لجان النهب.. مليشيا الانتقالي تعيث فساداً في حضرموت، وتقارير تكشف عن تجاوزات مناطقية صارخة
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
أفادت تقارير إعلامية، بينها تقرير لقناة المهرية، بأن مليشيات الانتقالي شرعت في تشكيل لجان مسلحة مهمتها الأساسية مداهمة منازل خصوم سياسيين واستهداف لأبناء المحافظات الشمالية، وتشير هذه التحركات إلى تحول في التجاوزات إلى عملية منظمة وموجهة.
في سياق متصل، تم تداول مقطع فيديو مؤثر على منصات التواصل الاجتماعي لامرأة من أبناء المحافظات الشمالية، وهي تروي معاناتها الشخصية وعملية نهب أغنام عائلتها، والتي تمثل مصدر رزقهم الوحيد، على يد عناصر مليشيا الانتقالي.
وأكدت المرأة أن النهب لم يقتصر على المواشي فحسب، بل شمل أيضاً، سرقة الأغنام التي تمثل مصدر رزق العائلة، وأخذ البطاريات والهويات الشخصية، وكذا إفراغ محتويات منازل المواطنين.
هذه الممارسات دفعت السكان إلى محاولات يائسة لتمويه وتغطية أماكن تواجد مواشيهم لحمايتها من السرقة.
وفي وقت كشفت مصادر محلية وعسكرية عن عمليات نهب واسعة النطاق للأسلحة والذخائر والمعدات من معسكرات مليشيا المنطقة العسكرية الأولى المنسحبة، أبرزها معسكر الخشعة.
وفيما يعد دليلاً على الاستهداف المناطقي الصريح، وثقت حادثة أخيرة في مدينة سيئون قيام عناصر من الانتقالي بتمزيق ملابس مجند لوضعه علم الجمهورية اليمنية على كتفه. وقد وُصف هذا الاعتداء، الذي تداول على نطاق واسع، بأنه تعبير صريح عن التطرف المناطقي ويهدف إلى ترسيخ خطاب الكراهية والتقسيم في المحافظة.
وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف جدية من أن تؤدي عمليات النهب المنظمة والاعتداءات المتكررة ضد الشماليين إلى تفاقم الفوضى الأمنية وتهديد حياة المدنيين وممتلكاتهم، خاصة بعد سيطرة مليشيا الانتقالي على الهضبة النفطية بدعم إماراتي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
كيف ينظر اليمنيون إلى سيطرة الانتقالي الجنوبي على حضرموت والمهرة؟
صنعاء- خلط المجلس الانتقالي الجنوبي، بسيطرته العسكرية على محافظتي حضرموت والمهرة شرق اليمن، الأوراق السياسية داخل مكونات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ويشارك المجلس في الحكومة ويتولى رئيسه عيدروس الزبيدي ونائباه أبو زرعة المحرمي وفرج البحسني مناصب في مجلس القيادة الرئاسي المكون من رئيس وثمانية نواب، يمثلون أبرز القوى الكبيرة المشاركة بالسلطة والحكومة التي تواجه جماعة أنصار الله (الحوثيين)، المسيطرة على العاصمة صنعاء ومحافظات شمال وغرب البلاد منذ عام 2014.
وزادت سيطرة الانتقالي على حضرموت والمهرة من حدة الاحتقانات بين القوى والأحزاب التي تشكل السلطة الشرعية، والتي تتناقض في أهدافها ومشاريعها وتتنازع على النفوذ والسيطرة والجغرافيا، وتمتلك قوات عسكرية خارج إطار وزارة الدفاع، ودخلت سابقا في مواجهات دامية.
تهديدات غير مسبوقةفي حديث للجزيرة نت، اعتبر عبد العزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب اليمني أن مجلس القيادة الرئاسي "لا يمثل الإرادة اليمنية الحقيقية، بل إن ممارساته على الأرض تسهم في تفتيت البلاد وتكريس واقع يتناقض تماما مع سيادتها".
وأكد جباري أن "وحدة اليمن وسلامة أراضيه تتعرض لتهديدات غير مسبوقة"، لافتا إلى "ما حدث في حضرموت من اجتياح عسكري وتهجير مواطنين ينتمون إلى المحافظات الشمالية، وإسقاط المعسكرات التابعة للحكومة الشرعية".
وحذر جباري مما سماه "تنازع النفوذ وتمزيق النسيج الوطني الذي سيقود اليمن إلى مزيد من التشرذم وصراعٍ لا ينتهي، وسيترك جراحا عميقة تهدد استقرار المنطقة بأسرها". ورأى أن على اليمنيين معالجة قضاياهم الداخلية "بعيدا عن تناقضات المواقف الخارجية، وبما يحفظ حقنا في صون وطننا".
#انفصال_سفري!
الجمهورية اليمنية باقية، ولن يستطيع أحد فصل عدن عن صنعاء حتى لو امتلك السلاح وساعدته الظروف!
