البوابة نيوز:
2025-07-01@16:14:48 GMT

السادات بطل الانتصار.. بين اليمين واليسار

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

هو بالفعل كما وصفته وثائق المخابرات الأمريكية والتى نشرت بعضها صحيفة "الشرق الأوسط" ثوري ووطني متحمس جاء من أصول ريفية إلى الحُكم بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان يُنظر إليه بوصفه لا يملك القوة السياسية أو الفطنة السياسية المطلوبة للنجاح «استخفَّت به فصائل من اليسار» لكنه تمكن من تبديد هذه الصورة، وأثبت أنه زعيم معتدل وسياسي ودبلوماسي براجماتي.

وعرف بواقعيته وذكائه السياسي وقُدرته على اتخاذ قرارات مفاجئة وشجاعة، «فهو يحكم كما يقول السياسيون بطريقة الصدمة».
وتحت عنوان «أسلوب القيادة» قالت الوثيقة: إن السادات يُهيمن على عملية صنع القرار خاصةً في مجال السياسة الخارجية، وهو ما ظهر بوضوح في محادثات السلام مع إسرائيل حيث لم يكن مستشارو الرئيس للشؤون الخارجية على يقين بشكل دائم بما يدور بذهن السادات وكان عليهم الرجوع إليه شخصيًا في أي قرار.
كانت حياة الرئيس الراحل أشبه بالسير فى حقول ألغام كلما تجاوز أحدها فوجئ بآخر، عرَف شظَف العيش والمُلاحقات، وانغمس فى السياسة وأصبح معجونًا بها، حتى إن فصول حياته تبدو لمن يتتبعها وكأنه يقرأ قصة بطل أسطوري من أساطير الإغريق حتى مشهد رحيله المفعم بمشاعر التعاطف معه والتقدير له والحزن على اغتياله، والخِسَّة والنذالة التى طاردت مَن أطلقوا عليه رصاصات الغدر حتى اللحظة.
عندما تولى الرئاسة وجد نفسه بين شِقَّي الرَّحَا.. عدو يغتصب الأرض، ورفاق الكفاح السياسى يرونه أقل من أن يكون رئيسًا، ويستخفون به وبقدراته، فكان عليه بحُكم صلاحياته ومنصبه الذى يمنحه شرعية دستورية وقانونية أن يحسم هذا الصراع ليبدأ رحلة شاقة فى إعادة بناء وتسليح القوات المسلحة، ويقود الجيش وسط ظروف داخلية سياسية ضاغطة، ودولية تعطى ظهرها للقاهرة المهزومة، ليسطر ملحمة تاريخية ويحقق السادات لمصر بل ولأمته العربية الانتصار العسكرى الأهم [طبعا مع الجيش السوري] فى تاريخها الحديث؛ ذلك الانتصار الذى فتح كل أبواب الأمل أمام أجيال ما بعد حرب أكتوبر، واستعادة الكبرياء الوطنى، والفخر والمجد للقوات المسلحة.
تعجل البعض ثمار النصر وانتظروا تحسن الأحوال الاقتصادية ولكن هذا التحسن تأخر بفعل أجواء إقليمية ودولية وحسابات كثيرة معقدة فأصيب البعض بالإحباط لكن السادات المقاتل والداهية السياسى فاجأ العالم كله بدعوته للسلام والسعى لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وقوبلت دعوته من المصريين بترحيب وتحفظ بعض المثقفين والتيارات السياسية بينما أدهشت المبادرة العالم كله، ومن جديد يسير السادات فى حقل ألغام لكنه هذه المرة على مستوى إقليمى ودولى، ولا ينكر أحد من خصوم السادات قبل مؤيديه أنه أحدث زلزالًا عالميًا مرتين، مرة بانتصار أكتوبر والثانية بذهابه إلى تل أبيب وخطابه فى الكنيست، لكن السياسة التى يمارسها البعض بلا ضمير دفعت بعض الأصوات لتنتزع من البطل انتصاره ووصفوها بأنها حرب "تحريك" وليس "تحرير"، وافتعلوا خلطًا مقصودا استدعوا فيه اسم الرئيس جمال عبدالناصر كأنه صانع خطة العبور [لا ينكر عاقل حرب الاستنزاف العظيمة بالطبع]، وفى معركة السلام انبرى اليسار واليمين الدينى يتنافسان الأول يتهم صانع السلام بالتفريط فى الثوابت العربية، والثانى وصمه بأنه تخلى عن القدس الإسلامية، وكان الزمن وشهادات المنصفين وكبار المحللين العالميين والوثائق المخابراتية الأمريكية كفيلة بالرد على كل الانتقادات التى حاولت النيل من السادات، ويترك التاريخ لهؤلاء الندم ليتجرعوا مرارة الفرص الضائعة.
ونعود للوثيقة الأمريكية التى تحدثت عن الداخل المصرى وتشير إلى خطورة جماعة الإخوان المسلمين ومخاطر تزايد نفوذها على المدى الطويل بعد أن استخدم السادات التيارات الدينية لمحاربة التيارات اليسارية والشيوعية، وهنا نتوقف أمام هذا التحول الذى سينتج عنه فيما بعد سيناريو دراماتيكى، سيؤدى إلى إغتيال السادات وتغيير موازين القوى السياسية فى مصر لصالح تلك الجماعات التى اختطفت الدين وحاولت اختطاف الوطن وظلت مصر تعانى من محاولاتهم [القفز على السلطة] حتى ثورة ٣٠ يونيو عندما خرجت الملايين للشوارع مطالبة بإسقاط حكم المرشد وممثلها فى قصر الرئاسة، أقول لهذه الدرجة شعر السادات بضغوط اليسار ووقوفهم شوكة قوية فى ظهره وهو بطل النصر، واستشعر أنه بلا ظهير سياسي يدعم مواقفه وقراراته فاتجه إلى اليمين الدينى ليكون له عونًا وداعمًا وسندًا وخط دفاع فى مواجهة اليسار بعنفوانه [سواء فى خطابه السياسى أو مواقفه على الأرض]، وكان أقساها على السادات أحداث ١٨ و١٩ يناير التى أسماها انتفاضة الحرامية، بينما اشتهرت سياسيًا وإعلاميًا بانتفاضة الخبز وكانت الفوضى كفيلة بأن تدفع الرئيس للرجوع عن قرارات الإصلاح الاقتصادي وتحريك الأسعار ورفع بعضًا من الدعم دون أن يستشعر حرجًا حفاظا على البلاد من الفوضى التى اتهم اليسار بإثارتها. 
لم يستطع السادات رغم ذكائه السياسى وخبراته المتراكمة التى اكتسبها من احتكاكه بكل التيارات أن يسيطر على معادلة موازين القوى فى الشارع رغم انحياز كثير من المواطنين لمواقفه، فلا أحد يستطيع أن يأمن غدر جماعة الإخوان ولا يكشف ما تبطنه مستعينة بالتقية فالتهمت الجماعة التى أطلق لها العنان، الشارع والقوى السياسية كلها ليبرالية ويسارية على حد سواء [الأمر الذى تكرر مع النخبة السياسية من جديد عقب ٢٥ يناير] وهو ما دفعت مصر والسادات شخصيا ثمنه غاليًا.. رحم الله السادات البطل على ما قدَّم لوطنه وأمته.
أثبت أنه زعيم معتدل وسياسي ودبلوماسي براجماتي، وعرف بواقعيته وذكائه السياسي وقدرته على اتخاذ قرارات مفاجئة وشُجاعة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السادات

إقرأ أيضاً:

بالأسماء .. 12 مصابا في انقلاب ميكروباص علي طريق الأكسدة بالمنوفية

أصيب 12 شخصا في انقلاب ميكروباص علي طريق الأكسدة بمدينة السادات.

تلقي اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية إخطارا من مركز شرطة السادات بانقلاب ميكروباص ووجود مصابين.


بالانتقال تبين إصابة 12 شخص في انقلاب ميكروباص علي طريق الأكسدة.

وتبين أن المصابين كلا من :
أحمد رجب الشافعي، 27 سنة، من كوم حمادة – يعاني من كدمات في الجسم وألم بالصدر والكتف الأيمن، محمد رجب الشافعي، 34 سنة، من كوم حمادة – اشتباه إصابة بالظهر، أحمد سليمان محمد، 28 سنة، من كوم حمادة – اشتباه إصابة بالكتف الأيسر، أحمد عبدالجواد المزين، 23 سنة، من كوم حمادة – كدمات بالجسم وألم بالصدر،  أحمد كارم عبدالعزيز، 44 سنة، من كوم حمادة – اشتباه كسر بالكتف الأيسر، أحمد محمد أحمد مدكور، 55 سنة، من كفر الزيات – كدمات متفرقة بالجسم، إسلام كيلاني إسماعيل، 45 سنة، من شابور – اشتباه إصابة في الصدر والعمود الفقري، محمود إسماعيل عامر، 37 سنة، من شابور – اشتباه إصابة بالعمود الفقري، محمود خميس جاد الله، 36 سنة، من شابور – اشتباه إصابة بالرأس
،  طارق عبدالحميد محمد، 38 سنة، من كوم حمادة – نزيف بالمخ، أبو بكر إبراهيم أبو بكر، 43 سنة، من كوم حمادة – اشتباه إصابة في العمود الفقري والضلوع، سامح محمد الرشيدي، 47 سنة، من كوم حمادة – اشتباه إصابة بالرأس والصدر.

 تم نقل المصابين الي مستشفي السادات لتلقي العلاج وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق

طباعة شارك انقلاب ميكروباص السادات مدير أمن المنوفية المنوفية المصابين

مقالات مشابهة

  • ترامب يفتح النار على ماسك: شركاته تعيش على الإعانات وكان سيغادر أمريكا والأخير يرد
  • جدل في الإعلام الإسرائيلي بشأن إعلان نتنياهو الانتصار على إيران
  • مصر تعلق على قرار تغيير اسم شارع "قاتل السادات" في طهران
  • لودي بعد الفوز على السيتي: جئنا من أجل المال؟ نعم لكننا ننتصر أيضًا!
  • الرئيس اليمني يقول إن لقاءاته بالأحزاب السياسية ليست منصة دعائية
  • عفت السادات: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الانهيار وأعادت بناء الدولة
  • رئيس النيابة الإدارية الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس السيسي
  • رئيس مجلس الدولة يؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس السيسي
  • رؤساء الهيئات القضائية الجدد يؤدون اليمين القانونية أمام الرئيس السيسي
  • بالأسماء .. 12 مصابا في انقلاب ميكروباص علي طريق الأكسدة بالمنوفية