رئيس الموساد يقترح إمداد مصر والسعودية بالنووي.. فما هدفه وراء ذلك؟
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
إسرائيل – كشفت منصة “شومريم” الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستخباراتية أن اللواء رومان غوفرمان رئيس الموساد اقترح مواجهة إيران عبر الدول العربية.
واقترح في بحث أكاديمي كتبه نهاية عام 2019 تسليح مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا برؤوس نووية إسرائيلية كوسيلة لمواجهة التقدم الإيراني في برنامجها النووي.
وأشارت المنصة إلى أن غوفرمان، الذي يشغل حاليًا منصب المستشار العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قدّم هذا الاقتراح في ورقة بحثية بعنوان “يوم القيامة بالأمس”، أعدّها في إطار دراسته بكلية الأمن القومي الإسرائيلية.
وأوضحت “شومريم” أن الفكرة الأساسية في الورقة تمحورت حول خلق “توازن استراتيجي متعدد الأقطاب” في الشرق الأوسط، يشمل أيضًا توريط القوى العظمى — الولايات المتحدة وروسيا والصين — في دعم هذا التوازن.
ووفقًا للسيناريو الذي طرحه غوفرمان، فإن رئيس وزراء إسرائيليًا في عام 2025 — وهو العام الجاري — يعلن عن “منعطف استراتيجي جذري” رداً على قفزة نوعية في البرنامج النووي الإيراني. وبدلًا من اللجوء إلى خيارات عسكرية أو دبلوماسية تقليدية، اقترح غوفرمان حلاً غير تقليدي: تمكين ثلاث دول محورية — مصر والسعودية وتركيا — من امتلاك قدرات نووية محدودة ومراقبة، بهدف توليد نظام ردع إقليمي جديد يحول دون هيمنة إيران.
وبحسب تحليله، فإن إسرائيل كانت ستوهم المجتمع الدولي بأنها تنوي “نشر أسلحة نووية” في المنطقة، كوسيلة ضغط لدفع القوى العظمى للتدخل المباشر. ويتوقع السيناريو أن تدفع هذه الخطوة كلًا من الولايات المتحدة وروسيا والصين إلى الاعتماد على دولة إقليمية وتزويدها — بشكل غير مباشر أو تحت غطاء رقابة مشددة — بقدرات نووية خاصة بها.
ورغم الطابع الأكاديمي والافتراضي للورقة، أشارت “شومريم” إلى أن هذا الطرح يكشف عن “تفكير استراتيجي خارج الصندوق”، وعن استعداد لتحدي المفاهيم السائدة في السياسة الأمنية الإسرائيلية، التي ترفض بشكل مبدئي أي انتشار للسلاح النووي في المنطقة. ومع ذلك، فإن مجرد التفكير في مثل هذا الخيار — حتى في إطار نظري — قد يُنظر إليه على أنه خروج جذري عن الخط الرسمي الإسرائيلي.
وأضافت المنصة أن الدكتورة عَنات شتيرن، الأستاذة بكلية الأمن القومي التي أشرفت على البحث، لم ترد على طلبها للتعليق حول مضمون الورقة أو محتواها.
وفي سياق ذي صلة، كشفت “شومريم” عن ورقة أكاديمية ثانية شارك فيها غوفرمان، استعرض فيها العلاقة بين القيادة العسكرية والسلطة السياسية.
وقدّم في هذا البحث، الذي كتبه مع زميل له، نظرية حول ما أطلق عليه “حوار القيادة”، رأى فيها أن على القائد العسكري — أو “المُخطّط الاستراتيجي” — ألا يكتفي بتنفيذ الأوامر، بل أن يتحمّل مسؤولية توجيه القرار السياسي، بل وحتى “تمرين” صانع القرار في غياب توجيهات واضحة.
ودعا البحث القائد العسكري إلى التأثير على السياسة عبر ثلاث وسائل:
الحوار المباشر، التواصل عبر شبكة علاقات استراتيجية، والمبادرة من خلال “العمل كوسيلة للتأثير”.وخلصت المنصة إلى أن هذه الأفكار تثير تساؤلات جوهرية حول رؤية غوفرمان لدوره المستقبلي كرئيس للموساد: هل سيقتصر على تنفيذ السياسات التي يقرّرها المستوى السياسي، أم سيصبح لاعبًا استراتيجيًا يُشكّل هذه السياسات من داخل المؤسسة الأمنية؟
وأشارت “شومريم” إلى أنه لم يصدر أي ردّ رسمي من الجيش الإسرائيلي أو جهاز المخابرات على استفساراتها حول هذه الأفكار أو مضمون الأوراق الأكاديمية المنسوبة إلى غوفرمان.
المصدر: منصة “شومريم” الإسرائيلية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
جدل في إسرائيل بعد تداول فيديو يظهر هروب رئيس الموساد الجديد أمام مقاتلي حماس | فيديو
أثار مقطع فيديو بثّته وسائل إعلام إسرائيلية جدلاً واسعاً داخل إسرائيل، بعدما ظهر فيه رئيس الموساد الجديد رومان جوفمان وهو يتراجع تحت نيران مقاتلي كتائب القسام خلال أحداث السابع من أكتوبر 2023، في معركة "طوفان الأقصى".
ويُظهر الفيديو جوفمان، الذي كان حينها قائداً لقاعدة تسئيليم العسكرية برتبة عميد، يشارك في اشتباك مسلح قرب مفترق شعار هنيغف المحاذي لمدينة سديروت ضمن مستوطنات غلاف غزة.
وتُظهر اللقطات إطلاقه النار باتجاه المهاجمين قبل أن يُصاب، ليبدأ بالانسحاب ركضاً بينما يتعرض لوابل من الرصاص، الأمر الذي أدى إلى نقله إلى مستشفى بارزيلاي في عسقلان لتلقي العلاج بعد إصابته في القدم.
وتسبّب انتشار الفيديو في إحياء الجدل حول المسار العسكري لجوفمان، لا سيما بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيينه رئيساً للموساد خلفاً لديفيد برنيع الذي تنتهي ولايته في يونيو 2026.
وأكد مكتب نتنياهو في بيان رسمي أن جوفمان أُصيب "بجروح خطيرة" خلال اشتباكه مع عناصر من حماس في ذلك اليوم.
إعلام عبري
ينشر لحظة هروب رئيس الموساد رومان غوفمان الجديد خلال 7 اكتوبر ???? pic.twitter.com/zDzcNQLlo5
رغم تكريم جوفمان داخل المؤسسة العسكرية على دوره الميداني، فإن تعيينه أثار تحفظات داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خصوصاً بسبب افتقاره للخبرة الاستخبارية المباشرة في عمل الموساد.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 13 العبرية أن تعيينه قد يقود إلى موجة استقالات داخل المؤسسات الأمنية، نتيجة مخاوف من تأثير محدودية خبرته على أداء الجهاز في مرحلة شديدة الحساسية.
وفي المقابل، يدافع مؤيدو جوفمان عن تعيينه، معتبرين أن ما جرى في السابع من أكتوبر كان يوماً استثنائياً اتسم بالفوضى الميدانية، وأن انسحابه تحت النيران بعد إصابته لا يمكن تفسيره على أنه فرار، بل تصرّفٌ ميدانيّ لحماية النفس في ظروف قتالية غير تقليدية، وفق ما نقلته صحيفة "إسرائيل هايوم".
وبينما تتواصل التحليلات في الإعلام الإسرائيلي حول خلفيات التعيين، يتصاعد الجدل الشعبي والسياسي بشأن مدى ملاءمة جوفمان لقيادة أحد أهم أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، في ظل الإرث الثقيل لأحداث 7 أكتوبر وتداعياتها الأمنية والسياسية غير المسبوقة.