ممثل الصوفية: الملتقيات العلمية للطرق تحارب التطرف والانحراف الفكري
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
شارك الدكتور حسين رضوان المشرف العلمي بالساحة الرضوانية بمصر، في فعاليات ملتقي التصوف العالمي في نسخته الثامنة عشر والذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية بمداغ ناحية بركان بالجهة الشرقية للملكة المغربية.
ملتقي التصوف العالميوقال رضوان، إن هذه المؤتمرات والملتقيات التي تشرق على العالم من الزاوية البودشيشية بأرض مداغ بالمغرب إنما هي رسالات علم وحكمة ونور وبصيرة وقبس من نور النبوة تعبر تعبيرا جميلا عن مواريث النبوة وتطوي بهديها صفحات الظلام ومفاهيم التطرف والإنحراف الفكري والعقائد وتؤسس وتشيد منارة يستضيء ويهتدي بها طلاب طريق الحق والصدق في سيرهم ومسيرتهم إلى ربهم وخالقهم .
قال تعالى : وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا.
وتابع: ولما كان السادة الصوفية رضي الله عنهم هم أصحاب الترياق المجرب والدواء المطبب لقلب الإنسان ونفسه وشخصه وأحواله كان لهذا الطب والدواء أثرعظيم في أن يكون الإنسان البشري نافعا لنفسه ولأهله ولمجتمعه ولوطنه فإن السادة الصوفية رضى الله عنهم لا يكتفون بأن يوضحوا للناس أحكام الشرع وآدابه بمجرد الكلام النظري فقط ولكنهم بالإضافة إلى ذلك يأخذون بأيدى تلاميذتهم ويسيرون بهم في مدارج الترقي بل ويشملونهم بعطفهم وحنانهم وتوجيهاتهم في جميع مراحل سيرهم إلى ربهم وخالقهم ولذلك قال حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي رضى الله عنه :"الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام"، وقال سيدي أبوالحسن الشاذلي رضي الله عنه:" من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصرًا على الكبائر وهو لا يدري".
وأضاف: ثم إنه لا يخفى على كل ذى عقل لاذب وذهن ثاقب أن لأئمة التصوف الدورالأكبر والفضل الأعظم في غرس معاني المحبة والإحترام والتقدير والإجلال للأوطان بل إنهم غرسوا في أبنائهم وأحبابهم وطلابهم أنه من أساس الإيمان محبة الأوطان وإعمارها وها أنا أذكر لكم من كلام الحبيب الأعظم والنبى الأكرم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )واذكر لكم أيضا من كلام الأئمة الأجلاء والعلماء العظماء المؤتمنين على الدين بصدق.
أذكر لكم ما جرت به ألسنتهم الشريفة النبيلة المنورة بنور القرب من حضرة الله وحضرة مولانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أذكر لكم أحوالهم ومواجيدهم واشواقهم وأذواقهم في محبة الوطن، قال الله تعالى ﵟوَلَوۡ أَنَّا كَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَنِ ٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ أَوِ ٱخۡرُجُواْ مِن دِيَٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٞ مِّنۡهُمۡۖ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا.
وأردف: قال فخر الإسلام والمسلمين الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره :"فانظر كيف جعل الله مشقة فراق الوطن تعادل إزهاق النفس"،ولقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فأبصر جدرات المدينة المنورة أوضع راحلته إليها من حبه لها "أي أسرع في السير إليها يقول الحافظ ابن حجر العسقلانى (رحمه الله تعالى ) وفي هذا الحديث دليل على مشروعية محبة الأوطان والحنين والإشتياق إليها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصوفية
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تحذر من هذا الفعل عند نحر الأضاحي| احترس الملاعنَ الثلاثَ
حذرت دار الإفتاء من فعل يفعله الكثيرون عند نحر الأضاحي في عيد الأضحى، حيث أجاب الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول: حكم نحر الأضاحي في الشوارع والأماكن العامة.
احذر هذا الفعل عند نحر الأضاحيوأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الثلاثاء: "الدين الإسلامي علمنا النظام ومن النظام أن نحترم القرارات الصادرة بتنظيم عملية نحر الأضاحى فى الأماكن المحددة، التى أقرتها الجهات المسئولة ".
وتابع: "مخالفة الجهات المسئولة فى الأماكن المحددة يعتبر مخالفة شرعية، وأيضا سنقع فى مخالفات أخرى نهانا عنها سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال (اتَّقوا الملاعنَ الثلاثَ : البَرازُ في الموارِدِ ، و قارِعَةِ الطَّريقِ ، و الظِّلِّ)".
وأضاف: "نحن فى العيد نتقرب إلى الله بالأضاحى، فلا يجوز لنا إلقاء القاذورات فى الطريق العام أو نحر الأضاحى فى الشوارع، ففيه الكثير مما يستوجب اللعن كما أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقالت دار الإفتاء في بيان ما حكم نحر الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها في الطرقات وعدم القيام بتنظيف هذا؟، إن هذا العمل المسئول عنه من السيئات العِظام والجرائم الجِسام؛ لأن فيه إيذاءً للناس؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين؛ فإن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة رضيَ اللهُ عنهم: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِه» رواه الشيخان وغيرهما.
والذي ينحر الأضاحي أو غيرِها في شوارع الناس وطرقهم ، مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التي هي نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية، وأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذي رواه مسلم وغيره عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا نبيَّ اللهِ، عَلِّمنِي شيئًا أَنتَفِعُ به، قال: «اعزِلِ الأَذى عن طَرِيقِ المُسلِمِينَ».
فكما أن إماطة الأذى صدقة، وهي من شعب الإيمان، فإن وضع الأذى في طريق الناس خطيئة، وهو من شعب الفسوق والعصيان، ووالله إنه ليجلب الأذى لفاعله في الدنيا والآخرة، وبرهان ذلك قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «اتَّقُوا المَلاعِنَ الثَّلاثةَ: البَرازَ في المَوارِدِ، وقارِعةِ الطَّرِيقِ، والظِّلِّ» رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن معاذ وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم؛ فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه مِن تقذير شوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها.
فالواجب القيام بهذا النحر في الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأي بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذي أحاسيسهم وأبدانهم.