بتجرد:
2025-06-20@03:54:26 GMT

رضا الباهي يصافح الجمهور التونسي بـ”جزيرة الغفران”

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

رضا الباهي يصافح الجمهور التونسي بـ”جزيرة الغفران”

متابعة بتجــرد: خرج الفيلم الروائي الطويل “جزيرة الغفران” للمخرج التونسي رضا الباهي أخيرا إلى قاعات العرض التونسية، وذلك بعد مرور ما يُقارب العام على عرضه العالمي الأول ومشاركته في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية.

ويتناول العمل السينمائي وهو من إنتاج تونسي لبناني قصة كاتب تونسي – إيطالي يدعى “آندريا” يقرّر العودة إلى جزيرة جربة بعد غياب استمر حوالي 60 عاما لنثر رماد جثة والدته عملا بوصيتها.

ويحاول”آندريا” في مسقط رأسه جزيرة الأحلام جربة إعادة تشكيل الصور والذكريات التي طبعت طفولته من خلال العلاقة مع سكان المدينة. ويستحضر الحادث الذي تعرض له والده “داريو” أثناء استخراج الإسفنج من البحر فيصبح عاجزا عن العمل، وكيف هبّ سكان الجزيرة على اختلاف معتقداتهم الدينية لمساعدته.

ويفرض الواقع الجديد على العائلة الانتقال إلى منزل جديد بعيد عن البحر وسط أهالي جربة حيث يتعرف “آندريا” أكثر على العادات والأفكار المحلية وكذلك الدين، وبينما يحاول بعض المتشددين استقطاب والده إلى الإسلام يتدخل المعتدلون ليعيدوه إلى أسرته مؤكدين أن “لا إكراه في الدين”.

ويشارك في بطولة الفيلم وهو من تأليف رضا الباهي وإخراجه كل من علي بنور، محمد السياري، باديس الباهي، محمد علي بن جمعة، كاتيا جريكو، باولا لافيتي، وبمشاركة خاصة من الممثلة كلاوديا كاردينالي.

وكتب الباهي تدوينة على صفحته بفيسبوك قال فيها “أنا لست نبيا ولكن أثناء تصوير لفيلمي “جزيرة الغفران” في جربة، أدركت أن التسامح والعيش المشترك سؤالين ملتهبين سيظلان يطرحان علينا… لذا لا تسألني مرة أخرى: لماذا صنعت هذا الفيلم الآن؟”.

ويبرز رضا الباهي في فيلمه الذي تم إنتاجه سنة 2022 التعايش والتسامح بين سكان الجزيرة رغم اختلاف جنسياتهم وأديانهم وثقافاتهم من خلال العودة إلى الماضي وتحديدا منتصف القرن العشرين، أي في بداية الخمسينات قُبيل استقلال تونس، ولذلك كان هذا الاستحضار للماضي منسجما مع التقنية السينمائية التي وظفها المخرج من حيث الصورة السينمائية وكذلك من حيث البنية الكلاسيكية للأحداث ولإيقاع الفيلم وصوت الراوي.

وينطلق الفيلم من مشهد في الزورق حيث يُرافق الطفل “آندريا” والده “داريو” في رحلة بحرية لاستخراج الإسفنج، تبدو الحياة بسيطة جدا ولكنها سعيدة أيضا، وعلاقات من الودّ والاحترام المتبادل تجمع سكان الجزيرة على اختلاف أديانهم وجنسياتهم (تونسيون، مالطيون، إيطاليون، فرنسيون…)، ثمّ يفاجئ المخرج المتفرّج بالعودة إلى زمن الحاضر حيث أصبح الطفل “آندريا” اليوم كهلا وقد أخذه الحنين إلى الماضي لزيارة جربة واستعادة الماضي، وهذا الماضي سيستحضره صوتا وصورة عبر تقنية “الفلاش باك” ليشارك الجمهور جزءًا مما تحتفظ به ذاكرته.

وبالغوص في سردية “جزيرة الغفران”، يلاحظ المشاهد العلاقات الاجتماعية والإنسانية السائدة على رقعة الجزيرة، فهي قائمة على الاحترام وعلى التعايش السلمي رغم الاختلاف، ولم تكن هناك ظروف تعكّرها.

وهذا الهدوء أبرزه الباهي أيضا في بعض المشاهد الجانبية مثل هدوء البحر وسكينة الحيّ، غير أن الأحداث سرعان ما تأخذ منعطفا جديدا ويتغيّر نسق الأحداث من الخطّي إلى التصاعد والتوتر، بعد أن أدخل المخرج شخصية جديدة إلى الفيلم هي “جاتانو” وهو أحد أفراد هذه العائلة المسيحية، وعنصر من المافيا الإيطالية عاد من مدينة نابولي لبيع ممتلكات العائلة.

وتنكشف في الفيلم أمور عديدة مع تقدّم الأحداث، منها العلاقة الغرامية لأم “آندريا” بعمه وسرّ العمّة “إلينا” التي أخفت الخطابات التي كانت تصل إليها عبر البريد إلى قراره بيع البيت والمساحة المحيطة به إلى رجل المافيا الإيطالي، ليحوّلها إلى مجمّع سياحي قبل أن يتبيّن لاحقا أن ملكية الأرض تعود إلى الفاتيكان.

وأراد المخرج إظهار التنوّع المجتمعي في جزيرة جربة والتأكيد على أن الاختلاف ليس بالضرورة خلافا، فجزيرة جربة اختلفت فيها الديانات واللغات بين التونسية والإيطالية والفرنسية، وقد أوجد بينها الباهي حدا كبيرا من التفاهم والانسجام.

ويبدو حنين رضا الباهي إلى الماضي وتحسره على تلك الفترة جليا في “جزيرة الغفران” التي مرر من خلالها مشاهد متنوعة من الحب والأمل والتمسّك بالأرض. وهذا الحنين أيضا دفعه ربما ليختار البناء الكلاسيكي لعناصر الفيلم وتوظيفها بإحكام في استحضار الماضي الجميل والهروب من الواقع.

وقال الباهي في تصريحات سابقة على هامش عرض فيلمه في 2022 بدار الأوبرا ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن الفكرة تراوده منذ حقبة التسعينيات لكنها أضحت أكثر إلحاحا في السنوات القليلة الماضية.

وأضاف أنه أراد من خلال بدء الأحداث في الحاضر ثم الرجوع للماضي أن يصنع نقلة زمنية يبرز من خلالها “تونس السمحة” وما وصل إليه الحال في تونس وغيرها من الدول خلال سنوات ما بعد الربيع العربي.

وعن مشاركة كلوديا كاردينالي بالفيلم قال المخرج إنها كانت في خياله منذ بدء الإعداد للعمل وعندما فاتحها في الأمر رحبت بدون تردد، مشيرا إلى أن دورها كان أكبر في الأحداث لولا كبر سنها وإرهاقها هما ما أجبراه على اختصاره.

وكانت كلوديا كردينالي التي تلعب دور الجدة “غوستينا” قالت “أحببت كثيرا السيناريو، يذكرني بطفولتي حيث كانت كل الطوائف الدينية تتشارك الأعياد”.

وأكدت على أنه من “مهم جدا طرح موضوع قبول الآخر سواء كان عربيا أو أوروبيا، مسيحيا أو يهوديا أو مسلما، فجميعنا واحد”، متابعة “التعددية الدينية عامل إثراء حضاري وليس مدعاة للصراع”.

وتمّ تقديم عرض فيلم “جزيرة الغفران” العالمي الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

main 2023-10-13 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: جزیرة الغفران رضا الباهی من خلال

إقرأ أيضاً:

ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟

#سواليف

اندلعت #نيران #ضخمة في #شعبة_الاستخبارات_العسكرية ” #جليلوت ” التابعة للاحتلال بعد #القصف_الإيراني على شمال ” #تل_أبيب ” صباح اليوم.

وأظهرت الصور استهداف #الصواريخ_الإيرانية لمقر لجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال المسؤول مع #الموساد عن #الاغتيالات وتوفير بنك الأهداف.

وتعيد قاعدة “جليلوت” المشهد إلى أشهر مضت، حيث صورتها #مسيرات_الهدهد التابعة لحزب الله وأعلن عن استهدافها عدة مرات خلال #الحرب على #لبنان وعقب اغتيال قائد قوة الرضوان الشهيد فؤاد شكر.

مقالات ذات صلة وزارة الدفاع الإيرانية: استخدمنا صاروخا لم تتمكن إسرائيل من رصده أو اعتراضه 2025/06/17

ما هي هذه القاعدة؟

تعتبر قاعدة “جليلوت” هدفا عالي القيمة إذ أنها #قاعدة_استخباراتية ترتكز على العمل في مجال جمع المعلومات وتحليل البيانات، وفيها مركز كبير للعمليات السيبرانية، وتعتبر مقر جهاز ” #الموساد ” الإسرائيلي وهي أيضا قاعدة الوحدة 8200 الاستخباراتية والتي تعتبر أقوى أذرع “الموساد”.

وتأتي أهمية هذا المنطقة أنها تقع على بعد 110 كيلومتر من الحدود اللبنانية داخل عمق الاحتلال، وتبعد عن تل أبيب 1500 متر فقط، وتكمن الأهمية الاستراتيجية لها بوجود قاعدة الموساد والوحدة 8200 التي تعمل في مجال الأمن السيبراني.

شبكة تجسس إيرانية جمعت معلوماتٍ عنها

في أكتوبر 2024، كشف موقع “والا” العبري تفاصيل عن سبعة مستوطنين قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، لوائح اتهام ضدهم بتهم التجسس لصالح إيران، أشار فيها إلى أن المستوطنين السبعة قدموا معلومات عن 60 موقعا عسكريا وعن محطة الكهرباء ومنشآت الطاقة ومواقع القبة الحديدية، والتواصل كان مع شخصين في روسيا وإيران وتبين أنهما عنصران في المخابرات الإيرانية.

وأضاف الموقع، في تقرير ترجمته “شبكة قدس” حينها، إن المستوطنين السبعة، قدموا معلومات عن قاعدة تدريب “جولاني” التي استهدفها حزب الله وأسفرت عن عشرات القتلى والإصابات، ومعلومات عن قاعدة “جليلوت” التي يتواجد فيها مقر الوحدة 8200، شمال “تل أبيب” وتم استهدافها عدة مرات خلال الحرب على لبنان.

وبحسب الموقع، فإن “عملاء إيران” قدموا معلومات وصوراً عن أماكن سقوط الصواريخ، بينما جرى اعتقال ثلاثة منهم لحظة إرسالهم لمعلومات وصور عن قواعد عسكرية إسرائيلية.، ومن بين المستوطنين السبعة، أب وابنه، بينما كان أحد المعتقلين جندياً سابقاً في جيش الاحتلال.

وقالت النياية العامة للاحتلال إن المستوطنين نفذوا مهام مختلفة منها جمع معلومات عن مواقع وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال منها قاعدة سلاح الجو في “نفاتيم” و”رمات دافيد” وكذلك مقر هيئة الأركان “الكرياه” ومواقع منظومة القبة الحديدية وغيرها.

ووصفت النيابة العامة للاحتلال هذه القضية بأنها من أخطر قضايا التجسس التي كشفت خلال الأعوام الماضية.

ثأر #حزب_الله

خلال الحرب على لبنان، استهدف حزب الله قاعدة “جليلوت”، أكثر من مرة، إحداها في عملية “يوم الأربعين” ضد #الاحتلال الإسرائيلي، انتقاما لاغتيال القائد فؤاد شكر.

واستهداف هذه القاعدة بشكل أساسي من حزب الله يأتي بسبب ارتباطها باغتيال القائد الكبير فؤاد شكر، كما أن الحزب اللبناني باختياره هذه القاعدة، سعى إلى إيضاح أنه يستطيع الوصول إلى أهم الأماكن والأهداف الإسرائيلية وقتما يشاء.

ونشر حزب الله سلسلة مقاطع مصورة لقواعد عسكرية في الأراضي المحتلة ضمن ما أسماه “ما رجع به الهدهد”، بعد اختراقه أجواء فلسطين المحتلة وتصويره مواقع حساسة للاحتلال بينها قاعدة “جليلوت”، رغم كثافة الدفاعات الجوية التي نصبها في هذه المناطق، وهو ما أثار غضباً واسعاً في أوساط صحفية وقادة سابقين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بسبب قدرة الحزب على اختراق وتصوير مناطق ذات أهمية استراتيجية.

مقالات مشابهة

  • “الزكاة والضريبة والجمارك” تدعو المنشآت إلى تقديم إقرارات ضريبة القيمة المضافة عن شهر مايو الماضي
  • زلزال بقوة 6.1 ريختر يضرب جزيرة هوكايدو اليابانية
  • في عيد ميلاده.. إفيهات أحمد مكي التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الشعبية
  • من نشوة القصف إلى فخ الاستنزاف.. كيف وقعت “إسرائيل” في فخ الحرب التي أرادتها؟
  • اليوم الثالث من تصحيح أوراق “البيام” ..هذه هي النقاط التي تحصل عليها التلاميذ
  • “عميل على ظهر صاروخ إلى تل أبيب”.. القصة الكاملة وراء الصورة التي أربكت مواقع التواصل
  • في ذكرى ميلاده.. إفيهات حسن حسني التي لا تُنسى ما زالت ترنّ في أذهان الجمهور
  • الدرعية تُدشّن “دار الدرعية للتجارب” في لندن لاستقطاب الجمهور العالمي
  • ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟
  • جزيرة سقطرى اليمنية.. الجنة البعيدة المليئة بالعجائب الطبيعية الخلابة (ترجمة خاصة)