ظهر المغرب كـ "فائز غير متوقع من التوترات الأميركية الصينية"، بعد أن أصبح نقطة الوصل بالنسبة للشركات الصينية الراغبة في خدمة أسواق أوروبا والولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. 

وتتجنب الشركات الصينية أو تؤجل الاستثمارات المباشرة في الولايات المتحدة وأوروبا بسبب الأوضاع الجيوسياسية، والانتظار الطويل للحصول على التصاريح، حسبما حذر أحد أكبر منتجي مواد البطاريات في العالم، بعد الإعلان عن استثمار بقيمة 2 مليار دولار في المغرب.

والأسبوع الماضي، قالت شركة "سي إن جي آر أدفانس ماتيريال" الصينية، إنها ستبني مصنعا لمواد الكاثود (المستخدمة في صناعة بطاريات الليثيوم) في المغرب، لتزويد الأسواق الأميركية والأوروبية بالبطاريات.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سي إن جي آر أدفانس ماتيريال" في أوروبا، تورستن لارس، لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن المغرب "أصبح مكانا مثاليا للمنتجين الصينيين الراغبين في خدمة الولايات المتحدة وأوروبا".

ويقع المغرب في أقصى الشمال الغربي لقارة أفريقيا ويطل على البحر المتوسط بالقرب من سواحل أوروبا، والمحيط الأطلسي حيث السواحل الشرقية للولايات المتحدة في الطرف الآخر.

والعام الماضي، وقعت الرباط وبكين "خطة التنفيذ المشترك" لمشاريع اقتصادية، ضمن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي تهدف إلى تعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الآسيوي في عدة دول من بينها المغرب.

تقارب مغربي مع الصين.. هل يؤثر على العلاقات من الولايات المتحدة؟ تظهر الأرقام والمعطيات أن الصين باتت حليفا جديدا للمغرب، وسط مخاوف من أن يؤثر التقارب مع الصين إلى توتر علاقات الرباط مع القوى الغربية خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي اعترفت العام الماضي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

وذكرت وكالة الأنباء المغربية، أن الاتفاقية تهدف إلى "تعزيز الولوج إلى التمويل الصيني (...) لإنجاز مشاريع كبرى في المغرب"، و"تتعهد الحكومة الصينية بموجبها تشجيع الشركات الصينية الكبرى على التموقع أو الاستثمار" في المملكة.

وكان المغرب قد انضم في 2017 إلى مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عام 2013.

وتقضي المبادرة ببناء حزام بري يربط الصين، ثاني قوة اقتصادية عالميا، بأوروبا الغربية عبر آسيا الوسطى وروسيا، إضافة إلى طريق بحري للوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي.

وأشار لارس إلى أنه "يمكن بناء المصانع بشكل أسرع في المغرب مقارنة بالأسواق المستهدفة، التي تتطلب عمليات ترخيص طويلة".

كما أن المملكة الأفريقية تمثل احتمالا استثماريا "أقل خطورة"، بحسب الصحيفة، لأنها "يمكن أن تتحول إلى التصدير إلى أماكن أخرى إذا طبقت الولايات المتحدة أو أوروبا سياسات حمائية جديدة". 

وحصل المغرب على دفعة أخرى، الأحد، بعد أن قالت "إل جي كيم" الكورية الجنوبية، و"هوايو كوبالت" الصينية، إنهما ستبنيان مصفاة لتكرير الليثيوم ومصنعا لمواد الكاثود في البلاد.

رغم "العلاقات الجيدة مع الصين".. دولة أوروبية قد تتخلى عن مبادرة الحزام والطريق قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، إن العلاقات الجيدة مع الصين ممكنة حتى دون أن تكون بلادها جزءا من مبادرة الحزام والطريق، وذلك في الوقت الذي تبحث حكومتها التخلي عن المشروع.

ولأن المغرب يملك اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، فإن مواده الخام يتم احتسابها ضمن أهداف المصادر المطلوبة للسيارات الكهربائية المباعة في أميركا لتلقي إعانات تصل إلى 7500 دولار بموجب قانون الرئيس الأميركي، جو بايدن، للحد من التضخم.

وكانت إندونيسيا، الدولة الرئيسية الغنية بموارد معادن البطاريات التي تمكنت من جذب استثمارات المعالجة والبطاريات ومصانع السيارات الكهربائية، لكن المغرب يوفر طريقا مفيدا للشركات الصينية للوصول إلى الأسواق الأميركية والأوروبية.

ويمتلك المغرب، الذي يتمتع أيضا بعلاقات تجارية قوية مع أوروبا، 70 بالمئة من احتياطيات العالم من الفوسفات، وهو عنصر رئيسي في إنتاج البطاريات الأرخص التي تهيمن الصين على إنتاجها العالمي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحزام والطریق فی المغرب مع الصین

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: 2024 شهد تباطؤا مقلقا وغير متوقع على صعيد التنمية البشرية

الولايات المتحدة"أ.ف.ب" حذرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء من أن تباطؤًا "مقلقا" وغير متوقع سجل على صعيد التنمية البشرية العام 2024، في حين بدأ التعافي العالمي من جائحة كوفيد-19 يفقد من زخمه.

وشددت على أن ذلك بدأ يحصل قبل وقت طويل من تقليص الرئيس دونالد ترامب للمساعدات الدولية الأمريكية بشكل كبير للجمعيات التطوعية والانسانية.

وبحلول العام 2023 بدأ العالم يتعافى تدريجا من صدمة جائحة كوفيد-19، وفق مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، الذي يرصد مستويات المعيشة والصحة والتعليم.

وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السنوي الذي صدر اليوم الثلاثاء تحت عنوان "مسألة اختيار: الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الإصطناعي"، يبدو أن هذا التعافي بدأ يفقد زخمه.

وحذر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر من أنه "إذا أصبح معدل التقدم البطيء المسجل لعام 2024 هو الوضع الطبيعي الجديد، فقد يتأخر إنجاز أهداف جدول أعمال التنمية المحدد له عام 2030 عقودًا طويلة، مما يجعل عالمنا أقل أمنًا، وأكثر انقساما، وأكثر عرضة للصدمات الإقتصادية والبيئية".

وقال شتاينر في مقابلة مع فرانس برس إن تقليص المساعدات الدولية بشكل كبير في الفترة الأخيرة من قبل عدة دول، لا سيما الولايات المتحدة حيث قلص ترامب البرامج وفكك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (الذراع الرئيسية للبلاد في التنمية الخارجية)، سيؤدي إلى تفاقم المشكلة.

وأضاف أنه في حال توقفت الدول الغنية عن تمويل التنمية، "فسيؤثر ذلك في نهاية المطاف على الاقتصادات والمجتمعات، ونعم، أعتقد أنه سينعكس أيضاً بعد عام أو عامين في مؤشر التنمية البشرية، بانخفاض متوسط العمر المتوقع وتراجع الدخل وزيادة الصراعات".

ولا زال خبراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي غير متأكدين من الأسباب الأساسية للتباطؤ المسجل في 2024. لكنهم حددوا أحد المحركات الرئيسية وهو تراجع التقدم في متوسط العمر المتوقع، ربما نتيجة الآثار الجانبية لكوفيد، أو جراء الحروب المتزايدة حول العالم.

وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وجود بصيص أمل محتمل إذ أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر الظروف اللازمة لانطلاق التنمية من جديد.

وقال شتاينر إن الذكاء الاصطناعي "ربما يكون نقطة التحول الكبرى التي تضع التنمية في الاقتصادات الفردية، وأيضاً ربما الفقراء والأغنياء، على مسار مختلف. الذكاء الإصطناعي سيغير عملياً كل جانب من جوانب حياتنا".

وأكد التقرير أن الأمر سيتوقف في النهاية على كيفية استخدام الناس للتكنولوجيا.

وأشار إلى أن ثمة مخاطر، فالوصول إلى الذكاء الاصطناعي في الدول الفقيرة ليس كما هو عليه في الدول الغنية، وقد تؤثر التحيز الثقافي على الطريقة التي يتم بها تطوير هذه الأدوات.

لكن شتانير يرى أنه "بإمكاننا أن نضع الخطط لتقليل هذا الخطر"، مضيفا أنه لا ينبغي أن يشكل ذلك عائقا أمام استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث الطبية، على سبيل المثال.

ووفقا لتقرير البرنامج الإنمائي فإن "المستقبل في أيدينا"، مضيفا أن "التكنولوجيا تخص الناس، وليست للأشياء فقط. وراء بريق الابتكار توجد خيارات هامة، سواء من قبل القلة أو الكثرة، وستتردد عواقبها عبر الأجيال".

مقالات مشابهة

  • الشعب يرفض وصول المسيرات الصينية إلى الجنجويد ويعتبر الصين مسئولة عن ذلك
  • ما مآلات الحرب التجارية الأميركية الصينية؟
  • الذهب يرتفع مع ترقب المحادثات التجارية الأميركية الصينية
  • ترامب يعلن غداً يوم النصر في الولايات المتحدة
  • شركة Sentury Tire الصينية تلغي مشروعها في إسبانيا وتحوّل استثماراتها إلى طنجة
  • لماذا تقاطع الجزائر مناورات الأسد الأفريقي العسكرية التي تنظمها الولايات المتحدة؟
  • الأمم المتحدة: 2024 شهد تباطؤا مقلقا وغير متوقع على صعيد التنمية البشرية
  • لماذا ستخسر الولايات المتحدة معركتها مع الصين؟
  • إعلام: الصين ترسل البضائع إلى الولايات المتحدة عبر دول ثالثة لتجنب الرسوم الجمركية
  • حملة تجنيد علنية من الولايات المتحدة لتجنيد جواسيس داخل الصين