سواليف:
2025-12-02@11:10:19 GMT

وزيرة عربية تنهي حظر ارتداء البنطال على النساء !

تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT

#سواليف

قبل قرن ونصف من الزمان، لم يكن #البنطال، قطعة ملابس عادية في #حياة_النساء كما نراها اليوم، بل كان سلوكا يستحق صيحات الاستهجان، وربما الاعتقال.

لم يكن من الممكن رؤية امرأة في باريس القرن التاسع عشر وهي تسير في #الشارع مرتدية البنطال من دون أن تُقابل بنظرات الازدراء، وقد تصل بها الأمور إلى أن تَقبض عليها الشرطة!
كان المشهد الأوروبي، وتحديدا الفرنسي، محكوما بقوانين صارمة تحظر على النساء ارتداء البناطيل، باعتبار أن في ذلك انتهاكا للنظام الذكوري السائد، وتحديا للفروقات الاجتماعية المقننة بين الجنسين.

يعود تاريخ هذا المنع إلى ما بعد الثورة الفرنسية، تحديدا في عام 1799، عندما صدر قانون يمنع النساء من ارتداء ملابس الرجال، ويُلزم أي امرأة ترغب في انتهاك هذا التقليد أن تتوجه إلى مركز الشرطة للحصول على تصريح خاص.

مقالات ذات صلة 6 دقائق من الظلام.. أطول كسوف شمسي يغمر سماء دول عربية في هذا الموعد 2025/12/02

لم يكن الحصول على هذا التصريح سهلا، إذ كان على المرأة أن تقدم تبريرا مقنعا، إما لسبب طبي يتعلق بصحتها، أو لضرورة مهنية لا تسمح لها بارتداء الفستان. على الرغم من هذه القيود، سُجلت المئات من هذه التصاريح على مدر القرن التاسع عشر، وكان بين الحاصلات عليها شخصيات بارزة مثل رسامة الحيوانات الشهيرة روزا بونور، وعالمة الآثار والروائية جين ديولافوا.

من أبرز من تحدين هذا الحظر الكاتبة الفرنسية الشهيرة جورج ساند، التي اشتهرت بملابسها الرجالية وموقفها المساند للمرأة. وعندما سُئلت عن سبب ارتدائها البنطال، أجابت ببراعة: “أنا فقيرة جدا ولا أستطيع شراء الفساتين”. كانت إجابتها هذه تحمل في طياتها سخرية لاذعة، فالحقيقة أن الفساتين في ذلك الوقت كانت باهظة الثمن فعلا مقارنة ببدلات الرجال، لكن السبب الجوهري لم يكن التكلفة بقدر ما كان الرغبة في تذوق حرية الحركة والانعتاق من قيود الملابس التقليدية التي حُرمت منها النساء لقرون.

شهدت نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين بعض التخفيفات الطفيفة، ففي عامي 1892 و1909 سمح للنساء بارتداء السراويل دون موافقة مسبقة في حالات محدودة، مثل ركوب الدراجات أو قيادة الخيول. لكن المفارقة المثيرة للدهشة أن هذه القوانين التقييدية بقيت سارية المفعول رسميا حتى أواخر القرن العشرين، حيث سُمح رسميا لعضوات مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية بارتداء البنطال خلال الجلسات في عام 1980.

خلف هذا الحظر الطويل كانت هناك حجج متعددة، اقتصادية وسياسية وأخلاقية. فمن الناحية الاقتصادية، خشي الرجال من منافسة النساء في سوق العمل إذا ما ارتدين ملابس تتيح لهن حرية الحركة وأداء الأعمال التي كانت حكرا عليهم. سياسيا، اعتُبر ارتداء البنطال محاولة من النساء للمساواة بالرجال والخروج عن الأدوار التقليدية. أما أخلاقيا، فكانت هناك اعتراضات على أن البنطال يُظهر تفاصيل الجسم ويضغط على القسم السفلي، ما اعتُبر خروجا على الآداب. كما أن البنطال كان يُنظر إليه كرمز للرجولة في الثقافة الغربية، وهو رمز لا يجوز للمرأة أن تلمسه.

في مواجهة هذه الحجج، وقف الأطباء إلى جانب النساء، محذرين من العواقب الوخيمة للمشدات والفساتين الضيقة التي كانت تشوه الأجساد وتحرم النساء من الراحة والحركة الطبيعية. وقد ساهم هذا الدعم الطبي في كسر جزء من التحفظ الاجتماعي. تدريجيا، خطوة تلو الأخرى، حصلت الفرنسيات على حق ارتداء البنطال في سياقات محدودة، أثناء ركوب الدراجات، أو ممارسة الرياضة، أو العمل في المهن التي يهيمن عليها الرجال. لكن المنع بقي قائما بالنسبة للملابس الفضفاضة في الأماكن العامة.

جاءت الحرب العالمية الأولى لتشكل نقطة تحول رئيسة في هذه القضية، حيث اضطُر المجتمع إلى قبول فكرة ارتداء النساء للبناطيل أثناء عملهن في المصانع وأداء المهام التي تركها الرجال عند ذهابهم إلى جبهات القتال. مع منتصف القرن العشرين، أصبح البنطال أكثر شيوعا وراحة في خزائن النساء، لكن القانون الذي يمنعهن لم يُلغَ إلا متأخرا جدا.

ظلت حقوق المرأة في ارتداء البنطال موضع نقاش حاد حتى في العصور الحديثة، حتى أن رئيسا مثل نيكولا ساركوزي فشل في إلغاء هذا الحظر بشكل كامل. لم يرفع الحظر رسميا إلا في 1 فبراير 2013، على يد وزيرة حقوق المرأة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم، التي أعلنت أن قانون عام 1800 يتعارض مع مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة المنصوص عليها في الدستور الفرنسي.

من المثير للاهتمام أن الاعتقاد السائد بأن “السراويل جاءت إلى خزائن النساء من الرجال” ليس دقيقا تماما من الناحية التاريخية، ففي الثقافات الشرقية، كانت النساء يرتدين سراويل واسعة منذ العصور القديمة.

يُشار في هذا السياق إلى أن الرحالة والكاتبة ماري مونتاغيو في القرن الثامن عشر كانت أحضرت عدة أزواج من السراويل النسائية إلى لندن من رحلاتها في الشرق، ورغم أن هذه السراويل لم تلق رواجا كبيرا في ذلك الوقت، إلا أنها مثلت لحظة مهمة في تاريخ نضال المرأة من أجل الحصول على هذا الحق.

مع مرور الزمن، ورغم كل المعارضات التي استمرت حتى اليوم من قبل فئات تقليدية، فإن الوضع الجديد، ارتداء النساء للبناطيل، أصبح أمرا معتادا، بل يبدو كما لو أنه قائم منذ الأزل.

هذه الرحلة الطويلة لقطعة قماش في تصميم محدد تذكرنا بأن الحريات التي نعتبرها مسلمة اليوم ولا يتوقف عندها أحد، كانت يوما ما محل صراع مرير لقرون وأجيال.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف البنطال حياة النساء الشارع لم یکن

إقرأ أيضاً:

تعليق مثير من عمرو أديب بشأن أفشة: عاوزين نعربن عليه من دلوقتي

علق الإعلامى عمرو أديب، عن الأخبار المتداولة بشأن رحيل اللاعب محمد مجدى قفشة عن النادى الأهلى.

وقال أديب، عبر حسابه بمنصة إكس: "ممكن بقى لو فعلا قفشه حيسب الأهلى نعربن عليه من دلوقتى ويلبس الفانلة البيضا (الزمالك)".


وأضاف أديب :"قفشة ده ستايل الزمالك الفن والهندسة والمزاج، فليكن قفشة زملكاوى، ونرجع نستفيد من اكتظاظ الأهلى بالاعيبه والفلوس والامكانيات والأراضى والرعايات وكده".


وكان قد علق الإعلامي خالد الغندور على احتفال جماهير الأهلي بالذكرى التاريخية لهدف قفشة في نهائي القرن الذي جمع قطبي الكرة المصرية.


وكتب الغندور عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: «عندما يذكر جمهور الأهلي هدف قفشة في نهائي إفريقيا ويسميه نهائي القرن، فهذا اعتراف بقيمة الزمالك كالأعظم. الدليل أن الأهلي فاز في النهائيات على فرق كثيرة بالقارة السمراء، لكنه لم يصف أي بطولة قارية بـ"نهائي القرن". هنا يظهر تقدير الأهلاوية لقيمة الزمالك».

تعليق مفاجئ من عمرو أديب بشأن مشادة وائل جمعة ومقدم "بى إن سبورتس"عمرو أديب يقود كيوت بديل التوك توك على الهواءربنا يفرحكم دايما بيه..ليلى علوي تهنئ لميس الحديدي وعمرو أديب بمناسبة قراءة فاتحة ابنهما طباعة شارك الإعلامى عمرو أديب رحيل اللاعب محمد مجدى قفشة محمد مجدى قفشة الأهلى الزمالك

مقالات مشابهة

  • كورونا الشمس تكشف وجهها الخفي… ظاهرة فلكية نادرة فى مدينة مصرية| إيه الحكاية؟
  • جامع الرفاعي.. مقام الأولياء ومسجد العائلة المالكة
  • وزير الداخلية الفرنسي يحذر: حظر الحجاب وصيام رمضان يسيء لمواطنينا المسلمين
  • فرنسا.. وزير الداخلية يُبدي رفضه لمشروع حظر الحجاب على القاصرات
  • بعد أسطورة 1997.. المذنب الأسطوري يستعد لعودة تاريخية في القرن الـ44
  • وزير الداخلية الفرنسي يعارض منع القاصرات من ارتداء الحجاب
  • تعليق مثير من عمرو أديب بشأن أفشة: عاوزين نعربن عليه من دلوقتي
  • وزير النقل الأميركي يحثّ المسافرين على ارتداء ملابس لائقة.. والمنتقدون: المشكلة ليست في الملابس
  • الأرصاد تحذر من طقس 3 فجرا.. وتنصح بـ ارتداء الملابس الشتوية