«رواد النيل» تفتتح الدورة الثالثة من برنامج مسرعات الأعمال لشركات التكنولوجيا
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أعلنت مبادرة رواد النيل-احدى مبادرات البنك المركزي المصري وتنفذها جامعة النيل الاهلية بالتعاون مع عدد من البنوك والجهات عن إفتتاح الدورة الثالثة من برنامج مسرعات الأعمال للشركات الناشئة بالتعاون مع HSBC مصر والتي تركز على 4 مجالات هي التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الزراعية والتكنولوجيا الطبية وتكنولوجيا التعليم.
ويستمر البرنامج لمدة 6 أشهر، ويشارك فيها 9 شركات عاملة في مجالات التكنولوجيا المختلفة وستحصل الشركات الناشئة المشاركة على الاستشارات و التحليلات المتخصصة لتأهيلها لتوسيع أنشطتها وزيادة قدراتها التنافسية بالإضافة إلى كيفية الحصول على استثمارات لتمويل توسعاتها.
وأعربت الدكتورة هبة لبيب، المدير التنفيذي لمبادرة رواد النيل، عن سعادتها بافتتاح الدورة الثالثة من البرنامج المكثف لتسريع الأعمال المقدم من المبادرة ويرعاه بنك HSBC مصر، مشيرة إلى أن هذه الدورة تأتي بعد النجاح الكبير الذي تحقق خلال الدورتين السابقتين.
وأوضحت أن اختيار الشركات الناشئة المشاركة في الدورة تم بدقة فائقة، مع التركيز على الأفكار الواعدة التي ستسهم في تحقيق قفزة نوعية في قطاعات التكنولوجيا المختلفة، سواء في مجال التكنولوجيا المالية، أو التكنولوجيا الزراعية، أو التكنولوجيا الصحية، أو تكنولوجيا التعليم.
من جانبها..أكدت ياسمين فريد رئيس قطاع الأعمال و الشركات الصغيرة و المتوسطة ببنك HSBC مصر تطلعها لبدء الجولة الثالثة من مبادرة رواد النيل ، نظراً لما تستهدفه من دعم للاقتصاد الجديد في مصر، وما ستسهم به بعض الأفكار المشاركة في التوسع في مجالات التنمية المستدامة في مصر.
وأشارت إلى أن العديد من الشركات المشاركة في هذه الجولة تقدم حلولا و خدمات تتسم بالمرونة و القابلية للتنفيذ للأفراد و كذلك الشركات العاملين بقطاعات التكنولوجيا المالية و الزراعية و الصحة، بالإضافة إلى بعض القطاعات الحيوية الأخرى و التي لم يتم الاستغلال الأمثل بعد للحلول التكنولوجيا و الرقمية بها.
كما أكدت رئيس قطاع الأعمال و الشركات الصغيرة و المتوسطة ببنك HSBC مصر أن HSBC ملتزم بالمساعدة في قيادة عملية تحول الاقتصاد العالمي نحو الحياد الكربوني و دعم الحكومة المصرية لدفع مشاركة أكبر للقطاع الخاص نحو مشاريع مستدامة، وذلك كجزء من التزام البنك بإطلاق حلول مالية لدعم الإنتقال إلى مستقبل خالِ من الانبعاثات الكربونية.
من جانبه..قال المهندس محمد الكتاتني مدير برنامج مسرعات الأعمال بمبادرة رواد النيل إنه تم خلال هذه الدورة مراعاة العمل على زيادة حصول الشركات المشاركة على فرص للتشبيك مع المستثمرين، لاسيما بعدما انتهت الدورة السابقة بتخرج شركات نجحت في التوسع والنمو ووصلت قيمة مبيعاتها إلى أكثر من 134 مليون جنيه.
وأشار الكتاتني إلى أن تركيز هذه الدورة على التكنولوجيا المالية والزراعية والطبية والتعليم، يأتي نظرا لأنها تعد ركيزة أساسية في عملية التحول الرقمي والتي تعتبر توجها رئيسيا لمبادرة رواد النيل، مما يؤثر بشكل إيجابي في دعم الانشطة الاقتصادية المختلفة والمستهدفة من قبل الشركات المشاركة في هذه الدورة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مبادرة رواد النيل البنك المركزى المصرى جامعة النيل الأهلية التكنولوجيا المالية التکنولوجیا المالیة المشارکة فی رواد النیل الثالثة من هذه الدورة
إقرأ أيضاً:
صمتُ الذكرى في زمن الحرب.. حين ينسى الحاضر رواد الأمس
يونيو 23, 2025آخر تحديث: يونيو 23, 2025
سعد محمد الكعبي
مضت الأيام القليلة الماضية حاملةً معها ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي وعراقية، خاصة من ينتمون لمهنة المتاعب، عيد الصحافة العراقية, في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو الذي يُحيي ذكرى تأسيس أول صحيفة عراقية، الزوراء، كان يُفترض به أن يكون مناسبة للاحتفال بالفكر، والكلمة، ودور الصحافة في بناء الوعي. لكن للأسف، مرت هذه الذكرى بصمتٍ يكاد يكون مطبقًا، فلا احتفالات، ولا تكريم، ولا حتى إشارة تليق بمقامها.
السبب، كما هو الحال دائمًا في عراقنا، يعود إلى وطأة الظروف، فالحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد، لتغيب معها كل مظاهر البهجة والاحتفاء، وكأن قدر العراق أن يبقى رهينًا لصراعات لا تتوقف، حتى لتلك اللحظات التي تستدعي الفخر والاعتزاز.
لكن ما يؤلم أكثر من صمت الاحتفالات الرسمية، هو صمت الذاكرة الجماعية عن رواد الصحافة العراقية، أولئك الذين حملوا أمانة الكلمة في أوقات عصيبة، ولم يتوانوا عن أداء واجبهم حتى تحت قصف المدافع وطنين الصواريخ.
نتذكر جيدًا أيام عام 2003، حين كان العراق يئن تحت وطأة القصف العنيف. كانت مؤسساتنا الإعلامية، الإذاعة والتلفزيون، هدفًا مباشرًا للنيران. أجبرنا على النزوح، من مبنى إلى آخر، ومن موقع إلى آخر، في محاولة يائسة للاستمرار في إيصال الصوت والصورة للعالم ولشعبنا.
كان فندق المنصور ملجأنا الأول، ظننا أنه سيكون ملاذًا آمنًا لبعض الوقت، لكن سرعان ما طالته أيدي القصف، لم يكن أمامنا خيار سوى البحث عن مكان آخر، فانتقلنا إلى متنزه الزوراء، بين الأشجار والحدائق، علّنا نجد بعض الأمان والقدرة على العمل، لكن الأعين كانت ترصدنا، وسرعان ما انكشف موقعنا، ليصبح هدفًا آخر للنيران.
استمرت رحلة النزوح القاسية، لجأنا إلى أحد البيوت، وواصلنا عملنا وسط أجواء الخطر المستمر، كانت الصالحية تُقصف بوحشية، والأنباء تتوالى عن سقوط الضحايا، كل ذلك ونحن نُصر على أداء واجبنا، هيأت تحرير الاخبار، والاعلامين حاملين الكاميرات والميكروفونات بأيدي مرتعشة، وقلوب ثابتة. لم نكن نفكر في التكريم أو الشهرة، بل فقط في إيصال الحقيقة، ومواجهة الظلام بالضوء.
واليوم، نرى المشهد يتغير. الاحتفالات تُقام، والجوائز تُمنح، لكن لمن؟ للأجيال الجديدة من الصحفيين، الذين نبارك لهم مسيرتهم ونشد على أيديهم، ولكن هل يجوز أن يأتي هذا الاحتفاء على حساب نسيان رواد المهنة؟ نسيان من تحدوا الموت، وقدموا الغالي والنفيس، وتحملوا المشقة التي لا تُوصف لتبقى شعلة الصحافة متقدة في أحلك الظروف.
إن تكريم الصحفيين الرواد ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة للحفاظ على ذاكرة المهنة وقيمها الأصيلة. هو رسالة للأجيال القادمة بأن العطاء لا يُنسى، وأن التضحيات تُثمر، وأن الصحافة الحقيقية تبنى على أكتاف رجال ونساء آمنوا برسالتهم حتى الرمق الأخير.
لعل هذه الذكرى الصامتة تكون صرخة توقظ الضمائر، وتُعيد الحق لأصحابه. فالعراق اليوم بحاجة ماسة لروحه الأصيلة، وروحه الأصيلة تكمن في احترام تاريخه، وتقدير رجاله، وتذكر مناراته التي أضاءت الطريق في الظلمات.