حكاية كورة.. "المزحة" التي قتلت صاحبها الملاك الأشقر
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
"الكورة حياة.. ولإن كلنا عندنا شغف بكرة القدم وأخبارها وأحداثها" يضع "الفجر الرياضي" بين أيديكم كل الأخبار والأحداث والتحليلات والحكايات لما تفعله عناصر اللعبة من مسؤولين ومدربين ولاعبين وحكام داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
ونقدم لكم هنا "حكاية كورة" والذي سنتناول خلاله حكاوي كروية فريدة من ونوعها وقصص رياضية ممزوجة بنكهة خاصة، نستعرضها في الأسطر التالية:
كان أوسيانو ري تشيكوني جزءًا من فريق لاتسيو التاريخي الفائز بالسكوديتو عام 1974.
لقد كان فريق لاتسيو مليئًا بالذوق، ولعب بعضًا من أفضل كرة القدم الهجومية التي شهدها الدوري. لكن فريق مايستريللي كان مكونًا أيضًا من عدد من الشخصيات المثيرة للاهتمام والمتقلبة. لم تكن هناك لحظة مملة أبدًا، سواء داخل الملعب أو خارجه، واستمتع الكثيرون بنصيبهم العادل من النكات، ومع ذلك، فإن هذا الميل إلى المقالب قد يكون قاتلًا.
الملاك الأشقرري تشيكوني أو إيانجيلو بيوندو (الملاك الأشقر) كما كان معروفًا بسبب لون شعره المميز، كان ابنًا لمزارع، ولد خارج ميلانو في عام 1948. بعد فترات ناجحة مع برو باتريا وفوجيا، فاز بالدوري الإيطالي. اللقب مع الأول ودوري الدرجة الثانية مع الأخير، انضم لاعب خط الوسط إلى لاتسيو في عام 1972.
وكان انتقاله إلى العاصمة يدين بالكثير للمدرب مايستريلي الذي قاد ري تشيكوني خلال فترة وجوده في فوجيا ثم جلب لاعب خط الوسط مع الفريق الأول. له عندما انتقل إلى بيانكوسيليستي.
وسرعان ما أصبح ري تشيكوني عضوًا رئيسيًا في فريق لاتسيو عام 1974، وبسبب خيبة الأمل التي تعرض لها بعد خسارته بصعوبة للفوز بلقب الدوري الإيطالي على يد يوفنتوس قبل عام، كان ري تشيكوني وزملاؤه مصممين على تعويض ذلك.
بعد احتفال نسر الأهلي.. شوقي غريب لـ "الفجر الرياضي": نحترم نادي الزمالك وسنوقع عقوبة على "علاء" في الوقت القاتل.. المقاولون العرب يتعادل أمام الزمالك في دوري النيل انقسام فر غرفة الملابسو أصبح لانجيلو بيوندو القلب النابض لفريق مايستريلي، بفضل طاقته المذهلة وقدرته على الانتقال بالكرة من الدفاع إلى الهجوم. لقد كان من نوع اللاعبين الذين غطى كل قطعة من العشب وسجلوا أيضًا هدفًا غريبًا. جنبا إلى جنب مع لاعبين مثل جيورجيو شيناجليا، سيدخل ري تشيكوني وزملاؤه في فريق لاتسيو في فولكلور النادي عندما انتزعوا لقب الدوري الإيطالي خلال موسم 1973/74.
بينما كان كل شيء على ما يرام على أرض الملعب، إلا أن فريق لاتسيو كان يتمتع بسمعة سيئة خارج الملعب وكان لديهم أيضًا جانب مظلم، حيث كان بعضهم متعاطفًا سياسيًا يمينيًا متطرفًا، ومن المعروف أن العديد من اللاعبين حملوا الأسلحة معهم أينما ذهبوا.
والأسوأ من ذلك أنهم كانوا معروفين أيضًا بطردهم من العمل دون سبب واضح، فقط من أجل المتعة. لم يرق هذا الأمر لبعض أعضاء الفريق، مما تسبب في انقسام أجبرهم على الحصول على غرفتي تبديل ملابس منفصلتين.
إنها مجرد مزحةكان ذلك مساء يوم 18 يناير 1977. كان ري تشيكوني مع زميله في الفريق بيترو جيدين وصديق آخر عندما كانا في طريقهما إلى محل مجوهرات في روما يديره برونو تابوتشيني. كلما اجتمع الثنائي معا، كان ذلك بمثابة أمرا يجلب المشاكل ولن يكون ذلك المساء مختلفًا.
عندما اقتربوا من الصائغين، قرر الزميلان التراجع عندما دخل صديقهما المتجر. عندما فُتح الباب، انبعثت الحياة من اللازيالي فجأة، ودخلا المتجر وهما يصرخان “ارفع يدك”
سيثبت أنها مزحة عملية بعيدة جدًا. وقبل بضعة أسابيع فقط، تعرض صائغو تابوتشيني للسرقة. لقد كان مصابًا بالجنون العظمة بالفعل، وكان هذه المرة مستعدًا للدفاع عن نفسه وعن مجوهراته، ليرفع بندقية على الفور لكن ري تشيكوني لم يتراجع واستمر في المزحة.
وأطلق الصائغ النار وأطلق النار على اللاعب في صدره من مسافة قريبة. وعلى الرغم من نقله إلى المستشفى، توفي ري تشيكوني بعد 30 دقيقة فقط من الحادث. بينما كان ملقى على الأرض وهو يحتضر، كانت الكلمات الأخيرة للاعب خط الوسط هي "إنها مزحة! إنه مجرد مزحة!"
