عربي21:
2025-06-18@05:07:35 GMT

تداعيات عملية حماس على الصراع العربي الإسرائيلي

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

أظهرت عملية حماس الأخيرة القدرة المهنية العالية التي تتمتع بها، لإلحاق خسائر غير مسبوقة في الأرواح والبنية التحتية لإسرائيل منذ عام 1973، وأعادت الأمل لجيل فلسطيني فقد الأمل بقيادته، والمجتمع الدولي لتحقيق آماله الوطنية، فقرر أخذ الأمور بيده، وبتخطيط دقيق لم يعهد العالم العربي الكثير منه منذ أمد طويل.

كما أظهرت هذه العملية مدى الفشل الأمني الذريع التي منيت به إسرائيل، فبينما انشغل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والحكومة الإسرائيلية بشكل عام بالانتهاكات اليومية في الضفة الغربية في القدس وجنين وغيرها من مدن الضفة، جاء رد الفعل من غزة، التي من المفترض أنها تعيش ضمن حصار خانق ونظام أمني إسرائيلي لا يسمح لها بهذه الاختراقات، ومن قبل شبان ليس من المفترض أن يكونوا على هذا القدر من التدريب والانضباطية.
عدة أسئلة تطرحها هذه العملية وما بعدها للمجتمع الدولي، من المفيد التوقف عندها واستخلاص الدروس المناسبة، السؤال الأول يتعلق بدرجة الدهشة غير المفهومة التي أبداها هذا المجتمع من العملية. قد يكون حجم العملية وتوقيتها ومدى مهنيتها وفاعليتها مصدر دهشة للجميع، ولكن حصولها ينبغي أن لا يستغرب منه أحد. فبعد عقود من الحصار الخانق لفلسطينيي غزة، وغياب أي أفق سياسي يطرحه المجتمع الدولي ولسنوات طويلة، إضافة للغطرسة والعنصرية التي تبديها إسرائيل، خاصة من الحكومة الحالية، يجعل من المستغرب عدم حصول هذه العملية وليس العكس.
إسرائيل خسرت الكثير سواء من ناحية صورتها المتفوقة عسكريا، أو محاولتها القفز فوق الجانب الفلسطيني وإعطاء الانطباع بأن السلام ممكن في المنطقة، من دون الوصول إلى اتفاق معهم.

بعبارة أخرى، لا يستطيع المجتمع الدولي الاستمرار في تجاهل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم القومية والسياسية والإنسانية المشروعة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ثم يتوقع أن يبقى الجانب الفلسطيني قانعا خانعا. الحقيقة الساطعة اليوم، أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالاحتلال والعنصرية والأبرتهايد الإسرائيلي مع مرور الزمن، بل إنهم اليوم يثبتون أن عامل الزمن سيعمل لصالح تحقيق تطلعاتهم الوطنية والقومية وليس العكس. السؤال الثاني يتعلق بالاتفاقات الإبراهيمية. تثبت هذه العملية بوضوح أن تركيز المجتمع الدولي على هذه الاتفاقات، بما في ذلك المفاوضات السعودية الأمريكية لدخول السعودية هذه الاتفاقات، مع استمرار تجاهل جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الفلسطينيين لتطلعاتهم الوطنية، هي سياسة قاصرة لن يكتب لها النجاح. لقد أسقطت هذه العملية الحجة الإسرائيلية التي ينادي بها نتنياهو، صباح مساء، أن السلام مع الفلسطينيين ليس ضروريا ما دامت إسرائيل تستطيع التطبيع مع الدول العربية، من دون التوصل لحل مع الجانب الفلسطيني.

