لقي الشيخ رائد المتني، أحد رجال الدين البارزين في محافظة السويداء جنوب سوريا، مصرعه بعد يومين من اعتقاله على يد قوات تابعة لحكمت الهجري، أحد شيوخ العقل في الطائفة الدرزية، وفق ما أفادت به قناة "الإخبارية السورية" الرسمية اليوم الثلاثاء.

وأكدت القناة، نقلاً عن مصادر محلية، وصول جثمان المتني إلى المشفى الوطني في السويداء، مشيرة إلى أنه قتل على يد ما يسمى بـ"الحرس الوطني" التابع للهجري، بتهمة "التعاون مع الحكومة السورية".

ويعد الشيخ رائد المتني شخصية دينية واجتماعية مؤثرة في ريف السويداء الشرقي، وينحدر من قرية الكسيب. وكان في السابق مقرباً من حكمت الهجري قبل أن تتصاعد الخلافات بينهما على خلفية الأحداث التي شهدتها المحافظة في يوليو الماضي، وتشكيل الهجري لقوة مسلحة تعرف بـ"الحرس الوطني"، وهي الخطوة التي رفضها المتني علناً.

غضب شعبي

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تسجيلاً مصوراً يظهر تعرض الشيخ المتني للضرب أثناء اعتقاله، ما أثار موجة واسعة من الغضب والاستنكار في الشارع السوري، خاصة في السويداء التي تشهد حالة من التوتر منذ أشهر.

خلافات داخل الطائفة الدرزية

وتتمتع الطائفة الدرزية في السويداء بثلاث مرجعيات دينية رئيسية تعرف بـ"مشايخ العقل": حكمت الهجري، حمود الحناوي، ويوسف جربوع. ورغم تعدد المرجعيات، فإن أتباع الهجري يعدون أقلية ولا يمثلون الموقف العام للطائفة، بحسب ما تؤكده الأوساط الدينية في المحافظة.

وشهدت المحافظة خلال العام الماضي تصاعدًا في النفوذ المسلح لأتباع الهجري، الذين أثاروا جدلاً واسعاً بتنظيم مظاهرات رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية وطلبوا "الوصاية" من تل أبيب، في خطوة لاقت رفضاً واسعاً داخل سوريا وخارجها.

اضطرابات أمنية مستمرة

وتشهد السويداء وقفاً لإطلاق النار منذ 19 يوليو الماضي، عقب اشتباكات دامية استمرت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، أسفرت عن مئات القتلى. ورغم إعلان الحكومة السورية التزامها بالاتفاق وإدخالها مساعدات إنسانية للمحافظة، اتهمت قوات الهجري بارتكاب عدة خروقات استهدفت عناصر الأمن والجيش.

ويأتي مقتل الشيخ المتني ليضيف مزيداً من التعقيد إلى المشهد الأمني والسياسي في السويداء، وسط مخاوف من تدهور الوضع واندلاع موجة جديدة من التوترات داخل المحافظة المضطربة.

طباعة شارك السويداء الطائفة الدرزية سوريا الهجري شيوخ العقل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السويداء الطائفة الدرزية سوريا الهجري شيوخ العقل فی السویداء

إقرأ أيضاً:

اشتباكات في السويداء.. وفيديو لاقتحام منزل مدير أمن المحافظة

أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في سوريا، الأحد، بوقوع اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن الداخلي وفصائل من السويداء بمحيط قرية المنصورة غربي المحافظة.

وفي سياق متصل، نشر سليمان عبد الباقي مدير أمن السويداء مقطعا مصورا لاعتداء عناصر فصائل مقربة من حكمت الهجري على منزله في المحافظة، متوعدا بالرد.

وكان الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في أحداث السويداء ياسر الفرحان، قد قال في السابع عشر من الشهر الجاري، إن اللجنة أنهت مهامها بالكامل عقب تسليم تقريرها النهائي إلى الرئيس السوري أحمد الشرع.

وأوضح الفرحان وقتها في تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن اللجنة أحالت إلى النائب العام لائحتين من المشتبه بهم، تضمان 298 شخصا يشتبه بتورطهم في انتهاكات بحق السكان، و265 شخصا يشتبه بتورطهم في الاعتداء على قوات الأمن والجيش والمقار الحكومية.

وأضاف أن دور اللجنة ينتهي رسميا بعد تسليم التقرير، مؤكدا أن "المعطيات المتوافرة تشير إلى جدية السلطات السورية في متابعة مسار العدالة وضمان الإنصاف ومنع تكرار الانتهاكات".

وذكر الفرحان أن التحقيقات خلال الفترة الماضية جرت وفق المعايير الدولية، حيث "تجرى المراحل الأولية لدى النيابة العامة وقضاة التحقيق بصورة غير معلنة بهدف منع فرار المطلوبين، وتجنب توجيه اتهامات من دون توفر الأدلة الكافية، والحفاظ على السلم المجتمعي".

وأشار إلى أن وزير العدل السوري كان قد أكد في وقت سابق أن المحاكمات ستعقد بصورة علنية، وبما يكفل الشفافية والعدالة، ويضمن للمتهمين حقهم في التمثيل القانوني الكامل، مع إتاحة المجال للضحايا للإدلاء بأي معلومات إضافية مستفيدين من علنية الجلسات.

ولفت الفرحان إلى أن وزير الخارجية السوري شدد على أن توصيات اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق، إلى جانب توصيات اللجنة الدولية، تمثل خارطة طريق واضحة للمضي في مسار العدالة.

وكانت الحكومة السورية قد شكلت لجنة تحقيق وطنية لكشف الحقائق ومحاسبة المتورطين في الاشتباكات العنيفة التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا في يوليو 2025، والتي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى وعمليات تهجير قسري.

وأثارت هذه الأحداث، التي اندلعت بين عشائر بدوية ومجموعات درزية محلية، مخاوف من تصعيد طائفي في منطقة حساسة ذات غالبية درزية، وأدت إلى تدخلات دولية برعاية الأردن والولايات المتحدة.

وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل أكثر من 50 شخصا وإصابة المئات وتهجير آلاف من السكان، بالإضافة إلى سرقة رواتب موظفين حكوميين وتدمير ممتلكات، حيث وُصفت الأحداث بـ"الدامية الطائفية"، مع تقارير عن إعدامات خارج القانون واختطافات من الجانبين.

وأدت هذه التداعيات إلى 4 اتفاقيات لوقف إطلاق نار واجتماع ثلاثي في الأردن أغسطس 2025 بمشاركة سوريا والأردن والولايات المتحدة لاحتواء الأزمة.

مقالات مشابهة

  • مقتل الشيخ رائد المتني على يد قوات انفصالية في السويداء بسوريا
  • مقتل الشيخ المتنى بعد اعتقاله من ميليشيا انفصالية بالسويداء
  • أنباء عن مقتل شيخ درزي في السويداء بعد اعتقاله لدى فصائل موالية للهجري
  • مقتل رجل دين درزي بعد اعتقاله بيومين من قبل قوات تابعة للهجري
  • وسط تصعيد إسرائيلي في الجنوب.. توتر أمني في السويداء
  • إهانة مسلحي الهجري رجال دين ومسؤولين بالسويداء تشعل المنصات
  • عودة الاشتباكات في “السويداء” مجددًا.. وفصائل تعتدي على منزل مدير أمن المحافظة
  • اشتباكات في السويداء.. وفيديو لاقتحام منزل مدير أمن المحافظة
  • قوات قبائل حضرموت تسيطر على منشأة نفطية في شرق المحافظة اليمنية