بالمسجد ولكن هل صلى؟.. بابا الفاتيكان يدخل جامعا لأول مرة منذ انتخابه في إسطنبول