في خطوة تُعد الأولى من نوعها داخل الاتحاد الأوروبي، أعلنت المفوضية الأوروبية أن شركة ميتا ستتيح لمستخدمي فيسبوك وإنستجرام إمكانية تقليل كمية البيانات الشخصية التي تتم مشاركتها مع الشركة، وبالتالي مشاهدة عدد أقل من الإعلانات الموجّهة. 

ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ هذا التغيير في يناير المقبل، في إطار ضغوط تنظيمية متزايدة تهدف إلى حماية خصوصية المستخدمين وتعزيز الشفافية في نموذج الإعلانات الرقمية.

هذه الخطوة ليست مجرد تعديل بسيط في إعدادات الخصوصية، بل تُعد — بحسب وصف المفوضية — تحولًا جوهريًا في الطريقة التي تتعامل بها منصات ميتا مع بيانات المستخدمين. إذ أوضحت الهيئة في بيان رسمي:
"هذه هي المرة الأولى التي يُتاح فيها هذا الخيار على شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا"، مضيفةً أن الشركة ستمنح المستخدمين خيارًا حقيقيًا بين أمرين: إما الموافقة على مشاركة جميع بياناتهم ومواصلة تلقي إعلانات موجهة بالكامل، أو مشاركة قدر أقل من البيانات مع الحصول على إعلانات مخصصة بدرجة محدودة فقط.

وتأتي الخطوة بعد أشهر من الصراع بين ميتا والجهات التنظيمية الأوروبية. فقد فرضت المفوضية الأوروبية غرامة ضخمة بلغت 200 مليون يورو على الشركة في وقت سابق من هذا العام، بسبب نموذج الاشتراك الخالي من الإعلانات الذي وصفته بأنه "موافقة بالإكراه" أو "ادفع أو وافق"، معتبرةً أن المستخدم لم يكن يملك خيارًا حقيقيًا. 

وردّت ميتا بطرح خطط اشتراك خالية من الإعلانات في أوروبا خلال 2023، ثم قامت بخفض أسعارها لاحقًا استجابةً لضغوط الجهات التنظيمية، لكن هذه الخطط — حسب اعتراف مسؤول في الشركة — لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا من المستخدمين.

ومثلما هو الحال دائمًا في علاقة ميتا مع الجهات التنظيمية، لم يمر القرار دون تعليقات من الشركة. ففي بيان مقتضب، قال متحدث باسم ميتا: "نُقرّ ببيان المفوضية الأوروبية. الإعلانات المُخصّصة حيوية للاقتصاد الأوروبي — ففي العام الماضي، ارتبطت إعلانات ميتا بنشاط اقتصادي بقيمة 213 مليار يورو، ودعمت 1.44 مليون وظيفة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي".

هذا الدفاع يعكس اعتماد ميتا القوي على الإعلانات كركيزة أساسية في نموذج أعمالها، لكن المشهد التقني والاقتصادي في أوروبا لا يبدو أنه سيسمح للشركة بالمضي بنفس الأساليب القديمة. فالاتحاد الأوروبي يواصل تشديد الرقابة على شركات التكنولوجيا الكبرى من خلال قوانين مثل قانون الأسواق الرقمية (DMA) وقانون الخدمات الرقمية (DSA)، اللذين يفرضان قيودًا جديدة على كيفية جمع البيانات واستخدامها.

خطوة ميتا الجديدة قد تشير إلى بداية تحول أكبر في علاقتها مع المستخدمين الأوروبيين، وربما تصبح نموذجًا يُحتذى به في بقية العالم — خاصة مع تزايد وعي المستخدمين بشأن كيفية استخدام بياناتهم الشخصية. فالسماح للمستخدمين باختيار تقليل البيانات يعني فعليًا تقليل فعالية الإعلانات الموجّهة، الأمر الذي قد يؤثر مستقبلاً في عوائد ميتا الإعلانية إذا توسع نطاق التطبيق.

لكن من ناحية أخرى، قد تُساعد هذه الخطوة ميتا على تجنّب المزيد من الغرامات والعقوبات التنظيمية المكلفة، وربما تحسين صورتها في سوق أوروبي متطلب فيما يتعلق بالخصوصية وحماية البيانات.

وفي الوقت نفسه، من غير الواضح بعد كيف ستوازن ميتا بين تنفيذ هذه الخيارات الجديدة وبين الحفاظ على نموذج أعمال يعتمد بنسبة ساحقة على الإعلانات المخصّصة. كما لا يعرف بعد ما إذا كانت الشركة ستعتمد على بدائل مثل الإعلانات السياقية أو زيادة أسعار اشتراكاتها المستقبلية لتعويض أي تراجع محتمل في الإيرادات.

