الوطن|متابعات

نظر وكيل النيابة العامة، المنسَّب إلى لجنة تحقيق واقعات تزوير بيانات الأحوال المدنية، في دائرة محكمة استئناف سبها،دلائل انحراف سلوك موظف المكتب عن مقتضيات الوظيفة الموكلة إليه.

ووجه المحققُ فرع الإدارة العامة للعمليات الأمنية – سبها، بإنفاذ أمر ضبطه ومن أسهم معه في ارتكاب واقعات تزوير متصلة بقيودات الأسر في مكتب السجل المدني.

وأسفر إجراء فرع الإدارة للتدبير الاحتياطي عن ضبط المتهم متلبساً بحيازة مستندات سرقها من محل عمله؛ ووضع عليها أختام مكونات مصلحة الأحوال المدنية ؛ لغرض  تزوير ورقات عائلية لفائدة أشخاص لا ينتمون إلى دولة ليبيا بجنسيتهم.

وقامت النيابة العامة بإجراء استجواب موظف المكتب؛ ومتهمين اثنين أسهما في أفعال التزوير، أمر بحبسهم احتياطياً على ذمة التحقيق.

وذكرت أن المستندات التي زورت لغرض تمكين أجانب من الحصول على وثائق مواطنة منها أربعمائة وثمانية وتسعون شهادة ميلاد نسبت إلى مكتب السجل المدني سبها زوراً ومائتان وست وأربعون شهادة إقامة نسبت إلى مكتب السجل المدني سبها زوراً.

وتابعت ” مئة وثمانية وأربعون وضع عائلي نسب إلى مكتب السجل المدني سبها زوراً ومئة وسبع شهادات إثبات واقعة ولادة نسبت إلى مكتب السجل المدني سبها زوراً وخمسة وستون عقد زواج مزور ومئة وثلاثة وستون وثيقة طلاق مزورة.”

وختمت بالاضافة الى أربعة وثمانون رسالة مزورة موجهة من جهات عامة إلى مكاتب السجل المدني وستة وعشرون استمارة أسرة – نموذج 13 وأربعة وعشرون بطاقة هُوية مزورة وواحد وثلاثون طلب انتقال بين مكاتب سجلات مدنية أخرى.

الوسوم#السجل المدني #سبها الأحوال المدنية النيابة العامة ليبيا محكمة استئناف سبها

المصدر: صحيفة الوطن الليبية

كلمات دلالية: السجل المدني سبها الأحوال المدنية النيابة العامة ليبيا النیابة العامة

إقرأ أيضاً:

موقف عمومي

#موقف_عمومي

د. #هاشم_غرايبه

من قصص العرب، يحكى أنه كان هنالك رجل شهم كريم من بني عجل بن لجيم يدعى “أبو دلف”، وكان له جارٌ جارَ الزمان عليه وتراكمت ديونه حتى بلغت عشرة آلاف درهم، فقال لدائنه: ليس لدي غير هذا البيت أتأخذه مقابل دينك؟، فرد عليه: لكن بيتك هذا لا يساوي أكثر من خمسة آلاف، فقال: صحيح لكن جيرة أبي دلف بالخمسة آلاف الأخرى، فرفض المشتري، ولما سمع أبودلف بذلك تأثر كثيرا، وقال وأنا لا أفرط في جيرة من جعل جيرتي عدل ماله، فدفع عنه ديْنه وأبقاه في بيته.
فيما مضى، كانت قصص الشهامة والمروءة والكرم، سيرة معتادة، وأعرافاً جاريةً، لدرجة أن الناس كانت تخشى أن تعرف بغيرها، وتتجنب الأفعال التي تصف الفاعل بنقيضها، مهما بلغت الكلفة وغلت التضحيات.
فهذا المتنبي وقد عرض له في الطريق عصابة قاطعون لها، لما رأى كثرتهم وأيقن أنه لا حيله له بهم، نوى الهرب بجلده، فقال له خادمه: ألست القائل “الخيل والليل والبيداء تعرفني..”، فقال : قتلتني قاتلك الله، وعاد يقاتلهم حتى قتل.
وظل الحرص على بقاء قيم الشهامة وإغاثة الملهوف، مهما كان الثمن، فهذا الذي وجد في الصحراء رجلا متمددا في طريقه حسبه جريحا أو مريضا، فتوقف وأركبه فرسه وسار الى جانبه، لكنه ما أن تمكن من اللجام حتى وكز الفرس وانطلق بها، فإذ به لص مخادع، لكن المخدوع إذ أيقن استحالة اللحاق به، صرخ به لا ليستعطفه فقد أيقن بالهلاك في بطن الصحراء وحيدا، بعد إذ فقد الراحلة والزاد، بل مستحلفا إياه أن لا يذكر هذا الحدث للناس، مخافة أن تنقطع المروءة بينهم.
لم تنقرض هذه القيم في عصرنا هذا كما يعتقد من حرصوا على (تطوير) ثقافتنا الجمعية باتجاه العلمنة، بدعوى التخلص من القيم (التي يدعونها بالية ولا تناسب العصر)، وما ذاك إلا لأنها قيم يفتقدها الغرب الذي يريدون اتباعه شبرا بشبر، والدليل هو ما نراه في القطاع المستهدف يوميا بالتدمير، فدائما ما يهب الشباب فور تعرض بيت للقصف الى محاولة انقاذ من هم تحت الركام، أو لإطفاء الحريق، غير عابئين بخطر استهدافهم هم أيضا، وغير منتظرين حضور الدفاع المدني والمسعفين، الذين قد لا تستطيع آلياتهم الوصول.
في الغرب أقصى ما يفعله الناس في مثل هذه الحالة الإتصال بالدفاع المدني، ثم ينشغلون بتصوير المشاهد المؤلمة لبيعها كسبق صحفي مثير.
قبل فترة أقدم لص تحت تهديد السلاح على سرقة محل للذهب في عمان، وركض صاحب المحل خلف السارق عبثا، وشاهده رقيب للسير فجازف بحياته وأمسك بالسارق رغم أن ذلك ليس من وظيفته، في أمريكا ينصح الناس بعدم اعتراض اللص والإبتعاد عن طريقه حفاظا على حياتهم.
بر الوالدين.. المروءة.. إغاثة المكروب.. إصلاح ذات البين.. مساعدة المحتاج.. مواساة أهل الميت.. عيادة المريض.. اكرام الضيف..الإحسان الى الجار.. مودة ذي القربى، كل هذه المفاهيم لم تعد موجودة في الغرب، لأنها في نظر النظام العالمي الليبرالي قيما بالية، إذ لا قيمة فيه إلا لما يحقق ربحا، لكنها في مجتمعاتنا ما زالت قيما عليا، نعتز بالإنتماء لها، ونتمسك بها، ليس لأنها مجرد عادات اجتماعية متوارثة، بل لأنها جزء من عقيدتنا الإيمانية، فعلها فيه أجر، وتركها فيه وزر، فبيت العزاء للمتوفى يسمى عندنا بيت الأجر، وكل عمل خير نسعد به الآخرين يسعدنا لأننا نعتبره في سبيل مرضاة الله.
هذه البقية الباقية من قيمنا التليدة، ما زالت في النفوس، نتمسك بها لأنها من صلب عقيدتنا، ونلوذ بها احتماء، تحمي نفوسنا التي أتعبها الكد والشقاء في الركض وراء لقمة العيش، فتواسينا في هذا الزمان الصعب، الذي ما جعله صعبا إلا فساد الفاسدين الذين هم أيدي الطغاة الناهبين المستترة، أكلوا السنبلات الخضر واليابسات، فجعلوا السنين كلها علينا عجافا، وفاقمه جورهم واستبدادهم، وماهم في حقيقتهم إلا أيدي المستعمرين المستترة.
نعتز بكل ما ورثناه من حميد السجايا ونبل الطوايا، لأن تسيّد القيم العليا هي السمة التي تعلي من شأن الحضارة، فهذا هو الرقي الحضاري، وليس التطاول بالبنيان ولا التكاثر في الأموال والاختراعات.

مقالات ذات صلة منح جائزة الفيفا “السلام” للرئيس ترامب ؟! 2025/12/06

مقالات مشابهة

  • جريمة العمرانية.. اعتداء بالعمل ينهي حياة موظف في لحظة صادمة
  • المحكمة تأمر بعرض سارة خليفة على الطب الشرعي لبيان إصابتها
  • انتشال جثمان موظف طافية في النيل بالقرب من هويس إسنا الجديد
  • أكثر من 1000 وثيقة رسمية مزورة بالسجل المدني سبها، وملاحقة المهتمين في القضيية
  • النيابة العامة: 34 ألف قيد مشتبه في تزويرها بالسجل المدني
  • النيابة العامة تحقق في أكبر قضية تزوير بالسجل المدني سبها
  • موقف عمومي
  • الأصابعة.. حبس موظف بالسجل المدني لتزوير قيود عائلية لصالح أجانب
  • النيابة العامة: تزوير 16 قيدًا عائليًا في تاجوراء مكّن أجانب من حقوق المواطنة