الجزيرة:
2025-05-15@00:30:49 GMT

معالم تاريخية في أوكرانيا شاهدة على مكانة فلسطين

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

معالم تاريخية في أوكرانيا شاهدة على مكانة فلسطين

كييف – مهما تقاذفت السياسة القضية وشوهتها، ومهما بُنيت المواقف الدولية على أساس المصالح، يبقى التاريخ شاهدا على مكانة وقداسة أرض فلسطين على ما يبدو، ليس فقط بالنسبة للمسلمين، بل لكثير من الشعوب والديانات حول العالم.

عشرات الآلاف من سكان وزائري العاصمة الأوكرانية يمرون يوميا أمام أحد معالم هذه المدينة، التي تشهد على فترة في القرن الـ19، عندما كانت فلسطين حاضرة اسما وفعلا، قبل عقود من وعد بلفور عام 1917، وقبل أن تولد عدة دول معاصرة كثيرة.

فلسطين الاسم والبركة

منحدر "فولوديميرسكي" واحد من أشهر الطرق التاريخية المرصوفة بالأحجار القديمة وسط كييف، يضم على أحد جنباته -حتى يوما هذا- مبنى "فلسطين" الذي كان فندقا لزائري المدينة وحجاجها، وفيه مصفاة لفلترة مياه نهر "دنيبر" المجاور.

فلسطين اسم حمل البركة لسكان كييف وزائريها بالقرن الـ19 (الجزيرة)

فكرة البناء تعود إلى القديس فولوديمير الأول أمير كييف (الكنياز) الذي عمّد أبناءه في نهر الأردن بأرض فلسطين المباركة، قبل أن يقرر بناء الفندق والمصفاة عام 1886، لنقل بركة الاسم والمكان إلى أرضه وحجاجها المسيحيين، لاسيما وأن مملكة كييف كانت أولى مناطق شرق أوروبا التي اعتنقت المسيحية القرون الوسطى.

وعلى أساس الفندق والمصفاة، بني دَرَجٌ طويل باق حتى يومنا هذا، يصل الفندق بضفة النهر، وأطلق عليه في بعض المراجع التاريخية "مسلك فلسطين" أيضا.

درج "مسلك فلسطين" يصل الفندق بضفة النهر (الجزيرة)

وهكذا، أطلق اسم فلسطين على فندق لم يعد موجودا في وقت لاحق سيطرت فيه الشيوعية السوفياتية على كييف، لكنه بقي اسما لذلك الدَرَج، ولأول مصفاة شرب منها سكان المدينة، وتعد واحدة من أبرز المعالم التاريخية فيها.

مبنى المصفاة شاهد على مكانة اسم وأرض فلسطين بالنسبة لشعب كييف ومسيحيي المنطقة (الجزيرة) أوكرانيا المنحازة لإسرائيل

لا يبعد المكان التاريخي سوى مئات قليلة من الأمتار عن مقرات الحكم الرئيسية في كييف. ومع ذلك، يبدو أن التاريخ لا يلعب دورا في موقفها من الحرب الإسرائيلية الراهنة وغير المسبوقة على قطاع غزة.

موقف الرئاسة في أوكرانيا انحاز سريعا وبقوة لصالح الاحتلال مع بداية الحرب، قبل أن تعدله وزارة الخارجية في وقت لاحق ببيان تحدث عن أهمية حل الدولتين لحل القضية.

ومع ذلك، يبقى من الواضح أن معظم وسائل الإعلام الأوكرانية تتناول الحرب من منظور منحاز لصالح إسرائيل، بل إنها خصصت حيزا كبيرا من ساعات التغطية لهذا الغرض، يضاهي أحيانا حجم اهتمامها بالحرب الروسية الدائرة على أوكرانيا.

وسائل إعلام أوكرانية عديدة تتناول الحرب الإسرائيلية على غزة من منظور منحاز لإسرائيل (الجزيرة) تحولات سياسية

فرادة الموقف الأوكراني هذه المرة تأتي أنه لم يتناغم -كما جرت العادة- مع الموقف الأوروبي الأكثر تأنيا إزاء القضايا الدولية، بل جاء في بدايته مطابقا لموقف الولايات المتحدة المندفعة بقوة لصالح إسرائيل واستمرار الحرب.

وسبب ذلك، بحسب كثير من رموز الجاليات العربية والمسلمة، حاجة أوكرانيا لتملق الولايات المتحدة لضمان استمرار دعمها السخي في مواجهة روسيا، حتى وإن تحولت بوصلة واشنطن فجأة نحو الشرق الأوسط.

والسبب الآخر أن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، ونسبة كبيرة من أعضاء حزبه الحاكم، ينحدرون من أصول يهودية، وأن اللوبي اليهودي المنحاز لصالح إسرائيل يسيطر على معظم وسائل الإعلام المحلية والعالمية المؤثرة.

أحد رموز الجالية الأردنية في كييف، وقد طلب عدم الكشف عن اسمه، يقول للجزيرة نت "هذه حقيقة لا تخفى على أحد في أوكرانيا، لكني أعتقد أن التملق المصلحي يطغى على الجانب الديني في أوكرانيا، حتى وإن كان حاضرا في الخفاء".

وتابع في سياق آخر "صدقني، الشعب الأوكراني مغيب تماما عن حقيقة ما يحدث في الشرق الأوسط بسبب الإعلام الموجه لصالح إسرائيل الذي يسوق تحركاتها العسكرية على أنها شبيهة بحق أوكرانيا في الدفاع عن أرضها أمام روسيا".

وتابع في ذات السياق "هذا بسبب غياب الإعلام البديل أو المتوازن، ولهذا لا نلمس ردود فعل كبيرة إزاء ما تفعله إسرائيل من مجازر، بل نرى أن شريحة واسعة من العامة تنظر إلى الفلسطينيين على أنهم همج، وأن مجتمعهم مليئ بالتنظيمات الإرهابية".

لائحة مكتوب عليها "فلسطين أول مصفاة في كييف" (الجزيرة) صوت العرب المغيب

ويطرح بعض المطلعين على الشأن الأوكراني سؤالا عن غياب أدوار وأصوات العرب والمسلمين في أوكرانيا، ولماذا لم تتفاعل هذه المرة أبدا مع الحرب الإسرائيلية على غزة، كما جرت العادة في الحروب السابقة.

سبب ذلك -كما يقول مراقبون- هو الحرب الروسية على أوكرانيا، التي بحجتها تُمنع الجاليات من الدعوة إلى أي تجمعات أو مظاهرات كانت في الحروب السابقة تنظم عادة أمام مبنى الأمم المتحدة أو مقر السفارة الإسرائيلية.

وبعض رموز هذه الجاليات أكدوا للجزيرة نت أيضا أن مختلف السلطات الأمنية شددت على الأمر في الوقت الحالي، واعتبرته مخالفا لقانون حالة الحرب المعلنة في البلاد.

كما أشاروا إلى قلة أعداد العرب والمسلمين وأنصارهم، لأن نسبة كبيرة منهم غادرت كييف وباقي أرجاء البلاد بسبب الحرب أيضا.

ويتخوف بعض أبناء الجاليات من الحديث للجزيرة نت خشية معاقبة الداعين والمشاركين إلى أي فعالية، بتوزيع إيعازات التجنيد عليهم، وهو أسلوب عقابي صار منتشرا في أوكرانيا زمن الحرب ويستخدم لإسكات المخالفين.

وحدة بعد انقسام

ورغم ضعف الحيلة، لم يعد العرب والمسلمون في أوكرانيا كما كانوا قبل الحرب، فالوحدة ضد المجازر المستمرة باتت صورة لافتة لا تخطئها العين اليوم، وحلت بديلا عن الانقسام والانحياز والتنافر السياسي والأيديولوجي السابق.

وتعبر جلساتهم بعد صلاة الجمعة وفي أمسيات باقي أيام الأسبوع عن وحدة الألم، بينما كانت قبل ذلك تشهد انقساما وجدلا وكيلا متبادل للاتهامات بعض الأحيان.

مبنى مصفاة فلسطين كان جزءا من فندق لحجاج كييف وزائريها (الجزيرة)

كثيرون منهم منهمكون بالتواصل مع وسائل الإعلام المتاحة، ونشر ما يستطيعون نشره على مواقع التواصل من صور ومقاطع مرئية ومعلومات بالروسية والأوكرانية، بغية إيجاد شيء من توازن، كما باتت صفحات سفارة فلسطين على مواقع التواصل أيضا منبرا رسميا لنشر البيانات وما يفضح جرائم الاحتلال.

من خلال الحديث مع بعض رموز الجاليات في أوكرانيا حول ما تشهده غزة، يلتف الجميع حول فكرة مفادها "لا عتاب على الأعداء أو مواقف من كنا نحسبهم أصدقاء وأصحاب قيم، إذا كان أخوة الدم والعرق والدين عاجزين عن اتخاذ مواقف مشرفة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لصالح إسرائیل فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

فلسطين تفاصيل جديدة بشأن الإفراج عن أسير أميركي ونتنياهو يتحدث عن أيام حاسمة

 

 ذكرت مصادر مختلفة تفاصيل جديدة من صفقة الإفراج عن الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في حين تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "أيام حاسمة" بشأن الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد أنه سيطلق سراح ألكسندر، إثر اتصالات أجرتها الحركة مع الإدارة الأميركية في الأيام الماضية.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه من أجل تأمين إطلاق سراح عيدان ألكسندر سيتم إنشاء ممر آمن لإخراجه من القطاع كما أن إسرائيل ستطبق وقفا مؤقتا لإطلاق النار في مناطق معينة من غزة.

بدورها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر قوله إن إسرائيل تستعد لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي اليوم الاثنين، وتوقع أن يكون ذلك بين الساعة 8 صباحا و8 مساء. ووفقا للمصدر الذي تحدث إلى "أكسيوس"، فإن حماس لن تحصل على أي مقابل لإطلاق سراح عيدان.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان اليوم الاثنين إن إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح أسرى مع حركة حماس، وإنما فقط توفير ممر آمن يتيح تحرير عيدان ألكسندر.

وأكد المكتب أن المفاوضات لإطلاق سراح أسرى آخرين ستستمر في حين تجري الاستعدادات لتكثيف القتال في غزة.

إعلان سياسة مكثفة ونقل المكتب عن نتنياهو قوله إن "إطلاق سراح عيدان المتوقع دون مقابل هو بفضل سياسة مكثفة اتبعناها بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والضغط العسكري"، مضيفا "نمر بأيام حاسمة وأمام حماس صفقة من شأنها أن تمكّن من الإفراج عن أسرانا".

وقال مصدر لهآرتس إن إسرائيل تشترط للدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب إطلاق سراح نصف الأسرى أحياء وأمواتا.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن حركة حماس تلقت تأكيدات من أحد الوسطاء بأن إطلاق سراح ألكسندر سيقطع شوطا طويلا مع الرئيس الأميركي، وأشارت إلى أن الحركة تأمل أن يكون إطلاق سراح الأسير الأميركي الإسرائيلي كافيا لإقناع ترامب بالضغط على نتنياهو لقبول صفقة.

ويأتي إطلاق سراح ألكسندر -الذي يُعتقد أنه آخر أسير أميركي على قيد الحياة في غزة- قبيل زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط بدءا من غد الثلاثاء.

وقال ترامب، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه ممتن لجميع الأطراف المشاركة في اتفاق إطلاق سراح ألكسندر، واصفا الإفراج عن الأسير بأنه "بادرة حسن نية" ومضيفا "نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي".

وفي بيان مشترك، قالت مصر وقطر إن موافقة حماس على إطلاق سراح ألكسندر خطوة "مشجعة" لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ومن دون عوائق لمعالجة الأوضاع المأساوية في القطاع.

وأكدت مصر وقطر مجددا "استمرار جهودهما المتسقة في ملف الوساطة بقطاع غزة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية لتخفيف معاناة المدنيين وتهيئة الظروف الملائمة لتهدئة شاملة وصولا إلى إنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها".

وألكسندر (21 عاما) جندي في الجيش الإسرائيلي ولد ونشأ في ولاية نيوجيرسي الأميركية، وسينضم إلى 38 أسيرا أطلق سراحهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، وانهار بعد استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي في مارس/آذار هجومه البري والجوي على غزة.

إعلان وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحرب على غزة ستستمر حتى تحرير باقي الأسرى وعددهم 59، ونزع السلاح من قطاع غزة، بينما تصرّ حماس على أنها لن تفرج عن الأسرى إلا في إطار اتفاق لإنهاء الحرب التي أودت بأكثر من 52 ألف شهيد

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة «لأي شكل من التفاوض» لإنهاء الحرب
  • زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لأي شكل من التفاوض لإنهاء الحرب
  • ماكرون: لا نريد أن يتدهور الوضع في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة
  • لماذا تُعتبر مفاوضات إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا حاسمة؟
  • كييف: عدم حضور بوتين المحادثات المقررة في إسطنبول سيكون إشارة واضحة على عدم رغبة موسكو في إنهاء الحرب
  • حاورته الجزيرة نت.. طبيب فلسطيني ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم
  • اعتصار تايوان.. خطة بكين لإسقاط الجزيرة دون قتال
  • ترامب: نأمل إطلاق سراح أسرى آخرين من غزة.. زيارتي للمنطقة تاريخية
  • بسبب الحرب.. كييف ضمن الدول المصنعة للطائرات المسيرة
  • فلسطين تفاصيل جديدة بشأن الإفراج عن أسير أميركي ونتنياهو يتحدث عن أيام حاسمة