قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إنّ قمة القاهرة للسلام اكتسبت أهميتها من أبعاد عدة، مثل عدد المشاركين فيها بواقع 31 دولة و4 منظمات دولية، وحضور الأمين العام للأمم المتحدة، مشيرًا إلى وجود تقارب كبير بين دخول المساعدات الإنسانية أمس وانعقاد المؤتمر، فقد كان الفارق بينهما نحو نصف ساعة.

وأضاف خلال حواره عبر القناة الأولى: «هذه القمة كانت تستهدف إطلاق عملية للسلام سواء في المدى القصير أو المدى الطويل، ووقف ما يحدث في قطاع غزة والخسائر في صفوف المدنيين العزل والاعتداءات الإسرائيلية التي تخالف كل قواعد القانون الدولي والإنساني».

ما يحدث ضد الفلسطينيين يلزمه وقفة من العالم

وتابع: «ما يحدث ضد الفلسطينيين يرقى إلى وصف جرائم الحرب، فنحن نتحدث عن دولة ذات قوات مسلحة جيش نظامي مسلح بأحدث الأسلحة وتُستخدم هذه الأسلحة ضد المدنيين العزل وقصف لمنشآت مدنية ومساكن ودور عبادة، وكل ذلك قضايا خطيرة استلزمت وقفة من دول العالم».

القمة استهدفت تحريك عملية السلام

وأكد أن القمة استهدفت أيضا تحريك عملية السلام المتوقفة منذ سنوات بين فلسطين ودولة الاحتلال، تمهيدا للوصول إلى حل وسلام عادل في هذا الإطار، مشددًا على أن مصر أكدت أمام العالم كله بأنها لا تقبل تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، كما أكدت تمسكها بأمنها القومي وعدم تهاونها فيه، والدعوة إلى الوصول لحل شامل وعادل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة القضية الفلسطينية مصر قمة القاهرة للسلام الأمين العام للأمم المتحدة المساعدات الإنسانية قطاع غزة الاعتداءات الإسرائيلية القانون الدولي الفلسطينيين عملية السلام

إقرأ أيضاً:

أبعاد التغيير

 

 

يعقوب بن محمد الرحبي **

لا شك أنَّ لكل إنسان الحق في أن يفكر ويتدبر، وله حرية الإيمان والاعتقاد بما يشاء. القرآن يخاطب البشرية قائلًا: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)؛ أي لا تُكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بيّنٌ واضحٌ جليٌّ، دلائله وبراهينه لا تحتاج إلى إكراه أحد على الدخول فيه. ويقول تعالى: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُر)، ويُفسَّر ذلك بأن من أراد الله له الإيمان آمن، ومن أراد الله له الكفر كفر.

وهذا لغير المسلم، فما بالك بأخيك المسلم؟

في الحقيقة، أنت لست مسؤولًا عن غيرك لتفرض آراءك وأفكارك عليه، أو لتصدر أحكامًا بالكفر أو الضلال أو الإلحاد على غيرك بمجرد اختلافه معك في التفكير أو المعتقد. ومما لا شك فيه أنَّ كل إنسان يجب أن يسعى لإحداث تقدم وتغيير في حياته، ويرتقي بمستواه الإنساني. هذه فطرة وهاجس داخل كل البشر. لهذا.. دع قلبك ينبض بالحب، وعقلك يقودك للصواب، وسلوكك يسود بالمحبة، إذا أردت أن تُحدث تغييرًا سواء في نفسك، أو في غيرك، أو في مجتمعك.

وهناك 3 أبعاد للتغيير ينبغي أن تؤدي دورًا كبيرًا ومحوريًا في تغيير مسار حياتك؛ بل وحياة الأمة وشعوبها دون استثناء. والذي أراد أن يضع بصمة، فليضع بصمة الحب والسلام. والتغيير الذي يجب أن يحدث في جميع الأبعاد الثلاثة، حتى يكون التغيير شاملًا ومؤثرًا، هو كالتالي:

البعد الأول: الفكر، وهو بمثابة السائق الذي يقود المركبة إلى بر الأمان، فيحدد وجهتها. فإذا تغير الفكر، ورفض الإملاءات والقيود، وتمرد على الانقياد والطاعة المطلقة للموروث، ارتقى الإنسان وأصبح مبدعًا. حينها تتغير وجهة حياتك ويتغير مصيرك.

البعد الثاني: القلب، وهو بمثابة الوقود في المركبة، فهو يمنح الطاقة للحركة. فتغيير الفكر وحده لا ينفع دون انفعال القلب، مثل المركبة التي لا تصلح للحركة حتى مع وجود سائق. بالقلب تفهم وتقرأ كل شيء حولك، ومن خلاله تكتشف أن السعادة في محبة كل الناس، والرضا والقبول بالآخرين مهما اختلفت آراؤهم وأفكارهم ومعتقداتهم. حينها تفهم سر الوجود والغاية منه.

البعد الثالث: السلوك، وهو مرتبط بمهارات سلوكية مُعينة يحتاجها الإنسان كي يصل إلى هدفه الذي حدده له العقل وحركه القلب. فالسائق الجالس داخل المركبة يعرف أين يذهب ومعه وقود، لكنه لن يستطيع تحريك السيارة بشكل سليم دون أن يتعلم مهارات وفن القيادة.

ولهذا، فإنَّ الإنسان يعيش بفكره وعقله وسلوكه لا بجسده. فإذا اختل أحد هذه الأبعاد الثلاثة، فقدَ الهدفَ وتاه في الدروب وتخلى عن إنسانيته. بهذه الأبعاد أنت إنسان عظيم، فلا تدع نفسك تسوقك للبطش بغيرك أو الاعتداء عليه وتخرج عن إنسانيتك. ليس شرطًا أن يسير كل الناس وفق مسارك أو توجهاتك أو أن يؤمنوا بأفكارك؛ لأنه إنسان من حقه أن يعيش ويمارس حقوقه كإنسان ويفكر ويؤمن بما يشاء، بشرط ألا يتعدى على حقوق الغير.

أنت لست معنيًا بدين أحد، ولا بتقييم أحد، وعلاقتك مع الآخرين تكون من خلال القيم الإنسانية، ولا تعنيك معتقداتهم. والقرآن يقول: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود: 118). ويقول: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس: 99).

لو أصبحت هذه الثقافة سائدة في المجتمعات الإسلامية، وتغير الخطاب الديني وارتقى إلى هذا المستوى، لعاش الجميع في محبة فعلى كل مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والمفكرين والعلماء والأدباء والأساتذة والأكاديميين والمعلمين، أن يغرسوا ثقافة الحب والسلام والروح الوطنية والإنسانية والبعد كل البعد عن تراكمات الماضي وما يلوث صفو هذه الأمة من التعصب للمذهبية والطائفية والحزبية، وأن نسمح للأجيال أن يفكروا بعقولهم لا بعقول غيرهم وأن يصنعوا لهم مستقبلا يتحلى بالقيم والأخلاق والعلم والمعرفة ويحملوا في قلبهم الرحمة والمحبة للناس، وعلى كل مسؤول أو موظف في أي موقع من مواقع العمل أن يعمل بضمير وإخلاص وإتقان وأمانة وبروح وطنية مخلصة للارتقاء بهذه الأُمَّة.

** كاتب وقاص عُماني، عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

مقالات مشابهة

  • أكد أن روسيا تستحق ضغطاً أكبر.. زيلينسكي: التنازلات لن توقف الحرب  
  • حمامة السلام الترامبية.. العالم في اليوم التالي لتنصيب ترامب (5)
  • أستاذ علوم سياسية: خطة إعادة احتلال غزة مناورة لفرض واقع جديد
  • عاجل. اجتماع افتراضي رفيع لبحث مفاوضات السلام في أوكرانيا يضم ترامب وقادة أوروبا وكييف
  • أبعاد التغيير
  • تنسيق جامعة الأزهر 2025.. مؤشرات تنسيق كليات القمة للبنين والبنات «علمي وأدبي»
  • رسائل سياسية واقتصادية في زيارة فيدان إلى القاهرة
  • ترحيب أوروبي بالإعلان المشترك للسلام بين أذربيجان وأرمينيا
  • أستاذ علوم سياسية: 4 سيناريوهات تنتظر غزة.. والدور العربي حاسم في كل منها
  • عبدالمنعم سعيد: الاتفاقيات الاقتصادية بين الدول تُعد جزءًا من عملية السلام