قدّمت الممثلة العالمية كيت وينسلت أول تجربة إخراجية لها من خلال فيلم “وداعًا يونيو”، الذي جاء محمّلًا بروح إنسانية مؤثرة مستوحاة من تجربة شخصية عاشتها مع ابنها جو أندرس. 

واستلهم أندرس، الذي كتب السيناريو وهو في التاسعة عشرة من عمره، ملامح القصة من فقدان جدته ووالدة وينسلت التي رحلت عام 2017 بعد صراع مع السرطان.

عرض الفيلم قصة عائلية تخوض رحلة الفقد

عالج الفيلم مرحلة حساسة في حياة عائلة تجد نفسها مجتمعة خلال موسم العطلات بينما تواجه حقيقة اقتراب رحيل ربة الأسرة. 

ودارت الأحداث في فترة ما قبل عيد الميلاد حيث نُقلت الأم جون إلى المستشفى، مما دفع أفراد العائلة إلى التجمّع حول سريرها حاملين معهم مشاعر متباينة وذكريات وصراعات لم تُحسم بعد. 

وأدّت هيلين ميرين دور جون بينما شارك تيموثي سبال وجوني فلين وتوني كوليت وأندريا رايزبورو في البطولة إلى جانب وينسلت نفسها.

اختارت وينسلت تقديم رؤية واقعية حول الحياة بعد الفقد

أوضحت وينسلت خلال العرض الأول للفيلم في لندن أنها سعت إلى تقديم عمل صادق يبتعد عن الميلودراما المباشرة ويركز على الحياة التي تستمر لمن يبقون بعد الفراق. وأكدت أنها لم ترغب في تقديم قصة عن الموت بقدر ما أرادت الاحتفاء بالعلاقات الإنسانية التي تتقاطع حول لحظة الوداع وما بعدها.

احتفى العمل بجهود العاملين في الخدمة الصحية البريطانية

اختارت وينسلت أن تجري معظم أحداث الفيلم داخل إطار الخدمة الصحية الوطنية البريطانية تقديرًا للدور المحوري الذي يقوم به موظفو الرعاية التلطيفية الذين دعمت جهودهم سنوات طويلة دون أن يحصلوا على التقدير الكافي. 

ورغبت في أن يكون الفيلم فرصة لتكريمهم وتسليط الضوء على إنسانية عملهم اليومي.

واصل جو أندرس رحلته الإبداعية بدعم والدته

قدّم أندرس السيناريو إلى والدته دون توقع أن يتحول إلى فيلم كامل لكنه عبّر عن سعادته بقدرة النص على الوصول إلى الشاشة. واعتبر هذه الخطوة بداية لمسار مهني اكتشفه خلال الكتابة نفسها. وأشادت وينسلت بموهبة ابنها مؤكدة أن اللحظة كانت مناسبة بالنسبة لها كي تقف خلف الكاميرا للمرة الأولى بعد سنوات من انشغالها بأسرتها.

انطلق الفيلم ليصل إلى الجمهور في موسم الأعياد

عُرض “وداعًا يونيو” في دور السينما المختارة بالمملكة المتحدة في الثاني عشر من ديسمبر. وبدأ عرضه على منصة نتفليكس في الرابع والعشرين من الشهر نفسه ليصل إلى جمهور واسع يبحث عن دراما إنسانية تعالج الفقد بروح دافئة ورؤية صادقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وينسلت كيت وينسلت السرطان القصة إنسانية مؤثرة ذكريات

إقرأ أيضاً:

عند لحظات الفراق..لا نقول وداعًا ولكن!

اعتدنا عند لحظات الفراق أن نقول لمن نحب: "إلى اللقاء"، حتى وإن لم يكن هناك ثَمّة أمل في لقاء قريب، نقولها ليطمئن قلب الآخر بأن في عقولنا وقلوبنا وأمنياتنا نتركها على طاولة القدر، أملٌ ربما يأتي من الغيب ولو بعد حين من الزمن، قد يأتي ولو لمرة واحدة ليخالف أقدارنا المعهودة، وهو أن "بعض الفراق" لا يكون بعده لقاء!.

من المؤسف جدًا أن بعض الأمنيات لا تتحقق، ويصبح "الوداع" هو آخر لحظة نلملم فيها بقايا الواقع لنجعله في حقيبة الذكريات، والعجيب في أمر البشر أن البعض يبحث عن الفرص الجديدة فلا يجدها متاحة له، كل شيء ذهب في طريقه، وكأن الطيور طارت بأرزاقها... لذا لا تتعجب إذا بحث البعض عن أصوات مسافرة نحو البعيد وأصبح يفتقد نبرتها بعمق الحب الذي يحمله في جوفه، هناك في الفضاء وجوهٌ مسافرة اختفت ملامحها، أما هيئتها فقد ذهبت هي الأخرى نحو أفق لا يعود إلى الوراء ولا يهبط على أرض الواقع!.

