آلاف الجثث على الأرض وتحت الأنقاض.. والمستشفيات تنازع النفس الأخير

 

 لا جديد فى غزة فيما يتعلق بوقف الحرب.. فالمجازر تلو الأخرى.. رائحة الأجساد تفوح بالفسفور الأبيض.. أشلاء هنا وصرخات هناك قصف وانفجار للحياة.. لم تسلم حتى عربات الكارو من القصف فاستشهد الإنسان والحيوان ودمر البنيان.. لا مكان لدفن الضحايا وسط استغاثات ومخاوف من تحول المستشفيات لمقابر جماعية بعد خروج معظمها عن الخدمة، فيما تدخل حرب الإبادة الصهيونية الجماعية على الشعب الفلسطينى شهرها الثانى بـ24 مجزرة خلال الـ24 ساعة الماضية أكبرها مجزرة مخيم المغازى للاجئين.

 

يأتى ذلك فيما طالب وزير ما يسمى بالتراث الإسرائيلى «عميحاى إلياهو ميمون» فى تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية بضرب القطاع المحاصر بالنووى بإلقاء قنبلة خيار مطروح، معتبراً أن للحرب أثماناً بالنسبة للمحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.

وأضاف أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه. وينتمى إلياهو إلى حزب «قوة يهودية»، الذى يتزعمه وزير الأمن الوطنى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير.

وأكد مدير عام المستشفيات فى غزة محمد زقوت، أن الطواقم الطبية عجزت عن فعل أى شيء للعديد من الجرحى، فى القصف الإسرائيلى على مجمع سكنى بمخيم المغازى وسط القطاع، ليل السبت.

وأوضح زقوت أن مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة استقبل خلال الليل أكثر من 100 ضحية فى القصف ما بين شهيد ومصاب معظمهم من النساء والأطفال، والعدد يتزايد، قائلا «إن إنقاذ الجرحى لم يعد ممكناً».

وشدد زقوت على أن سيارات الإسعاف كانت تجد صعوبة بالغة فى التحرك ليلاً والوصول لمكان القصف لنقل الضحايا، وكان الأهالى يحضرون المصابين بجهود ذاتية، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لأنه لا يزال هناك كثيرون تحت الأنقاض.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى أن محيط مستشفى القدس فى غزة تعرض لأشرس هجمة على محيطه، منذ تكثيف الجيش الإسرائيلى استهدافه له قبل أكثر من أسبوع. وأضافت أن محيط مستشفى القدس شهد قصفاً مدفعياً وجوياً عنيفاً من جميع الاتجاهات، الأمر الذى أدى إلى إصابات بين النازحين داخل المستشفى بعضها خطير، فضلاً عن أضرار جسيمة فى قسم العناية المركزة فى المستشفى والدورين الثالث والرابع فيه.

وأدى القصف إلى أضرار جسيمة فى 4 مركبات تابعة للجمعية وخروج 2 منها من الخدمة، بالإضافة إلى أضرار فى خطوط وشبكة المياه فى المستشفى الذى ضاعف من معاناة النازحين والطواقم والمرضى.

وأشارت إلى أن القصف المدفعى العنيف بجوار المستشفى من جميع الجهات، مما أدى إلى إغلاق معظم الطرق المؤدية للمستشفى، وسبب صعوبة بالغة جداً تواجه الطواقم العاملة فى أداء مهامها الإنسانية، وتحديدا حركة مركبات الإسعاف فى الوصول إلى نداءات المستغيثين من السكان.

وناشدت الجمعية المجتمع الدولى التدخل العاجل والفورى لحماية طواقمها العاملة فى مستشفى القدس وحوالى 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وأعلنت وزارة الصحة فى غزة عن استشهاد 10 آلاف فلسطينى بينهم 4800 طفل و2550 سيدة، منهم 70% من النساء والأطفال منذ بدء الحرب فى غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال الإسرائيلى يمارس حرب إبادة وتطهيراً عرقياً منذ 30 يوماً على الحرب فى غزة، مشيرا إلى أن «القوات الإسرائيلية ارتكبت 24 مجزرة خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 243 فلسطينياً». وأكد أن المنظومة الصحية فى القطاع أمام ساعات حرجة، ومستشفيات قطاع غزة عاجزة تماماً عن تقديم أى خدمة صحية.

وكشف عن أن الوزارة تلقت 2660 بلاغاً عن مفقودين تحت الأنقاض بينهم 1270 طفلاً. وناشد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة كل الأطراف ضرورة توفير ممر آمن لتدفق المساعدات بما فيها الوقود، مؤكدا أنه لا توجد ممرات آمنة وهى كذبة والقوات الإسرائيلية تستخدمها للانقضاض على أبناء شعبنا.

يأتى ذلك فيما أعلنت المقاومة الفلسطينية خلال كلمة للمتحدث باسمها عن خسائر قوات الاحتلال بالصوت والصورة. 

واعترف وزير الاحتلال يوآف جالانت فى مؤتمر صحفى بالمعارك ضارية داخل غزة، ومصرع المئات من قواته، مؤكداً أن قوات بلاده «دخلت مناطق مأهولة»، فى إشارة إلى المواجهات المباشرة وحرب الشوارع.

 وأكدت العديد من المصادر الأمنية أن ما ينتظر القوات البرية الإسرائيلية فى غزة لن يكون نزهة، خاصة مع وجود شبكة أنفاق بنتها حماس على مدى سنوات، وتمتد مئات الكيلومترات ويصل عمقها إلى 80 متراً، كانت وصفتها الأسيرة الإسرائيلية يوشيفيد ليفشيتز التى أُفرج عنها الشهر الماضى، بأنها «شبكة عنكبوت».

ووصفها خبير أمنى بأنها أكبر بعشرة أمثال من أنفاق «فيت كونج»، أو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.

كما كشفت مصادر مطلعة فى الغرب والشرق الأوسط عن أن لدى حماس أنواعاً مختلفة من الأنفاق الممتدة أسفل قطاع غزة الساحلى الذى تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً وأسفل حدوده، بما فى ذلك أنفاق للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات.

وقال مسئول أمريكى إن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الخاصة الإسرائيلية ستواجه تحدياً لم يسبق له مثيل، إذ سيتعين عليها خوض قتال مع حماس مع محاولة تجنب قتل الرهائن المحتجزين تحت الأرض.

وقالت المصادر إنه على الرغم من أن إسرائيل أنفقت كثيرا على وسائل كشف الأنفاق، بما فى ذلك حاجز تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار أطلقت عليه اسم «الجدار الحديدى»، لا يزال يُعتقد أن حماس لديها أنفاق تصلها بالعالم الخارجى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الخدمة عربات الكارو فى غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 57,882 شهيدا

الثورة نت /..

ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، اليوم السبت، إلى 57,882 شهيدًا 138,095 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،  أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 59 شهيدًا (منهم 9 شهداء انتشال) و 208 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكرت أن حصيلة الشهداء والإصابات بلغت منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 7,311 شهيدًا 26,054 إصابة.

وأوضحت أن عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات بلغ 17 شهيدا وأكثر من 53 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 805 شهداء وأكثر من 5,252 إصابة.

وأشارت إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

مقالات مشابهة

  • «حشد» تدين الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة والضفة.. وتطالب بوقف الإبادة الجماعية
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 57,882 شهيدا
  • مصادر فلسطينية: محادثات وقف إطلاق النار في غزة متعثرة بسبب خطط الانسحاب الإسرائيلية
  • المسؤول السابق للسياسة الخارجية بأوروبا: يجب إيقاف الإبادة الجماعية بغزة
  • رئيس البرلمان التركي يفتتح متحف الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا بدعم تركي
  • مسؤول أوروبي سابق يحذر من تكرار الإبادة الجماعية في غزة.. لم نمنع إبادة سريبرينيتسا
  • صحيفة إسرائيلي: الإخلاء إلى “غيتو رفح”… المرحلة الأخيرة قبل الإبادة الجماعية
  • أردوغان: الإدارة الإسرائيلية ستحاسب على الإبادة الجماعية بغزة
  • كيف فشل العالم في وقف الإبادة الجماعية في غزة؟
  • بفعل جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 10%