وفقاً للإعلان الرسمي، فإن هذه المرة الأولى عالمياً التي يحقق فيها نظام دفاع جوي ليزري عالي الأداء حالة "جاهزية تشغيلية"، ما يمثّل علامة فارقة في تطور أنظمة الدفاع الحديثة.

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في منتصف سبتمبر/أيلول 2025، أن نسخة بقدرة 100 كيلوواط من منظومة "الشعاع الحديدي" الليزرية، التي طورتها شركة رافائيل الدفاعية سراً، اجتازت بنجاح اختبارات "التكوين التشغيلي الكامل".

ويُعد "الشعاع الحديدي" نظاماً دفاعياً جوياً ليزرياً عالي الأداء، يُقدَّم كحلٍّ مبتكر يهدف إلى تحويل طبيعة الدفاعات الجوية بشكل جذري، مع تقليل كبير في تكاليف الاعتراض مقارنة بالمنظومات التقليدية.

وأثبت النظام، خلال سلسلة تجارب أُجريت في ميدان اختبار مخصص، قدرته على تدمير أهداف متنوعة بدقة وفي غضون ثوانٍ معدودة. وشملت الأهداف المُعترَضة صواريخ وقذائف هاون وطائرات مسيرة، حتى في ظروف بيئية صعبة مثل الضباب أو الدخان.

ووفقاً للإعلان الرسمي، فإن هذه المرة الأولى عالمياً التي يحقق فيها نظام دفاع جوي ليزري عالي الأداء حالة "جاهزية تشغيلية"، ما يمثّل علامة فارقة في تطور أنظمة الدفاع الحديثة.

درع المستقبل: الليزر يحمي الحدود

وحققت طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتمثلة في "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" و"السهم 2 و3" معدلات اعتراض عالية تتراوح بين 90 و95% ضد الصواريخ الباليستية والقذائف التقليدية. لكن أدائها يتناقص بشكل ملحوظ أمام التهديدات الجوية غير المأهولة، لا سيما الطائرات بدون طيار، حيث لم تُسقط سوى نحو 50% منها في الوقت المناسب.

ومن المقرر أن تسد منظومة الليزر الجديدة، المعروفة باسم "حائط الليزر"، هذه الفجوة الاستراتيجية، إذ تُظهر فعالية خاصة ضد الأجهزة التي تطير على ارتفاعات منخفضة جداً وتميل إلى ملاصقة سطح الأرض — وهي قدرة فشلت الأنظمة السابقة في التصدي لها. ويصف خبراء عسكريون المنظومة بـ"الطبقة صفر" أو أحياناً بـ"الطبقة الرابعة"، لكن الهدف واحد: استكمال منظومة الدفاع الجوي متعددة الطبقات.

وتعد الطائرة الإيرانية "شاهد 101" العدو الأخطر لإسرائيل، بل ولأوكرانيا جزئياً، بحسب مصادر دفاعية. وتمتاز هذه الطائرة بدون طيار بهيكل مصنوع من ألياف الكربون، ما يجعل كشفها عبر الرادارات شبه مستحيل. وتنطلق عادة من لبنان، وتعتمد على محرك كهربائي يسمح لها بالتحليق بصمت مطلق على مدى يصل إلى 800 كيلومتر.

ويحتوي بطن الطائرة على قنبلة تزن نحو ثمانية كيلوغرامات، قادرة على تدمير مبانٍ كبيرة. وقد طوّر مهندسو الحرس الثوري الإيراني هذا السلاح خصيصاً لاستهداف الثكنات العسكرية والمناطق السكنية بهدف إلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية.

طائرة Militarnyi

وأدرك الجنود الإسرائيليون المنتشرون على الحدود الشمالية، وفق تقارير داخلية، أنهم لا يملكون وسيلة فعالة للرد السريع على هذا النوع من التهديدات. فاعتراض الطائرة من الأرض بالغ الصعوبة، وفي الوقت الذي تستغرقه المروحية أو الطائرة المقاتلة لتحديدها واعتراضها، تكون الطائرة قد أنهت مهمتها في كثير من الأحيان.

وقد سُجّلت سلسلة هجمات ناجحة لطائرات "شاهد 101" في مناطق إسرائيلية عدة، بما في ذلك إيلات ووادي الأردن. كما نجحت إحداها في الوصول إلى منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية، ما يعكس خطورة التحدي الذي تواجهه أنظمة الدفاع الحالية — ويضع منظومات الليزر في قلب الاستجابة المستقبلية.

العين الذكية والضربة الدقيقة

يتميّز نظام "الشعاع الحديدي" بأنه منظومة دفاع جوي متكاملة، لا تعتمد على إطلاق النار بشكل أعمى. بل يعتمد على حزمة متطورة من أجهزة الاستشعار الخاصة به، مصحوبة بنظام تحكم في إطلاق النار مُترابط مع رادار مخصص، وأجهزة استشعار كهروبصرية، وكاميرات تتبع عالية الدقة، وحاسوب مركزي لإدارة عمليات الاعتراض.

ويتيح نشر “الشعاع الحديدي” لإسرائيل الحصول على طبقة دفاعية فعالة وقليلة التكلفة نسبياً، قادرة على التصدي لأكثر الأصول الهجومية تطوراً، بما في ذلك الطائر المسير الصامت والمستحيل رصده تقليدياً.

Related إسرائيل تحتفي بـ"إنجازات" الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقارير تشكّك في الروايةإذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟وزير الدفاع الإيراني يتوعّد إسرائيل: صواريخنا المطوّرة جاهزة للاستخدام الفوري

وشركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، المطورة للنظام، تُعد واحدة من ثلاث شركات دفاع إسرائيلية كبرى إلى جانب "الصناعات الجوية الإسرائيلية" (IAI) و"إلبيت سيستمز"(Elbit). وتتخصّص رافائيل في تطوير الأسلحة الدقيقة، وعلى رأسها عائلة صواريخ “سبايك” المضادة للدبابات، التي تم بيعها إلى 39 دولة حول العالم.

ومن بين منتجاتها الدفاعية البارزة، نظام الحماية النشط "تروفي" (Trophy)، وهو النظام الوحيد من نوعه في العالم الذي خضع للاستخدام القتالي الفعلي، وتم اعتماده من قبل الجيش الأمريكي. كما اشترت فنلندا نظام "مقلاع داود" (David’s Sling)، الذي طوّرته رافائيل بالتعاون مع "رايثيون" الأمريكية.

وجُلّ معدات رافائيل متوافقة مع معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويمكن دمجها بسلاسة ضمن أنظمة قتالية متنوعة، مثل القنبلة الموجهة "SPICE"، ما يعزز جاذبيتها في الأسواق الدفاعية الدولية ويؤكد مكانتها كشريك استراتيجي في صناعة الدفاع العالمية.

منظومة لا تنضب ذخيرتها

تكمن إحدى المزايا الجوهرية لمنظومة "الشعاع الحديدي" في طبيعتها غير المعتمدة على ذخيرة تقليدية قابلة للاستهلاك. فـ"شحنة" الليزر لا تتطلب سوى طاقة كهربائية عادية، على عكس الصواريخ التي تتضمن تكاليف متعددة تشمل المتفجرات، والوقود الدافع، وأنظمة التوجيه، وهياكلها المركبة، ويتراوح سعر الواحد منها بين 10 آلاف و100 ألف دولار أمريكي — أو أكثر في بعض الحالات.

سلاح ليزر مقنّع Aero Time

وبالمقارنة، فإن تكلفة كل "طلقة" ليزرية من نظام بقدرة 100 كيلوواط تساوي تكلفة الكهرباء المستهلكة، والتي لا تتجاوز بضعة سنتات في إسرائيل. وحتى عند استخدام مولّد كهربائي مستقل، تبقى التكلفة عند بضع دولارات كحد أقصى — وهو رقم ضئيل مقارنةً بعشرات الآلاف المطلوبة لكل صاروخ.

ولا يتطلب مسدس الليزر سلسلة توريد لوجستية معقدة. فلا حاجة لتخزين الذخائر، ولا لشحنها، ولا لمواجهة مخاطر "نفاد المخزون" أو الاعتماد على استيراد مكونات خارجية. وعادةً ما تفوق تكاليف الصيانة والنقل والتخزين — أي المكون اللوجستي — تكلفة الصاروخ نفسه بمرات عديدة. أما الليزر، فهو نظام مستقل وذو قدرة على التجديد الذاتي طالما توفرت الطاقة الكهربائية، ما يجعله حلاً مستداماً وفعالاً من حيث التكلفة على المدى الطويل.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حروب سوريا فنزويلا الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب إسرائيل حروب سوريا فنزويلا الذكاء الاصطناعي أنظمة الدفاع الجوي إيران إسرائيل طائرة مسيرة عن بعد لبنان ليزر دونالد ترامب إسرائيل حروب سوريا فنزويلا الذكاء الاصطناعي نيكولاس مادورو الصحة روسيا أوروبا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الشعاع الحدیدی أنظمة الدفاع

إقرأ أيضاً:

الأمن السوري يقبض على قائد مليشيا الدفاع الوطني بزمن الأسد

ألقت قوات الأمن السوري، مساء الأحد، القبض على سامي أوبري، قائد مليشيا الدفاع الوطني خلال حكم نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأفادت قناة الإخبارية السورية بأن قوى الأمن الداخلي في حلب (شمال) ألقت القبض على من وصفته بـ"المجرم" سامي أوبري قائد مليشيا الدفاع الوطني الموالية للنظام المخلوع، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلقاء القبض في حماة على أيمن أحمد ملاش الذي كان يشغل رتبة ملازم في الحرس الجمهوري خلال حكم النظام المخلوع.

ويوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن فرع مكافحة الإرهاب في حلب القبض على أحد سجاني سجن صيدنايا، والمتورط في تصفية المعتقلين ودفنهم في مقابر جماعية.

وتأتي هذه العمليات ضمن خطة وزارة الداخلية السورية لإعادة الأمن ومحاسبة مرتكبي الجرائم خلال فترة حكم النظام المخلوع.

وكانت قوات الدفاع الوطني من أبرز التشكيلات شبه العسكرية التي دعمت قوات نظام الأسد خلال سنوات الثورة.

ووفق تحليل مركز "غلوبال سكيورتي"، فقد أُسست هذه القوة عام 2012 عبر إعادة تنظيم اللجان الشعبية والمجموعات الموالية للنظام وتحويلها إلى جهاز قتالي منسّق يتبع للقيادة العسكرية، شارك في مهام أمنية وميدانية مثل حراسة المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وقمع المظاهرات، والمشاركة في خطوط القتال الأمامية.

ومنذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد دخول الثوار العاصمة دمشق، أعلنت الحكومة السورية الجديدة إلقاء القبض على عدد من المتورطين بجرائم ضد الشعب السوري في المحافظات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يحظر على أفراده استخدام هواتف الأندرويد
  • روسيا: شركات الأمن الفرنسية الخاصة ستكون الهدف المشروع الأول لقواتنا
  • معاريف: سيناريو الحرب بين إسرائيل وحزب الله وإيران ينتظر الانفجار
  • تعرف على الطائرة المسيرة المصرية "جبار"
  • الناشئين يفوز على أفغانستان برباعية ويودّع التصفيات الآسيوية !
  • الأمن السوري يقبض على قائد مليشيا الدفاع الوطني بزمن الأسد
  • إيزاك بعد هدفه الأول مع ليفربول في الدوري الإنجليزي: الفوز أهم من التسجيل
  • بعد دعم الأهلي لرمضان.. لميس الحديدي: ولاد النادي دايمًا مسئوليتنا
  • حرب غزة التي لم تنته