الشيكل الإسرائيلي بأدنى مستوى منذ 2012.. وخبراء اقتصاد: نمر بوقت صعب
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
تراجع الشيكل الإسرائيلي في بداية التعاملات الأسبوعية، الإثنين، إلى أدنى مستوى منذ عام 2012 أمام الدولار، وسط استمرار الحرب على غزة، ومحاولات الهجوم البري على القطاع.
يأتي ذلك في وقت حذر 300 من كبار الخبراء الإسرائيليين، من أن الاقتصاد الإسرائيلي يمر بوقت صعب، بشكل يستوجب إجراءات فورية، لمنع وقوع مزيد من الضرر.
وبلغ سعر صرف الشيكل مقابل الدولار الأمريكي الواحد في ظهيرة جلسة الإثنين 4.08 شيكلات، وهو أدنى مستوى منذ عام 2012، حسب البيانات التاريخية لبنك إسرائيل.
وعلى الرغم من ضعف الشيكل، يبدو أن الانخفاض السريع في قيمة العملة الإسرائيلية أصبح أبطأ، من الأسبوعين الأولين للحرب على قطاع غزة.
وبينما انخفضت قيمة الشيكل منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الجاري بنسبة 6% مقابل الدولار، كان انخفاض قيمة الشيكل في الأسبوع الماضي بنسبة 0.3%.
لكن أرقام أسعار الصرف، تظهر إخفاق خطة بنك إسرائيل بضخ ما يصل إلى 45 مليار دولار، في محاولة لاستقرار أسعار الصرف ومنع تدهورها.
اقرأ أيضاً
إثر التصعيد في غزة.. جيه بي مورغان يتوقع انكماش اقتصاد إسرائيل 11%
وبتاريخ 9 أكتوبر/ترشين الأول، أعلنت بنك إسرائيل ضخ ما يصل إلى 45 مليار دولار في محاولة لتحقيق استقرار في سعر صرف الشيكل.
ونقلت صحيفة "غلوبس" المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، عن كبير الاقتصاديين بنك "مزراحي تفاحوت" رونين مناحيم، قوله: "نشرت وكالات مختلفة سيناريوهات حول آثار الحرب على الاقتصاد في الأيام الأخيرة، وقدرت معظمها أن الأرجح هو حرب محدودة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.. هذا سيسمح للاقتصاد بتباطؤ التراجع".
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن 300 من خبراء الاقتصاد الإسرائيليين، وجهوا رسالة الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كتبوا فيها: "أنتم لا تستوعبون حجم الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد.. يجب أن تتصرفوا بطريقة مختلفة".
وأشارت أن الاقتصاديين ينظرون "إلى وقت صعب يعيشه اليوم الاقتصاد الإسرائيلي.. ويجب اتخاذ إجراءات لمنع وقوع أضرار كبيرة على الفور".
ومن بين الموقعين على الخطاب، المشرف السابق على البنوك والمحاسب العام روني حزقيا، والمشرف السابق على البنوك يائير أفيدان، والمحافظ السابق لبنك إسرائيل جاكوب فرانكل.
كما تتضمن القائمة، البروفيسور الحنان هيلفمان من جامعة هارفارد، والمدير العام السابق لوزارة المالية حاييم شاني، والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2021 جوش أنجريست، وآخرين.
اقرأ أيضاً
في 10 أيام.. طوفان الأقصى يكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تفوق جائحة كورونا
وكتب الخبراء في رسالتهم: "هناك حاجة فورية لوقف تمويل جميع الأنشطة التي ليست ضرورية للمجهود الحربي، وإعادة بناء الاقتصاد، وعلى رأسها تمويل الأحزاب المشكلة للحكومة".
وأضافوا: "إن استمرار السلوك الحالي يضر بالاقتصاد الإسرائيلي.. يجب أن نتصرف بشكل مختلف".
وكانت الحكومة الإسرائيلية، خصصت أموالا طائلة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وأيضا لتمويل أنشطة الأحزاب الدينية في إسرائيل.
ولم تفصل الرسالة الأموال التي يطالب الاقتصاديون بوقف صرفها، ولكن إشارتها إلى تمويل الأحزاب المشكلة للحكومة، يلمح إلى هذه البنود.
وذكر الخبراء في رسالتهم، أن "الضربة القاسية التي تلقتها دولة إسرائيل تتطلب تغييراً جذرياً في ترتيب الأولويات الوطنية، وتحويلا للميزانيات لصالح معالجة أضرار الحرب ومساعدة الضحايا وإنعاش الاقتصاد".
وقالوا: "في تقديرنا، ستكون النفقات المتوقعة بعد الحرب في حدود عشرات مليارات الشواكل، بل وأكثر من ذلك.. ندعو رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية إلى مراجعة كافة بنود الإنفاق في موازنة 2023 في أسرع وقت ممكن".
اقرأ أيضاً
مصائب الاقتصاد الإسرائيلي لا تأتي فرادى
كما دعوا إلى الإلغاء الفوري لجميع نفقات الموازنة غير الضرورية، "وفي الوقت نفسه، يجب فتح موازنة 2024، وتحديثها على أساس ترتيب الأولويات الذي يعكس احتياجات الاقتصاد بأكمله في ظل الحرب"، حسب الرسالة.
وطالبوا أيضا "رئيس الوزراء ووزير المالية إلى العودة إلى رشدهما"، وقالوا إن "استمرار السلوك الحالي يضر باقتصاد إسرائيل، ويقوض ثقة المواطنين في النظام العام، ويخرب قدرة دولة إسرائيل على التعافي من الوضع الذي وجدت نفسها فيه".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" ضد المستوطنات في غلاف غزة، أسفرت عن قتلى بالمئات، وأسر 239 إسرائيليا بينهم عسكريون برتب رفيع، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية"، يتعرض خلالها قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها.
وتسببت الغارات في استشهاد 8306 فلسطينيين، بينهم 3457 طفلاً و2136 سيدة، حسب وزارة الصحة، كما استشهد 114 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لمصادر رسمية.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية العنيفة عن تدمير أحياء سكنية كاملة، كما أطبقت إسرائيل حصارها على غزة، بحيث منعت كافة الإمدادات من كهرباء وماء ووقود وعلاج، ما ينذر بوضع كارثي، بحسب تحذيرات دولية.
اقرأ أيضاً
كيف تعمق عملية طوفان الأقصى أزمات اقتصاد إسرائيل وتقودها نحو المجهول؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الشيكل اقتصاد إسرائيل أزمة اقتصادية غزة قصف غزة الاقتصاد الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
خطة ترامب للـ"القبة الذهبية" تواجه تحديات كبرى... وخبراء يشككون في جدواها وتكاليفها
تواجه خطة ترامب لـ"القبة الذهبية" تحديات مالية وتقنية، وسط شكوك خبراء في جدواها وتكاليفها المقدرة بـ175 مليار دولار. يُرجّح أن الكلفة الحقيقية أعلى، مع حاجة المشروع إلى تطوير تقنيات متقدمة وتمويل ضخم. اعلان
تواجه الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبناء نظام دفاع صاروخي ضخم باسم "القبة الذهبية" تحديات تقنية ومالية وسياسية كبيرة، وسط تساؤلات حول جدواها الاقتصادية وجدواها الفنية.
يهدف المشروع إلى تجهيز الولايات المتحدة بنظام دفاع فعّال ضد مجموعة واسعة من التهديدات الصاروخية، بما في ذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والصواريخ الأسرع من الصوت، والصواريخ الجوالة، بالإضافة إلى المسيّرات. ويأمل ترامب أن يكون النظام جاهزاً للتشغيل بحلول نهاية ولايته.
غير أنه وبعد أربعة أشهر من إصدار ترامب أمراً للبنتاغون بالبدء في العمل على المشروع، لا تزال التفاصيل المتعلقة به محدودة، ما يثير الشكوك حول مدى إمكانية تنفيذه في الوقت المطلوب.
وقالت ميلاني مارلو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن التحديات الرئيسية المرتبطة بالمشروع تشمل الكلفة، وقدرات صناعة الدفاع الأميركية، والإرادة السياسية.
وأضافت أن التغلب على هذه التحديات يتطلب التركيز على الأولويات واتخاذ قرارات واضحة بشأن حجم الإنفاق ومصدر التمويل، مشيرة إلى أن صناعة الدفاع الأميركية شهدت تقلصاً رغم الجهود الجارية لإحيائها.
Relatedالولايات المتحدة تنقل منصات إطلاق صواريخ تايفون متوسطة المدى إلى موقع جديد في الفلبين بلينكن: مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا تشمل صواريخ وذخائر دفاعية عاجلة بقيمة 500 مليون دولارواشنطن توافق على بيع بولندا صواريخ متوسطة المدى بقيمة 1.17 مليار يوروكما أكدت مارلو وجود حاجة ملحة لتحقيق تقدم كبير في تطوير أجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والمكونات الأخرى الأساسية للمشروع.
من جانبه، قدّر ترامب تكلفة المشروع الإجمالية بنحو 175 مليار دولار، لكن هذا الرقم يُعد أقل بكثير من التقديرات المحتملة التي تشير إليها دراسات الخبراء.
وقال توماس روبرتس، الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا، إن الرقم الذي ذكره ترامب "ليس واقعياً"، وأشار إلى أن تصريحات ترامب تفتقر إلى التفاصيل اللازمة لتطوير نموذج دقيق للمشروع.
وحسب وكالة غير حزبية تابعة للكونغرس الأميركي، فإن الكلفة التقديرية لنظام اعتراض صاروخي في الفضاء لمواجهة عدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات تتراوح بين 161 مليار دولار و542 مليار دولار على مدى 20 عاماً.
وأكدت الوكالة أن المشروع الذي يتصوره ترامب قد يحتاج إلى قدرات أكبر من تلك التي تم دراستها سابقاً، مما يستدعي إجراء تحليل عميق لتحديد متطلباته الفعلية.
ويستمد مشروع "القبة الذهبية" إلهامه من "القبة الحديدية" الإسرائيلية، إلا أن الأخيرة مصممة لمواجهة الهجمات قصيرة المدى، وليس الصواريخ العابرة للقارات التي تشكل تهديداً محتملاً للولايات المتحدة.
وبحسب أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية الصادر عن الجيش الأميركي عام 2022، فإن التهديدات الصاروخية المتزايدة من روسيا والصين آخذة في التصاعد، إلى جانب تقارب الصين مع الولايات المتحدة في مجال الصواريخ البالستية والأسرع من الصوت، بينما تعمل روسيا على تحديث أنظمة صواريخها العابرة للقارات.
كما حذر التقرير من ازدياد خطر استخدام المسيّرات في النزاعات المسلحة، وهو ما برز بشكل واضح في الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن التهديدات الصاروخية من كوريا الشمالية وإيران ومن جهات غير حكومية.
وعلى الرغم من أهمية مواجهة هذه التهديدات، يرى خبراء أن تنفيذ مشروع مثل "القبة الذهبية" يتطلب خطوات بيروقراطية وسياسية وعلمية عديدة، إضافة إلى موارد مالية هائلة.
وقال تشاد أولاندت من مؤسسة "راند كوربوريشن": "السؤال هو كيف يمكننا مواجهة هذه التهديدات بأكثر الطرق فعالية من حيث الكلفة؟"، موضحاً أن مستوى التحدي سيحدد الكلفة الحقيقية للمشروع.
بدوره، أكد الباحث توماس ويذينغتون من المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن المشروع "باهظ للغاية"، حتى بالنسبة لميزانية الدفاع الأميركية الضخمة، وأبدى تحفظه حيال إمكانية تحويل المشروع من فكرة إلى واقع عملي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة