رئيس بولندا يزور كييف.. وطائرة روسية مسيّرة تضرب مبنى سكنيا في أوديسا
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
وصل الرئيس البولندي المنتهية ولايته أندريه دودا، السبت، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة تحمل رسائل دعم رمزية وسياسية، تزامناً مع تصعيد روسي جديد استهدف مدينة أوديسا جنوبي البلاد، أسفر عن قتيلين و14 جريحاً على الأقل.
وكان في استقبال دودا بمحطة القطار وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، الذي وصف الضيف البولندي بأنه "صديق حقيقي لأوكرانيا"، في إشارة إلى المواقف المتقدمة التي تبناها دودا دعماً لكييف خلال ولايته، والتي تنتهي في آب/أغسطس المقبل.
ويُعد دودا من أبرز الداعمين الأوروبيين لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شباط / فبراير 2022، إلا أن خلفه المنتخب، كارول نافروتسكي، وإن أعلن التزامه بمواصلة دعم المجهود الدفاعي لكييف، فقد أبدى تحفظه على انضمامها إلى تحالفات غربية كحلف شمال الأطلسي (الناتو).
Ostatnia taka wizyta w historii. Na końcu kadencji prezydent Andrzej Duda odwiedza dziś Kijowa. Od początku pełnoskalowej wojny to już jego 10 wizyta w Ukrainie. Więcej szczegółów w wiadomościach @RadioZET_NEWS pic.twitter.com/yLaA5MuyGf — Miłosz Gocłowski (@MiloszGoclowski) June 28, 2025
هجوم دام في أوديسا
بالتزامن مع زيارة دودا، شهدت مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود هجوماً روسياً جديداً، حيث اصطدمت طائرة مسيرة بأحد المباني السكنية شاهقة الارتفاع، ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم وسقوط قتلى وجرحى.
وأفاد حاكم منطقة أوديسا، أوليه كيبر، أن الهجوم استهدف الطوابق العليا من مبنى مكون من 21 طابقاً، مشيراً إلى العثور على جثتي زوجين تحت الأنقاض بعد السيطرة على الحريق.
وقال كيبر إن 14 شخصاً على الأقل أصيبوا في الهجوم، من بينهم ثلاثة أطفال، أحدهم بحالة خطيرة، في وقت أظهرت فيه مقاطع مصورة من موقع الهجوم رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد النيران وإجلاء السكان عبر سلالم داخلية وسط الظلام والدخان الكثيف.
من جانبه، كتب عمدة أوديسا، هينادي تروخانوف، على منصة "تليغرام"، أن الطائرة المسيّرة كانت جزءاً من موجة هجمات روسية تسببت بانفجارات وحرائق في عدة مناطق بالمدينة، داعياً السكان إلى التزام الحذر واللجوء إلى أماكن آمنة.
وتكثف روسيا منذ أسابيع هجماتها الجوية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن الأوكرانية، في ظل استمرار الجمود السياسي والعسكري على الجبهات، وتعثر المساعي الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
وتسعى موسكو إلى استنزاف القدرات الدفاعية الأوكرانية وترويع المدنيين، فيما ترد كييف بعمليات نوعية على أهداف عسكرية في العمق الروسي.
هجوم مضاد على قاعدة روسية
وفي سياق الرد الأوكراني، أعلن الجيش الأوكراني، أمس الجمعة، أنه نفذ عملية نوعية استهدفت قاعدة جوية روسية في منطقة فولغوغراد الواقعة على بُعد نحو 900 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
وأوضح الجيش أن العملية، التي نُفذت بالتنسيق مع جهاز الأمن الأوكراني ووحدات خاصة، أسفرت عن قصف أربع طائرات حربية من طراز "سو-34"، إضافة إلى منشآت فنية تستخدم في صيانة الطائرات.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الروسية حتى الآن بشأن الهجوم.
وخلال الأشهر الماضية، كثّفت أوكرانيا من عملياتها في العمق الروسي، مستهدفة منشآت عسكرية وصناعية ومواقع استراتيجية، في محاولة لفرض كلفة باهظة على موسكو، وإبراز قدراتها الهجومية المتزايدة رغم الصعوبات اللوجستية والقتالية التي تواجهها على الجبهات.
يأتي التصعيد العسكري وسط تراجع في الزخم الدبلوماسي الرامي لإنهاء الحرب، حيث لم تحقق المحادثات الدولية الأخيرة أي تقدم ملموس، في ظل تمسك كل طرف بشروطه، وتزايد التعقيدات المرتبطة بالتحالفات الإقليمية والدولية.
ويُجمع مراقبون على أن الحرب دخلت مرحلة استنزاف طويلة الأمد، وسط شكوك بشأن قدرة أي من الطرفين على تحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة في المدى القريب، ما ينذر باستمرار المعاناة الإنسانية والدمار في المدن الأوكرانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية دودا كييف أوديسا روسيا روسيا اوكرانيا كييف أوديسا دودا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
قمة ألاسكا| مواجهة أمريكية روسية على حافة إعادة رسم خريطة العالم
في أجواء مشحونة بالتوتر الجيوسياسي، تنعقد قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في حدث وصفه اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، بأنه واحد من أكثر اللقاءات حساسية وتأثيرًا في المشهد الدولي الراهن. توقيت القمة ومكانها، ورسائلها المباشرة وغير المباشرة، كلها عوامل تجعل من هذا اللقاء محطة فارقة في رسم ملامح العلاقات بين القوتين العظميين.
رمزية المكان وأبعاد التوقيت
يشير السيد إلى أن اختيار قاعدة جوية تعود إلى حقبة الحرب الباردة كمسرح لهذا اللقاء، ليس صدفة، بل يحمل دلالات واضحة على عودة أجواء المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وموسكو. ومع ذلك، فإن هذه القمة تمثل أيضًا فرصة نادرة للحوار المباشر بعد فترة جمود وعزلة دبلوماسية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ترامب… صانع الصفقات أم رهين التعقيدات؟
استراتيجيًا، يسعى ترامب إلى الظهور بمظهر "صانع الصفقات" القادر على حل الملفات المعقدة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا. ورغم وعوده السابقة بإنهاء الصراع في غضون 24 ساعة، إلا أن اعترافه مؤخرًا بصعوبة الوضع يعكس إدراكه لتعقيدات الملف الأوكراني وتشابك مصالح الأطراف المتصارعة.
بوتين وعرض اللحظة الأخيرة
من الجانب الروسي، يدخل بوتين القمة وهو يحمل عرضًا أخيرًا لاتفاق نووي محتمل، خطوة قد تعيد صياغة معادلة الردع بين القوتين. ومع ذلك، يرى السيد أن هذا العرض ليس مجرد مبادرة سلام، بل ورقة ضغط قوية تهدف إلى انتزاع تنازلات أمريكية في الملف الأوكراني.
قلق أوروبي وأوكراني مشروع
ويحذر السيد من أن غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن هذه القمة يزيد من مخاوف كييف والعواصم الأوروبية. فهناك خشية من أن يفضي اللقاء إلى تسوية سريعة قد تُفسر على أنها تخلي واشنطن عن التزاماتها تجاه أوكرانيا، أو على الأقل تقليص حجم هذا الدعم.
يرى اللواء نبيل السيد، أن قمة ألاسكا ليست مجرد اجتماع ثنائي، بل مباراة شطرنج سياسية كبرى قد تعيد ترتيب التحالفات وتحدد مسار النظام الدولي في السنوات المقبلة. والأنظار تتجه نحو ترامب ليرى العالم إن كان سيسلك طريق الضغط المستمر على موسكو، أم يفتح الباب أمام صفقة كبرى تنهي صراعًا استنزف الجميع.