قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن بن كاردين الرئيس الجديد للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أشار إلى تحولات سياسية من المحتمل أن تؤثر على مصر وتركيا والحرب الأوكرانية، وقضايا أخرى حول العالم، خلال حديثه لصحفيين الخميس في أول يوم يمارس مهام منصبه بشكل كامل.

وذكرت الصحيفة أنه سيكون أمام كاردين، وهو سناتور ديمقراطي مخضرم، فترة مختصرة لقيادة لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ-كبديل عن السناتور بوب مينينديز المتهم بقضايا فساد استغلال نفوذ- إذ ستنتهي فترة ولايته في يناير/ كانون ثان 2025 وبحسب الصحيفة فإنه لا يسعى لإعادة انتخابه.

وفي 22 سبتمبر/أيلول وجه قاضى فيدرالي في مانهاتن اتهامات لمينينديز بقبول رشاوي نقدية وسبائك ذهبية، مقابل ممارسة نفوذه السياسي بموجب منصبه؛ لتعزيز مصالح مصر سراً، وتقديم خدمات لرجال أعمال محليين.

مساعدات مصر

وتزعم لائحة الاتهام أن ذلك يشمل مساعدة حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في التغلب على قيود حقوق الإنسان التي تحد من جزء صغير مما يزيد عن مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية لمصر.

وقبل أن يصبح كاردين، رئيسًا، أدان قرار إدارة بايدن هذا العام بتجاوز حظر حقوق الإنسان وتقديم 235 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر هذا العام.

واستشهدت إدارة بايدن بأن مصالح الأمن القومي هي التي دفعتها للتنازل على القيود المتعلقة بحقوق الإنسان لتقديم المساعدات لمصر، على الرغم من اعتراف وزارة الخارجية بعدم إحراز القاهرة أي تقدم في ملف حبس الصحفيين والكتاب والمدافعين عن حقوق الإنسان، فضلاً عن انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.

وعندما سُئل الخميس عما إذا كان ينوي وقف تقديم أموال المساعدات إذا كان لا يزال من الممكن إيقافها، قال كاردين إنه "يبحث في خياراته".

وأضاف أنه يريد منح الإدارة وبعض المشرعين جلسة استماع حول هذه القضية قبل التوصل إلى قرار نهائي.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن كاردين بصفته رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يستطيع تعليق بعض المساعدات المالية ومبيعات الأسلحة.

إف-16 لتركيا

وعلى صعيد أخر، فإن ثمة مؤشر على تغير محتمل بالسياسيات المتعلقة بشأن حصول تركيا على طائرات إف-16 الأمريكية والتي تسعى أنقرة منذ سنوات للحصول عليها، لكن مساعيها كانت تقابل برفض متكرر من قبل مينينديز.

وأوقف مينينديز بيع طائرات إف-16 إلى تركيا، بحجة أنه كان قلقًا بشأن امتلاك تركيا لقوة جوية أكبر من اليونان، جارتها ومنافستها.

وفي هذا الصدد، أوضح كاردين أنه منفتح على دراسة المضي قدما في إتمام الصفقة، شريطة أن يكون راضيا على بعض النقاط بما في ذلك عدم وجود أي تهديد إضافي لليونان أو المساس بحقوق الإنسان في تركيا.

اقرأ أيضاً

القضية الأكثر حساسية.. مصر تطلب من مينينديز معلومات عن موظفي سفارة واشنطن بالقاهرة

وقد استخدمت تركيا حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به كل دولة عضو في الناتو لمنع انضمام السويد إلى التحالف العسكري الغربي، على الرغم من أن الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين يريدون السويد في الكتلة لتعزيز الجناح الشمالي لحلف شمال الأطلسي ضد روسيا.

وربطت تركيا حصولها على طائرات إف-16 بقرارها بشأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال كاردين، الذي حضر اجتماعًا لسفراء الناتو هذا الأسبوع، إن تركيا أشارت إلى أنها ستمهد الطريق لعضوية السويد في الجزء الأول من شهر أكتوبر/ تشرين أول.

الحرب الأوكرانية

وفيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، اعتبر أن الأولوية القصوى بالنسبة لها هي العمل على الحفاظ على تدفق الأموال والأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا ضد القوات الروسية الغازية.

وأوضح أنه يرى أن تلك الخطوة مهمة لأمن الولايات المتحدة وقدرتها على التأثير في الشؤون العالمية.

وقال إنه يتعين على أنصار أوكرانيا في الكونجرس أن يقوموا بعمل أفضل في إيصال هذه القضية إلى الأمريكيين.

 وقال كاردين إن "الصين تراقب" ما إذا كان الأمريكيون يقفون إلى جانب الدفاع عن أوكرانيا، لتحديد قرارها بشان المدى الذي ستضغط فيه لتأكيد مطالبتها بتايوان، مضيفا أن كوريا الشمالية وإيران أيضا تراقبان.

التطبيع السعودي الإسرائيلي

وتحدث كاردين عن سعي إدارة بايدن للتوسط في اتفاق لأول علاقات دبلوماسية واسعة النطاق بين إسرائيل السعودية باعتباره "عاملًا يغير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أن تلك الخطوة طالما كان متحمسا لتنفيذها.

ويقول مسؤولو بايدن وغيرهم من المؤيدين إن الصفقة ستساعد في استقرار الشرق الأوسط وتعزيز اقتصادات الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد قال كاردين "هناك اعتراف بأن هذا سيحدث.. ستحدث تغييرات ذات معنى"

وتابع أنه يرى محادثات تشمل إسرائيل والفلسطينيين "لم أكن أعتقد أنه يمكننا إجراؤها" كجزء من تلك المفاوضات الأوسع. لكنه لم يذكر مزيد من التفاصيل.

وكشرط للموافقة على التطبيع مع إسرائيل، تطلب السعودية من الولايات المتحدة التزامات أمنية ومساعدتها في تطوير برنامجها النووي المدني.

وفي هذا الصدد قال كاردين إنه سيكون نشطا في تحديد شروط أي اتفاق أمريكي سعودي فيما يتعلق بهذا الصدد، مؤكدا أنه "يجب استيفاء أعلى المعايير، كما يجب أن تكون هناك مسارات حماية."

وقال إنه فيما يتعلق "بأي اتفاق أمني تلتزم به الولايات المتحدة للمساعدة في الدفاع عن دولة أخرى للتأكد من أنه من مصلحة أمننا القومي دائمًا المشاركة فيه".

وقال إن القضايا المتعلقة بسجل السعودية السيئ في مجال حقوق الإنسان يجب معالجتها، وسلم كاردين الصحفيين نسخة مطبوعة عن رجل سعودي تقول جماعات حقوق الإنسان إنه تعرض للتعذيب والسجن بسبب تغريدات تنتقد الحكومة السعودية

اقرأ أيضاً

بعد فضيحة رشى مصر.. بوب مينينديز يرفض الاستقالة من الحزب الديمقراطي

المصدر | واشنطن بوست-ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بوب مينينديز التطبيع السعودي الولایات المتحدة حقوق الإنسان هذا الصدد

إقرأ أيضاً:

دول «التعاون»: اعتداءات تل أبيب «انتهاك صارخ».. روسيا تحذر أمريكا من دعم إسرائيل

البلاد (جنيف، موسكو)

في خضم اشتداد التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وجهت موسكو تحذيرًا لواشنطن اعتبرته الأشد منذ اندلاع الأزمة، مؤكدة أن تقديم أي مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل– أو حتى التفكير في الأمر– سيقود إلى “زعزعة خطيرة” لاستقرار الشرق الأوسط.
التحذير جاء على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الذي كشف عن تواصل روسي نشط مع كل من طهران وتل أبيب لاحتواء التصعيد، فيما كشف مصدر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يدرس خيارات؛ تتضمن الانضمام عسكريًا إلى إسرائيل في تنفيذ ضربات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
في السياق ذاته، أعربت دول مجلس التعاون عن إدانتها واستنكارها للاعتداءات الإسرائيلية على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك خلال كلمة مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى-دولة الرئاسة الحالية- السفير ناصر الهين، نيابةً عن دول مجلس التعاون أمس، في بدء أعمال الدورة التاسعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف.
وأكد السفير الهين، أن الاعتداءات الإسرائيلية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية، مُجددًا إدانة دول المجلس لاستمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم على الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون، تشدد على أولوية الحل السلمي للنزاعات وتعزيز الحوار والتفاهم؛ بوصفها من المقومات الأساسية لحماية حقوق الإنسان، كما تعبّر عن دعمها الكامل لجهود التهدئة وخفض التصعيد، والتزامها المستمر بتيسير الحوار عبر المساعي الحميدة وتهيئة الظروف المواتية للتسويات السلمية، انطلاقًا من حرصها على تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واختتم السفير كلمته، بالتأكيد أن دول مجلس التعاون ترى أن حماية حقوق الإنسان تتطلب بيئة دولية مستقرة تقوم على احترام السيادة، وتغليب الحوار، والتمسك بالمقاربات متعددة الأطراف؛ بما يسهم في منع النزاعات وتعزيز التنمية.

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي عن انتهاكات حقوق الإنسان بإريتريا ومناخ القمع المستمر
  • النائب العام يبحث مع رئيس مجلس حقوق الإنسان بجنيف التعاون والتنسيق المشترك
  • دول «التعاون»: اعتداءات تل أبيب «انتهاك صارخ».. روسيا تحذر أمريكا من دعم إسرائيل
  • مفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى وقف عاجل للتصعيد بين إيران وإسرائيل
  • سودانية تترشح لرئاسة حكومة زيورخ السويسرية
  • دول مجلس التعاون تدين وتستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي إيران
  • "نيويورك تايمز": إيران تجهز صواريخ لضربات انتقامية محتملة على قواعد أمريكية
  • ترامب: نسيطر على أجواء إيران.. وتحركات عسكرية أمريكية تسبق محادثات محتملة
  • ما قاله نصرالله قبل سنوات حصل.. ماذا سيفعل حزب الله؟
  • لتحقيق حلم التأهل في مونديال الأندية.. ماذا سيفعل الأهلي للاعبيه؟