المشاهد الآتية من غزة، بشعة ومؤلمة، والصورة لا يمكن وصفها أو تحملها.. أو حتى اختزالها، لأن من قَضَوْا نَحْبَهُم ليسوا مجرد رقمٍ عابرٍ، تجاوز 4400 شهيد، بينهم 1760 طفلًا، و970 امرأة، و14 ألف جريح.
يقينًا، تعجز الكلمات عن وصف معاناة الأشقاء في غزة، مع استمرار «الاحتلال الإسرائيلي» في ارتكاب المجازر الوحشية، والإبادة الجماعية، باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، وتشديد الحصار المطبق على الشعب الفلسطيني المكلوم.
ربما أفضل تعبيرٍ دالٍ لهذا العجز والصمت الدولي المفضوح، هو أن «كل صامتٍ شريك» فيما يحدث، لكن الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، هَبُّوا لنصرة تلك القضية العادلة، التي أُعيدت لها «قبلة الحياة»، بفضل الضمائر الحيَّة التي لا تزال تنبض بالحق.
خلال الأيام الفائتة، شاهدنا حشودًا ضخمة على امتداد الشارع العربي والإسلامي، وشوارع عواصم ومدن عالمية، بالمسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، تطالب بوقف آلة القتل «الإسرائيلية»، ورفع الحصار الظالم عن غزة.
ورغم الأهمية الكبرى لذلك التضامن الشعبي، وحملات التبرع بالدم وتقديم الإغاثة والمساعدات، تزامنًا مع الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها مصر، إلا أن كل ذلك ليس بكافٍ لوقف العدوان والحصار، الذي قد يتطور بين لحظة وأخرى إلى هجوم برّيٍّ شامل، لتنفيذ المخطط الشيطاني بالتهجير القسري لأهالي غزة.
نعتقد أن «الاحتلال الإسرائيلي» ـ كما عهدناه ـ لا يكترث بتلك الحناجر المدوِّية، أو مشاعر الغضب التي تجتاح أمتنا المنكوبة، ولا يشغل باله أو يتوقف أمام أدعية روَّاد «السوشيال ميديا»، الذين قاموا بتغيير «البروفايل» الخاص بهم، أو يهتم بـ«الانتصارات الصغيرة»، لـ«طوفان التوثيق»، باستخدام «أسلحة كاميرات الهواتف»، في «غزوات السيلفي».
عندما ندقق النظر في تلك الحشود الهادرة والمسيرات الحاشدة خلال الأيام الماضية، يمكننا بسهولة ملاحظة أن غزة المنكوبة، أصبحت «التريند» الدائم، لروَّاد مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، لتطفح معه ظاهرة «التوثيق»، التي باتت «طوفانًا» هائلًا، يجرف في طريقه جنون عُشَّاق التقاط الصور في جميع المناسبات.
قد نلوم على البعض بتسجيل تلك اللحظات، ونرى ذلك استعراضًا مُصَوَّرًا، ومشاهد تفتقر إلى المسؤولية في مثل تلك الظروف، خصوصًا أولئك الذين أصبح لديهم «الهوس» بـ«طوفان التوثيق» أولوية قصوى، تصل إلى درجة «الاستفزاز»!
ورغم فداحة وبشاعة آلة القتل والدمار الصهيونية، وإعلان الحداد الرسمي في معظم الدول العربية، إلا أن البعض لم يشغلهم سوى وضع ابتسامتهم العريضة في صور ملتَقَطة لهم.
أخيرًا.. ربما يقول البعض إن «طوفان التوثيق» ليس شرًّا كله، باعتباره عفَوِيًّا في الغالب الأعم، وأقرب ما يكون إلى البساطة وعدم التكلٌّف، لكننا من خلال ما تابعناه يعد «توثيقًا مستفزًا»، لأن هؤلاء ربما غفلوا أننا لسنا في أجواء كرنفالية أو مهرجانات فنية.
فصل الخطاب:
يقول النجم العالمي «ميل جيبسون»: «نهاية (إسرائيل) تقترب، وهم يعرفون ذلك، ولذلك يدمرون كل شيء في طريقهم».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاجتياح البري غزة إسرائيل حماس محمود زاهر التهجير القسري معبر رفح الاحتلال الإسرائيلى فلسطين المساعدات الانسانية طوفان ا
إقرأ أيضاً:
عاجل: الرئيس السيسي: اليونان دعمت مصر خلال الأحداث التي مرت بها في 2013
أكد، الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الشراكة مع اليونان تعد نموذجا يحتذى به في المنطقة، مشيرا إلى دور اليونان في دعم مصر بقوة خلال الأحداث التي مرت بها في 2013
وأضاف الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس في العاصمة اليونانية أثينا: نعمل على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع اليونان.
وأشاد الرئيس السيسي، بالتشاورات الناجحة مع رئيس الوزراء اليوناني.
ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة اليونانية أثينا في زيارة رسمية إلى جمهورية اليونان، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين.
الرئيس السيسي يصل إلى أثيناوأجرى الرئيس السيسي - خلال الزيارة - لقاء مع الرئيس اليوناني كونستانتينوس تاسولاس، بالإضافة إلى عقد جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وسيترأس الرئيس السيسي الجانب المصري في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان، وذلك بمشاركة رئيس الوزراء اليوناني، الذي سيترأس الجانب اليوناني في الاجتماع، ومن المقرر أن يناقش المجلس سبل مواصلة تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات، خاصة في مجالات الطاقة، التبادل التجاري، والتعاون الاقتصادي
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يؤكد استمرار دعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية
عاجل| الرئيس السيسي يلتقي رئيس وزراء اليونان بأثينا