طوفان الأقصى.. إسرائيل تخسر 120 مليون دولار يومياً
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
شنت المقاومة الفلسطينية هجوماً مسلحاً على عدة أهداف عسكرية ومدنية في إسرائيل أمس واليوم، استخدمت فيه صواريخ وطائرات مسيرة وعمليات استشهادية.
وأدى هذا الهجوم إلى مقتل وإصابة المئات من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، وتدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية في عدة مناطق.
وأعلنت المقاومة، أن الهجوم هو رد على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس، وأنه جزء من مقاومة شعب فلسطين للاحتلال.
وأثار هذا الهجوم ردود فعل دولية متباينة، حيث دانت بعض الدول والمنظمات الهجوم، وطالبت بضرورة التهدئة والحوار، بينما أبدت بعض الدول والحركات التضامن مع المقاومة والشعب الفلسطيني، واستنكرت العنف الإسرائيلي.
الأزمات الاقتصادية في إسرائيل
ويشهد اقتصاد إسرائيل نمواً مستقراً قبل اندلاع جائحة كورونا، حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.4% في عام 2019، ولكن مع تفشي الفيروس، تأثر اقتصاد إسرائيل سلباً بشكل كبير، حيث انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.4% في عام 2020.
وكانت أبرز التأثيرات سقوط الطلب المحلي والخارجي، وانخفاض الإيرادات من السياحة والصادرات، وزيادة معدلات البطالة والفقر، وتدهور الموازنة العامة للدولة، اضطرابات اجتماعية وسياسية.
وبالرغم من تطبيق إجراءات للحد من انتشار الفيروس، مثل فرض حظر التجوال والإغلاق العام وتوزيع المساعدات المالية والتحفيزات الضريبية، إلا أن اقتصاد إسرائيل لم يتمكن من تجاوز الأزمة بسرعة.
وفي عام 2021، شهد اقتصاد إسرائيل بعض التحسن مع بدء حملة التطعيم الواسعة، حيث توقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5%.
ولكن مع استمرار تفشي الفيروس وظهور سلالات جديدة، واجه اقتصاد إسرائيل مخاطر جديدة، مثل تراجع الثقة والاستثمار، وانخفاض الإنتاجية والابتكار، وزيادة الديون العامة والخاصة.
هجوم مفاجئ
وفي هذا السياق، جاء هجوم المقاومة الفلسطينية كصدمة إضافية لاقتصاد إسرائيل، حيث أدى إلى توقف النشاط الاقتصادي في عدة قطاعات، مثل التجارة والصناعة والزراعة والخدمات.
ووفقا لتقديرات مؤسسة "بلومبرغ"، فإن كل يوم من الهجوم يكلف اقتصاد إسرائيل نحو 120 مليون دولار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الهجوم يزيد من عبء الموازنة العامة للدولة، حيث تحتاج إسرائيل إلى زيادة الإنفاق على الدفاع والأمن والإغاثة، في حين تنخفض الإيرادات من الضرائب والرسوم.
وحسب تقديرات مؤسسة "ستاندرد آند بورز"، فإن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل قد تصل إلى 80% في عام 2021. وهذه النسبة تعتبر مرتفعة جداً مقارنة بالمعدل العالمي، وتشكل خطراً على استقرار المالية العامة للدولة.
الخسائر المالية في إسرائيل
بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية، فإن هجوم حماس أحدث خسائر مالية كبيرة لإسرائيل، سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد.
وحسب تقديرات مؤسسة "أكست" للاستشارات المالية، فإن قيمة الخسائر المالية التي تكبدتها إسرائيل جراء هذا الهجوم قد تصل إلى 10 مليارات دولار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل البنية التحتية الأزمات الاقتصادية الشعب الفلسطيني العدوان الإسرائيلي العنف الإسرائيلي المستوطنين الإسرائيليين المقاومة الفلسطينية الناتج المحلی الإجمالی اقتصاد إسرائیل فی إسرائیل فی عام
إقرأ أيضاً:
حزب الله وفـلسطين: وحــدة الدم والمصير
عبدالله علي صبري
يحتفل حزب الله هذه الأيام بالذكرى 25 لعيد المقاومة والتحرير، التي شهدت تحرير جنوب لبنان في 25 مايو / آيار 2000 من الاحتلال الصهيوني، وانسحاب قوات العدو دون قيد أو شرط، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. وقد أدت مفاعيل هذا النصر الاستراتيجي إلى تحرك الشعب الفلسطيني، واندلاع انتفاضة الأقصى التي استمرت لأكثر من أربع سنوات.
