11 سبتمبر .. انطلاق حملة تطعيم كبار المواطنين وذوي الإعاقة بالشارقة ضد الأنفلونزا الموسمية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
الشارقة في 8 سبتمبر/وام/ تنطلق “حملة تطعيم الأنفلونزا الموسمية” التي تنظمها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، لصالح كبار المواطنين وذوي الإعاقة، من مواطني إمارة الشارقة 11 سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية فصل الشتاء.
وقالت خلود آل علي مدير مركز خدمات كبار السن إن الحملة تستهدف هذا العام تقديم اللقاح لـ 2000 فرد في منازلهم عبر فريق الرعاية المنزلية المكلف بهذه المهمة متنقلا من منزل لآخر مستهدفا الأفراد الذين سجلوا على قائمة التلقيح عبر الاتصال على الخط الرئيسي لدائرة الخدمات الاجتماعية 800700، منوهة إلى أن عدد المستفيدين من اللقاح بلغ العام الماضي 1155 فردا.
وأشارت إلى أن لقاحات الانفلونزا يتم تأمينها من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، كما هي الحال منذ أربعة أعوام من عمر الحملة التي انطلقت العام 2021 ويتم تسليمها في شكل دفعات وتوزع على الصيدليات التابعة لمركز خدمات كبار السن في المقر الرئيسي وبالأفرع الموجودة بالمنطقة الشرقية والوسطى.
وتستند “ مبادرة التطعيم ” التي اعتمدتها الدائرة والمناطق التابعة لها بمدينة الذيد، والحمرية، والمدام، والبطائح، وكلباء، وخورفكان، ودبا الحصن، والمليحة إلى توفر قاعدة بيانات للأشخاص من كبار السن وذوي الإعاقة الذين سبق وأن تلقوا اللقاح، وبالتالي يتم التعرف على هويتهم الصحية والحالة المرضية خاصة وأن بعض الحالات قد تعاني من الحساسية ضد اللقاح فيما يتوجب على الحالات الجديدة تقديم تقرير صحي عن حالتها المرضية.
وقالت خلود آل علي إن هذه الحملة التي تنظمها الدائرة سنويا تستهدف تعزيز صحة الآباء والأمهات من كبار المواطنين، وذوي الإعاقة، ما يعزز سعينا لتوفير التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية مجانا لهم جميعا عبر فريق الرعاية المنزلية الذي يقوم بزيارات منزلية لفئة كبار المواطنين من عمر 60 فما فوق.
وأشارت إلى أن “ مبادرة تطعيم كبار المواطنين ” تأتي في إطار جهود الدائرة وشركائها من الجهات الصحية التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع لتنفيذ المبادرات المعنية بخدمة وحماية الآباء والأمهات من كبار المواطنين وهم في منازلهم، وتعزيز سلامتهم وتلبية احتياجاتهم الصحية، وبما يضمن لهم الرعاية الصحية اللازمة أثناء التواجد في محيطهم الأسري.
عاصم الخولي
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: کبار المواطنین وذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
مليار مسن بحلول 2050م كبار السن.. ذاكرة الأمة وركيزة إنسانية تستحق الحماية
هم من بنوا أمجاد الأمم، وسطروا قصص الكفاح والنجاح، وهم الجذور التي نرتوي منها الحكمة والتجارب، فكبار السن في مجتمعاتنا ليسوا مجرد أرقام تُضاف إلى تعداد السكان، بل هم قامات شامخة، ومصدر للعطاء اللامتناهي، وحلقة وصلبين الأمس واليوم، إنهم الذاكرة الحية التي تحفظ تاريخنا، والأيادي التي زرعت الخير، والقلوب التي لم تتوقف عن الحب.
وفي خضم صخب الحياة، قد تتوارى قيمة هؤلاء الشيوخ، لتُصبح حياتهم عرضة لأشكال من الإساءة تُدمي القلب وتُجرح الكرامة، واليوم، في الخامس عشر من يونيو، يقف العالم وقفة إجلال وتأمل في “اليوم العالمي للتوعية بإساءة معاملة المسنين”، مُعلناً رفضه القاطع لكل أشكال العنف والمعاناة التي قد تطال آباءنا وأجدادنا.