سيطر المجلس الانتقالي على كافة المحافظات الجنوبية، فهل أعلن انفصال الجنوب؟ طبعًا لا!
ولا يستطيع الإعلان؛ لأن لديه توجيهات فقط بنقل الفوضى من عدن حتى حضرموت والمهرة، وإضعاف… pic.twitter.com/AFKvOTq85a
— أحمد ماهر (@Ahmed_Maher_MA) December 7, 2025
مخاوف كبيرةوأثار توغل المجلس الانتقالي داخل مؤسسات الحكومة اليمنية تساؤلات عدة، خاصة عقب اتفاق نقل السلطة من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، ونقل صلاحياته الدستورية إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وصلاحيات نائب رئيس الجمهورية إلى الأعضاء السبعة بالمجلس.
إعلانوجاءت سيطرته على حضرموت لتدق آخر مسمار في نعش مكونات السلطة الشرعية بمجلس القيادة والحكومة اليمنية، ولتضع البلاد وكافة قواها الحزبية والسياسية في واقع خروج محافظات الجنوب والشرق من سيطرة الحكومة.
وثارت بالشارع اليمني مخاوف كبيرة من تكرس الانفصال جغرافيا، خاصة بعد تناقلهم عبر مختلف وسائل الإعلام، على مدى سنوات، مشاهد نزاع علم البلاد الموحد واستبداله بعلم دولة اليمن الجنوبي السابق على كافة مؤسسات الدولة وفي شوارع المدن وبالمنافذ البرية والمطارات والموانئ، وداخل معسكرات الجيش وعلى بزات الجنود والقادة العسكريين والأمنيين.
من جانبه، قال مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام للجزيرة نت، إن سيطرة قوات الانتقالي على حضرموت تأتي في إطار محاولة استكمال السيطرة على أهم المناطق الإستراتيجية في جنوب اليمن. ويعتقد أن سيطرته على محافظات جنوب البلاد وشرقها بمثابة "إعلان حرب على اليمنيين، كونها تقوض كيان الدولة سياسيا ومجتمعيا، وتشكل خطرا على الجيران".
ورأى الرحبي أن تحركات الانتقالي العسكرية "جعلت الرئيس رشاد العليمي يغادر غاضبا من عدن". وكان الرئيس قد غادر العاصمة، مساء الجمعة الماضية، متوجها إلى السعودية، لإجراء مشاورات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، بشأن تطورات الأحداث في المحافظات الشرقية.
وبحسب وكالة سبأ للأنباء الحكومية، أكد العليمي "مسؤولية الدولة وحدها عن حماية مؤسساتها الوطنية، وصون مصالح المواطنين، والحفاظ على وحدة القرار السيادي".
انزلاق جديدوشدد العليمي على "رفض أي إجراءات أحادية من شأنها منازعة الحكومة والسلطات المحلية صلاحياتها الحصرية، والإضرار بالأمن والاستقرار، وتعميق المعاناة الإنسانية، أو تقويض فرص التعافي الاقتصادي، والثقة المتنامية مع المجتمع الدولي".
وطالب بالتسريع بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم المحلية، ووجّه بتشكيل لجنة تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والأضرار التي طالت المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في حضرموت ومدينة سيئون.
ومساء أمس الأحد، التقى العليمي في الرياض سفراء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وأبلغهم "رفضه المطلق لأي إجراءات أحادية من شأنها تقويض المركز القانوني للدولة اليمنية، أو الإضرار بالمصلحة العامة، وخلق واقع مواز خارج إطار المرجعيات الوطنية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض".
وأكد أهمية عودة أي قوات مستقدمة من خارج حضرموت والمهرة إلى ثكناتها بموجب توجيهاته باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وأشار إلى أن "التحركات العسكرية الأحادية تمثل تحديا مباشرا لجهود التهدئة".
من جهته، يرى القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عادل الشجاع أن "ما جرى في حضرموت والمهرة تفكيك لما تبقى من رمزية الدولة باليمن". وأوضح للجزيرة نت، أن سيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت الإستراتيجية تعيد رسم خريطة النفوذ في البلاد.
وقال إن "الانتقالي كان يتحرك وفقا لتوجيهات مسبقة وتمت تهيئة الأرض لتحركاته العسكرية بهدف تقويض أي أمل في أن يعود اليمن دولة موحدة قادرة على الحكم والاهتمام بالمصالح العامة بشكل شامل".
إعلانووفق الشجاع، يُعد "ما جرى في حضرموت انزلاقا جديدا نحو الفوضى أو صراعات محلية، خاصة وأن تغيير موازين القوى غالبا ما يولّد احتكاكات قبلها أو بعدها بين القبائل، والفصائل، وكل الفاعلين المحليين". ولا يستبعد أن ينتج عن سيطرة الانتقالي على شرق اليمن وجنوبه "مشروعات انفصالية بأبعاد جيو-سياسية، على حساب وحدته وسيادته، وهو ما سيقود إلى صراع مستقبلي".