الواضح لدينا أن مجرد نفورنا من أجواء المكان يجعلنا لا نعود إليه ثانية كما كنا أول مرة، وكأن ما حدث بالأمس ما هو إلا محطة النهاية التي انقضت سريعًا وأصبحت شيئًا من الماضي الذي يلفّه وجه الغياب الحزين.

دائمًا وأبدًا تعدّ لحظات الوداع من أصعب اللحظات التي تمرّ على الإنسان على وجه الأرض، تذكّر دائمًا أن الوداع ما هو إلا تنازل منك أمام سطوة القدر، فعندما تفارق زملاءك في العمل في آخر يوم لك بينهم، ستجيش في نفسك الكثير من الأحزان، وتفيض من عينيك وإن لم تفضحك الدموع، ولكن ثَمّة شيء غير عادي يتجلّى في داخلك، حتى وإن هبطت إلى الأرض أحزانك وعبراتك إلا أن قلبك لن يطاوعك أن تغلق الباب خلفك راحلًا عن مكان عشتَ فيه طويلًا.

الفراق علّمنا الكثير من الدروس الصعبة التي لا تُنسى، علّمنا أن الوجع قد يكون أكثر لمن سيكون مكانه خاليًا في المكان، علّمنا أن الشمس ستشرق كعادتها بدون الوجوه الراحلة بالأمس.

عند الوداع ستأخذك "العَبْرة" نحو من تُودّعهم بنظرات اليأس والأمل، تُسلّم عليهم وفي رأسك سؤالٌ حائر: هل سنراهم ثانية؟

في أرض المطار، يتجلّى موقف آخر، وأنت تودّع صديقًا أو عزيزًا عليك ذاهبًا نحو أرض جديدة أو عالم آخر، قد تبكي وأنت الأقوى لأنك ربما لن تراه مرة أخرى.

بعض الذين عاشوا معنا يغادرون لسنوات طويلة، يحزمون حقائب سفرهم عائدين إلى أوطانهم وذويهم، ودّعناهم بألم، ومع الزمن ظلّت ذكراهم في القلب حاضرة، لكن الذاكرة سرعان ما أخفت هذا الاشتياق في تربة النسيان.

إن أكبر الخسائر التي نخسرها في حياتنا تأتي عندما تجمعنا الصدف مع أشخاص رائعين في "مناسبة معينة"، أشخاص يأتون من أماكن متفرقة، يقضون معنا فترة زمنية محددة، واليوم الأخير لنا في هذا المكان ينتهي بمجرد انتهاء تلك الفعالية، ثم يعود كل منا إلى مكانه القديم، وربما هذا الفراق سيدوم طويلًا جدًا وقد لا يتكرر مع الزمن.

كثير من أصحابنا الذين درسنا معهم أو عشنا إلى جوارهم، فرّقتنا ظروف الحياة ولم نعد نلتقي بهم أبدًا، قد تكون ذكراهم الشيء الوحيد الذي تبقى لنا، أما أصواتهم القديمة أو ملامحهم فهي حتمًا قد تغيّرت مع الزمن، وقد لا نعرفهم إن التقينا بهم ذات يوم.

إذن عند الوداع تسقط وعود اللقاء مجددًا، قد يكون هناك لُقْيا لبعض الناس، لكن ليس في كل مرة تصدق اللقيا بمن نعرفهم أو التقينا بهم لفترة زمنية معيّنة، فربما لن يُسمح لنا أن نراهم مرة أخرى في حياتنا.

ذات مرة كنتُ في مهمة عمل خارجية لفترة زمنية ليست قصيرة، كان المشاركون في تلك الفعالية قد قدموا من دول مختلفة، كنا نرى بعضنا لفترات طويلة من اليوم، حياتنا كانت أشبه بعائلة واحدة، التقينا في مكان واحد ولهدف واحد، مرّت الأيام سريعًا دون أن نعرف أن لحظات الوداع للعودة إلى أوطاننا هي لحظة موت حاسمة، وبداية لافتقاد مشاعر إنسانية عظيمة، تفرّقنا ولم نلتقِ ثانية، لكن الذكريات القديمة تخبرنا أن أصعب الأشياء تأتي عندما نودّع بعضنا البعض، وأمل اللقيا قد يكون معدومًا أو مستحيلًا.

مقالات مشابهة

  • التداول العقاري في الأردن يسجل ارتفاعاً بمليارات الدنانير في الأردن
  • عند لحظات الفراق..لا نقول وداعًا ولكن!
  • كاتي بيري تخوض أول تجربة سياسية علنية إلى جانب جاستن ترودو في اليابان
  • السفير الكوري يؤدي زيارة وداع لعطاف
  • أسرار تقديم الهدايا: نصائح مثاليّة من مصممة شهيرة
  • وزير المالية يعلن دخول الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية حيّز التنفيذ قبل نهاية يونيو المقبل
  • الوزراء يستعرض تقرير إنجازات هيئة الرعاية الصحية من يناير وحتى يونيو 2025
  • الحكومة: تقديم أكثر من 104 ملايين خدمة صحية لـ 6.3 مليون مستفيد
  • صادرات غرفة صناعة عمّان ترتفع 16% خلال 11 شهراً