ومنذ انطلاقته في مطلع الثمانينيات، رسم حزب الله اللبناني لنفسه مسارًا سياسيًا وعسكريًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية، وجعل من تحرير القدس محورًا مركزيًا في برامجه وعلاقاته الخارجية. وعبر السيد الشهيد حسن نص.ر الله في خطاباته السياسية والدينية عن حالة تعبوية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة بمختلف فصائلها، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وكما شكل الحزب بمقاومته وبانتصاراته العسكرية على إسرائيل في 2000، و2006، حافزا كبيرا للمقاومة الفلسطينية في غزة منذ 2008، وإلى “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، فإن تشكل ما يعرف بمحور أو جبهة المقاومة، الذي اضطلع حزب الله بالدور الأكبر في بناء منظومته السياسية والجهادية، قد اتخذ من فلسطين والقدس البوصلة الجامعة لكل المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني على مستوى الأمة العربية والإسلامية، وعلى مستوى العالم.
لم يكتف حزب الله بتحرير الأراضي اللبنانية، بل قدم نفسه جزءا من مشروع أشمل يهدف إلى تحرير فلسطين، ومقاومة المشروع الصهيوني الأمريكي، بمختلف أبعاده وتجلياته، ما جعله حاضرا في معادلات الحرب والسلم، وفاعلاً في الاشتباك السياسي والثقافي مع المخططات الغربية والأمريكية، الداعمة لنفوذ إسرائيل وضمان أمنها وتفوقها على حساب العرب وفلسطين.
امتد نشاط حزب الله ومن خلال علاقاته بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، إلى دعم المقاومة الفلسطينية في غزة بالسلاح وبالخبرات القتالية، بالموازاة مع إشارات الدعم السياسي والمعنوي، وتنسيق العلاقات بين مختلف أطراف وجبهات المقاومة خارج لبنان، وخاصة في الساحتين اليمنية والعراقية. وأمكن للحزب وللسيد الشهيد نصر الله تجاوز الورقة الطائفية، التي عملت أمريكا وإسرائيل على تغذيتها وإذكائها منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وإبّان تدخل حزب الله في الأزمة السورية عام 2013.
وخلال الحروب الكبرى التي شنتها إسرائيل على غزة، لاسيما في أعوام 2008، 2012، 2014، ثم في معركة “سيف القدس” 2021 لم يقف حزب الله صامتاً أو متفرجاً، بل شجع وبارك انتصارات المقاومة، ووصل إلى حد التهديد بحرب إقليمية في الرد على الاعتداءات الصهيونية التي تطال المسجد الأقصى في الضفة الغربية. وبإعلان السيد عبدالملك الحوثي عن مباركته لهذه المعادلة، ودخول اليمن فيها، كانت “وحدة الساحات” قد أعلنت عن نفسها قبل أشهر من معركة طوفان الأقصى.
التزاما بمبدأ وحدة الساحات، ومن منطلق ديني وأخلاقي أعلن حزب الله في اليوم التالي مباشرة لطوفان الأقصى، الدخول في معركة إسناد غزة وإشغال العدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، وقدم في سبيل القضية الفلسطينية مئات الشهداء على طريق القدس، وكان على رأسهم الأمين العام السيد الأسمى حسن نص.ر الله رضوان الله عليه.
قدم الحزب أغلى ما يملك في سبيل فلسطين، وخط بدماء الشهداء وحدة الموقف والمصير مع غزة وأهلها ومقاومتها، وهو ما يعني أن حزب الله كان وسيبقى شريك النصر والتحرير في فلسطين المحتلة، وعاملا من عوامل زوال “بيت العنكبوت” كما يسميه نصرالله، الذي طالما بشر بنهايته الحتمية.
28-5-2025