ما هو مؤكد حتى الآن أن مستخدمي فيسبوك وإنستجرام في أوروبا سيستيقظون ابتداءً من يناير على تجربة جديدة تمنحهم قدرًا أكبر من التحكم في بياناتهم، في خطوة تعكس تصاعد الضغوط على عمالقة التكنولوجيا للتكيف مع قواعد أكثر صرامة… وهي بداية لمسار طويل قد يعيد صياغة مستقبل الإعلانات الرقمية بالكامل.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أهم الطرق لتقليل انتقال الأدوية من الأم إلى الأطفال الرضع

تواجه الأمهات المرضعات أحيانا الحاجة إلى تناول أدوية لعلاج أمراض طارئة أو حالات مزمنة، إلا أن القلق من انتقال الدواء إلى الرضيع يعد أمرا شائعا بينهن، ورغم أن معظم الأدوية تصل إلى حليب الأم بكميات ضئيلة جدًا فإنّ الإدراك الصحيح لكيفيّة الحد من هذا الانتقال يعد أمرا أساسيا للحفاظ على سلامة الطفل وضمان استمرار الرضاعة الطبيعية التي تسهم في تقوية مناعة الرضيع وتعزيز نموه، وذلك وفقا لما نشره موقع healthywa.

نبات غير متوقع يزيد الذكاء والتركيز ويمنع الأم الرضاعة وتكيس المبايضأهمية الانتباه للدواء أثناء الرضاعة

يوفر حليب الأم مزيجا فريدا من العناصر الغذائية والأجسام المضادة الضرورية لدعم مناعة الرضيع ونموه، ورغم أن وصول الأدوية إلى الحليب غالبا ما يكون محدودا إلا أن بعض الأمهات قد يشعرن بالقلق من ظهور آثار جانبية على أطفالهن، والواقع أن أغلب الأدوية لا تسبب مستويات مؤثرة سريريا، ويمكن باتباع خطوات مدروسة تقليل تعرض الطفل لها بشكل كبير.

خطوات عملية لتقليل انتقال الدواء إلى الرضيع

تحديد الضرورة الطبية، فلا تستخدم الأدوية إلا عند الحاجة الفعلية وبعد موازنة الطبيب بين فوائد العلاج ومخاطره.

اختيار أقل جرعة علاجية فعالة يوصي بها الطبيب لتقليل تركيز الدواء في دم الأم ومن ثم في حليبها.

تغيير طريقة الإعطاء عند الإمكان، مثل استخدام بخاخات الأنف بدل الأقراص الفموية في حالة مزيلات الاحتقان سعيًا لتقليل الامتصاص الجهازي.

تنسيق توقيت الدواء بحيث يُؤخذ بعد جلسة الرضاعة مباشرة أو قبل أطول فترة نوم للرضيع لتقليل ما يصل إليه عند الرضعة التالية.

مراقبة الرضيع بدقّة والانتباه لأي أعراض غير مألوفة مثل النعاس الشديد أو اضطرابات الهضم أو الطفح الجلدي أو الإسهال المستمر مع مراجعة الطبيب عند ظهور أي من هذه العلامات.

استشارة الصيدلي قبل استعمال أي دواء وإبلاغه بأن الأم مرضعة لمعرفة مدى أمان تركيبته.

الأدوية الشائعة وتأثيراتها أثناء الرضاعة

- تعتبر المضادات الحيوية آمنة في معظمها مع احتمال محدود لحدوث تغيرات بسيطة في بكتيريا أمعاء الرضيع مما يستدعي متابعة أي اضطرابات هضمية.

- تعتبر أدوية علاج الديدان آمنة نسبيًا نظرًا لضعف امتصاصها الجهازي مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها.

-  علاجات القلاع المهبلي فالكريمات الموضعيّة والتحاميل المحتوية على كلوتريمازول أو ميكونازول أو نيستاتين تُعد مناسبة للرضاعة.

- في حالة القروح الباردة يمكن استعمال كمّادات الثلج بالإضافة إلى الكريمات المضادة للفيروسات تحت الإشراف الطبي.

أهمية الاستشارة الطبية المتخصصة

يساعد التواصل المستمر مع الطبيب أو الصيدلي على اختيار العلاج الأنسب ووضع جدول دوائي يقلل تعرض الرضيع للدواء، كما يمنح الأم طمأنينة تمكنها من مواصلة الرضاعة الطبيعية دون مخاوف غير مبررة، فاتباع الإرشادات الصحيحة والمراقبة الدقيقة للطفل يضمنان تحقيق التوازن بين صحة الأم وفوائد الرضاعة التي لا غنى عنها لنمو الأطفال.

طباعة شارك الأمهات المرضعات الرضاعة المضادات الحيوية الأطفال الرضع الرضيع حليب الأم

مقالات مشابهة

  • الكرملين: المزاعم الأوروبية بأن بوتين يخطط لمهاجمة الناتو محض هراء
  • أهم الطرق لتقليل انتقال الأدوية من الأم إلى الأطفال الرضع
  • تشات جي بي تي يلغي الميزة التي أزعجت المستخدمين
  • أوبر تفتح بابًا جديدًا للإيرادات.. بيع بيانات المستخدمين للمسوقين يثير جدل الخصوصية
  • مقررة أممية تدين السماح “لإسرائيل” بالمشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية ٢٠٢٦
  • إغلاق حساب إعلانات المفوضية الأوروبية على منصة X بعد غرامة الـ140 مليون دولار
  • الصفدي يبحث مع نائبة المفوضية الأوروبية تعزيز الشراكة الأردنية الأوروبية
  • الصفدي يجري مباحثات موسعة مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية
  • يونيفيل: انتهاء ولايتنا في لبنان 2026 وتقليص القوات بنسبة 25%