مختصون: "أوسلو" كارثة سياسية ما زال شعبنا يدفع ثمنها
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
غزة - متابعة صفا
أكد مختصون سياسيون أن اتفاق "أوسلو" ما زال يشكّل كارثة سياسية تلقي بظلالها على شعبنا، ويدفع ثمنه حتى اليوم، مشيرين إلى أنه بات يشكّل "عقبة على طريق المقاومة".
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز حوار للدراسات في مدينة غزة اليوم السبت بعنوان ""ثلاثون عامًا على توقيع اتفاق أوسلو.. الحصاد والتقييم"، بحضور مختصين سياسيين واقتصاديين ومحللين من غزة والضفة والخارج.
وقال مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح في مداخلة له من بيروت إن أحد الإشكالات الرئيسية لاتفاق أوسلو بعد مرور 30 عامًا على توقيعه أنه تسبب في تقزيم المشروع الوطني الفلسطيني.
وأوضح صالح أن مسار التسوية السلمية كان يفترض أن يؤدي إلى دولة فلسطينية؛ لكن الذي حدث أن مسار "أوسلو" لم يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة، وبات عقبةً في طريق المقاومة.
وأضاف "إن هذا الاتفاق أسس لإدارة إسرائيلية لمسار التسوية، وربط حل قضية فلسطين بإرادة الاحتلال؛ حتى خلال مفاوضات أوسلو أوقفوا العمل المسلح، وباتوا عاجزين عن مواجهة الاحتلال ومرهونين لإرادته".
وأكد صالح أن اتفاق "أوسلو" أسس لأكبر حالة انقسام فلسطيني في تاريخنا المعاصر، قائلاً "هو لا يعود لأحداث عام 2007 بل منذ توقيع هذا الاتفاق، إذ أنه أسس لوجود كتلة تمثل الشريحة الأكبر في مقابل فصيل فلسطيني يستفرد بالقرار الوطني المصيري".
من جهته، أوضح الأكاديمي في العلوم السياسية بجامعة بيرزيت جورج جقمان أنه بعد 30 عامًا من توقيع اتفاق "أوسلو" باتت منظمة التحرير دائرة تابعة من دوائر السلطة الفلسطينية
وقال جقمان "نحن أمام مرحلة انتقالية لما بعد الرئيس أبو مازن، وعلى الرغم من الصراع الجاري لخلافته يوجد صراع آخر على من ستبقى فتح، وبدأ صراع ميداني يتطور بظهور عمل مسلح لكتائب الأقصى وعرين الأسود في الضفة.
وأضاف "ستنشأ مجموعة من الأسماء بعد رحيل أبو مازن لمعرفة مصير منظمة التحرير ومن يمثلها، لن يكون مقبولا لشعبنا أن يمثله سلطة غير منتخبة، ولن يكون هناك مستقبل وطني لأي سلطة تحكم الضفة وتدعي أنها تحكم شعبنا".
المشهد الاقتصادي
وبيّن أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في الجامعة العربية الأميركية برام الله نصر عبد الكريم أن الاحتلال أدرك منذ توقيع اتفاق "أوسلو" وملحقه اتفاق "باريس" الاقتصادي أنه لا يمكن التعامل مع الشعب الفلسطيني أنه كيان اقتصادي مستقل؛ لذا يجب أن يبقى تحت الهيمنة والإدارة الإسرائيلية وهو ما يحدث.
وأوضح عبد الكريم أن أهمية اتفاق باريس للاحتلال أنه يبقى ورقة مهمة لابتزاز شعبنا على الصعيد السياسي والأمني، في وقت أن الانقسام الفلسطيني زاد للأسف من ضعف الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن البحث عن حلول اقتصادية بمعزل عن جوهر صراع كمشكلة سياسية وامنية هو أمر غير واقعي، وهو تساوق مع أطروحة نتنياهو ونحذر منه؛ لذا يجب حل القضية مع الاحتلال حلاً عادلاً ثم بعد ذلك نتحدث عن حلول اقتصادية.
من جهته، أكد المختص الاقتصادي سمير أبو مدللة أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة والانقسام الفلسطيني شكلا أسبابًا مهمة في تدهور الأوضاع الاقتصادية لشعبنا، موضحًا أن اتفاق أوسلو وملحقه اتفاق باريس شكلا أيضًا كارثة سياسية واقتصادية ألقوا بظلالهم على تدهور الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية.
وأوضح أبو مدللة أنه كان الاعتقاد عند توقيع اتفاق باريس الاقتصادي أن ذلك سيفتح آفاق، وأن الوضع سيتحسن، وأن غزة ستصبح سنغافورة الشرق الأوسط؛ لكننا اليوم بتنا في وضع لا نحسد عليه".
وأضاف للأسف "أعطى هذا الاتفاق السيطرة لإسرائيل على المعابر والموانئ والحركة التجارية، هم يحاولوا أن يقزموا القضية الفلسطينية؛ وكأن الحل هو اقتصادي، بل هو حل سياسي بامتياز".
بدوره، أشار الكاتب الصحفي ديفيد هيرست رئيس موقع ميدل ايست إلى أن اتفاق "أوسلو" مات كعملية حل لإنهاء الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: " إن السلطة الفلسطينية فقدت بوصلتها الوطنية ولم تعد موجودة".
وأوضح هيرست أن اتفاق لا يزال قائمًا طالما أن "إسرائيل" وأمريكا تتمسك به، وأنه من مصلحة الاحتلال أن تكون هناك سلطة قائمة، مؤكدًا أن اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل من خلال اتفاق "أوسلو" شكّل كارثة سياسية حقيقية.
وتساءل: هل كان من الممكن أن يؤدي اتفاق "أوسلو" لدولة فلسطينية قابلة للحياة؟ اشك في ذلك، قائلاً: "أوجدت أوسلو نموذج لجعل الاحتلال غير مؤلم".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: أوسلو اتفاقية أوسلو توقیع اتفاق أن اتفاق
إقرأ أيضاً:
وزارة الداخلية السورية تعلن إعادة هيكلة شاملة لعملها
دمشق - أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، إعادة هيكلة شاملة لعملها، بما يشمل قرارات بدمج إدارات وأجهزة أمنية، واستحداث أخرى، وتطوير وتعزيز أسلوب عمل بعضها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمتحدث الوزارة نور الدين البابا، نقلت تفاصيله وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأوضح "البابا"، أن القرارات تضمنت كذلك تغيير مسميات بعض الإدارات والأجهزة، إضافة إلى الكشف عن حزمة قوانين جاري العمل على إصدارها لضبط السلاح المنفلت، ومساع لتقنين أوضاع ملايين المطلوبين أمنيا من النظام السابق.
يأتي ذلك في إطار الإصلاحات الإدارية المتسارعة في سوريا خلال الأشهر الأخيرة لتطوير وتحسين عمل الأداء الحكومي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024.
** استحداث 13 إدارة
وساردا قرارات إعادة الهيكلة الشاملة لعمل وزارة الداخلية، قال متحدث الوزارة، إن ذلك تضمن استحداث عدد من الإدارات، "بما يشمل إدارة خاصة لتلقي الشكاوى ومتابعة الأخطاء والتجاوزات المسلكية".
وأضاف أنه تم كذلك "استحداث إدارات منفصلة لكل من الاتصالات والشبكات والمعلوماتية والأمن السيبراني، وأمن الاتصالات".
وأوضح البابا، أن الغاية من ذلك "مواكبة العصر، وحفظ خصوصية بيانات الوزارة، والمواطنين على السواء، ومواجهة تهديدات الاختراق الرقمي، والجرائم الإلكترونية، وإعداد أبرز التطبيقات التي نحتاج إليها في خدمة المواطنين".
وتابع أنه تم أيضا "تأسيس إدارة خاصة للسجون والإصلاحيات، الغاية منها تكريس مبادئ حقوق الإنسان، وإعادة تأهيل السجين ليعود فردا نافعا لنفسه، ولمجتمعه، وأن تكون السجون وسيلة لإنفاذ القانون، وتقويم السلوك".
كما لفت البابا، إلى أنه تقرر "استحداث إدارة الشرطة السياحية، ومهمتها تأمين المواقع السياحية وزوارها، حيث سيُدرب أفرادها على إتقان اللغات الأجنبية، والتعامل مع الجنسيات المختلفة".
وأوضح أن ذلك يأتي بهدف "تعزيز السياحة، إيمانًا بدورها المهم في رفد الاقتصاد الوطني، وتعريف العالم بحضارة سوريا".
وتابع: "بسبب تزايد جرائم الانتهاكات الإنسانية دوليا، ولصون كرامة الإنسان وحقوقه، قمنا باستحداث إدارة مكافحة الاتجار بالبشر، والتي ستعمل على مكافحة شبكات الدعارة وتهريب البشر والاتجار بالأعضاء، والتسول وغيرها".
وأعلن البابا، عن "إنشاء إدارة مهام خاصة تتألف من عدة وحدات ذات تدريب عال ومواصفات مميزة لأفرادها لمواجهة أي مخاطر من قبل محدثي الشغب وأي احتجاز رهائن".
وذكر أنه تم "استحداث إدارة مكافحة الإرهاب التي تعنى بمكافحة التهديدات الأمنية داخل سوريا، وستعمل بتنسيق عال مع جهاز الاستخبارات العامة".
كما كشف البابا، عن "إنشاء إدارة الحماية والأمن الدبلوماسي، التي تعنى بتأمين المنشآت الحيوية والمرافق الحكومية والبعثات الدبلوماسية والشخصيات الرفيعة".
وأشار إلى "استحداث إدارة حرس الحدود، التي تعنى بسلامة حدود سوريا البرية والبحرية وتكافح الأنشطة غير القانونية عبرها بالتنسيق مع دول الجوار".
وأفاد كذلك بـ"استحداث إدارة أمن الطرق، بهدف حماية الطرق الرئيسية وشبه الرئيسية ومنها الطرق الدولية والمطارات وخطوط الاتصال والمعلومات والطاقة".
** دمج وتغيير مسميات
وفي إطار دمج الإدارات والأجهزة الأمنية وتغيير المسميات، قال البابا، إنه "تقرر دمج جهازي الشرطة والأمن العام تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي".
وأضاف أنه تقرر أيضا "تغيير اسم إدارة الأمن الجنائي لما له من ذكرى سلبية في ذاكرة السوريين، إلى اسم إدارة المباحث الجنائية، لما له من بُعد مهني وأكاديمي".
وأوضح البابا، أن "ملف مكافحة الجرائم الإلكترونية والابتزاز سيكون من ضمن اختصاصات هذه الإدارة".
** تطوير وتعزيز الأداء
أيضا تضمنت قرارات إعادة الهيكلة، وفق المتحدث، تطوير وتعزيز عمل بعض الإدارات والأجهزة الأمنية، "بما يتضمن إعادة حوكمة الإجراءات وأتمتة المعلومات في مجال الإدارة العامة للشؤون المدنية، حيث ستُصدر بطاقات شخصية بهوية بصرية جديدة تناسب سوريا الجديدة الحرة".
وأضاف البابا، أنه "سيتم تعزيز وتطوير عمل إدارة مكافحة المخدرات، بعد أن حول نظام الأسد سوريا لأكبر مورد لمخدر الكبتاغون، حيث يجري العمل على تطوير دور هذه الإدارة في مجال مكافحة الإدمان عبر افتتاح مراكز جديدة لعلاج الإدمان مع تطوير المراكز القديمة بالتنسيق مع وزارة الصحة".
وتابع: "في إطار التطوير والتحديث، تم إعداد رؤية لإدارة المرور تقوم على مفهوم المدينة الذكية، بحيث تقوم التكنولوجيا بمهام رجل المرور، ما يقلص مساحة الفساد، ويزيد كفاءة الإدارة، ويزيد في سرعة معالجة القضايا".
** تقنين أوضاع المطلوبين
وكشف المتحدث عن حزمة من القوانين التي سيتم إصدارها بالتنسيق بين وزارتي الدفاع والداخلية، بهدف "الحد من ظاهرة السلاح المنفلت ووقف انتشاره".
وأضاف: "كان لدى أجهزة المخابرات وفروع النظام البائد 8 ملايين مطلوب أمني، ونعمل على تسوية أوضاعهم وإعادة الحقوق إليهم".
ولفت البابا، إلى أن القرارات الصادرة بخصوص إعادة هيكلة عمل الوزارة جاءت بعد جلسة تشاورية مع عدد من الكفاءات "معظمهم من المنشقين عن النظام السابق".
وأوضح أن الهدف منها "بناء مؤسسة أمنية مدنية حديثة تتبنى الشفافية وتحترم المعايير الحقوقية الدولية".
واختتم المتحدث بالتأكيد على أن وزارة الداخلية "هي جهة خدمية تضمن للشعب السلم الأهلي وسيادة القانون والأمان اللازم للتقدم والازدهار".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 سنة من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.