توفي أنجيلو بيوندو عن عمر يناهز 28 عامًا، تاركًا وراءه زوجة وطفلين. نعى لاتسيو والعديد من سكان شبه الجزيرة الإيطالية واحدة من أكثر حالات الوفاة غرابة التي شهدتها كرة القدم الإيطالية على الإطلاق.
وتم القبض على تابوكيني بعد الحادث ولكن لم يتم توجيه اتهامات إليه أو إدانته بارتكاب الجريمة. لقد كانت نهاية مأساوية وسابقة لأوانها لمهنة كانت ناجحة للغاية ولا تزال واعدة بالكثير.
خسرت إيطاليا ملاكها الأشقر في وقت مبكر جدًا، حيث لم يحمل سوى مباراتين دوليتين للأزوري. لكن سيبقى ري تشيكوني في الأذهان دائمًا كجزء من فريق لاتسيو الشهير الذي فاز بأول لقب للدوري الإيطالي في تاريخ النادي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لاتسيو الدورى الايطالى الكرة الإيطالية يوفنتوس فریق لاتسیو لقد کان
إقرأ أيضاً:
بهية السينما المصرية.. حكاية محسنة توفيق من النشأة إلى الرحيل في ذكرى ميلادها
تحل ذكرى ميلاد الفنانة القديرة محسنة توفيق لتعيد إلى الأذهان سيرة فنية نادرة، امتلأت بالأدوار التي حفرت في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا، بل صوتًا ووجهًا للوطن والثقافة والفكر.
و كانت محسنة توفيق تجسيدًا حقيقيًا لـ "بهية" التي صرخت باسم مصر، وتركت إرثًا لا يُنسى من الإبداع والإحساس الوطني الصادق.
بداياتها وجذورها العائليةوُلدت محسنة توفيق في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي بمحافظة الجيزة، وسط أسرة لها ميول فنية وثقافية، كانت شقيقتها الإعلامية "أبلة فضيلة"، إحدى أشهر الأصوات الإذاعية التي أثّرت في وجدان أجيال متتالية، بينما كانت شقيقتها الأخرى يسرا توفيق تمتلك صوتًا أوبراليًا رفيع المستوى.
في هذه البيئة المتميزة، تشكّل وعي محسنة الفني والإنساني، التحقت بكلية الزراعة وتخرجت منها عام 1968، لكنها كانت قد بدأت مشوارها الفني قبل ذلك بسنوات، بدافع الشغف لا الشهرة.
محطات بارزة في مشوارها الفنيدخلت محسنة توفيق عالم الفن في الستينيات، ولم تكن تسعى للبطولة بقدر ما كانت تسعى لتقديم رسالة، قدمت أدوارًا مسرحية وتلفزيونية وسينمائية شكلت علامات فارقة، أبرزها دورها في فيلم "العصفور" للمخرج يوسف شاهين، حيث جسدت شخصية "بهية" التي أصبحت رمزًا للمرأة المصرية المكافحة والمحبّة لوطنها. كما تألقت في "إسكندرية... ليه؟" و"وداعًا بونابرت"، وغيرهما من الأعمال التي شاركت فيها مع كبار المخرجين.
سطوعها على الشاشة الصغيرةعلى شاشة التلفزيون، كانت محسنة توفيق وجهًا مألوفًا وحنونًا لم تكن البطولة هدفًا، بل كان العمق الإنساني هو ما يبحث عنه الجمهور في كل ظهور لها.
قدمت أدوارًا لافتة في "ليالي الحلمية" بشخصية "أنيسة البدري"، التي حملت عبء الأسرة بكل حكمة وهدوء.
كما شاركت في مسلسلات مثل "الوسية"، و"أم كلثوم"، و"المرسى والبحار"، لتؤكد أن الفن الجيد لا يُقاس بعدد المشاهد بل بقوتها.
زواجها وأمومتهافي حياتها الخاصة، تزوجت من الفنان أحمد خليل، وكان بينهما احترام متبادل وتفاهم كبير، أنجبت منه ابنين، هما وائل وعزة، وفضلت دائمًا أن تبقي حياتها العائلية بعيدة عن الأضواء، مكرسة وقتها لأبنائها ولعملها الفني في آنٍ واحد.
وفاتهافي السابع من مايو عام 2019، غيّب الموت محسنة توفيق عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني والوطني. شيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة في مشهد اتسم بالهدوء، وحضور محدود من الوسط الفني، ما أثار حزن الجمهور الذي لطالما أحبها واحترم فنها.
تكريمات وشهادات في حقهانالت محسنة توفيق تكريمات رسمية عديدة، أبرزها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، الذي منحها إياه الرئيس جمال عبد الناصر عام 1967، إضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2013، اعترافًا بدورها الرائد في إثراء الفن المصري والعربي.
انتماؤها النوبي وفخرها بالجذوررغم أن حياتها الفنية طغت على الكثير من التفاصيل الشخصية، إلا أن محسنة كانت فخورة بجذورها النوبية من جهة والدتها، التي تنحدر من قرية "مشكيلة" بدنقلا في السودان، زارت السودان مرة واحدة في حياتها، لكنها حملت ذلك الانتماء في قلبها وظلت تعتز به حتى وفاتها.