نائب وزير خارجية صربيا: مستعدون لاستضافة مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
قال داميان يوفيتش نائب وزير الخارجية الصربي إن بلاده مستعدة لاستضافة مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا إذا رغب الطرفان في ذلك، معتبرا أن أي سلام مستدام يجب أن يكون مقبولا من الجانبين ويراعي مصالحهما الحيوية.
وأضاف -خلال مقابلة للجزيرة- أن بلاده تنظر إلى الشعبين الروسي والأوكراني باعتبارهما شعبين صديقين، في ظل علاقات تاريخية تمتد لآلاف السنين لم تشهد أي مشكلات، مما يجعل صربيا في موقع فريد للمساهمة في جهود السلام.
وأبدى يوفيتش تفاؤلا واقعيا بشأن مبادرة السلام الأميركية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب، مشيرا إلى أن صربيا طالبت منذ بداية الحرب بمزيد من السلام في أوروبا بدلا من مزيد من الحروب.
وفي سياق متصل، أوضح المسؤول الصربي موقف بلاده المبني على المبادئ، حيث تدعم صربيا سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها، معتبرا أن الالتزام بالقانون الدولي هو الخيار الوحيد للدول الصغيرة لحماية مصالحها الحيوية.
ولفت إلى أن روسيا وأوكرانيا تحترمان سلامة أراضي صربيا وسيادتها في ما يتعلق بقضية كوسوفو، وأن بلاده تتصرف بالمثل تجاههما.
العقوبات الاقتصادية
وعلى صعيد العقوبات، أكد يوفيتش أن صربيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تفرض أي عقوبات اقتصادية على روسيا، ليس لاعتقادها بأن هذه العقوبات ستضر بالاقتصاد الروسي، بل لأن صربيا تعرضت هي ذاتها لعقوبات اقتصادية وسياسية في تسعينيات القرن الماضي.
وبناء على تجربة بلاده مع العقوبات، أشار الوزير الصربي إلى أن العقوبات الاقتصادية تضر بالشعوب بدلا من النخبة السياسية، و"لذلك ترفض صربيا من حيث المبدأ استخدام العقوبات في العلاقات الدولية".
ومن جهة أخرى، كشف يوفيتش أن صربيا قدمت 93% من المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا، مؤكدا أن بلاده ليست مسؤولة عن تقديم الأسلحة لأي من أطراف النزاع.
وأعرب عن استعداد بلغراد لاستضافة المفاوضات إذا اعتبرها الطرفان مناسبة، معربا عن ثقته بأن جميع الأطراف المنخرطة في مبادرة السلام ستشعر بالارتياح للتفاوض في العاصمة الصربية.
إعلانوفي إطار رؤيته للسلام المستدام، أكد نائب وزير الخارجية الصربي على أن أي حل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المصالح الحيوية للطرفين، لافتا إلى أن الجنود الروس والأوكرانيين الذين يسقطون على الجبهات يمثلون شعبين متماثلين.
واعتبر الحرب الدائرة مأساة حقيقية، معربا عن أمله في وقف سفك الدماء في أسرع وقت ممكن، ومجددا دعم صربيا لجميع مبادرات السلام المتعلقة بأوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات أن صربیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصعيد ميداني ومباحثات.. هل يبدد ترامب خلافات روسيا وأوكرانيا؟
رغم التصعيد الميداني بين روسيا وأوكرانيا وتباين حسابات الأطراف المختلفة، فإن الإدارة الأميركية تبدي بشأن المباحثات التي تقودها مع طرفي الحرب، وتقول على لسان مفاوضيها ووزارة خارجيتها إنها تحرز تقدما، ولا تستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
وقالت الخارجية الأميركية -في بيان لها- إن المفاوضين الأميركيين والأوكرانيين اتفقوا خلال مباحثات في ميامي بولاية فلوريدا على أن "التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق للسلام يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك خطوات لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار".
ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه وافق على الخطوات والإطار الذي ستجري فيه المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن التوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب مع روسيا.
