الفاو: تعزيز صادرات مصر البستانية من خلال تحسين معايير سلامة الأغذية
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
عقدت منظمة الأغذية والزراعة " الفاو" في القاهرة ورشة عمل جمعت البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مع أصحاب المصلحة في المشروع عبر سلسلة القيمة لعرض الإنجازات المتحققة وتشارك الدروس المستفادة والتخطيط للخطوات التالية.
يعمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة بشكل وثيق مع السلطات المصرية والقطاع الخاص لتحسين وصول مصر إلى أسواق التصدير عالية القيمة وتعزيز الاستثمار، بما في ذلك في قطاع البستنة.
ويعتبر قطاع الفاكهة والخضروات في مصر من بين أسرع قطاعات الأعمال الزراعية نمواً في البلاد، كما تعتبر مصر واحدة من أكبر المصدرين في العالم لبعض المنتجات مثل الحمضيات، حيث حققت قيمة تصديرية تزيد عن 920 مليون دولار أمريكي في الموسم الزراعي 2022-2023. ويتمتع هذا القطاع بإمكانية النمو بشكل أكبر إذا ما تم توفير المستوى المناسب من الدعم وتوسيع نطاق الاستثمار لمساعدة الشركات على تلبية معايير سلامة الأغذية الصارمة المطلوبة والمتزايدة في الأسواق الدولية الرئيسية التي تصدر إليها مصر.
وفي ورشة العمل الختامية، جمع البنك الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة الجهات المشاركة في المشروع والشركاء لعرض الإنجازات والنتائج الرئيسية والتوصيات، والنظر في التقدم المحرز، ومناقشة الآليات التي يمكن من خلالها الحفاظ على الجهود المستقبلية. وفي هذا السياق، قال السيد محمد منصور، كبير المصرفيين في الأعمال الزراعية في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: "لكي يظل القطاع الخاص قادراً على المنافسة، عليه التكيف باستمرار مع التغيرات الجارية في السوق وتعلم الآلية التي يمكن من خلالها تحديد هذه التغييرات والتكيف معها و يتطلب التفاعل مع اللاعبين الرئيسيين على طول سلسلة القيمة لتشجيع المواءمة والتنسيق لتلبية متطلبات الامتثال على كل مستوى من مستويات عملية الإنتاج".
وشارك في ورشة العمل ممثلون حكوميون من الهيئة القومية لسلامة الغذاء، والمعمل المركزي لتحليل بقايا المبيدات والمعادن الثقيلة في الغذاء، والإدارة المركزية للحجر الزراعي، بالإضافة إلى مصدّرين وجمعيات خاصة مثل المجلس التصديري للحاصلات الزراعية وجمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية، وممارسين في مجال الزراعة ومكافحة الآفات والأمراض.
بدأ المشروع بتقييم الاحتياجات لتحديد العوامل الرئيسية التي تؤثر على الامتثال للمعايير الدولية لسلامة الأغذية في سلاسل قيمة الفاكهة والخضروات الرئيسية الموجهة للتصدير في مصر. وشمل ذلك تقييم مستوى تبني ممارسات الإنتاج وما بعد الحصاد لتقليل مستويات بقايا المبيدات الحشرية في منتجات البستنة. كما ساعد في تحديد الفجوات التنظيمية والتفتيشية التي ستساعد في حال معالجتها المنتجين على الالتزام بشكل أفضل بمعايير الجودة والسلامة ،كما أُجريت دراسة لتحديد المحاصيل ذات الإمكانات التصديرية العالية وغير المعرّضة للرفض من قبل المستوردين بسبب عدم الامتثال لسلامة الأغذية.
وقد ساعد تقييم الاحتياجات في وضع برنامج لبناء القدرات لدعم كل من القطاع الخاص والهيئات التنظيمية المصرية لإجراء فحوصات سلامة الأغذية عبر سلاسل التوريد المختلفة بحيث تكون أكثر سهولة وفعالية وتهيئة ظروف أفضل للامتثال ،وشملت المواضيع التي تناولها البرنامج معايير سلامة الأغذية، ومكافحة الآفات والأمراض، وإدارة المبيدات الحشرية، والتغييرات التنظيمية المقترحة على الاتفاق الأخضر للاتحاد الأوروبي، وتكمّلها مبادئ توجيهية مفصلة لخمسة محاصيل مستهدفة هي الحمضيات، والعنب، والنباتات الطبية والعطرية، والفراولة، والطماطم - والتي تحدد معايير سلامة الأغذية المطلوبة لكل أسواق التصدير الرئيسية.
و أكد نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في مصر: "تسعى منظمة الأغذية والزراعة جاهدة لدعم الجهات الفاعلة في قطاع الأغذية الزراعية المصري لتلبية المعايير الدولية لسلامة الأغذية. إن تنمية القدرات وتبادل المعرفة بشأن أفضل الممارسات يعتبران عنصران أساسيان لدعم صناع القرار والممارسين لتلبية متطلبات السوق ووضع المنتجات الزراعية المصرية على الخارطة العالمية".
تضمنت ورشة العمل الختامية عرض دراسة سوق جديدة تركز على توسيع الصادرات البستانية المصرية إلى أوروبا. وبيّنت الدراسة أن اثني عشر منتجاً بستانياً شكلت حوالي 80 بالمائة من إجمالي قيمة الصادرات الزراعية في مصر عام 2021، وأن الدول الأوروبية، خاصة تلك التي لديها مراكز توزيع مثل هولندا وألمانيا وإيطاليا وتلك التي لديها طلب مرتفع على هذه المنتجات مثل المملكة المتحدة، هي من بين الوجهات العشرة الأولى للمنتجات البستانية المصرية.
كما تعتبر الدول التي لديها مراكز لوجستية متقدمة مثل فرنسا مهمة أيضاً في هذا المجال. وتؤكد الدراسة على أهمية التكيف مع التغييرات التنظيمية التي تحدث في الاتحاد الأوروبي، وخاصة تلك المدرجة في الصفقة الأوروبية الخضراء المتعلقة باستخدام المبيدات الحشرية المحظور استخدامها حالياً مثل الكلوربيريفوس، من أجل استمرارية وصول المصدرين المصريين إلى الأسواق وتشجيع الممارسات المستدامة.
و أكد عبد الحميد الدمرداش، رئيس مجلس إدارة المجلس التصديري للحاصلات الزراعية: "نعتقد أن تشارك أحدث المعارف والمعلومات مع جميع العاملين عبر سلسلة التوريد يمثل أولوية لضمان الشفافية ودعم جهود التتبع في كل مرحلة من المزرعة إلى المائدة ولضمان السلامة الغذائية للمنتجات المصرية".
وقد لفت العمل الذي نفذته منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في سياق هذا المشروع بدعم من الاتحاد الأوروبي، الانتباه إلى أهمية معالجة قضايا سلامة الأغذية باعتبارها عوامل تمكين رئيسية لصادرات البستنة المصرية. وقد ساهم هذا بدوره في فهم أفضل للتحديات التي يواجهها القطاع كما حفز على تجديد الجهود المتضافرة في القطاعين العام والخاص لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على القدرة التنافسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفاو اسعار الخضروات و الفاكهة سلامة الاغذية البنک الأوروبی لإعادة الإعمار والتنمیة منظمة الأغذیة والزراعة فی مصر
إقرأ أيضاً:
برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيام
أقرّ الجيش الإسرائيلي بأن الأمن الغذائي في قطاع غزة بلغ "وضعًا خطيرًا وحسّاسًا للغاية". اعلان
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن "واحداً من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ عدة أيام".
وفي بيان صادر يوم السبت 26 تموز/يوليو 2025، أكد البرنامج أن نحو 90 ألف شخص في غزة يعانون من سوء التغذية، فيما تم تسجيل عشرات الوفيات المرتبطة بهذا الوضع خلال الأسبوع الماضي فقط.
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بأن "القطاع لا يعاني من مجاعة شاملة"، لكنه أشار إلى أن الأمن الغذائي بلغ "وضعًا خطيرًا وحسّاسًا للغاية"، مضيفًا أنه يعمل بشكل مكثف على "الحفاظ على التوازن الغذائي" بالتعاون مع المنظمات الإنسانية.
وأضافت تقارير عسكرية، نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن غزة شهدت "فترات حرجة من انعدام الأمن الغذائي خلال الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا، وأن الجيش الإسرائيلي تعاون خلال تلك الفترات مع المنظمات الإنسانية الدولية لمحاولة معالجة الأزمة".
Related ياسر أبو شباب يظهر مجدداً في "مقال رأي": الأراضي التي استولينا عليها في غزة لم تتأثر بالحرب"أخبار كاذبة".. السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي الأنباء عن نقل سكان غزة إلى ليبيامجاعةٌ في القطاع ومعابرُ مغلقة: مستشفيات غزة تقف عاجزة وهي ترى الأطفال يموتون جوعاوجاء بيان برنامج الأغذية العالمي بعد إعلان إسرائيل عن السماح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات جواً داخل قطاع غزة، في وقت يُتوقع أن تتولى كل من الأردن والإمارات العربية المتحدة تنفيذ عمليات الإسقاط الأولى.
لكن بحسب مصادر عسكرية نقلتها شبكة "بي بي سي"، فإن الجيشين الأردني والإماراتي لا يزالان بانتظار الموافقة الرسمية من الجيش الإسرائيلي للبدء في عمليات الإسقاط الجوي.
بالتزامن، دعت دول أوروبية كبرى، من بينها ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى رفع القيود عن تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأكدت في بيان مشترك أن "منع إيصال المساعدات الأساسية للسكان المدنيين أمر غير مقبول".
من جانبه، أقر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأن الموافقة على عمليات الإسقاط الجوي "جاءت متأخرة للغاية"، لكنه شدد على أن بلاده "ستبذل كل ما بوسعها لضمان إيصال المساعدات عبر هذا المسار".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة