بحضور‭ ‬42‭ ‬عالماً‭ ‬وطبيباً‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبرعاية‭ ‬وحضور‭ ‬وزارتى‭ ‬الصحة‭ ‬والسكان‭ ‬والتعليم‭ ‬العالى‭ ‬اختتمت‭ ‬فعاليات‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولى‭ ‬التاسع‭ ‬لسرطان‭ ‬الصدر‭ ‬والرئة‭ ‬الذى‭ ‬أقامته‭ ‬الرابطة‭ ‬الدولية‭ ‬لأورام‭ ‬الصدر‭ ‬والرئة‭ ‬ONTIC‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬أوهايو‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.

‬ومشاركة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والخبراء‭ ‬والقادة‭ ‬العالميين‭ ‬والإقليميين‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬من‭ ‬مصر‭, ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭, ‬وأوروبا‭, ‬وكندا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬
ناقش‭ ‬المؤتمر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬يومين‭ ‬جميع‭ ‬محاور‭ ‬رعاية‭ ‬ومشاكل‭ ‬وتحديات‭ ‬المرض‭ ‬والتشخيص‭ ‬والعلاج‭ ‬والكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬والصدر‭ ‬الحديثة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الطب‭ ‬الجينومى‭ ‬والتشخيص‭ ‬الجزيئى‭ ‬الدقيق،‭ ‬وخزعات‭ ‬السائل،‭ ‬والعلاجات‭ ‬الذكية‭ ‬الموجهة‭ ‬والمناعية،‭ ‬والعلاج‭ ‬فى‭ ‬المراحل‭ ‬المبكرة‭ ‬وما‭ ‬حول‭ ‬الجراحة،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬والسياسات‭ ‬الصحية،‭ ‬وضمان‭ ‬العدالة‭ ‬فى‭ ‬إتاحة‭ ‬الابتكار‭ ‬الدوائى،‭ ‬وبناء‭ ‬شبكات‭ ‬التجارب‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬والطب‭ ‬الشخصى‭.‬
أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬علا‭ ‬خورشيد،‭ ‬رئيس‭ ‬الرابطة‭ ‬الدولية‭ ‬لأورام‭ ‬الصدر‭ ‬ورئيس‭ ‬قسم‭ ‬الأورام‭ ‬بالمعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام–‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يمثل‭ ‬دعوة‭ ‬عملية‭ ‬للتحرك‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬العبء‭ ‬المتزايد‭ ‬لسرطان‭ ‬الرئة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬منخفضة‭ ‬ومتوسطة‭ ‬الدخل،‭ ‬وأوصى‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬وتوسيع‭ ‬قدرات‭ ‬التشخيص‭ ‬والفحوصات‭ ‬الجزيئية‭.‬
وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬فى‭ ‬إتاحة‭ ‬العلاجات‭ ‬المبتكرة‭ ‬لجميع‭ ‬المرضى‭.‬
ووضع‭ ‬أطر‭ ‬إقليمية‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر‭ ‬والفحص‭ ‬الدورى‭.‬
وتعزيز‭ ‬البحث‭ ‬العلمى‭ ‬وبناء‭ ‬شبكات‭ ‬للتجارب‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وتطوير‭ ‬إرشادات‭ ‬علاجية‭ ‬مشتركة‭ ‬تراعى‭ ‬تفاوت‭ ‬الموارد‭ ‬بين‭ ‬الدول‭.‬
شهد‭ ‬المؤتمر‭ ‬30‭ ‬جلسة‭ ‬علمية‭ ‬وعدداً‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬المتقدمة‭ ‬حول‭ ‬العلاج‭ ‬الإشعاعى،‭ ‬والتصوير‭ ‬الطبى‭ ‬المدعوم‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعى،‭ ‬وإدارة‭ ‬الألم،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬التوجه‭ ‬العالمى‭ ‬نحو‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والطب‭ ‬الدقيق‭ ‬فى‭ ‬منظومة‭ ‬الرعاية‭.‬
كما‭ ‬شهد‭ ‬جلسة‭ ‬توافق‭ ‬دولية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬عن‭ ‬علاج‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬القابل‭ ‬للجراحة‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬محدودة‭ ‬الموارد،‭ ‬بهدف‭ ‬الخروج‭ ‬ببيان‭ ‬إقليمى‭ ‬ودعوة‭ ‬للعمل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مناقشات‭ ‬استراتيجية‭ ‬حول‭ ‬السجل‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬للأورام‭ ‬وبناء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبحث‭ ‬الإكلينيكى‭.‬
وذكرت‭ ‬الدكتورة‭ ‬علا‭ ‬خورشيد‭ ‬أن‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬قد‭ ‬يفضى‭ ‬إلى‭ ‬شفاء‭ ‬تام‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬تشخيص‭ ‬المرض‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬وتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬ساهمت‭ ‬فى‭ ‬تعزيز‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭. ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬يمثل‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لتحسين‭ ‬نتائج‭ ‬العلاجات‭ ‬الحديثة‭ ‬وتوفيرها‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع‭ ‬للمرضى‭.‬
أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التشخيص‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬سهلا‭ ‬فيمكننا‭ ‬أخذ‭ ‬عينة‭ ‬دم‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الورم‭ ‬لرصد‭ ‬الطفرات‭ ‬الجينية‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الطفرات‭ ‬المعروفة‭ ‬ارتفع‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اثنتى‭ ‬عشرة‭ ‬طفرة‭ ‬عبر‭ ‬تحليل‭ ‬الدم‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الطفرات‭ ‬يمكن‭ ‬تحديد‭ ‬العلاج‭ ‬الموجه‭ ‬الأنسب‭ ‬للمريض‭ ‬ووضع‭ ‬الخطة‭ ‬العلاجية‭ ‬بدقة‭ ‬أعلى‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أدوية‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬تعوق‭ ‬انتشار‭ ‬الورم‭ ‬إلى‭ ‬المخ‭ ‬وتقلل‭ ‬أعراضه،‭ ‬مع‭ ‬تقليل‭ ‬المضاعفات‭.‬
وقال‭ ‬العالم‭ ‬المصرى‭ ‬الدكتور‭ ‬حسين‭ ‬خالد،‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمى‭ ‬وعميد‭ ‬معهد‭ ‬الأورام‭ ‬الأسبق،‭ ‬إن‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬يشهد‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬مستمراً‭ ‬فى‭ ‬معدلات‭ ‬الإصابة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وفقاً‭ ‬لبيانات‭ ‬السجل‭ ‬القومى‭ ‬للأورام،‭ ‬والسبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬لهذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬هو‭ ‬انتشار‭ ‬التدخين‭ ‬بكل‭ ‬أنواعه‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭.‬
ودعا‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬رئاسية‭ ‬قوية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬عبر‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التدخين‭ ‬ومحاربة‭ ‬مسبباته،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيق‭ ‬جميع‭ ‬محاور‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬العالمية‭ ‬والوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأورام‭ ‬على‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬الوقاية،‭ ‬والاكتشاف‭ ‬المبكر،‭ ‬والتشخيص‭ ‬الدقيق،‭ ‬والعلاج‭ ‬المتكامل‭.‬
وحذر‭ ‬من‭ ‬التدخين‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭. ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬السجائر‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والشيشة،‭ ‬لأن‭ ‬حجراً‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬الشيشة‭ ‬يساوى‭ ‬تدخين‭ ‬70‭ ‬سيجارة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضاعف‭ ‬خطورة‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة‭. ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬ترسيخ‭ ‬التوعية‭ ‬الصحية‭ ‬منذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭.‬
أكد‭ ‬العالم‭ ‬الأمريكى‭ ‬ديفيد‭ ‬كاربونا‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الأورام‭ ‬بجامعة‭ ‬أوهايو‭ ‬ومدير‭ ‬مركز‭ ‬جيمس‭ ‬للصدر‭ ‬أن‭ ‬العلاج‭ ‬المناعى‭ ‬احدث‭ ‬تحولاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬فى‭ ‬علاج‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬المتقدم،‭ ‬ومكننا‭ ‬من‭ ‬إطالة‭ ‬فترة‭ ‬بقاء‭ ‬المرضى‭. ‬لكن‭ ‬التحدى‭ ‬الحالى‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬مقاومة‭ ‬مكتسبة‭.‬
إن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الواعدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬ذلك‭ ‬هى‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬العلاجات‭ ‬المناعية‭ ‬المختلفة‭ ‬أو‭ ‬إضافة‭ ‬علاجات‭ ‬أخرى‭ ‬لتحقيق‭ ‬استجابة‭ ‬أعمق‭ ‬وأكثر‭ ‬دواماً‭.‬
قالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬نادية‭ ‬زخارى،‭ ‬وزير‭ ‬البحث‭ ‬العلمى‭ ‬الأسبق‭ ‬وأستاذة‭ ‬علم‭ ‬طب‭ ‬الأورام‭ ‬بمعهد‭ ‬الأورام‭ ‬القومى،‭ ‬إن‭ ‬الوقاية‭ ‬والكشف‭ ‬المبكر‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬بنسب‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬90‭%.‬
بينما‭ ‬أكدت‭ ‬رائدة‭ ‬علاج‭ ‬الأورام‭ ‬والباثولوجى‭ ‬د‭. ‬نادية‭ ‬مختار،‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬العملى‭ ‬لإدخال‭ ‬الابتكارات،‭ ‬أن‭ ‬العلاج‭ ‬قد‭ ‬أصبح‭ ‬معقداً‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬الطب‭ ‬الشخصى‭.‬
أجمع‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬قد‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬‮«‬العلاج‭ ‬الكيماوى‭ ‬الشامل‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الطب‭ ‬الجزيئى‭ ‬الفردى‮»‬‭. ‬فالقواعد‭ ‬الجديدة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تفكيك‭ ‬الشفرة‭ ‬الجينية‭ ‬للورم‭ ‬واستهدافها‭ ‬بدقة‭ ‬فائقة‭ ‬توافقت‭ ‬آراء‭ ‬العلماء‭ ‬الأجانب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬فى‭ ‬علاج‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬الطب‭ ‬الشخصى‭ ‬الذى‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬العميق‭ ‬لتركيب‭ ‬الورم‭ ‬الجينى‭ ‬والمناعى‭ ‬لكل‭ ‬مريض‭.‬
التعامل‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬والشفاء‭ ‬الجزئى‭ ‬أو‭ ‬الكامل،‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬التشخيص‭ ‬الجزيئى،‭ ‬ودمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى،‭ ‬وتوحيد‭ ‬البروتوكولات‭ ‬العلاجية،‭ ‬وضمان‭ ‬إتاحة‭ ‬العلاجات‭ ‬المبتكرة‭ ‬لجميع‭ ‬المرضى‭ ‬وهذه‭ ‬أبرز‭ ‬التوصيات‭ ‬التى‭ ‬خرج‭ ‬بها‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولى‭.‬

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرطان الصدر والرئة الصحة والسكان مكافحة سرطان الرئة

إقرأ أيضاً:

5 أسباب وراء توسيع مظلة العلاج المجاني لمرضى السرطان بالأردن

عمّان- في بلد تتزايد فيه حالات الإصابة بمرض السرطان بوتيرة لافتة خلال العقد الأخير، ومع تنامي الضغوط المالية على المؤسسات الصحية وعلى المرضى الذين يجدون أنفسهم أمام رحلة علاج مكلفة ومعقدة، جاء القرار الأردني بتأمين العلاج المجاني لمرضى السرطان لأكثر من 4 ملايين مواطن.

ويعكس هذا التحوّل الطبي الانتقال من نظام الإعفاءات التقليدي إلى نظام تأمين صحي رقمي، في خطوة تهدف إلى مواجهة الضغوط على البنية الطبية والاجتماعية في المملكة.

وتشير البيانات الصحية في الأردن إلى زيادة لافتة في أعداد الحالات المصابة بمرض السرطان خلال العقد الأخير، وهي زيادة يعزوها مختصون إلى تحسن قدرات التشخيص والكشف المبكر، وارتفاع متوسط العمر، إلى جانب عوامل مرتبطة بأنماط الحياة والبيئة.

برنامج تأميني

ورغم وجود مؤسسات مرموقة في علاج الأورام، وعلى رأسها مركز الحسين للسرطان، فإن كلفة العلاج ظلت عبئا كبيرا يطارد الأردنيين، إذ يحتاج المريض إلى تدخلات علاجية طويلة ومكلفة، تشمل الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي والعلاجات المناعية الحديثة.

وهو ما دفع آلاف الأسر إلى محاولة الحصول على إعفاءات حكومية كانت تستنزف وقتا وجهدا وإجراءات طويلة وموافقات متعددة، مما أدى في حالات عديدة إلى تأخير بدء العلاج أو انقطاع بعض الجرعات، وفق شهادات اجتماعية وصحية متواترة.

وبموجب الاتفاقية التي وقعتها الحكومة مع مؤسسة الحسين للسرطان، ستنتقل المملكة إلى نموذج تأميني يغطي 3 فئات رئيسية:

الأطفال والشباب حتى سن 19 عاما. كبار السن فوق 60 عاما ممن لا يملكون أي تغطية صحية. الأسر المنتفعة من صندوق المعونة الوطنية.

ورصدت الحكومة 124 مليون دينار في موازنة العام المقبل 2026 لتنفيذ البرنامج، في حين تتحمل مؤسسة الحسين للسرطان 8.5 ملايين دينار من التكلفة الإجمالية المقدرة بنحو 132.5 مليون دينار.

إعلان

ولتنفيذ التحول الرقمي المرافق لهذا التوسع، أطلقت وزارة الاقتصاد الرقمي "بطاقات التأمين الحكومي" إلكترونيا، بحيث يمكن للمواطنين الحصول على بطاقاتهم الرقمية دون الحاجة إلى معاملات ورقية، إضافة إلى إتاحة منصة للاستعلام عن شمول التأمين باستخدام الرقم الوطني.

"مركز الحسين" يعالج آلاف المرضى سنويا بالأردن (الجزيرة)الأثر الإنساني

وضمن الجانب الإنساني الذي يرافق القرار، تتحدث أم هاشم، وهي سيدة ستينية تتلقى العلاج من سرطان الثدي منذ عامين، عن التغيير الذي قد يحدثه الإعلان عن التغطية الجديدة في مسار علاجها، إذ تقول إنها كانت تنتظر لأيام وربما أسابيع للحصول على الموافقات المطلوبة لمتابعة علاجها، مما أدى إلى تأجيل بعض الجرعات الكيميائية.

وتضيف -في حديثها للجزيرة نت- أن تكلفة العلاج كانت تتجاوز قدرة أسرتها، وأن هاجس عدم القدرة على الاستمرار كان يرافقها باستمرار.

وتشير أم هاشم إلى أن الإعلان عن التغطية التأمينية خفف بقدر كبير من القلق المرتبط بالجانب المالي والإداري، مؤكدة أن البطاقة الرقمية جعلت الوصول إلى العلاج أكثر وضوحا وسلاسة، من "دون الحاجة للبحث عن وساطات أو متابعة معاملات مطولة".

وهو ما يعكس -حسب متخصصين اجتماعيين- واقعا عاشته عديد من الأسر التي كانت تضطر لتأجيل العلاج أو اللجوء إلى خيارات أقل فعالية نتيجة للتكلفة أو تعقيد الإجراءات.

الحوارات: التوسع في التأمين والعلاج الموحد يعكس تحولا في النظام الصحي لمواجهة ازدياد عدد مرضى السرطان (الجزيرة)مرحلة جديدة

ويرى مدير "مركز سميح دروزة للأورام" في "مستشفيات البشير" الدكتور منذر الحوارات أن القرار الأردني يأتي في سياق تحولات أوسع في بنية النظام الصحي، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن "الأردن مقبل على مرحلة مختلفة في التعامل مع السرطان".

وبخصوص الأسباب التي دفعت الدولة الأردنية للذهاب نحو هذه الخطوة، أكد الحوارات أن "أعداد المرضى في ازدياد، وهذا ما دفع الدولة للتفكير بالتوسع في القدرة الاستيعابية، وعدم الاكتفاء بمركز واحد أو اثنين".

ويضيف الحوارات أن هناك توجها لتطوير "خطط علاجية موحدة" في مختلف محافظات الأردن، بما يتيح تقديم العلاج داخل شبكة واسعة من المراكز الحكومية، ويخفف العبء على مركز الحسين، الذي يستقبل آلاف الحالات سنويا.

ولفت إلى أن زيادة عدد المرضى "حقيقة واقعة بفعل النمو السكاني وتحسّن التشخيص"، وهو ما يستدعي "تحديث البنية الصحية وتوفير خيارات علاجية قريبة من المرضى".

وأشار مراقبون للجزيرة نت إلى أن قرار توسيع مظلة العلاج المجاني لمرضى السرطان جاء نتيجة عدة عوامل أساسية، أبرزها:

ارتفاع تكلفة علاج السرطان على الأفراد؛ إذ إن كثيرا من المرضى لم يكونوا قادرين على تغطية تكاليف العلاج باستمرار. الضغط المتزايد على طلب الإعفاءات الحكومية، إذ اعتمد النظام السابق على موافقات متعددة ووقت طويل لإنجازها. تطور البنية الرقمية، إذ أتاح الانتقال إلى نموذج التأمين الصحي المسبق عبر منصة "سند". ارتفاع أعداد الحالات وعدم كفاية القدرة الاستيعابية، مما استدعى توسيع الشراكة مع "مؤسسة الحسين" ورفع الجاهزية في مستشفيات وزارة الصحة.

ابتداء من 1/1/2026، سيتم تفعيل التأمين الحكومي للعلاج في مركز الحسين للسرطان "رعاية" لـ 4.1 مليون مواطن أردني.

تحقّق من شمولك بالتأمين عبر الرابط https://t.co/S2kKFItagm وفعّل تطبيق سند للحصول على بطاقة تأمينك ضدّ السرطان في حال كنت مشمولا. pic.twitter.com/kmJwQETbkx

— مؤسسة ومركز الحسين للسرطان (@KHCFKHCC) December 7, 2025

ويستقبل "مركز الحسين للسرطان" ما بين 6 و7 آلاف مريض جديد سنويا، بينما يبلغ عدد المرضى قيد العلاج نحو 35 ألفا، ومع توسيع التغطية المجانية، يتوقع خبراء زيادة الطلب، مما يتطلب توسيع البنية التحتية وتوزيع الخدمات جغرافيا.

إعلان

وتشير الأرقام إلى زيادة مضطردة في الإصابات بالسرطان في الأردن، حيث يبلغ معدل الإصابة العام حوالي 166 لكل 100 ألف ذكر، و149 لكل 100 ألف أنثى، مع تصدّر سرطان الثدي (نحو 39.7% من حالات الإناث) وسرطان الرئة (12.9% من حالات الذكور).

ويُعد السرطان ثاني سبب للوفاة بالأمراض غير السارية، ويتم التركيز على الكشف المبكر وبرامج الدعم للحد منه.

مقالات مشابهة

  • 5 أسباب وراء توسيع مظلة العلاج المجاني لمرضى السرطان بالأردن
  • هل يمكن الشفاء من فيروس نقص المناعة البشرية؟.. دراسة توضح
  • أطباء يحذرون.. تدخين الشيشة يضاعف خطر سرطان الرئة بمقدار 2-5 مرات
  • اكتشاف علاج جديد يخفف أعراض تكيس المبايض
  • استخدام علاجي جديد يعزز فرص السيطرة على الانسداد الرئوي في مصر
  • القومى للأورام : إلراناتاماب طفرة كبيرة فى علاج مرضى الميلوما المتعددة
  • أمل جديد للرجال.. علاج ثوري يظهر نتائج مذهلة في استعادة الشعر المفقود
  • تدخين الشيشة يضاعف خطر سرطان الرئة بمقدار 2-5 مرات!
  • اختبار بول بسيط قد يسهّل الكشف المبكر عن سرطان المثانة