وزير الخارجية الإيراني من السعودية: المنطقة على برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
أكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم ، أنّ منطقة الشرق الأوسط “على برميل بارود، من الممكن أن ينفجر، وتخرج الأمور عن السيطرة في أيّ لحظة”.
وقال أمير عبد اللهيان، خلال تصريحٍ له قبيل مغادرته مدينة جدّة السعودية، إنّ الجميع “قلقٌ من انتشار الحرب”، مضيفاً أنّ الوضع الحالي الذي تشهده المنطقة يؤكد أنّ “الحرب يمكن أن تحدث في أيّ لحظة”.
وقال وزير الخارجية الإيراني إنّ من المثير للسخرية أن يقوم رئيس الولايات المتحدة الأميركية، جو بايدن، بالتغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة، من خلال إرساله 20 شاحنة محمَّلة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأمل أمير عبد اللهيان أن تنتهي جرائم الحرب ضد سكّان غزّة في أقربٍ وقتٍ ممكن.
وفي وقتٍ سابق، أكّد أمير عبد اللهيان ضرورة أن تتوقّف فوراً جرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة، مشدداً على أنّ وقت الحلول السياسية يوشك أن ينفد، واحتمال توسّع الحرب إلى جبهات أخرى يقترب إلى مرحلةٍ لا مفرّ منها.
واليوم، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حسابه في منصة “أكس”، إنّ طهران تنتظر من الحكومة المصرية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد دول التعاون الإسلامي فتح معبر رفح في أسرع وقتٍ ممكن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكّد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، اليوم، أنّ صبر الشعوب وقوى المقاومة “سينفد إذا استمرت وحشية الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفاً أنّه “لن يتمكّن أحد من الوقوف في وجه الشعوب المسلمة وقوى المقاومة إذا ضاق صبرها من وحشية الاحتلال”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أمیر عبد اللهیان
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإيراني في القاهرة.. ماذا يعمل عباس؟!
عندما تنشر هذه السطور، يكون وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد حل على القاهرة على الرحب والسعة، بدعوة كريمة من نظيره المصري، وذلك للتشاور حول أبرز التطورات في المنطقة، فما هي أبرز التطورات التي دعت الوزير بدر عبد العاطي لدعوة نظيره عباس؟!
بحث أبرز التطورات في المنطقة، والعلاقات الثانية بين البلدين، هي أكليشيهات تلحق بأخبار بمثل هذه الزيارات، فالقاهرة ليست وسيطا في المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وعلمها بما دار فيها لن يقدم في الأمر ولن يؤخر، فهي تأتي في وقت تبدو فيه مصر في عزلة، فما كان للرئيس الأمريكي أن يبدأ -في الظروف العادية- زيارته للمنطقة إلا من القاهرة، فإذا كانت الظروف قد حكمت بأن تكون البداية من الرياض، فكان ينبغي حضور القمة، كما حضر الرئيس السوري، أو على أقل تقدير عبر الشاشة مثل الرئيس التركي!
تبدو العلاقات المصرية الأمريكية فاترة، وجانب من هذا الفتور يعود إلى رفض العاصمة المصرية لسياسة التهجير ورفض إملاءات ترامب، وهو أمر يحسب للإدارة المصرية، وحتى وإن تصرفت من منطلق "المصلحة" الخاصة بها، فضلا عن أن واشنطن رفضت طلبا للقاهرة بأن تكون الوساطة على مستوى الحرب على غزة اختصاصا أصيلا لمصر، حيث أصرت واشنطن على المفاوض القطري. ولكن مهما حدث، فما كان ينبغي للرئيس الأمريكي أن يتجاوز القاهرة، إلا إذا شعر أنه لم تعد هناك حاجة لها، على النحو الذي يؤكد أن السلطة المصرية قد تستبعد من زعامة عملية إعمار غزة، وقد لا يكون معبر رفح هو المعبر المناسب لإدخال المساعدات الغذائية ومواد الإعمار للقطاع، إذا استمر الفتور في العلاقات على النحو الحاصل الآن!
ورقة معبر رفح:
والنفوذ المصري على قطاع غزة، من خلال التحكم في بوابة الخروج والدخول، هو ما بقي من دور للقاهرة، وهو الذي جعل الرئيس الأمريكي السابق بايدن يتراجع عن وعده في فترة الدعاية الانتخابية بعدم التواصل مع الرئيس المصري إلا إذا حدث تطور في ملف حقوق الإنسان، فكانت الحرب على غزة، وكان الاتصال من جانبه بدون قيد أو شرط طلبا للوساطة والتدخل!
والآن يبدو أن هذا الملف وحده لن يستمر في خلق مكانة لمصر، ليس فقط لأنه الرئيس الأمريكي الجديد ولأسباب تخصه في المقام الأول جاد في وقف الحرب، فبجانب هذا فقد كانت المفاوضات المباشرة مع حركة حماس، وهو تطور جديد لم يكن في الحسبان، فماذا بقي للدور المصري الرائد في ملفات الإقليم، وما يسمى بالنفوذ الأبوي على دول المنطقة؟ وبدا الدور في تراجع منذ تموز/ يوليو 2013، لكن كانت هناك محاولة من الدول النافذة لإسقاط الثورة، وما أنتجته من آثار مقلقة على المنطقة، فكان الدعم والتأييد الواسع، ودُفعت مبالغ طائلة لهذه المهمة، لم يستفد منها الاقتصاد المصري، ولم يعتبرها نقطة انطلاق، لكنها ضاعت في بحر الرمال المتحركة، ولا يمكن لبلد كبير مثل مصر أن يعيش عالة على الغير، فإن كان غيره يملك فلديه أولوياته في الإنفاق التي يحددها هو!
وبدا الحكم السعودي وقد ملّ من طريقة التعامل هذه، فحتى جزيرتا تيران وصنافير لم يتم تسليمهما، وهو امتناع لا يستند على أساس قانوني، فقد تمت تصفية الأساس القانوني لإثبات مصريتهما بأحكام قضائية معيبة، وبقرار من البرلمان، وهم الآن يخوضون مناورة لا أكثر بقيام محامين برفع دعوى قضائية أمام القضاء الإداري؛ الهدف منها هو حرق الوقت بجلسة وراء جلسة، ومذكرات ومرافعات، لينتهي الحكم في الأخير إلى رفض الدعوى لسابقة الفصل فيها!
إعادة فهم الخليج الجديد:
ومثل هذه الممارسات لا يتقبلها الجانب الخليجي، ومصر بحاجة إلى أن تفهم الخليج الجديد من خلال قياداته الشابة، التي لا تتقبل ما كان يقبله الجيل الوالد، لأن الأخير كان ضعيفا تجاه مصر، فإما أنه درس في جامعاتها، أو تعلم على أيدي معلمين مصريين، وكانت مصر هي قبلته السياحية الأولى وربما الوحيدة، لكن الجيل الجديد مختلف، و"إذا كبر ابنك خاويه"، أي اتخذه أخا لك، كما يقول المثل المصري، ولا يجب أن تترك العلاقات للذباب الإلكتروني يفجر في الخصومة، ويقلب في صفحات التاريخ، ويستدعي موقفا من هنا وآخر من هناك، فالمحمل، وكسوة الكعبة، والأوقاف المصرية الخاصة بالحرمين، كانت باعتبار مصر جزءا من أمتها الإسلامية، ولم تر بأسا -لكونها كذلك- أن تكون تابعة لخلافة مركزها خارجها، وأن يحكمها ألباني، ثم يكون هذا منّا يتبعه أذى ممن يؤكدون على عدم عروبة مصر وأنها فرعونية، فالفراعنة لم يرسلوا كسوة الكعبة المشرفة!
وعندما تولى الرئيس مبارك الحكم، كانت علاقة مصر مقطوعة بأكثر الدول العربية من جراء سفر السادات لإسرائيل، واعتقاده أنه لم يعد بحاجة إلى العرب، وأن علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية تكفيه، ولم يدرك المشكلة إلا في شهور حكمه الأخيرة، وبدت واشنطن كما لو كانت أعطته ظهرها فعاد من هناك مغاضبا، فكان مبارك حريصا على المصالحة العربية، حتى مع العقيد القذافي الذي كان يصفه مبارك قبل قليل بأنه غريب الأطوار، وكتب موسى صبري رسائله إلى القادة العرب بأن مصر تريد فتح صفحة جديدة، ومكّن بعض السياسيين وإن انتموا للمعارضة باستغلال علاقتهم بالدول والقيام بالوساطة، كما فعل نائب رئيس حزب العمل الاشتراكي السابق أحمد مجاهد في تقريب وجهات النظر مع العقيد الليبي!
إن أزمتنا مع مبارك في أنه تخلى عن الدور القيادي لمصر لصالح السعودية، وكانت لديه بقايا من طبع أهل القرى فأمكنه من أن يمد جسور الثقة والمودة مع القادة السعوديين، وكنا نعلم في الصحافة المصرية أنه قد يتهاون في أي نقد إلا إذا كان هذا النقد موجها للمملكة، فقام بحل حزب، وتم وقف إصدار جريدة، وصودرت كتب مترجمة تسللت من الخارج، وهي الحماية التي أسبغها على نظام صدام حسين أيضا، إلى أن حصل غزو الكويت فرفعت هذه الحماية عنه، وجرت استباحته تماما.
عمارة والعشماوي والشرق الأوسط:
وفي هذا الصدد أذكر أن جريدة "الشرق السعودية" نشرت مقالات مسلسلة للدكتور محمد عمارة (تحولت لكتاب) يهاجم فيها المستشار محمد سعيد العشماوي، الذي قال لي إنه اتصل بالرئيس مبارك ليضعه في الصورة، وأنه مضطر للرد، لكن الرئيس طلب منه ألا يفعل وأن يمهله بعض البعض، وإذ كنت عنده في منزله بالزمالك، وكان المصعد لا يعمل، فقد اضطررت للصعود على الأقدام للدور السادس، ليخبرني أن أحد الأخوين حافظ (لا أتذكر أيهما) القائمين على الصحيفة جاء بالأمس وصعد مثلي على "السلالم"، وأنه قدم له الاعتذار المناسب متعللا بأن النشر تم وهو في الخارج، وبالفعل تم وقف نشر السلسلة!
كانت هذه العلاقة تدهشني، لا سيما أن تصل المبالغة حد أن الرئيس يتدخل بنفسه في موضوع منشور، كل ما هنالك لأن الرد قد يؤذي المملكة ولو من بعيد، وسألت العشماوي عن تفسيره لهذه المبالغة في إرضاء السعوديين، فقال لي إنه سأل الرئيس وإنه أجابه:
إننا لو احتجنا لدولار وطلبناه من الأمريكان فسوف يناقشون الأمر في الكونجرس، ويفضحوننا، وفي النهاية قد يرفض الكونجرس الطلب، أما هؤلاء، يقصد السعوديين، فما نطلبه منهم لسد عجز ما يدفعونه بدون إعلان وعن طيب خاطر!
وعندما ألغى مبارك العقوبات السالبة للحريات في قضايا النشر في عام 2004، ترك استثناء هنا خاصا بمقامه في "تهمة إهانة رئيس الجمهورية"، بجانب موضوع آخر هو "إهانة ممثل لدولة أجنبية"، وقال نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد إن المقصود بهذا النص هو حماية قيادات المملكة العربية السعودية، ولدينا استعداد للاتفاق مع الرئاسة على إلغاء هذا النص، مع "التعهد" بعدم نقد القوم!
ومثلي لا يوافق على كل هذه الامتيازات، كما لا أوافق على التبعية، لكن أن يتطور الأمر إلى تلاسن الذباب بكلام قد لا يوغر صدور السعوديين وحدهم، فهذا هو المرفوض!
ومهما يكن، فالشاهد أن العلاقة بين البلدين ليست على ما يرام، وأخطر ما في ذلك أن عنوانا للمنطقة يظهر (للدقة عناوين)، بينما مصر ليست ضمن الحسابات الجديدة، وكأننا نشهد خروجا من الجغرافيا غير مسبوق حتى في فترة القطيعة المصرية مع الإقليم في عهد الرئيس السادات. فماذا بقي لمصر الحالية من أوراق تأثير في المنطقة؟!
حضور الوزير الإيراني:
في محاولة الخروج من هذه الشرنقة، تأتي دعوة وزير الخارجية الإيراني لزيارة القاهرة، وقد كنت من المتحمسين بعد الثورة لإقامة علاقات مع طهران، واستنكرت على الرئيس محمد مرسي أن يكمل دور مبارك بهذا الصدد، لكن هذا كان وإيران رقم صحيح في المنطقة، ومع دول عربية تخشى نجاح الثورة، وتنوع العلاقات مطلوب في العلاقات الدولية، وهذه علاقة كان يمكن أن توفر لمصر بديلا آأمنا في المردود المالي السريع، من خلال مشروع سياحة المقدسات الإسلامية، لكن الإخوان لديهم ضعف فطري مع السعوديين مهما ما حدث منهم!
مع هذه العزلة، كانت دعوة وزير الخارجية المصري لنظيره الإيراني لزيارة مصر، فماذا بقي من إيران، حتى لو كان التقارب مجرد مناورة، لدعوتها كما كانت صاحبة نفوذ، وهي لم تعد تمثل خطرا على الخليج يستدعي قلقا من التقارب المصري الإيراني، فالتقارب حدث من الجانب السعودي
في بداية التسعينات وعندما هاجم الأمير نايف وزير الداخلية السعودي الإخوان ولأول مرة، سألت المستشار المأمون الهضيبي الرد الصحفي على ذلك، وأدهشني وهو يقول: "زي بعضه"!..
- كيف زي بعضه وهو يقول عنكم كيت وكيت؟
- برضه زي بعضه!
وعلمت بعد ذلك أن الهضيبي نفسه سبق له العمل مستشارا بمكتب الأمير نايف وغيره من القيادات التي لم تجد نفسها مطالبة بالرد!
ومع هذه العزلة، كانت دعوة وزير الخارجية المصري لنظيره الإيراني لزيارة مصر، فماذا بقي من إيران، حتى لو كان التقارب مجرد مناورة، لدعوتها كما كانت صاحبة نفوذ، وهي لم تعد تمثل خطرا على الخليج يستدعي قلقا من التقارب المصري الإيراني، فالتقارب حدث من الجانب السعودي، ورئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية حرص على التصريح بأن الزيارة للعاصمة المصرية تأتي في سياق جولة قام بها الوزير عباس عراقجي مؤخرا للسعودية وقطر والإمارات؟!
ولا أدري حدود هذه المناورة، وهل تصل لدرجة المغامرة. وبعيدا عن علاقته المتميزة بالسعودية، فقد كان لدى مبارك دافع لعدم التقارب مع إيران، وقد روى لي رئيس حزب الأحرار مصطفى كامل مراد، أنه قال لمبارك إنه لا يصح أن تكون إيران دولة كبيرة وبينها وبين مصر قطيعة، وأنه يقترح عليه أن يقوم رؤساء أحزاب المعارضة بزيارة طهران، فأخبره أن الأمريكان سيغضبون لذلك، فلما وجد له مخرجا بأن يقول لهم هذه أحزاب معارضة، ولا سلطان لك عليهم، كان جواب الرئيس مبارك: إنه يعرفون البئر وغطاه!
ولدى القاهرة سابقة بالمناورة بعلاقات متميزة مع روسيا، وهنا كان هتاف الصحف: مصر تتجه شرقا، لأنها خطوة ذكرتهم "بعظم التربة" وزمن الزعيم الخالد، لكن لم يكن أمامها إلا التوقف عن هذا النشاط!
هل يدرك أهل الحكم في مصر أنه حتى مع المفاوضات الأمريكية المباشرة مع إيران تظل العلاقة الطبيعية لإيران مع القاهرة خطا أحمرا؟
المضطر يركب الصعب، وهناك مناورة عن حلف جديد يضم مصر، والأردن، والعراق، وبعض الدول الأخرى، لكن ما هي قيمته إن لم يمكن له تأثير على المصالح الغربية في المنطقة؟!
أخشى أن يكون لعبا في الوقت الضائع!
x.com/selimazouz1