وفي المقابل، أكد مساعد للرئيس الروسي أن موسكو وواشنطن تتقدمان في المفاوضات بشأن إنهاء الحرب على أوكرانيا، مشيرا إلى أن قمة مرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب قد تكون قريبة.
ويرجع المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو -في حديثه لحلقة (2025/12/6) من برنامج "ما وراء الخبر"- أسباب التفاؤل الأميركي إلى استمرار المباحثات الأميركية مع كل من روسيا وأوكرانيا واستعدادهما للانخراط في ما وصفها بمحادثات مستمرة وبناءة، إضافة إلى أن الخطة الأميركية بشأن أوكرانيا "ملموسة"، رغم أن الجانب الأوكراني يمكنه تعديلها، حسب قوله.
ومن جهتها، تعتبر الباحثة في المركز الأوكراني للأمن والتعاون أوليشيا هورياينوفا أن تغريدة الرئيس الأوكراني اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، التي وصف فيها المباحثات الجارية في ميامي مع الأميركيين بالإيجابية جدا، تعطي إشارة بأن الأمور تسير على ما يرام، وقالت إن بلادها تريد التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى سلام دائم.
إعلانوفي المقابل، لا يرى الطرف الروسي ما تراه أوكرانيا، وهو ما عبّر عنه المحلل السياسي رولاند بيدزاموف، الذي قال -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- إن الولايات المتحدة تعطي إشارات متضاربة، وإنها تريد تسوية النزاع وحماية أوكرانيا مع إبقاء التوتر قائما بين روسيا وأوروبا، لتبقى هي المراقبة والمسيطرة.
وفي تعليقه على القمة المرتقبة بين بوتين وترامب، حسبما كشف عنه مساعد للرئيس الروسي، أوضح بيدزاموف أن تقدما أُحرز خلال المباحثات التي جرت مؤخرا بين بوتين والمبعوثين الأميركيين ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر (صهر ترامب)، مشيرا إلى أن هذه المباحثات كانت لها صبغة اقتصادية، وأن بلاده جاهزة لإبداء مرونة بشأن مطالب الأميركيين في هذا الشأن.
تصعيد ميدانيويذكر أن الحديث عن وجود تقدم في المباحثات التي تجريها الإدارة الأميركية مع طرفي الحرب يتزامن مع تصعيد ميداني من الطرفين، روسيا وأوكرانيا.
وفي هذا السياق، يرى بيدزاموف أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو في ظل استمرار الحرب بينهما، ويقول إن الجانبين يشنان الضربات ضد بعضهما بعضا، وإن "أوكرانيا أيضا تضرب الموانئ والسفن الروسية".
في حين اتهمت هورياينوفا روسيا باستهداف البنى التحتية المدنية الأساسية وكذلك السكك الحديد وغيرها من الأهداف، وقالت بدورها إن "أوكرانيا تدافع عن نفسها وتحاول إضعاف روسيا".
كما يتهم فرانكو روسيا بشن هجوم واسع على أوكرانيا لتحقيق مكاسب ميدانية خلال المحادثات الجارية لإنهاء الحرب، لافتا إلى أن روسيا باتت تضرب غرب أوكرانيا وتستهدف محطات الكهرباء والطاقة في محاولة للقضاء -حسب رأيه- على معنويات الشعب الأوكراني لدفعه للتأثير على حكومته حتى تبرم الاتفاق مع روسيا.
وبشأن الدور الأوروبي في المباحثات الجارية، يقول فرانكو إن الرئيس ترامب يصغي لأوروبا، لكنه لا يريدها أن تتدخل.
ويطالب القادة الأوروبيون الرئيس الأوكراني بعدم الرضوخ لمطالب روسيا دون التزامات أمنية أميركية. ونسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق إلى مسؤولين أوروبيين القول إن مسؤولين في وزارة الحرب الأميركية أعدوا خططا بشأن تعهدات أمنية محتملة من واشنطن، ولكن لم يُتخذ قرار سياسي بشأن الالتزام بها.