صحيفة عبرية تتساءل.. ما حقيقة تخلي نتنياهو منذ بداية الحرب عن ربطة عنقه؟
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه ومنذ بداية الحرب تخلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن ربطة عنقه المميزة في ظهوره الإعلامي لإظهار فطنته في التواصل.
وأضافت الصحيفة متسائلة: "لكن ما هي الإستراتيجية وراء هذه الملابس غير الرسمية؟".
وذكرت الصحيفة أنه وفي الصورة الأخيرة من اللقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب، كانت الإشارات البصرية الدقيقة من كل زعيم واضحة.
وأفادت بأنه وفي حين التزم الرئيس بايدن بصرامة بقواعد اللباس المتمثلة في بدلة داكنة، وقميص أبيض، وربطة عنق مخططة، ودبوس العلم الأمريكي على طية الصدر اليسرى، اختار نتنياهو خيارا أكثر استرخاء، بدلة داكنة، قميص أبيض ودبوس العلم الإسرائيلي، وبدون ربطة عنق.
وأوضحت في السياق أن ذلك ليس من قبيل الصدفة، مشيرة إلى أنه وفي الآونة الأخيرة تخلى نتنياهو في كثير من الأحيان عن ارتداء ربطة العنق، بهدف التحول من الصورة التي ينظر إليها على أنها منفصلة عن الجمهور خاصة خلال الأيام الأولى للحرب إلى صورة يظهر فيها ودودا وأكثر استرخاء.
وبينت الصحيفة أن نتنياهو يظهر باستمرار بمظهر مصقول مدعوما بفريق رعاية متخصص، حتى في ظل الحرب، ويتجلى ذلك في تسريحة شعره المتقنة وحواجبه الواضحة والتي يمكن ملاحظتها بشكل خاص في ظل شعره الرمادي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يجدر الوقوف عند التغيرات التي طرأت على مظهر نتنياهو منذ 7 أكتوبر، حيث ذكرت أن الأمر لا يتعلق باختيارات أزياء عابرة، بل برسالة متعمدة تكمل تصريحاته العامة.
كما ذكرت أيضا أن نتنياهو يدرك الحاجة إلى تمييز نفسه بصريا عن المسؤولين العسكريين الذين اعترفوا بالفعل بأدوارهم في الإخفاقات الاستخباراتية والقيادية منذ 7 أكتوبر.
المصدر: صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أحداث الأقصى الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام
إقرأ أيضاً:
إنقاذ الكيان من نتنياهو حاجة غربية
الغرب يرى تهشم الكيان بضربات المقاومة، المقابل الوحيد لغطرسة نتنياهو، ولذلك نسمع على ضفتي الأطلسي حديث التعاطف مع غزة، ونرى حكومات الغرب تمارس الضغط على الكيان لإنقاذه من سياسات قائده. والإعلام العربي النفطي منه بالخصوص يروج لتغيير الموقف الغربي وقرب الخلاص في غزة.
التجربة علمتنا أن الكيان الوظيفي ما زال يؤدي دوره الذي خلق من أجله، والأنظمة الوظيفية بجواره ما زالت مفيدة للغرب، لذلك لم يحن أوان تغيير المنطقة وإعادة بنائها دون الكيان. إنما الخطة والضغط تمارس في تقديرنا من أجل إنقاذ الكيان من نتنياهو وإعادته إلى دوره، فالضرر الذي ألحقته طريقة نتنياهو بالكيان لدى المواطن الغربي بالغ الأثر ويمكن أن يؤدي إلى ضغط شعبي متزايد على الحكومات، لذلك فتغيير رأس القرار في الكيان وتهدئة المنطقة بحلول إنسانية ضروري ريثما ترمم صورة الكيان ويستعيد دوره "الطبيعي". لكن الإعلام العربي يروج لحلول استبضاع، وفي ذلك تغطية على صفقات التريليونات.
الخطة والضغط تمارس في تقديرنا من أجل إنقاذ الكيان من نتنياهو وإعادته إلى دوره، فالضرر الذي ألحقته طريقة نتنياهو بالكيان لدى المواطن الغربي بالغ الأثر ويمكن أن يؤدي إلى ضغط شعبي متزايد على الحكومات، لذلك فتغيير رأس القرار في الكيان وتهدئة المنطقة بحلول إنسانية ضروري ريثما ترمم صورة الكيان ويستعيد دوره "الطبيعي"
هل سلمية ترامب حقيقة؟
قال العائد للسلطة بقوة إنه يقدم مصلحة أمريكا على مصالح العالم وأنه سيضع حدا للحروب فلا يمولها. حتى الآن نراه يتقدم على هذا الخط، فقد ترك اليمن وسحب بوارجه رغم أن الحوثي لا يزال يرفع سلاحه ضد الكيان، ويبدو أنه أسقط خيار الهجوم على إيران وجنح إلى تفاوض، وكل تفاوض فيه تنازلات. لكن هل تبلغ سلميته مبلغ إنهاء الحرب على غزة؟ وإلى ذلك، هل وصلت سلميته إلى الغرب الأوروبي فاكتشف إنسانيته فأشفق على غزة فجأة؟ سنشك حتى نرى أدلة، فوسائل إنهاء الحرب متاحة والغرب بشقيه ممول الحرب بالسلاح وبالسياسة ويمكنه أن يقول "قف" فتقف الحرب، لكنه لا يريد ذلك، فليس لديه بديل للكيان.
نسمع اللحظة إعلاميا عربيا يقول إن السياسة ليست كن فيكون، فنقول له لقد كان الكيان برمته "كن فكان". لذلك فالبحث عن مبررات لعدم الحسم السريع يبرر للعرب المبرراتية أكثر مما يبرر للغرب في تأنيه وضغوطاته اللطيفة على كيان يعرف -وهو صانعه- أنه صنع باطلا وجريمة إنسانية.
هل نقول للغرب مارس دورك المعروف ولا تضغط على الكيان؟ لا، ولكن نقول للعربي المستبشر من خلف شاشته: تبصر قليلا قبل أن تمارس الدعاية وتستفيق على خيبة أخرى.
حكومات الغرب تنافقنا
نحن الذين وقفنا مع غزة بالقلب (وقد عجزنا عما فوق ذلك) وضعنا حرب الطوفان في سياق التحرر، كما وضعنا الربيع العربي قبل الطوفان في سياق حركة تحرر في كل قُطر تبدأ من القُطري لتصل إلى فلسطين، نقول إن هذه الاستفاقة الأخلاقية ليست جادة، بل هي نفاق سياسي عار من كل أخلاق، لأنها تضع غزة في سياق قضية إنسانية بسيطة يمكن حلها بـ"شوية مساعدات"، حتى تختفي صور المجاعة من الشاشات ويعود المواطن الغربي إلى مشاغله فلا يتظاهر ويوقر ضمير حكامه الانتخابية. ها هو المعيار الذي نزن به تغير الموقف الغربي، وهو من شقين:
الأول، التسليم بحق الفلسطيني في مقاومة المحتل، ويلحق ذلك تجريم الاستيطان وقلعه من الأرض الفلسطينية.
الثاني، أبعد من غزة وفلسطين وهو التسليم بحق الشعوب العربية في الديمقراطية، بما يعني رفع الغطاء عن أنظمة فاسدة ومدمرة لشعوبها لصالح الشركات الغربية، فلا فصل عندنا بين التحرير وبناء الديمقراطية، وكلا الفعلين يمنعه الغرب بكل الوسائل المتاحة لديه (لا فرق بين السيسي ونتنياهو).
عندما نسمع حكومات الغرب تربط بين الأمرين وتشرع في رفع يدها عن الشعوب وعن فلسطين سنقول الغرب يتغير،، ويمكن التفاوض معه بلا سلاح لبناء مشتركات إنسانية تصل إلى حد تحرير اليهود من الصهيونية بجهد عالمي وبدء التعايش بين العرب والمسلمين واليهود، لأن كل المسلمين والعرب جزء مكين منهم يملكون رصيدا أخلاقيا للتعايش لا يملكه الغرب منتِج الهولوكوست. أما الآن فلنقل من قهرنا مرحبا بـ"شوية المساعدات"، فالناس في غزة يهلكون أما تبييض ترامب والذين يبنون سياساتهم على وعد بلفور، فالأسلم أن نراقب بعقل بارد فهذه الخدائع مستمرة منذ قرن ونيف.
الغرب يبني على موقفه الأول (الأصلي) وينظف وساخته التاريخية بموقف غاضب من شخص وليس من الكيان، ونحن على يقين أنه عندما يختفي الشخص المكروه لن يُقْبَل الفلسطيني إلا كحالة إنسانية محتاجة أدوية وغذاء.
إن نتنياهو هو روح الكيان، والكيان لا يزال في موقعه عند الغرب، لكن الإفراط في القتل يضر بحكومات الغرب. إن حكومات الغرب كلها لا ترى مانعا في القتل بالقطعة ولكنها تنزعج قليلا من القتل بـ"الكدس"، ولذلك تحاول التغطية بشوية غضب في ماكينات الإعلام.
الغرب خيال مآتة
الغرب على الضفتين يرى قوة الشعوب ويخشاها ويكيد لها ببعض منها (نخبا وحكاما)، لذلك قبل الفرح بتغيير موقف الغرب من معركة غزة نتوسل من مطبلي الزفة أن يخجلوا قليلا فدورهم مشبوه، وهم يصرفون الناس عن معركتهم الحقيقة معركة بناء الديمقراطية
الغرب جبان وعاجز عن الحرب (وهذه جملة تبدو غير واقعية)، لكن هناك مؤشرات على إمكانية فرض الصوت والموقف في عالم متغير. الغرب شعوب وشركات؛ الشعوب فيها أقوام حقانية نراها تفعل ما تستطيع، أما الشركات (وهي صانعة الحكومات فعلا لا تنظيرا) فتحسب أرباحها أولا، لذلك فالمساس بمصالح الشركات يعني تغيير الحكومات.
الشركات/ الحكومات ترغب عن الحرب وتضغط بالاقتصاد، وهذه نقطة ضعف جلية. وقد كشفت حركة المقاطعة أثرها البيّن على كثير منها، وهنا يأتي دور الشعوب والإعلام الواعي بدوره.
الحكومات/ الشركات تتقن ابتزاز حكام المنطقة، وحكام المنطقة متواطئون ضد شعوبهم لصالح الشركات فيمنحون التريليونات للشركات، ولذلك فإن المعركة الأصلية تدور في كل قُطر عربي ضد الأنظمة قبل أن تعلن الحرب على غرب منافق.
كل مواطن عربي (لنقل كل فرد فالعربي لم يرتق إلى المواطنة) عجز عن نصرة غزة بالمال والدواء وبالتظاهر لأن حكومات بلاده تمنعه عن النصرة وقهر الشعوب؛ هو سبب بقاء الأنظمة فهي خدمة جليلة للغرب وللكيان ربيبه وطفله المدلل.
إن خلاصتنا هذه التي تبدو كتنظير غير واقعي أو مزايدة هي في جوهرها تذكير ببديهيات قالها قبلنا كثيرون؛ تحرير فلسطين مشروط ببناء الديمقراطية في الأقطار العربية الحاضنة الحقيقية للمعركة، والأدلة متوفرة لمن يعي.
الغرب على الضفتين يرى قوة الشعوب ويخشاها ويكيد لها ببعض منها (نخبا وحكاما)، لذلك قبل الفرح بتغيير موقف الغرب من معركة غزة نتوسل من مطبلي الزفة أن يخجلوا قليلا فدورهم مشبوه، وهم يصرفون الناس عن معركتهم الحقيقة معركة بناء الديمقراطية. إن بث الانتظارية والنصر السهل بزعم استفاقة الغرب جريمة إعلامية في حق المقاومة وحق الفلسطيني الجائع المقهور.
ودون تقديم دروس ولكن تذكرة لمن وعى: "ابنِ الديمقراطية في بلدك سيأتيك الغرب راكعا يتوسل"، أما غزة فستعيش من دمها الذي أنفقته بلا حساب بورصوي.