العراق.. سباق مؤجل نحو المصارف الذكية.. الحسابات بين الطوابير وتعطّل الأنظمة
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
2 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة – كتب عصام الحديثي:
تتجدد الاتهامات لبطء عمل النظام المصرفي في العراق، وسط حديث واسع عن بيئة مالية تُطارد المودعين بدل أن تجذبهم، وفق ما يظهر في شكاوى المواطنين والخبراء على حد سواء، وبما يعكس أزمة ثقة متجذّرة في مؤسسات يفترض بها أن تُشكّل بوابة الأمان الاقتصادي.
ومن جانب آخر يكشف المحور الأكثر تكراراً في النقاشات العامة عن صعوبة فتح الحسابات في عدد من المصارف الحكومية، حيث تتزايد شكاوى المراجعين من متطلبات تتبدل من يوم لآخر، وإجراءات تُوصف بأنها غير مبررة، بينما يشير مراقبون إلى أن هذه التعقيدات تُعطّل دخول أموال جديدة إلى النظام المصرفي وتدفع البعض للاحتفاظ بسيولتهم نقداً خارج البنوك.
ويتعمق التقرير في عرض ما يصفه مواطنون بغياب الرقمنة الجدية، إذ تتصدر المنصات المحلية تدوينات تسخر من “الاستمارات الورقية” التي ما زالت تتحكم في مفاصل العمل المالي، في وقت تنشر حسابات مؤثرين اقتصاديين على منصة إكس شكاوى يومية عن تعطل الأنظمة الإلكترونية أو محدوديتها، ما يولّد انطباعاً عاماً بأن المصارف غير مستعدة بعد للانتقال نحو الخدمات الذكية.
ويضيف المحور الأبرز ما قاله الكاتب عماد آل جلال حين انتقد مطالبة مصرف الرافدين للمودعين بتجديد بياناتهم كل ستة أشهر، معتبراً أن هذا الإجراء الذي يُفترض أن يكون استثنائياً تحول إلى طقس بيروقراطي يُجبر الزبائن على الوقوف في طوابير طويلة وإحضار المستمسكات نفسها بشكل متكرر بلا مبرر تقني أو قانوني واضح، ما يعكس – وفق وصفه – عقلية إدارية متخلفة الكفاءة والتقنيات.
ومن ناحية أخرى يقول المواطن سعد حسين من النجف إن “فتح حساب جديد يستنزف يوم عمل كامل، وأن أي خطأ في الأوراق يعيد المراجع إلى نقطة الصفر”، مؤكداً أن غياب التحديث الذكي للبيانات يجعل كل معاملة تُجرى وكأنها المرة الأولى.
ويكشف خبير مصرفي أن “الأزمة لا تكمن في نقص التمويل أو الكوادر، بل في غياب رؤية تحديث شاملة”، موضحاً أن الأنظمة المصرفية الحديثة تعتمد على تتبع رقمي لحركة الزبائن وتحديث آني للبيانات، بينما تعمل بعض المصارف العراقية وفق نماذج تشغيل تعود إلى مطلع الألفية، ما يؤدي إلى بطء شديد في تقديم الخدمات وإلى تراجع ثقة الجمهور في القطاع كله.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
زيباري: واشنطن اشترطت ابعاد الحكومة الجديدة عن الجماعات المسلحة
2 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: أكد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني هوشيار زيباري، أن المرحلة السياسية المقبلة ستكون أكثر سخونة، وأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة “سيكون أصعب ويتطلب وقتاً أطول”، مشيراً إلى أن الكتل الشيعية نفسها لم تحسم مواقفها بعد، وأن الولايات المتحدة وضعت شروطاً واضحة بخصوص شكل الحكومة المقبلة.
وأوضح زيباري أن اللقاءات السياسية مع القوى الشيعية مستمرة، وأن الأجواء ستكون “أكثر سخونة سياسياً” خلال الفترة المقبلة.
وقال زيباري، إن أبواب الحزب الديمقراطي ما تزال مفتوحة أمام جميع القوى السياسية، مضيفاً: “دائمًا بابنا مفتوحٌ، وباب الرئيس بارزاني كان مفتوحًا لجميع العراقيين، في الأوقات الصعبة وأوقات الرخاء، وبقينا ملاذًا لشعبنا ولشعب العراق”.
وعن زيارة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي إلى أربيل الأيام الماضية، بين عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي، أن “هذه الزيارات ستستمر، فنحن لا نزال في البداية”.
وأشار، إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد توتراً سياسياً أوسع، موضحاً أن موسم الشتاء وإن كان دائما بارداً إلا أنه “سيكون حاراً سياسياً”.
وفي سياق حديثه عن موقف الحزب الديمقراطي من التفاهمات المقبلة، قال زيباري: “دائمًا نحن كرماء… سنكون كرماء، لكن وفقًا لمصالح شعبنا، ووفقًا للحقوق الدستورية والقانونية والقومية والديمقراطية لشعبنا”، مؤكداً أنه “لن نوقع على ورقة بيضاء لأي شخص… ليست مجانية، بل ستكون بحق وحساب”.
وأوضح زيباري أن وحدة الموقف الكوردي تبقى شرطاً أساسياً قبل الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية، قائلاً إنه “كانوا يطلقون على الكرد صانعي الملوك في العراق أي صانعي الحكومات”، مضيفاً أنه لذلك “في محادثاتنا مع الاتحاد الوطني الكوردستاني قلنا لننظر إلى الصورة الكبرى. صحيح من المهم أن نشكل حكومة إقليم كوردستان معاً قبل انتخابات العراق، لكن دعونا نحون بموقف موحد”.
وتابع: “قلنا أن غداً انتخابات العراق وأمامنا أن نصبح الكتلة الأكبر، وهكذا كان سيحدث… ربما كنا سنصبح”.
وكشف زيباري أن وفوداً شيعية متعددة وصلت إلى أربيل، ولم يكن المالكي وحده من أجرى زيارة، بعضها لم يُعلن عنه.
وأكد بالقول: “أتوا… أتى آخرون ولم يُعلن عن زياراتهم”، مبينا أن “كل شخص يعبّر عن نفسه، وليسوا جميعًا سواء، والبيت الشيعي لا يفكر كله بنفس الطريقة”.
وأشار إلى أن الإطار التنسيقي رغم اتفاقه على عناوين عامة، إلا أنه يعاني اختلافات داخلية، لافتاً إلى أن “الإطار التنسيقي متفق على أمور عامة مثل الحاكمية وأنهم الأغلبية… لكن داخل البيت الشيعي لكل طرف أموره الخاصة، وهناك آراء وطموحات مختلفة”.
وأشار زيباري إلى أن حسم اسم رئيس الوزراء ما زال غير واضح داخل المكون الشيعي نفسه، قائلاً: “داخل المكون الشيعي، هناك من يعتقد أنهم يجب أن يحصلوا على منصب رئيس الوزراء، لا السوداني ولا المالكي ولا فلان… هل سيتفقون فيما بينهم على اسم؟ هذا لم يتضح بعد”.
وبخصوص تشكيل الحكومة المقبلة، رأى زيباري أن العملية ستكون معقدة أكثر من السابق، موضحاً: “قد يتطلب الأمر وقتًا أطول… هذه المرة سيكون تشكيل الحكومة أصعب قليلًا، لأن أحجام الكتل ليست كبيرة، بل صغيرة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts