ما الذي يسبب فيضانات آسيا الكارثية؟
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
تشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن الاحترار الكبير الذي رصد في جميع أنحاء آسيا خلال العقود الماضية زاد من احتمال حدوث فيضانات في مناطق الرياح الموسمية بجنوب آسيا وجنوب شرقها، وعزز عوامل الطقس المتطرف ومخاطره.
وشهدت كل من إندونيسيا وسريلانكا وتايلند وماليزيا سلسلة من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي خلفتها أعاصير قوية ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية، حيث تجاوزت حصيلة الوفيات الإجمالية أكثر من 1700 قتيل.
وكانت الفلبين والصين وفيتنام قد شهدت فيضانات وأعاصير قوية في أكتوبر/تشرين الأول، تسببت في خسائر فادحة. وفي سبتمبر/أيلول تعرضت باكستان لأحد أكثر الفيضانات شدة في تاريخها.
وبينما تشهد آسيا ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، يشير الخبراء إلى أن كل ارتفاع بدرجة مئوية واحدة في حرارة الهواء يمكن أن يؤدي إلى احتجاز نحو 7% من الرطوبة أكثر في الغلاف الجوي، ومن ثم هطول أمطار غزيرة وأكثر كثافة.
ومع ارتفاع درجات حرارة سطح الأرض، تحدث المزيد من موجات الجفاف وتتضاعف شدة العواصف. ومع انتشار المزيد من بخار الماء في الغلاف الجوي، يصبح وقودا لنشوء عواصف أقوى وأعاصير مدمرة.
ويمكن أن تؤدي زيادة الحرارة في الغلاف الجوي وارتفاع درجات حرارة سطح المحيط إلى زيادة سرعة الرياح في العواصف الاستوائية. كما يكشف ارتفاع منسوب مياه البحر عن مواقع أعلى لا تتعرض عادة لقوى التآكل الناجمة عن الأمواج والتيارات.
في عام 2024 قفزت مستويات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مع تحذير الأمم المتحدة من أن هذا من شأنه أن "يُحدث ثورة هائلة" في مناخ الأرض ويسبب المزيد من الطقس المتطرف.
إعلانوتمثل آسيا ما يقرب من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، حسب هيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وتعتمد معظم الاقتصادات الآسيوية على صناعات ذات انبعاثات عالية وعلى الوقود الأحفوري.
وتتحمل القارة أيضا العبء الأكبر من التغييرات المناخية، إذ ترتفع درجة حرارتها بمعدل يكاد يكون ضعف المعدل العالمي حسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة.
وتعد الفلبين، وميانمار، وفيتنام، من بين الدول العشر الأكثر تضررا من تغير المناخ في العام الماضي، وفقا لمنظمة "جيرمان واتش"، وهي منظمة حقوقية مستقلة مقرها جاكرتا.
ويؤكد تقرير صادر عن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أن هطول الأمطار الغزيرة تزايد في جنوب آسيا وشرقها في السنوات الأخيرة، مضيفا أن تكرار هذه الأحداث الجوية سوف يزداد سوءا، غالبا جراء التغير المناخي.
ويحذر بنيامين هورتون، أستاذ علوم الأرض في جامعة مدينة هونغ كونغ، من أنه في حين أن العدد الإجمالي للعواصف القاتلة قد لا "يزداد بشكل كبير"، فسوف تزداد شدتها وعدم القدرة على التنبؤ بها.
من جهته، يقول جوناثان ووتزل، مدير من معهد ماكينزي العالمي ومقره سويسرا، إن العديد من البلدان الأضعف في آسيا ترتفع فيها مستويات سطح البحر بشكل أسرع من أي جزء آخر من العالم، وتتحمل بالتالي العبء الأكبر من مخاطر الطقس المتطرف.
وعلى الرغم من توقيع كل دول جنوب شرق آسيا على اتفاقية باريس للمناخ، فإن معظمها لديه القليل من الإستراتيجيات لمنع مخاطر المناخ.
وبالإضافة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، يشير الخبراء أيضا إلى أن الأنشطة البشرية أسهمت في تفاقم تأثير الفيضانات، عبر إحداث تغييرات على الأنماط والنظم البيئية، كإزالة الغابات، بقصد الزراعة أو التعدين.
وفي شمال سومطرة بإندونيسيا، قال مسؤولون إن الفيضانات والانهيارات الأرضية جرفت الأخشاب المقطوعة، مما أثار مخاوف من أن قطع الأشجار بشكل غير قانوني ربما أسهم في الكارثة.
ومنذ عام 2000 فقدت مقاطعات آتشيه وشمال سومطرة وغرب سومطرة التي غمرتها الفيضانات في إندونيسيا 19 ألفا و600 كيلومتر مربع من الغابات، وهي مساحة أكبر من ولاية نيوجيرسي، وفقا لمنظمة مراقبة الغابات العالمية.
وتلعب الغابات دورا حيويا في توفير الأكسجين وتنظيم المناخ وحماية التربة وتثبيتها ومنع التعرية والتآكل. كما تعمل على امتصاص المياه وتخزينها بما يقلل من حدوث الفيضانات، وتسهم أيضا في تنقية المياه وتوفير مصادر المياه العذبة من خلال عملية الترشيح.
ويكمن الخطر في جنوب شرق آسيا في "الكوارث المركبة" عندما تضرب أحداث متطرفة متعددة في تتابع متقارب، والتي يتوقع أن تحدث بشكل أكثر تواترا، وتتسبب في أضرار أكبر في السنوات القادمة، وفق تقرير لوحدة الأبحاث "بي إم آي" (BMI) التابعة لشركة " فيتش سولوشن" (Fitch Solutions).
وحسب تقرير أممي، كانت الكوارث المتصلة بحالات المناخ والطقس القصوى دائما جزءا من نظام كوكبنا الأرضي، غير أن هذه الكوارث باتت أكثر تواترا وشدة بالموازاة مع احترار العالم.
إعلانوباتت موجات الحر الشديد والجفاف والأعاصير بجميع أنواعها تنشر الدمار في جميع أنحاء العالم. ويُصنف اليوم 90% من الكوارث باعتبارها كوارث ذات صلة بالطقس والمناخ، وهي تكلف الاقتصاد العالمي 500 مليار دولار كل عام، وتدفع 26 مليون شخص في براثن الفقر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات حريات تغي ر المناخ فی الغلاف الجوی
إقرأ أيضاً:
عاجل | ارتفاع استهلاك الغاز إلى 220 ألف أسطوانة خلال المنخفض الجوي بالاردن
صراحة نيوز- أكد نقيب أصحاب محطات المحروقات، المهندس نهار السعيدات، أن الطلب على أسطوانات الغاز ارتفع بشكل ملحوظ مع اشتداد المنخفض الجوي، حيث سجّل الاستهلاك يوم السبت 220 ألف أسطوانة، بزيادة نحو 50 ألف أسطوانة عن المعتاد.
وأوضح السعيدات أن الاستهلاك الشتوي الاعتيادي يبلغ حوالي 150 ألف أسطوانة يوميًا، ويرتفع خلال فترات البرد والأمطار ليقترب من 250 ألف أسطوانة يوميًا، حسب قوة المنخفض الجوي.
وأشار إلى أن الإقبال على الكاز والديزل لا يزال محدودًا، وأن الأسر تميل لتخزين أسطوانات إضافية خلال المنخفضات، ما يزيد الطلب بشكل سريع.
وأكد السعيدات أن آليات التوزيع تعمل بكامل طاقتها لضمان وصول الكميات للأسواق دون تأخير، مشيرًا إلى توفر مخزون آمن من المشتقات النفطية يكفي احتياجات المملكة، إلى جانب مخزون الشركات ومحطات الوقود.
وأضاف أن استهلاك الأردن السنوي من المحروقات يبلغ نحو 4 مليارات لتر، وهو رقم ثابت خلال السنوات الأخيرة.