حملات تستمر على مدار شهر.. «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعية في ذكرى مولد النبي بعنوان: «أسوةٌ حسنةٌ».. والأزهر للفتوى:" ولد الهدى"
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
إطلاق حملة توعوية مباشرة وإلكترونية يشارك فيها وعاظ الأزهر بمناسبة ذكرى مولد النبي
نظير عياد: الاحتفال بمولد النبي واتباع منهجه ضرورة حياتية وواجب ديني
أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق حملة توعوية مباشرة وإلكترونية يشارك فيها وعاظ الأزهر وواعظاته من جميع محافظات الجمهورية بمناسبة ذكرى مولد النبي الحبيب -صلى الله عليه وسلم، بعنوان: «أسوةٌ حسنةٌ»، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد: إن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- واتباع منهجه ضرورة حياتية وواجب ديني؛ لكنه ينبغي أن يكون هذا الاحتفال مقرونًا بالنتائج التي ترتبت على مولده وبعثته -صلى الله عليه وسلم- من بناء مجتمع يسمو بمكارم الأخلاق وينهض بالعمل والجدّ والاجتهاد، مشيرًا إلى أن ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- ورسالته جاءت لإقامة الحق، ونشر العدل، ونصرة المظلوم، ووضع الأمور في نصابها بعيدًا عن العصبية والقبلية، وهو ما يدعونا إلى اتباع ما أمر به نبينا، واقتفاء أثره، واتباع هديه، واجتناب نواهيه.
أضاف عيَّاد أن الحملة تستهدف توجيه رسائل مكثفة خلال أيام شهر ربيع الأول الذي شهد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، من خلال تسليط الضوء على شخصية النبي الكريم؛ ليقتبس المسلم من عظيم خصال النبي ورحمته التي ملأت الأرض نورًا، فأضاءت الطريق لكل ضالٍّ فلم يكن النبي رحمة للمسلمين فقط وإنما أُرسل رحمة للعالمين، كما أنها تستهدف تعظيم قدر النبي -صلى الله عليه وسلم- والدعوة للتحلي بأخلاقه، والتماس منهجه في حياتنا اليومية وفي علاقتنا بالآخرين، وإبراز سماحته في المواقف المختلفة مع الكبير والصغير والمسلم وغير المسلم، وكيف أنه أرسى القواعد التي تنظم للبشر حياتهم وترسِّخ لمعاني السلم والتعايش فيما بينهم.
وأشار الأمين العام إلى أن الحملة تستمر على مدار الشهر الكريم وتُوَجّه رسائلها من خلال وعاظ الأزهر وواعظاته عبر مجموعة من الأنشطة المباشرة التي يتم تنفيذها في المدارس والمعاهد ومراكز الشباب والنوادي ودور الرعاية الاجتماعية والمستشفيات وغيرها، بالإضافة إلى تلك الرسائل التي تستهدف جمهور وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من الفئات الجماهيرية.
وفي نفس السياق أعلن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن إطلاق حملة بمناسبة المولد النبوي بعنوان «ولد الهدى» طوال شهر ربيع الأول احتفاء بذكرى ميلاد سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد.
المولد النبوي
ويقدم مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال شهر ربيع الأول، باقة متنوعة من النسائم الدعوية والرسائل التوعوية التي تدعو الأمة جمعاء إلى التخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه، وتذكّر بسيرته العطرة، وتبين كريم شمائله وفضائله وحقوقه على أمته.
كما تقدَّم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، للمسلمين حول العالم بخالص التَّهاني بهذه المناسبة العطرة.
عناوين حملة المولد النبوي
وأعلن مركز الأزهر، للجمهور والمتابعين، عن عناوين الحملة الإلكترونية عن سيد الخلق سيدنا محمد، وهي كالآتي:
(ولد الهدى - فقهيات - هذا هدى - بدر التمام - رسائل - هذا رسول الله - شمائله الكرام - من حقوقه على أمته - صلوا عليه - جوامع الكلم - سكوته وكلامه - آل البيت - من أقوال الإمام - أبيات - قدوة - حكاية كتاب.
كما يستقبل المركز أسئلة المستفتين على الرقم الساخن: 19906، وعبر موقعه الإلكتروني، ورسائل فيس بوك الخاصة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجمع البحوث الاسلامية الاحتفال بمولد النبي مركز الأزهر العالمي المولد النبوي صلى الله علیه وسلم مرکز الأزهر مولد النبی
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: العصبية القبلية وعادات الجاهلية من أسباب القتل في مجتمعنا
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، ودار موضوعها حول "حجة الوداع.. دروس وعبر".
وقال الهواري، إنه في مثل هذه الأيام المباركة، منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وقف نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- خطيبًا في جموع المسلمين في "حجة الوداع"، تلك الحجة التي أودع فيها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- جل وصاياه وأهمها، مدركًا أنها قد تكون اللقاء الجماهيري الأخير، فلم تكن هذه الحجة مجرد أداء لفريضة دينية، بل كانت بمثابة وثيقة حقوق إنسانية عالمية، أرست مبادئ خالدة في حماية الدماء والأموال والأعراض.
وأوضح الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه الحجة خطب في الحجيج ثلاث خطب عظيمة: الأولى يوم عرفة، والثانية يوم النحر بمنى، والثالثة في أوسط أيام التشريق بمنى، وشهدت هذه الخطب معجزة نبوية تجلت في قدرة مائة وأربعة وأربعين ألف مسلم على سماع كلماته -صلى الله عليه وسلم- بوضوح تام، في زمن لم تكن فيه مكبرات صوتية أو إذاعات داخلية.
وأضاف، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد استثمر هذا التجمع العظيم لإعلان حقوق الإنسان التي ما زالت البشرية المعاصرة تتغنى بها، وقد جاءت توجيهاته -صلى الله عليه وسلم- رسالة حضارية للبشرية جمعاء، تنادي بحرمات ثلاث أساسية لا غنى عنها في صيانة كرامة الإنسان: حرمة الدماء، وحرمة الأموال، وحرمة الأعراض، "فإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا".
وبين خطيب الجامع الأزهر، أن حرمة الدماء في مقدمة ما شدد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قضية ملحة تستدعي منا وقفة تأمل عميقة، خاصة في ظل ما نراه من سفك للدماء، سواء على الصعيد العالمي أو المحلي، فبينما يشار إلى زماننا بأنه زمان الحضارة والحقوق، نشهد تراجعًا مريبًا نحو شريعة الغابة، حيث يسفك القوي دماء الضعيف، وتُسرق مقدرات الشعوب، وتُحرم من حقها في تقرير مصيرها، ويُقضى على إنسانيتها، وما يحدث لشعب غزة شاهد على هذه الصورة المأساوية القبيحة.
وأوضح، أن مما يدعو إلى الأسى والقلق هو تفشي العنف وسفك الدماء داخل مجتمعنا، وتنامي حوادث القتل لأتفه الأسباب، حيث نُفجع يوميًا بأخبار مقتل الأبرياء، ماذا حل ببلادنا التي طالما عرفناها بلادًا للعلم والحكمة والطيبة؟ هذه البلاد التي أنجبت كبار العلماء والمشايخ والمفكرين، أمثال الشيخ حسونة النواوي والشيخ المراغي والشيخ محمد سيد طنطاوي، وكبار القراء كعائلة المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأعلام الأدباء والكتاب كعباس محمود العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي، لماذا استبدلنا الرحمة بالقسوة؟، وتغلبت العادات البالية على أحكام الإسلام وأخلاقه السمحة؟
وأشار خطيب الجامع الأزهر، إلى أن الدين الإسلامي قد أمرنا بالسلام العالمي، ولم يقتصر على السلام المحلي فحسب، فالبخاري رحمه الله بوَّب في صحيحه "بابٌ: إفشاء السلام من الإسلام"، فكيف يعجز بعضنا عن بذل السلام لقريبه أو لجاره، بينما الإسلام يأمر ببذله للعالم كله؟، في حين أن أحكام الإسلام تدور حول كليات خمس تصونها، أهمها حفظ النفس وحفظ حقوقها، وعلى رأس هذه الحقوق يأتي حق الحياة، فالله -سبحانه وتعالى- هو الذي وهب الإنسان الحياة، فكيف يستبيح إنسان لنفسه أن يسلبها من آخر لمعنى فاسد، أو لغضب جامح، أو لعادات متوارثة؟، إن القتل كبيرة عظيمة في الإسلام، ولقد شدد المولى -سبحانه وتعالى- العقاب على قاتل النفس بغير حق.
واستشهد بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"، ويقول أيضا: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، فالقتل ليس بالأمر الهين، بل هو من أعظم الذنوب، لأنه يعارض مراد الحق تعالى ففي الحديث الشريف: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا".
ولفت الأمين المساعد لمجمع البحوث، الانتباه إلى أن أبرز أسباب الخصومات وحوادث القتل في مجتمعاتنا هي العصبية للقبيلة أو العائلة، والغضب لأدنى شيء، أو هذه المعاني الفاسدة والعادات المتوارثة التي تملأ نفوس الشباب، مما يؤدي إلى القتل لأدنى خلاف ، والتي قد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منها بقوله: "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، لأن قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعًا، وإحياء نفس واحدة بالعفو والتسامح وحسن إدراك الأمور وعدم محاسبة الأبرياء بذنب غيرهم كإحياء الناس جميعًا، قال تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
ووجه خطيب الجامع الأزهر، سؤالا إلى هؤلاء الذين يحتكمون إلى عادات الجاهلية؛ للفصل في منازعاتهم، تاركين تعاليم الشريعة الإسلامية، وقانون الدولة، بأي ذنب يقتل إنسان؟، وإلى متى سنحافظ على إرث الجاهلية بيننا؟ وإلى متى سيظل الغضب حجابًا دون الرحمة؟، مذكرا إياهم بحاجة مجتمعنا اليوم إلى استلهام دروس حجة الوداع، والعمل بوصايا نبينا الكريم، وأن نغرس في نفوس أبنائنا قيم الرحمة والتسامح والسلام، وصيانة حرمة الدماء، ليعود لمجتمعاتنا أمنها وطمأنينتها.