كير يندد بدعوة سيناتور أمريكي حظر هجرة المسلمين: خطاب منفلت يعاقب الأبرياء
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
ندد مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (CAIR)، أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، بدعوة السيناتور الجمهوري تومي توبارفيل إلى حظر دخول المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، عقب حادث إطلاق النار الأخير في العاصمة واشنطن، واصفا تلك الدعوة بأنها "منفلتة وغير متزنة" وتعبر عن نهج عدائي تجاه المسلمين والمهاجرين.
وقال إدوارد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية، في تصريحات لموقع "ألاباما بوليتيكال ريبورتر"، إن السيناتور توبارفيل "يواصل استهداف المجتمع المسلم والمهاجرين بخطاب متكرر قائم على التعميم والتحريض"، مضيفا أن الجالية المسلمة في ولاية ألاباما "أمضت شهورا في دعوة السيناتور إلى زيارة أحد دور العبادة للتفاعل مباشرة مع المجتمع، وطرح الأسئلة، وفهم الواقع كما هو، لكنه يرفض ذلك باستمرار، وهو ما يفسر استمراره في إطلاق تصريحات منفلتة ضد المسلمين".
وأوضح ميتشل أن تحميل المجتمع المسلم برمته مسؤولية حادث واشنطن الذي نفذه مواطن يحمل الجنسية الأفغانية "سلوك غير منطقي ولا يعكس المبادئ الأمريكية"، مؤكدا أن "السيناتور توبارفيل يعرف جيدا أن هذا الجندي الأفغاني السابق وعميل الـCIA الذي ارتكب الجريمة المروعة لا يمثل المجتمع الأفغاني، تماما كما لم يكن تيموثي ماكفاي يمثل جميع قدامى المحاربين البيض عندما فجر المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما".
وشدد نائب مدير "CAIR" على أن "الولايات المتحدة لا تعاقب الأعراق أو الأديان بأكملها بسبب أفعال أفراد"، داعيا السيناتور الجمهوري إلى المطالبة بمحاكمة منفذ الهجوم وفق القانون، بدلا من "الدعوة إلى عقاب جماعي وعنصري يستهدف الأبرياء".
توبارفيل يحذر من "الخلافة المتحدة الأمريكية"
وكان السيناتور توبارفيل قد نشر مقال رأي في موقع "برايتبارت" اليميني، دعا فيه إلى "ترحيل كل مسلم وصل إلى الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس جو بايدن"، معتبرا أن "أحياء كاملة في أوروبا باتت تحكمها الشريعة بسبب تزايد الهجرة من الدول ذات الأغلبية المسلمة"، مضيفا: "إذا لم نتحرك الآن، ستتحول الولايات المتحدة إلى الخلافة المتحدة الأمريكية".
وزعم توبارفيل أن حادث إطلاق النار الذي استهدف جنديين من الحرس الوطني في واشنطن "يجعل من الضروري حظر جميع الهجرات القادمة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فورا"، واصفا منفذ الهجوم بأنه "إرهابي أفغاني مختل".
قلق متصاعد في صفوف الجالية الأفغانية
وفي سياق مواز، أصدر مكتب "CAIR" في منطقة خليج سان فرانسيسكو بيانا حذر فيه من تزايد حالات احتجاز أفراد من الجالية الأفغانية من قبل سلطات الهجرة، بالتزامن مع تصاعد الخطاب السياسي الداعي لفرض قيود جماعية على الهجرة.
ووصف البيان قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بتجميد معالجة ملفات الهجرة للأفغان بأنه "شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يهدد آلاف العائلات".
وأوضح أن منطقة الخليج تضم ما يقدر بنحو 60 ألف مقيم أفغاني، كثير منهم لاجئون أو حاملو تأشيرة الهجرة الخاصة أو البطاقة الخضراء، وبعضهم من عائلات الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية خلال الحرب المستمرة لعقدين في أفغانستان.
وقال ديفيد تار، مدير حقوق المهاجرين في مكتب "CAIR" بمنطقة الخليج، إن الأسبوع الماضي شهد "زيادة واضحة في اتصالات أفراد الجالية الأفغانية الذين يواجهون فجأة تهديدات جديدة لوضعهم القانوني وسلامتهم". وأضاف أن "احتجاز أشخاص خضعوا مسبقا لكل إجراءات التحقق، وتجميد السبل القانونية المتاحة لهم ولغيرهم، لا يعزز السلامة العامة، بل يمزق العائلات".
وأكد تار أن القرارات المبنية على الجنسية أو الانتماء القومي "تثير مخاوف جدية بشأن الإجراءات القانونية الواجبة والحماية المتساوية"، مضيفا أن المكتب القانوني لكير "يراقب هذه التطورات عن كثب ومستعد للطعن في سياسات التنفيذ والمعالجة التمييزية التي تستهدف الأفغان ومجتمعات أخرى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة المسلمين الولايات المتحدة عنصرية مسلمين كير المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وثيقة أمريكية تتهم أوروبا بـالمحو الحضاري.. وانتقادات: هذا خطاب يشبه الكرملين
أثارت وثيقة جديدة صادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن استراتيجية الأمن القومي المحدثة، موجة استياء واسعة في الأوساط الأوروبية، بعدما اعتبرت أن القارة تواجه خطر "المحو الحضاري"، وقد تفقد مكانتها كحليف موثوق لدى واشنطن، في لهجة وصفها مسؤولون أوروبيون بأنها أقرب إلى خطاب الكرملين.
الوثيقة التي نشرت ليل الخميس الماضي على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، وصفت الاتحاد الأوروبي بأنه "معاد للديمقراطية"، ودعت الولايات المتحدة إلى "مساعدة أوروبا في تصحيح مسارها الحالي".
كما اتهمت حكومات أوروبية بـ"تخريب العمليات الديمقراطية"، عبر ما قالت إنه إحباط لمطلب شعبي بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء في الوثيقة: "على المدى الطويل، من المنطقي للغاية أنه خلال بضعة عقود، ستصبح غالبية أعضاء حلف شمال الأطلسي غير أوروبية"، مضيفة أن ذلك يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الأعضاء المستقبليون سينظرون إلى العالم وإلى علاقتهم بالولايات المتحدة بالطريقة التي نظر بها مؤسسو الناتو.
ورغم حساسية الخطاب، التزم الاتحاد الأوروبي الصمت ورفض التعليق رسميا، في وقت يبدو فيه القادة الأوروبيون حريصين على عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع ترامب.
خطاب "صادم".. وأقرب للكرملين
رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت قال عبر منصة "إكس": "هذه لغة لا يمكن للمرء أن يتوقعها إلا من بعض العقول الغريبة في الكرملين"، واصفا الوثيقة بأنها "أشد تطرفا من اليمين المتطرف في أوروبا".
وأضاف بيلت أن "الغريب" أن الوثيقة ترى تهديدا للديمقراطية في أوروبا فقط، متجاهلة مناطق أخرى تشهد تراجعات سياسية واضحة.
In saying that Europe faces ”civilizational erasure” the Trump ???????? new security strategy places itself to the right of the extreme right in Europe. Its language that one otherwise only finds coming out of some bizarre minds of the Kremlin ????????. pic.twitter.com/29vytDp6Hm — Carl Bildt (@carlbildt) December 5, 2025
أما رئيس وزراء لاتفيا السابق كريسيانيس كارينز فقال لرويترز إن "أكثر دولة ستسعد بقراءة هذه الوثيقة هي روسيا"، مضيفا: "موسكو تحاول منذ سنوات قطع الروابط عبر الأطلسي، والآن يبدو أن أكبر معطل لهذه الروابط هو الولايات المتحدة نفسها، وهو أمر مؤسف".
وقال دبلوماسي أوروبي — طلب عدم الكشف عن اسمه — إن اللهجة الأمريكية تجاه أوروبا "أسوأ حتى من خطاب فانس في ميونيخ في شباط/فبراير"، في إشارة إلى خطاب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي أثار قلقا أوروبيا واسعا بعد عودة ترامب إلى السلطة.
تشجيع اليمين الأوروبي المتطرف
وتضمنت الوثيقة إشارات واضحة تتقاطع مع خطاب الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة، التي باتت تمثل تيارا معارضا قويا لحكومات ألمانيا وفرنسا وعدة دول أخرى. وبدت الوثيقة — بحسب مراقبين — كأنها تشيد بصعود هذه الأحزاب، قائلة إن "النفوذ المتنامي للأحزاب الأوروبية الوطنية يثير تفاؤلا كبيرا".
وقالت ناتالي توتشي، مديرة "معهد الشؤون الدولية الإيطالي"، إن الوثيقة تظهر أن إدارة ترامب تعمل على "تمزيق أوروبا من خلال دعم القوميين اليمينيين المتطرفين المدعومين من روسيا".
وفي مقدمة الوثيقة، وصف ترامب الاستراتيجية بأنها "خارطة طريق لضمان بقاء الولايات المتحدة أعظم وأنجح دولة في تاريخ البشرية". فيما اتهمت الوثيقة الاتحاد الأوروبي بـ"تقويض الحريات السياسية والسيادة، وممارسة الرقابة على حرية التعبير، وقمع المعارضة السياسية".
ويخفي المسؤولون الأوروبيون استياءهم من اللهجة الأمريكية، لكنهم — وفي ظل التهديد الروسي المتزايد — يواصلون إعادة بناء جيوشهم، رغم اعتمادهم الكبير على الدعم العسكري الأمريكي.
ضغوط لإنهاء الحرب واستقرار مع موسكو
وقالت الوثيقة إن "المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة" تقتضي التفاوض سريعا على حل للنزاع في أوكرانيا، وإعادة إرساء "الاستقرار الاستراتيجي" مع روسيا. ويأتي ذلك في وقت تتعثر فيه مبادرة السلام الأمريكية، التي تنحاز — وفق مراقبين — إلى المطالب الروسية الأساسية.
وأضافت الوثيقة: "أغلبية أوروبية كبيرة تريد السلام، إلا أن هذه الرغبة لا تترجم إلى سياسات، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى تقويض تلك الحكومات الأوروبية للعمليات الديمقراطية".