صمتٌ مؤلم.. حين تُهان الكرامة
إن إساءة معاملة كبار السن، التي تُعرف أيضًا بإيذاء المسنين، ليست مجرد حدث عابر، بل هي جرح عميق ينزف في صميم العلاقات المبنية على الثقة. قد تكون هذه الإساءة فعلًا مباشرًا، أو إهمالًا مقصودًا، أو حتى تقصيرًا في تقديم الرعاية الواجبة، وكلها تترك أثرًا بالغًا من الضرر والألم. إنها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، تتخذ أشكالًا متعددة من الأذى الجسدي والجنسي والنفسي والعاطفي، وصولًا إلى الاستغلال المالي والإهمال والتجاهل الذي يهدر كرامة المسن واحترامه.
هذا اليوم، الخامس عشر من يونيو، هو اللحظة التي يصدح فيها العالم كله بالرفض لتلك المعاناة، إنه تذكير بأن العنف ضد كبار السن لا يقتصر على الضرب أو الأذى الجسدي الظاهر، بل يتسع ليشمل الابتزاز العاطفي الذي يهز الكيان، والضغوط المادية التي تسلب الطمأنينة، والإيذاء النفسي الذي يترك ندوبًا لا تندمل.
أرقام تكشف المستور
الواقع المرير يكشف عن أرقام مفزعة؛ فشخص واحد من كل ستة أشخاص ممن تجاوزوا الستين عامًا قد تعرض لشكل من أشكال الإساءة في بيئته المجتمعية خلال العام الماضي، وتزداد الصورة قتامة داخل المؤسسات المتخصصة كدور التمريض ومرافق الرعاية طويلة الأجل، حيث اعترف اثنان من كل ثلاثة موظفين بارتكابهم شكلاً من أشكال الإساءة في العام الماضي – بحسب الأمم المتحدة – .
ولم تكن جائحة كوفيد-19 إلا عاملًا إضافيًا لتفاقم هذه الأزمة الإنسانية. فالعزل والقيود المفروضة خلقت بيئة مواتية لارتفاع معدلات إساءة المعاملة، وتجلى ذلك في تسجيل 82% من وفيات الجائحة بين من تجاوزوا الستين عامًا، مما يكشف عن هشاشة هذه الفئة وأهمية حمايتها.
دعوة لبناء حصن الأمان
ومع ذلك تؤكد الأمم المتحدة أن العالم سيشهد تزايدًا في حالات إساءة معاملة كبار السن في السنوات القادمة، وذلك لسبب بسيط وحتمي، وهو أن أعدادهم تتزايد بسرعة هائلة، حيث سيتضاعف عدد سكان العالم ممن بلغوا الستين عامًا فما فوق، من 900 مليون نسمة في عام 2015 إلى نحو ملياري نسمة بحلول عام 2050، وفي ذلك الوقت، سيكون شخص واحد من كل ستة أشخاص في العالم قد تجاوز 65 عامًا.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لزيادة الوعي بهذه القضية، فإن الفجوة بين ما يجب أن يكون وما هو كائن لا تزال واسعة. كثير من البلدان تفتقر إلى البيانات الدقيقة، ويعاني العاملون في مرافق الرعاية من نقص في الأعداد والتأهيل، مما يزيد من المخاطر المحدقة بالمسنين.
وفي هذا اليوم العالمي، نسلط الضوء بشكل خاص على الانتهاكات التي يتعرض لها كبار السن في مرافق الرعاية طويلة الأمد، فمع ازدياد اعتماد المجتمعات على هذا النمط من الرعاية، يقع على عاتقنا واجب أخلاقي وإنساني صون كرامة المسنين وسلامتهم وحقوقهم، فإنهم يستحقون بيئة آمنة تُحافظ على إنسانيتهم وتحفظ لهم احترامهم عندما تخور قواهم.
واجبٌ إنساني.. مسؤولية مجتمعية
إن الأذى الذي يتعرض له كبار السن لا يقتصر على الجسد، بل يخلف ندوبًا نفسية قد تمتد لسنوات طويلة، ومع تسارع وتيرة الشيخوخة في العالم، يُتوقع أن تتضاعف معدلات الإساءة في غياب استجابات فعالة وحلول جذرية.
إن حماية كبار السن هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الحكومات والمؤسسات والأفراد، فيجب أن نعمل معًا لبناء مجتمعات تُقدر وتحترم كبارها، وتوفر لهم الحماية والدعم الذي يستحقونه، فكرامتهم هي كرامتنا، وسلامتهم هي مؤشر على رقي حضارتنا.
محمد الحيدر – جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب