في اليوم العالمي للقانون.. كيف غيرت السينما والدراما بعض التشريعات بمصر؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
يحاول الفن تسليط الضوء على مشاكل وقضايا اجتماعية مختلفة، وبعضها قد يطرح حلولًا، وهناك أعمال نجحت في تحليل قضايا اجتماعية ومعالجتها، بل كانت سببًا قويًا في تغيير قوانين ظل العمل بها ساريا لسنوات.
ترصد «الوطن» في التقرير التالي، أبرز الأعمال الفنية التي كان لها التأثير القوي في الحياة الاجتماعية، واستطاعت تغيير قوانين في مصر، وذلك تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للقانون في مصر، حسب ما نشره موقع «independentarabia».
تاريخ طويل من الأعمال الفنية، التي استطاعت أن تغير القانون المصري، بعد مناقشته ومعالجته بها، والتي كان من أبرزها مسلسل «تحت الوصاية»، إذ ناقشت الفنانة منى زكي، قانون الوصاية على الأبناء بعد وفاة الأب، وما يتعرض له الأطفال والأم لمضايقات وأزمات في المعيشة، بسبب عدم تمكنهم من التصرف في أموال الزوج الراحل، وبعد الانتهاء من عرض المسلسل، ظهرت مطالبات رسمية بمراجعة قانون يتجاوز عمره 70 عاماً، يتعلق بالولاية على القاصرين، وهو ما أقدم عليه بعض المشرعيين في تقديم طلبات إلى رئيس مجلس النواب، وعقد جلسات لمراجعة تأثير القانون من أجل الوصاية.
معاناة المرأة المصرية، التي يقرر القانون أن يسقط عنها حق الولاية على أبنائها بعد الزواج من رجل آخر، وقد يصل الأمر إلى الحرمان من رؤيتهم، جسدتها الفنانة نيللي كريم، عن طريق مسلسل «فاتن أمل حربي»، وبعد عرض المسلسل تمت المناداة بتعديل قانون الأسرة، والاستجابة لما طرحه العمل الفني من تساؤلات حول قضايا الطلاق والنفقة وسكن الزوجية والولاية التعليمية على الأبناء، وحق الرؤية، وغيرها.
لا تقتصر الدراما على مناقشة قضايا المرأة فحسب، بل أيضا اهتمت بقضايا الشباب، خاصة تعاطيهم وتجارتهم في المواد المخدرة، وهو ما ظهر خلال مسلسل «لمس أكتاف»، الذي عرض تجارة الأدوية واستخدامها كمواد مخدرة، خاصة المستخدمة في علاج الأمراض العصبية والنفسية، وبيعها في الصيدليات من دون وصفة طبية، لذلك يستخدمها الشباب كمواد مخدرة، وبعد عرض المسلسل، اهتم أعضاء البرلمان المصري بهذه القضية، وناقشوا تعديل قانون مكافحة المخدرات.
ومن جهتها وافقت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية على إضافة مادة تجرم المواد المخدرة التخليقية، التي تؤدي إلى الإدمان، فضلًا عن إضافة مادة في قانون مكافحة المخدرات لتجريم «الأستروكس والفودو».
فيلم كلمة شرفلم يكن مناقشة القضايا المجتمعية في الأعمال الفنية، في الدراما فقط، بل ناقشت السينما تلك القضايا أياض منذ فترة طويلة، واستجاب لها القانون المصري، منها فيلم «كلمة شرف» للفنان فريد شوقي، الذي جسد شخصية سجين أراد الخروج إلى رؤية زوجته، بعد معرفته بأنها في حالة خطرة، وبعد عرض الفيلم، تسبب في إعادة النظر للحالات الإنسانية للسجناء المصريين، ومن ثم تم إعادة صياغة القوانين، واشتقاق قانون جديد يسمح للمسجون بزيارة أهله بضوابط محددة، خاصة أفراد عائلته الذين لا يستطيعون الحركة وزيارته في السجن.
وفي عام 1954، تمت مناقشة الوصم الذي يتعرض له الأطفال الذين يدخلون «إصلاحية الأحداث» بعد خروجهم منها، وبدلًا من أن يساعدهم المجتمع على بدء حياة جديدة شريفة، يدفعهم ليسلكوا طرق أكثر التواء بسبب رفضه لهم، وذلك عن طريق فيلم «جعلوني مجرما»، إذ يعتبر الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقة قدمها فريد شوقي عن أحد الأطفال بالإصلاحية، وبعد عرض الفيلم، صدر قانون ينص على الإعفاء من السبقة الأولى في الصحيفة الجنائية، مما يمكن المخطئ من بدء حياة جديدة.
بعد طلاق الزوجين، يبدأ النزاع حول ملكية الشقة، خاصة إذا كان يوجد بينهما أطفال، وهو ما جسده فيلم «الشقة من حق الزوجة»، إذ تضمن الفيلم قضية مهمة حول الوضع القانوني للشقة عقب انفصال الزوجين، وخاصة أن القانون ينص على بقاء الزوجة في الشقة حتى انتهاء فترة الحضانة التي تصل إلى 15 سنة، وبعد عرض الفيلم، قام اتحاد نساء مصر بطلب توصيات اللجنة القانونية التي تم عقدها لإعداد تعديلات خاصة بقانون الأحوال الشخصية، وذلك لتحقيق مزيد من العدالة بين أفراد الأسرة، وهو جعل أحد أهم البنود الممكن إضافتها لعقد الزواج حديثًا، تحديد من سيكون له حق الانتفاع وحده بمنزل الزوجية في حالة الطلاق.