ماذا عن المستقبل؟ علّمنا الماضي أن أزمات الصراع العربي الإسرائيلي أدت إلى عمليات سياسية.. حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 أدت الى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، كما أن الانتفاضة الأولى وحرب الخليج الأولى، أدت إلى مؤتمر مدريد للسلام ثم أوسلو، لكن الظروف مختلفة اليوم. فالحكومة الإسرائيلية اليوم في ذروة تطرفها وعنصريتها، وليست في وارد أي مفاوضات جدية. أما السلطة الفلسطينية، فسيزداد ضعفها أمام ما قامت به حماس، ولن تستطيع ادعاء تمثيلها الحقيقي للشعب الفلسطيني. كما أن الولايات المتحدة منشغلة بالانتخابات الرئاسية، وليس في واردها إطلاق أي جهد سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال. نحن أمام حالة جديدة من الصراع، لا يشعر فيها الجيل الفلسطيني الجديد بأي أفق سياسي، ولذا فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو المزيد من العنف، تعبيرا عن حالة الإحباط الشديدة التي يشعر بها الفلسطينيون، من دون أن يؤدي ذلك إلى عملية سياسية في المدى القريب. أما في المدى البعيد، فإن البعد الديمغرافي سيفرض نفسه بشكل إيجابي لصالح الفلسطينيين.

لقد أثبتت عملية حماس الأخيرة أن التفوق العسكري الإسرائيلي لن يحسم الصراع، كما لن تحسمه كل الاتفاقيات العربية الموقعة مع إسرائيل. يفرض الفلسطينيون اليوم أنفسهم بشكل جلي، ما يؤشر إلى عدم إمكانية الرجوع إلى مرحلة ما قبل هذه العملية. قد ينجح نتنياهو اليوم في الحصول على دعم المعارضة الإسرائيلي مرحليا، ولكن إسرائيل خسرت الكثير سواء من ناحية صورتها المتفوقة عسكريا، أو من ناحية محاولة القفز فوق الجانب الفلسطيني وإعطاء الانطباع بأن السلام ممكن في المنطقة، من دون الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين.

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس التطبيع حماس تطبيع طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجانب الفلسطینی المجتمع الدولی هذه العملیة من دون

إقرأ أيضاً:

مع قصفها لإيران.. إسرائيل تحوّل حركة الفلسطينيين إلى معاناة يومية

رام الله- في بلدة بيت دجن شرقي مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية، شعر المسن الفلسطيني ثابت أبو ثابت بألم شديد في قدمه، وبعد فحصها في العيادة المحلية، شُخصت حالته بأنها بداية جلطة، وتم تحويله على وجه السرعة إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.

لكن "الأقرب" هنا ليس متاحا، فقد فصل الحاجز العسكري الإسرائيلي أبو ثابت عن مستشفى رفيديا بمدينة نابلس؛ فعقب الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران فجر الجمعة، فرضت سلطات الاحتلال إغلاقا مشددا على محافظات الضفة الغربية ومنعت التنقل ومرور المركبات، بما فيها سيارات الإسعاف عبر المئات من الحواجز والبوابات العسكرية.

اضطر أبو ثابت لمرافقة ابنه وحفيده بسيارتهم الخاصة نحو الحاجز العسكري على مدخل بلدة بيت فوريك المجاورة، على أمل السماح لهم بالمرور. وانتظر هناك لأكثر من 4 ساعات متواصلة، وأجرى خلالها اتصالات مع جهاز الارتباط الفلسطيني الذي ينسق العبور والحركة مع الجانب الإسرائيلي، بحكم حالته الصحية الحرجة، لكن دون جدوى.

يقول أبو ثابت (75 عاما) للجزيرة نت "حتى العلاج أصبح يحتاج إلى تنسيق أمني مع الاحتلال".

أخيرا، فتح الجنود الحاجز لوقت قصير، فاستطاع أبو ثابت العبور وتلقي العلاج، لكنه واجه رحلة معاناة مشابهة في طريق العودة، حيث هدد الجنود ابنه بإطلاق النار عليه عندما حاول شرح الحالة الصحية وتقديم التقارير الطبية.

لم يتمكنوا من العودة إلى البلدة، واضطروا للمبيت في نابلس، وفي اليوم التالي عاد أبو ثابت مجددا ليجرب "حظّه"، منتظرا أن يغير الجنود رأيهم ويفتحوا الحاجز لدقائق معدودة.

وقال "لستُ وحدي.. عشرات المرضى ينتظرون منذ الصباح على الحاجز، بعضهم ينقل على أسرة الطوارئ تحت البوابات الحديدية".

حاجز بيت فوريك واحد من عشرات الحواجز التي تصعّب حياة الفلسطينيين منذ طوفان الأقصى (الفرنسية) سجن كبير

حاجز بيت فوريك واحد من عشرات الحواجز التي أعادت إسرائيل تشديد الحركة عبرها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنها باتت أكثر صرامة بعد الهجوم على إيران والرد الإيراني على إسرائيل، حيث أضافت سلطات الاحتلال بوابات حديدية قبل وبعد الحاجز، ليجد نحو 25 ألف فلسطيني أنفسهم محاصرين داخل ما يشبه "سجنا كبيرا"، وفق وصف الأهالي.

إعلان

ويعَد أبو ثابت مثالا لمئات الفلسطينيين العالقين منذ أيام خارج بلداتهم، يقضون ساعات طويلة بانتظار فرصة للمرور، وقد أصبحوا رهائن لمزاج الجنود الإسرائيليين.

ومع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، فرض الاحتلال طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية، وأغلق الحواجز والبوابات العسكرية بشكل متزامن، فعُزلت التجمعات السكانية من بلدات وقرى ومدن بعضها عن بعض بالكامل، وفصلت المدن عن أحيائها وقراها ومخيماتها.

وبينما تُفتح بعض الحواجز لدقائق، فإنها تعود للإغلاق لساعات طويلة دون سابق إنذار.

خريطة إغلاق

يرى الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان سهيل خليلية، أن هذا الإغلاق ناتج عن "خطة مدروسة للسيطرة على الضفة في حالات الطوارئ". وقال للجزيرة نت إن عدد الحواجز المنتشرة في الضفة تجاوز 900 حاجز وبوابة عسكرية، بعد أن كان أقل من 600 قبل بدء الحرب على قطاع غزة.

وأضاف أن سلطات الاحتلال ركّبت العشرات من البوابات الحديدية عند مداخل التجمعات السكانية منذ مطلع العام الجاري، مما أتاح لها إغلاق الضفة الغربية بالكامل وشل حركة السكان في أي لحظة.

وزاد هذا التضييق -مع شحّ الإمدادات، لا سيما الوقود- من معاناة نحو 3 ملايين فلسطيني يسكنون الضفة الغربية، وأدى إلى شبه شلل في الحركة داخل هذه المناطق.

بلا ملاجئ

لا تقتصر القيود منذ بدء الهجوم على إيران على حركة فلسطينيي الضفة فقط، فقد باتوا يفتقرون لأية حماية في ظل تصاعد القصف والقصف المتبادل.

وأثارت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات حول غياب خطط الطوارئ، وغياب الأمن الغذائي، ودور السلطة الفلسطينية الذي اقتصر على إصدار تعليمات عبر رسائل قصيرة تتعلق بالإجراءات الوقائية خلال القصف.

وبحسب المتحدث باسم المجلس الأعلى للدفاع المدني نائل العزة، فإن الخطة تشمل تعليمات السلامة العامة وتفعيل المتطوعين، واستجابة سريعة للبلاغات، منها الحرائق والإصابات الخفيفة جراء سقوط شظايا صواريخ، خاصة من الاعتراضات التي تطلقها "القبة الحديدية" الإسرائيلية.

وعن غياب الملاجئ، أوضح العزة للجزيرة نت، أن الدفاع المدني يعمل ضمن خطة إستراتيجية طويلة الأمد لإنشاء الملاجئ، لكن في الوقت الراهن يتم توجيه السكان للتصرف وفق الإمكانات المتوفرة، والاحتماء في الطوابق الأرضية والابتعاد عن النوافذ، نظرا لطبيعة البناء المتين نسبيا في الأراضي الفلسطينية.

ومن جانبها، عقدت الحكومة الفلسطينية اجتماعا مع بداية الهجوم على إيران، وأعلنت توفر مخزون من السلع الأساسية يكفي لـ3 أشهر، وأكدت اتخاذ ترتيبات لضمان استمرارية الخدمات الأساسية من وقود وغاز ورعاية صحية.

لكن على الأرض، شهدت الضفة منذ اليوم الأول نقصا حادا في الوقود، وتزاحما كبيرا على المحطات، وسط تقارير عن عجز في التوريد، رغم تطمينات هيئة البترول الفلسطيني بأن الإمدادات متوفرة.

وانتقد المدير التنفيذي لمركز بيسان للبحوث والإنماء أُبَي عابودي، ما وصفه بـ"القصور الحكومي" في الاستجابة للظروف الاستثنائية. وقال للجزيرة نت "حتى الآن لم تعلن الحكومة حالة الطوارئ، ولم نشهد إجراءات فعلية على الأرض".

إعلان

وأضاف أن التعليمات التي أرسلت للمواطنين لا ترقى إلى مستوى مسؤوليات حكومة تواجه أزمة بهذا الحجم، مؤكدا أن ما يجري من إغلاق شامل للضفة هو تصعيد سياسي يستدعي تدخلا سياسيا لا يقتصر على التوجيهات والإرشادات.

أزمة وقود في الضفة منذ بدْء الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة (الفرنسية) احتفالات تغضب الاحتلال

ورغم أجواء التوتر، فإن سقوط الصواريخ الإيرانية على مدن إسرائيلية شكل مصدر بهجة لدى العديد من الفلسطينيين، خاصة بعد نحو عامين من الحرب الإسرائيلية على غزة.

بيد أن هذه الاحتفالات البسيطة أثارت غضب الاحتلال، الذي بدأ بحملات دهم واعتقال استهدفت من عبروا عن ابتهاجهم، خاصة عبر وسائل التواصل أو في الشوارع.

ففي بلدة عزون شمال الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال منذ اليوم الثاني للحرب أكثر من 400 منزل، واعتقلت عشرات الشبان، بعضهم أفرج عنه لاحقا.

وقال رئيس بلدية عزون، فضل حواري للجزيرة نت، إن الجنود أبلغوا الأهالي بأن البلدة "أكثر من احتفل بالصواريخ"، وأن المداهمات لن تتوقف إلا بانتهاء "مظاهر الفرح".

وبث ضباط إسرائيليون على مواقع التواصل صورا لمعتقلين فلسطينيين، مرفقة بتعليقات تؤكد استمرار الحملة ضد "كل من احتفل بما قامت به إيران".

مقالات مشابهة

  • نتيجة الحرب بين إسرائيل وإيران.. انخفاض في أعداد السفن التي تمر عبر مضيق هرمز
  • مندوب المملكة بالأمم المتحدة: الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني خرق فاضح لمبادئ القانون الدولي 
  • ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟
  • تداعيات المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية.. انخفاض حاد في السياحة الروسية إلى الإمارات
  • صحيفة فرنسية تفضح “إسرائيل”: الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في ظل غموض تام وتجاهل للقانون الدولي
  • مع قصفها لإيران.. إسرائيل تحوّل حركة الفلسطينيين إلى معاناة يومية
  • البنك العربي الأفريقي الدولي يقود حملة للتبرع بالدم بمشاركة جميع موظفيه
  • إبراهيم عيسى: الإعلام العربي يفتقر للتحليل العميق في الصراع الإيراني الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: الهجوم على مطار مشهد الإيراني أبعد ضربة منذ بداية العملية
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ أبعد ضربة منذ بداية العملية ضد إيران