انتقد محللون عسكريون وضباط سابقون في جيش الاحتلال تعجل حكومة بنيامين نتنياهو في شن اجتياح بري لقطاع غزة، وقالوا إن الجنود غير مدربين، وإن الأمر يتطلب وقتا.

وقال الجنرال يغال كرمون، وهو مستشار سابق لقضايا الحرب على الإرهاب، في مقابلة مع القناة 13، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنشأت بناء عسكريا تحت الأرض وهي الآن بانتظار دخول الإسرائيليين، وهي تقول ذلك.

ووصف كرمون إدخال الجيش الإسرائيلي إلى غزة في هذا الوقت بـ"الإثم"، وقال إنه أمر "ممنوع"، مؤكدا أن الجنود غير مدربين، وأن على الجيش الحصول على ما يكفيه من الوقت لأنه حتى الآن لا يملك معلومات عن الميدان.

وقال كرمون إنه من غير الممكن إدارة جيش بهذه الطريقة، ونصح "كل الأبطال الذين يطالبون بدخول غزة بالكف عن هذا الأمر".

ويرى كرمون أن على الجيش حاليا مضاعفة القصف على قطاع غزة وإذا لم يتوقف "المخربون" بعد استنفاد إسرائيل كل ما لديها، فيجب عندها تحويل غزة إلى حديقة خراب، حسب تعبيره.

وقال الجنرال السابق "إن غزة لن تهرب، والمخربين تحت الأرض ولن يهربوا، بالتالي يجب ألا نتسرع ويمكننا فعل هذا (التوغل البري) بعد شهرين".

أما المحلل السياسي أمنون أفراموفتش، فوجه انتقادات حادة إلى رئيس الحكومة ووصفه بالمخادع، قائلا إنه لا يريد تحمل مسؤولية الفشل الذي حدث.

وفي لقاء على القناة 12، قال أفراموفتش إنه كان يتوقع أن يظهر نتنياهو مساء يوم السبت (يوم عملية طوفان الأقصى) ليلقي تصريحا دراماتيكيا عن الحرب أو أن يقول إنه ليس الشخص المناسب ويقدم استقالته، لكنه على العكس من ذلك خرج ليلقي بالمسؤولية على الآخرين.

ووصف المحلل السياسي ظهور نتنياهو بعيد اقتحام مقاتلي المقاومة لمستوطنات ومواقع للجيش الإسرائيلي في منطقة غلاف غزة، بأنه "خداع ونقض للأمانة في ظروف حزينة".

ولم يقف أفراموفتش عند ذلك، لكنه انتقد أيضا امتداح نتنياهو لكل من عادوا من الخارج أو ألغوا سفرهم وهم في منتصف الطريق لكي يلتحقوا بالجيش، قائلا "لماذا لم يعد ابنك يائير من أجل التطوع ولن أقول من أجل الحرب".

الأمر نفسه أيضا ذهب إليه جنرال الاحتياط نيعم تيفون القائد السابق للفيلق الشمالي، قائلا إن القيادة تحتاج إلى ثقة وإلى إبداء المسؤولية، مشيرا إلى وقوع فشل وقتلى إسرائيليين أكثر من كل الذين قتلوا خلال الأحداث التي وقعت منذ قيام إسرائيل.

وفي مداخلة مع القناة 12، أكد تيفون أن عدم خروج نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وبقية وزراء الحكومة بتحمل الفشل الذي حدث هو أمر يناقض القيادة تماما، حسب قوله.

وقال تيفون إن أولئك الذين سيرسلون الجنود للمعركة بعد قليل يجب عليهم معرفة أن هذا الأمر يعتمد على الثقة، وأن القيادة مسيطرة على نفسها، وليست منشغلة طوال الوقت بمعارك السياسة بدلا من الانشغال بالحرب.

وختم تيفون بالقول إنه يتوقع من نتنياهو وبقية الوزراء تحمل مسؤولية الفشل، لأن هذا سيزيد الثقة في أوساط الشعب، حسب تعبيره.

وفي السياق نفسه، قال المحلل العسكري ألون بن دافيد على القناة 13 إن إسرائيل ذاهبة إلى معركة طويلة وبطيئة، لأن الاجتياح القريب يستهدف إبادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسب ما هو معلن.

وبالتالي، يضيف بن دافيد، فإن الأمر يتطلب تدمير كل ما هو تحت الأرض فعليا وليس فقط رجال حماس المتحصنين هناك، وهذه عملية بطيئة جدا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

سياسة ترامب تقصي نتنياهو.. كلمة السر "صفقة"

خلال رحلته الخارجية عقب توليه المنصب، يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة 3 دول في منطقة الشرق الأوسط هي المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، دون التوقف في القدس.

وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، فمن بدء محادثات نووية مع إيران إلى محاولة التفاوض مع حركة حماس دون علم إسرائيل، عمل ترامب على تقليص دور نتنياهو بشكل متزايد، مما أثار القلق في دولة كانت معتادة على أن تُستشار من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة.

وساد في إسرائيل الحديث عن المزيد من التوترات بين الرئيس الأميركي وإسرائيل، بعد أن قال ترامب إنه توصل إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن خفّضت من هجماتهم على السفن الأميركية، ولكنها لم تشمل إسرائيل.

كما جرى إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألسكندر بعد محادثات مباشرة بين حركة حماس ومسؤولين أميركيين.

والآن، يتساءل العديد من الإسرائيليين ما إذا كانت إسرائيل ستكون الحليف الأميركي التالي الذي يتم استبعاده من قبل رئيس كانوا يعتقدون قبل أشهر فقط أنه الأكثر دعما لإسرائيل في التاريخ.

وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن: "إنه أمر مقلق".

ووصف شالوم ليبنر، المستشار السابق لنتنياهو، الأجواء السائدة في القدس بـ"ذعر تام".

وأشار دينيس روس، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية الذي شغل منصب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط تحت إدارات ديمقراطية وجمهورية، إلى أن المخاوف الإسرائيلية بشأن مفاوضات ترامب مع إيران وتهديدات أخرى لإسرائيل "لا يتم أخذها بعين الاعتبار، أو إذا تم أخذها، يتم تجاهلها".

وأوضح روس قائلاً: "ما نراه هو أن الرئيس ترامب لديه فكرة عما هو في مصلحتنا، وهذا يأتي أولاً. هو يحدد طبيعة مصالحنا في الخارج ليس من خلال سياق جيوسياسي أو أمني، بل من خلال إطار اقتصادي ومالي وتجاري. أعتقد أن الرئيس ترامب قد يكون لديه وجهة نظر مفادها، نحن نقدم لهم 4 مليارات دولار سنويًا كمساعدات عسكرية، ونقوم بالكثير لدعم الإسرائيليين".

وقبل أيام دافع السفير الأميركي الجديد في إسرائيل، مايك هكابي، عن الإدارة ضد الادعاءات بأنها تتجاهل المخاوف الإسرائيلية، وأوضح في مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية أن "الولايات المتحدة ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين.

وفي اليوم التالي، قام هكابي بنشر تعليق عبر حسابه على "إكس" (تويتر سابقًا)، حيث وصف التقارير الإعلامية التي اقترحت أن ترامب ونتنياهو "لا يتفقان" بأنها "متهورة وغير مسؤولة".

الآمال نضبت بسرعة

اليوم في إسرائيل، تمثل المخاوف المتزايدة انقلابا حادا عن الأجواء التي سادت في نوفمبر الماضي عندما احتفل الكثيرون بانتخاب ترامب، إذ وصف نتنياهو فوز ترامب بأنه "أعظم عودة في التاريخ".

كما رأى الوزراء في حكومته اليمينية المتطرفة ضوءا أخضر للتوسع الاستيطاني، حيث دعوا فورا إلى ضم الضفة الغربية المحتلة، وكذلك التصعيد في الحرب وفتح مستوطنات جديدة في غزة.

لكن المزاج بدأ يتغير حتى قبل تنصيب ترامب، ففي السر، كان بعض حلفاء نتنياهو يشتكون من مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي ضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق هدنة مع حماس.

وبدأ آخرون في الخوف من أن تفضيلات ترامب للتوصل إلى صفقات قد تمنع شن هجوم عسكري على إيران أو تؤدي إلى اتفاق نووي يسمح لإيران بالحفاظ على بعض قدرات تخصيب اليورانيوم.

في المكتب البيضاوي في إبريل، أعلن ترامب أمام نتنياهو والصحافة أن الولايات المتحدة ستجري محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

بدت ملامح نتنياهو متوترة حينها، حيث كان قد طالب القادة الأميركيين طوال أكثر من عقد من الزمن باستخدام القوة العسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية.

كما تمت إزالة مستشار الأمن القومي السابق، مايكل والتز، من منصبه بعد أن بدا أنه قد تواصل بشكل مكثف مع نتنياهو بشأن الخيارات العسكرية ضد إيران، مما أثار غضب ترامب، كما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" هذا الشهر.

إنكار حلفاء نتنياهو

من جانبهم، قلل حلفاء نتنياهو من وجود أي فجوة بين الزعماء الأميركيين والإسرائيليين.

وقال أحد أعضاء حزب الليكود التابع لنتنياهو إن المخاوف في إسرائيل كانت ببساطة نتيجة لتوقعات غير متطابقة.

مستشار إسرائيلي آخر أشاد بترامب لتقديمه الذخائر الثقيلة للجيش الإسرائيلي، وأشار إلى أنه في الوقت الذي كان فيه مسؤولو إدارة بايدن يضغطون على إسرائيل للسماح بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لم تطلب إدارة ترامب مثل هذه الطلبات خلال الأشهر الأولى من ولايته.

ومع ذلك، حتى تصور فقدان نتنياهو لدعمه من ترامب قد يؤثر سلبًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي المخضرم الذي بنى صورته العامة على قدرته في التنقل في السياسة الأميركية والتأثير فيها أفضل من أي من منافسيه المحليين.

خلال الانتخابات البرلمانية الشرسة في عام 2019، نشر نتنياهو لافتة ضخمة على الطريق السريع الرئيسي في تل أبيب يظهر فيها وهو يصافح ترامب فوق عبارة "نتنياهو، في مستوى مختلف".

لكن بعد عام، أغضب نتنياهو ترامب عندما أعلن أنه سيضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، مما ساهم في انهيار خطة السلام في الشرق الأوسط التي وصفها ترامب بأنها "صفقة القرن".

كما أغضب نتنياهو ترامب أكثر عندما هنأ بايدن بفوزه في الانتخابات بينما كان ترامب ينازع لحصد النتائج.

للمعارضين رأي آخر

في الأيام الأخيرة، استغل معارضو نتنياهو هذه اللحظة لتوجيه الانتقادات إلى طريقة تعامله مع العلاقات الأميركية.

إذ وصف زعيم المعارضة يائير لابيد، المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس بشأن الرهائن بأنها "فشل دبلوماسي مخزٍ" من نتنياهو، وقال إن "مسؤولية عودتهم تقع على عاتق الحكومة".

وقال يائير غولان، زعيم الحزب اليساري، "الأميركيون يتقدمون في صفقة مع السعوديين، ويتقدمون في صفقة مع إيران، ويتقدمون في خطة إقليمية جديدة بمليارات الدولارات، لكنهم يتجاهلون نتنياهو وإسرائيل".

وقال أورين، السفير الإسرائيلي السابق، إن العديد في إسرائيل ينسون أن ترامب "ليس من محبي المستوطنات؛ كان ضد ضم الضفة الغربية وكان يدعم خطة الدولتين" خلال فترته الأولى.

وأضاف أورين: "بعض أصوات المؤيدين لإسرائيل الأكثر تأثيرا لم تعد في البيت الأبيض. دعونا نكن واقعيين".

مقالات مشابهة

  • أزمة دبلوماسية متصاعدة.. نتنياهو يشن هجوما حادا على ماكرون
  • ماكرون يصف ما تفعله حكومة بنيامين نتنياهو في غزة بـ” المخزي والعار”
  • الجيش الأمريكي يستبدل قاذفات من طراز بي-2
  • نتنياهو: الجيش سيدخل قطاع غزة بكل قوته في الأيام المقبلة
  • ‏نتنياهو: الجيش سيدخل قطاع غزة بكل قوته في الأيام المقبلة
  • قرار من الجيش الأميركي بشأن "القاذفة الشبح"
  • سياسة ترامب تقصي نتنياهو.. كلمة السر "صفقة"
  • مدربا العروبة والهلال: الفريقان حققا أداء جيدًا
  • محللون إسرائيليون: تفاهم حركة حماس وواشنطن ضربة لحكومة نتنياهو
  • الجيش الإسرائيلي يوقف إطلاق النار بغزة لاستلام الأسير عيدان ألكسندر