الفن يغير الواقع إلى الأفضلوتعليقًا على ذلك، قال أحمد سعد الدين، الناقد الفنى، خلال حديث سابق لـ«الوطن»، إن الدور الأساسى للفن هو أن يعرض الظواهر الموجودة بالمجتمع، وتسليط الضوء على المشكلات، فى محاولة منه لإيجاد الحلول المناسبة، أو تغيير الواقع إلى الأفضل، وهو ما حدث فى الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية سابقاً، منها «الشقة من حق الزوجة»، و«جعلوني مجرما» و«أريد حلا»، و«آسفة أرفض الطلاق»، مشيرًا إلى أن مسلسل تحت الوصاية بداية عهد جديد من عودة حقوق «الأرملة»، كما أن حالة مناداة الجمهور والرأى العام بتغيير الوضع الحالى، ولفت نظر المسئولين نحو القوانين غير العادلة التى تجعل المرأة فى حالة من الخوف على حقها وحقوق أبنائها، يمكن أن يحدث الكثير فى هذه القضية، وهو ما ينتظر تطبيق بعد جلسات المراجعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القانون المصري اليوم العالمي للقانون تحت الوصاية وهو ما
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
غزة - صفا يوافق يوم السبت، 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال به كل عام منذ 1977، في تاريخ يتزامن مع القرار الأممي رقم 181 الصادر عام 1947 لتقسيم فلسطين. وتأتي هذه المناسبة بعد عامين من حرب إبادة إسرائيلية على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 69 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن دمار واسع، قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار. ورغم اعتداءات الاحتلال ومحاولاته المستمرة لتهجير الشعب الفلسطيني، إلا أنه ما زال يواصل نضاله الطويل وتمسكه بأرضه وحقوقه المشروعه، دفاعًا عن حقّ العودة إلى أرضه التي هُجر منها عام 1948. وجاء إقرار يوم التضامن مع شعبنا وفقًا للولايات المخولة من الجمعية العامة في قراريها 32/40 باء المؤرخ في 2 كانون الأول 1977، و34/65 دال المؤرخ 12 كانون الأول 1979، والقرارات اللاحقة بشأن قضية فلسطين. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، تُحيي الأمم المتحدة هذا اليوم عبر اجتماعات خاصة في مقرها في نيويورك، وفي مكتبيها في جنيف وفيينا، إلى جانب مناقشة سنوية مخصّصة لقضية فلسطين. ويترافق ذلك مع فعاليات واسعة حول العالم تتضمن مهرجانات، مظاهرات، نشاطات ثقافية، إصدار بيانات ورسائل تضامنية، تهدف إلى التأكيد على حق الفلسطينيين في تقرير المصير والعودة إلى ديارهم، وإبقاء القضية حاضرة في الوجدان الدولي. وعادة ما يوفّر هذا اليوم فرصة لأن يركز المجتمع الدولي اهتمامه على حقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة. وهذه الحقوق هي: الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها. واستجابةً لدعوة موجهة من الأمم المتحدة، تقوم الحكومات والمجتمع المدني سنويًا بأنشطة شتى احتفالًا باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وفي هذا اليوم، أكدت الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني، أن الفلسطينيين يخوضون مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل حربه في غزة ويصعّد اعتداءاته في الضفة الغربية والقدس عبر الاستيطان والاقتحامات والاعتقالات. وشددت الهيئة على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو امتداد لمشروع استعماري يستهدف الأرض والهوية والمقدسات. وأكدت أن المقاومة والصمود والعمل الشعبي تمثل الطريق لهزيمة الاحتلال، وأن وحدة الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس والداخل والشتات مصدر القوة في معركة التحرر، وفق البيان. ودعت إلى إعادة بناء الإطار الوطني على أساس الشراكة والديمقراطية وتوسيع المشاركة الشعبية، بما يعيد القرار الوطني إلى الشعب، صاحب الحق والشرعية. والجمعة، أحيت جنوب أفريقيا، في العاصمة بريتوريا، العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، برعاية نائب رئيس جنوب أفريقيا بول ماشاتيلي، وتنظيم من سفارة دولة فلسطين لدى جنوب أفريقيا، وبالتعاون مع وزارة العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا ومكتب الأمم المتحدة. وأكد ممثل حكومة جنوب أفريقيا، مدير مركز الأمم المتحدة أندرياس نيل، حالة التضامن غير المسبوقة مع فلسطين. وبمناسبة اليوم العالمي، تُؤكد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التزامها الراسخ بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتجديد مواقفها الثابتة الداعية إلى احترام القانون الدولي والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. وتذكّر "الألكسو" بأنّ التضامن مع الشعب الفلسطيني هو التزام أخلاقي وإنساني، وأنّ إحياء هذه المناسبة يُمثّل دعوة متجدّدة لتعزيز الحوار، وتغليب لغة القانون، وتوحيد الجهود من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية، ودعم مسار السلام والتنمية في المنطقة. وتؤكّد استعدادها الدائم للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز مبادئ العدالة والسلام، والمساهمة في كل ما من شأنه حماية الحقوق المشروعة للفلسطينيين على أرضهم وعاصمتها القدس.