فرنسا الاستعمارية أم بلد الحريات؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
منذ الطفولة والشباب نتلقى فى تعليمنا ونتابع فى إعلامنا مصطلحات نرددها كالببغاوات ولا نعلم منها إلا القشور، ولم يخطر ببالنا ونحن نقرأ فى مادة التاريخ فى الصف السادس الابتدائى عن الحملة الفرنسية على مصر أن لها أهدافًا سامية، ناهيك عن المعارك التى خاضوها ضد العزل من أبناء شعبنا والتى تلاها تدنيس الأزهر الشريف واقتحامه بالخيل وإقامة المحاكمات لإعدام الثوار والوطنيين أمثال عمر مكرم وغيره من أبناء شعبنا العظيم.
لا أنسى أحد أسئلة امتحان الصف السادس الابتدائى عام 1979 فى مادة التاريخ والذى يقول: كانت الحملة الفرنسية نورا ونارا على مصر..صف هذه العبارة؟
والنور الذى يقصدونه هو اكتشاف حجر رشيد عن طريق العالم الفرنسى شامبليون، الذى لازال يحمل اسمه أهم شوارع القاهرة، اما النار فحدث ولا حرج، ولكن جهابذة وضع الامتحانات وقتها جعلوا نصف السؤال إشادة بالحملة والنصف الآخر ذمًّا بها
ولم يحرم إعلامنا من عرض مسلسل الأيام لأديبنا وعالمنا ووزير معارفنا الدكتور طه حسين فى العام مرتين، لنسمع منه ونرى من خلال الأحداث كم كانوا يصورون باريس على أنها عاصمة النور والحرية، وكنا ننبهر ونحن نقرأ عن إرسال بعثات تنويرية إلى باريس، وعلى رأسها عالمنا الكبير رفاعة الطهطاوى، وكنا نحلم وقتها بزيارة هذه المدن والعاصمة باريس لنستمتع بالحرية والثقافة والتحرر، ولا نعلم وقتها أن التاريخ كان يكتب بمداد المؤرخين لرصد الجولات الاستعمارية لبلد الحريات داخل دول أفريقيا، وكيفية استعباد أهلها وسرقة خيراتها واستغلال الشعوب وتعيين مندوبين ساميين تحت إمرة ملوك فرنسا المتتابعين.
والآن وبعد مرور مئات السنين على سياستها الاستعمارية، ظن العالم أن هذه الشعوب حصلت على حرياتها ونالت استقلالها، ولكن وجدنا احتلالًا من نوع آخر يكرس وجودها الاستعمارى حين التزمت فرنسا الصمت أثناء الانقلاب الذى قام به الحنرال نجيما عندما أطاح بالرئيس بونجو بتعليمات فرنسية، رغم أن نجيما أحد أقرباء بونجو ومتّهم فى قضايا فساد مالى مع نحو ٤٠ من عائلة بونجو.
باختصار قد يتضح كما تقول المعارضة أن يصبح الانقلاب مكسبًا لفرنسا التى كانت علاقتها قد توترت مع الرئيس على بونجو بسبب قيام الأخير بتوسيع نطاق شركاء الجابون الغنية بالنفط بدول أخرى غير فرنسا، منها الصين. ربما ما يدلّ على ذلك هو ردّ الفعل الفرنسى المناقض لموقفها المتشدد من انقلاب النيجر قبل شهرين من الآن، والذى يدعم تدخلًا عسكريًا من مجموعة «الإيكواس» لإسقاط الانقلاب وإعادة الرئيس النيجيرى المعزول محمد بازوم بالقوة للسلطة، إذ اكتفت فى انقلاب الجابون بالمطالبة على استحياء بالالتزام بالشرعية، وفى مقابل عنصرية فرنسا وجد العالم مطالبه حاسمة من الصين لا تقبل التأويل أو التراخى، للحفاظ على حياة الرئيس بونجو، الذى سمح للصين أن تكسر حدة الاحتكار الفرنسى داخل دولته.
هذه هى فرنسا قديما وحديثا، وهذا هو الاتحاد الأوروبى الذى يغض الطرف عن عنصرية فرنسا مقابل اقتسام باقى الكعكة الافريقية على باقى دوله، ولتبقى حقوق الإنسان والحريات كبروج ذهبية أو فص ألماس على ثيابه يرتديها عندما يريد خلخلة أنظمة عربية ويخلعها عندما يتغلغل داخل أروقة أفريقيا للبحث عن الألماس والذهب واليورانيوم والمزيد من كل الثروات الطبيعية الأفريقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف الحملة الفرنسية
إقرأ أيضاً:
ديشان: قصة فرنسا ستكتب غداً
لندن (د ب أ)
طالب ديدييه ديشان، المدير الفني لمنتخب فرنسا لكرة القدم، فريقه بالتركيز وتحقيق هدف التأهل لنهائيات كأس العالم عندما يستضيف أوكرانيا مساء غد الخميس. ورغم تعادل المنتخب الفرنسي المفاجئ 2 / 2 مع ضيفه منتخب أيسلندا الشهر الماضي، حافظ الفريق على صدارة ترتيب المجموعة الرابعة، بفارق ثلاث نقاط أمام أقرب ملاحقيه منتخب أوكرانيا، قبل الجولة الأخيرة من التصفيات.
وسوف يصعد منتخب فرنسا مباشرة للمونديال المقبل حال فوزه على أوكرانيا، كما سيضمن وجوده بين أول منتخبين في ترتيب المجموعة إذا تجنب الخسارة، أو حال عدم فوز أيسلندا، صاحبة المركز الثالث، على أذربيجان.
ويريد ديشان من الجميع التركيز على المباراة الحاسمة في التصفيات في ملعب (حديقة الأمراء) لتحقيق الهدف المنشود. وقال مدرب فرنسا في مؤتمر صحفي: «كل مباراة تجربة تعليمية، وبعض المباريات حاسمة لأسباب مختلفة».
وأضاف: «نحن ندرك أهمية المباراة المقبلة لأنها ربما تضمن لنا الصعود. نريد تحقيق هدفنا غدا». ومن المقرر أن يرحل ديشان عن منصب مدرب منتخب فرنسا الصيف المقبل بعد كأس العالم، حيث تقام مساء الغد آخر مباراة رسمية له في العاصمة الفرنسية باريس.
ويرى ديشان، الفائز بكأس العالم مع منتخب فرنسا لاعبا ومدربا، أنه يجب عليه وضع عواطفه جانبا والتركيز على المهمة التي بين يديه. وأشار المدرب الفرنسي، الذي سوف يغيب عنه المهاجم راندال كولو مواني، بالإضافة إلى عثمان ديمبيلي وديزيريه دويه: «ما حدث في السابق لا يهمني. الأهم هو ما سوف يحدث اليوم وغدا».
وأكد ديشان: «لدينا مباراة في حديقة الأمراء ضد أوكرانيا، إنه عام 2025، وهدفنا هو التأهل مجددا. ينبغي علينا أن نستغل اللحظة الحالية، وأن نستمتع بها قبل كل شيء. لم انظر إلى الوراء مطلقا، والقصة التي ستكتب غدا».