ليست أمريكا فقط| حشد عسكري غير مسبوق بالشرق الأوسط.. خريطة الدول والقوات والأسلحة المرسلة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
بعيدا عن القوات العسكرية الغربية المتواجدة في الشرق الأوسط قبل السابع من أكتوبر الماضي، أرسلت العديد من دول العالم الكبرى قوات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب بدء عملية طوفان الأقصى، والحرب الدموية التي تشنها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، والملفت للنظر أن تلك القوات كانت ضخمة وتتشكل من أفضل القوات والمعدات العسكرية حول العالم، حتى وصل الأمر إلى إرسال غواصات نووية إلى المنطقة.
وما بين استراتيجية فرض القوة عبر مصطلح "الردع الإقليمي"، وبين التواجد بهدف حماية ونقل الرعايا من مواطني تلك الدول، كانت تلك هي الذرائع التي أعلنتها تلك الدول لتبرير إرسال تلك القوات، بل وكانت هناك ذريعة أخرى وهي تقديم لدعم الطبي لسكان غزة، ولكن في النهاية، وبعد مرور شهرا على بدء تلك الحرب، أصبح في الشرق الأوسط حشود عسكرية جديدة لا يعلم أحدد حتى هذه اللحظة عن الهدف الحقيقي من ورائها، ولكن هنا نرصد تلك القوات الإضافية بالمنطقة.
منع وصول الأسلحة لحماس ودعم إسرائيل .. بريطانيا
ومن الدول التي أعلنت إرسال قوات عسكرية للشرق الأوسط في أعقاب طوفان الأقصى، كانت الحكومة البريطانية، والتي أرسلت سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؛ وذلك بهدف معلن وهو دعم إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي ومنع أي تصعيد، وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك، في بيان: «إلى جانب حلفائنا، سيدعم نشر قواتنا العسكرية ذات المستوى العالي الجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار الإقليمي ومنع المزيد من التصعيد».
وأضاف، أنه بدأت الدوريات البحرية وطائرات المراقبة العمل في المنطقة، لرصد التهديدات للاستقرار الإقليمي، مثل نقل الأسلحة إلى جماعات إرهابية، وأن التجهيزات تشمل طائرة من طراز «بي 8» وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وثلاث مروحيات من طراز «ميرلين» وسريّة من مشاة البحرية الملكية، موضحا أن العسكريين سيكونون في وضع تأهب لتقديم «دعم عملي» لإسرائيل وضمان «الردع»، وكذلك ستدعم فرقنا العسكرية والدبلوماسية في أنحاء المنطقة الشركاء الدوليين لإعادة إرساء الأمن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى إسرائيل.
مهمة إغاثة طبية للمصابين .. فرنسا
وتحت ذريعة مهمة إغاثة طبية للمصابين في الحرب، أرسلت فرنسا حاملة طائرات هليكوبتر ثانية قبالة سواحل غزة في إطار عملها مع السلطات الإسرائيلية والمصرية لإيجاد وسيلة لتقديم المساعدات الطبية للمتضررين من القصف الإسرائيلي في المنطقة المحاصرة، وذلك بعد أن أرسلت بالفعل حاملة الطائرات «تونير» إلى شرق البحر المتوسط في مهمة لدعم مستشفيات غزة، كما قال الرئيس إيمانويل ماكرون.
وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، لراديو «فرانس إنفو»، إن حاملة طائرات الهليكوبتر «ديكسمو» اتجهت بالفعل إلى المنطقة، وتم تجهيزها لتحويلها إلى سفينة مستشفى، فيما قال مصدر عسكري فرنسي إن الحاملة «تونير»، التي تضم نحو 60 سريرا وجناحين للعمليات الجراحية، لا يمكن استخدامها إلا مؤقتا ودعما لمستشفى أكبر على الأرض.
بسبب التواجد العسكري الأمريكي بالمنطقة .. الصين
فيما أفادت التقارير أن الصين نشرت ست سفن حربية في الشرق الأوسط، مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، حسبما ذكرته صحيفة «إكسبريس» البريطانية، وقد شاركت فرقة العمل 44 للمرافقة البحرية - من المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي - في عمليات روتينية في المنطقة، وقضت عدة أيام في عمان الأسبوع الماضي، وأرسلت السفن الحربية الصينية إلى مكان غير محدد بعد مشاركتها في تدريب مع البحرية العمانية.
وتضم فرقة العمل زيبو ومدمرة صواريخ موجهة وفرقاطة جينجتشو وسفينة الإمداد كيانداوهو - وكلها تمركزت في الشرق الأوسط بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قاطع غزة، ومنذ وصولها إلى خليج عدن شمال الصومال قبل ستة أشهر، شاركت فرقة العمل التابعة لجيش التحرير الشعبي في مهام مرافقة للشحن، ومع ذلك، فقد سلمت مهمتها إلى فرقة العمل الخامسة والأربعين - من قيادة المسرح الشمالي لجيش التحرير الشعبي - في وقت سابق من هذا الشهر، ويأتي نشر الصين بعد أن أرسلت الولايات المتحدة ترسانة قوية إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الأسبوع.
حشود عسكرية لأجل 120 شخص فقط من رعاياها .. أستراليا
بينما أعلنت أستراليا عن إرسال قوات وطائرتي نقل عسكريتين إلى الشرق الأوسط في ظل تزايد القلق حيال وضع المواطنين الأستراليين في المنطقة، وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز إنه تم إرسال "عدد كبير" من القوات لكنه رفض الإفصاح عن رقم محدد، كما تم نشر طائرتين من طراز "سي-130جاي سوبر هركيولز" C-130J Super Hercules، ولم يوضح مارلز الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء مقر الجنود والطائرتين، وتضاف الطائرتان إلى طائرة "سي-17أيه غلوبماستر" للنقل الثقيل وطائرة من طراز "كاي سي-30" للإمداد بالوقود متواجدة في المنطقة أيضا.
وقال مارلز لشبكة البث العامة "أيه بي سي" "الهدف من ذلك هو تقديم الدعم للأستراليين في الشرق الأوسط في حال تدهورت الأمور"، وتلك لتصريحات تأتي رغم إجلاء أكثر من 800 أسترالي من إسرائيل منذ 13 أكتوبر، فيما أفاد مارلز بأن الحكومة الأسترالية تحاول مساعدة 79 مواطناً في غزة و51 في الضفة الغربية طلبوا المغادرة، ولطالما تواجدت أستراليا عسكريا في منطقة الشرق الأوسط إذ تساهم في قوة مشتركة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تركّز على تدريب قوات الأمن العراقية، وفي عهد الحكومة المحافظة السابقة، ذكرت أستراليا عام 2020 بأنها ستركّز في التزاماتها الدفاعية على منطقة آسيا والهادئ.
تحسبا للجبهة حزب الله وإجلاء المواطنين .. ألمانيا
في ظل التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أرسلت ألمانيا قوات إضافية إلى قبرص كإجراء احترازي تحسبًا لإجلاء مواطنيها من المنطقة وخصوصًا من لبنان "إذا تفاقم الوضع"، وكتبت وزارة الدفاع الألمانية عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، يوم 21 أكتوبر، أن نقل القوات يهدف إلى زيادة قدرات الجيش على الإدارة والسيطرة والتخطيط حال الحاجة لعمليات إجلاء، مشيرة إلى أن مغادرة المواطنين الألمان من لبنان على متن الخطوط الجوية المدنية لاتزال ممكنة، وذكرت أن هذا الإجراء هدفه الاستعداد "للتمكن من التصرف بسرعة حتى لو تفاقم الوضع".
وفي وقت سابق، قالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أفرادًا من وحدة السباحين المقاتلين (كيه إس إم) التابعة للبحرية الألمانية موجودة بالفعل في قبرص، بينما توجهت القوات العسكرية الخاصة من قوات الكوماندوز (كيه إس كيه) جوًا إلى الأردن، وشددت وزارتا الخارجية والدفاع في ألمانيا في بيان مشترك، على أن نشر القوات الخاصة إجراء احترازي "للبقاء قادرين على التصرف إذا تفاقم الوضع"، كذلك نشر الجيش الألماني أكثر من 1000 جندي في دول في الشرق الأوسط، والآن يوجد في قبرص أيضاً قوات خاصة من الضفادع البشرية التابعة للبحرية الألمانية في وضع الانتظار.
الأضخم والأكثر خطورة وبهدف الردع الإقليمي .. أمريكا
والقوات الأكثر عدد والأكبر حجما، والأكثر تسلحا، والأخطر في هدفها، كانت القوات التي أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد القائد الحقيي للحرب على قطاع غزة، في ظل تواجد خبراء عسكريين، ودعم غير محدود لتل أبيب، وأحدث القطع الحربية التي وصلت إلى المنطقة، كانت الغواصة النووية الأمريكية طراز "أوهايو" التي وصلت إلى الشرق الأوسط، في استعراض نادرٍ للقوة، وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أول أمس، عن وصول غواصة أمريكية من طراز "أوهايو" تعمل بالطاقة النووية، دون ان تذكر اسمها، إلى الشرق الأوسط في خضم التوترات في المنطقة التي سبّبتها الحرب غير المسبوقة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.
وتنضم هذه الغواصة النووية إلى حاملتي الطائرات الأمريكيتين "جيرالد فورد" و"دوايت دي أيزنهاور" اللتين أرسلتا إلى الشرق الأوسط بعد أيام قليلة من بدء معركة طوفان الأقصى، وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، إنّها "الآن في منطقة عمليات الأسطول الخامس" في الخليج والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي، وأضاف "ما تفعله هذه (الغواصة)... هو تقديم دعم لجهود الردع التي نقوم بها في المنطقة"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
والغواصات من طراز أوهايو مزود بصواريخ بالستية ذات رؤوس نووية، وبعضها مجهّز بأكثر من 150 صاروخا من نوع "توماهوك كروز"، ويعد اعتراف الولايات المتحدة بموقع غواصة نووية يعد أمراً نادرًا للغاية لأنها تمثل جزءاً مما يسمى "الثالوث النووي" الأمريكي للأسلحة الذرية، الذي يتضمن أيضاً صواريخ بالستية أرضية وقنابل نووية على متن قاذفات استراتيجية، قد يكون هذا الإعلان رسالة واضحة موجهة إلى خصوم الولايات المتحدة الإقليميين وعلى رأسهم إيران وحلفائها في الشرق الأوسط بعد الهجمات التي تعرّضت لها القوات الأمريكية في العراق وسوريا التي تلت الحرب في قطاع غزة.
وكان البنتاغون قد وضع ما يقرب من 2000 فرد من الجيش والقوات الجوية ومجموعة من الوحدات في حالة استعداد بينما تستعد إسرائيل لهجومها على حماس، وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات - بما في ذلك يو إس إس جيرالد آر فورد ويو إس إس دوايت دي أيزنهاور - إلى شرق البحر الأبيض المتوسط إلى جانب الطائرات التي يمكنها تنفيذ غارات جوية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى الشرق الأوسط الشرق الأوسط فی فی الشرق الأوسط فی المنطقة فرقة العمل من طراز
إقرأ أيضاً:
سفير فيتنام بالقاهرة: نقدر دور مصر بقيادة الرئيس السيسي في دعم السلام والاستقرار بالشرق الأوسط
أكد سفير فيتنام في القاهرة السفير نجوين هوي ذونج، تميز العلاقات بين فيتنام ومصر، مشيرا إلى أن الشعب الفيتنامي ينظر بعين التقدير لجهود مصر بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإنهاء التوترات في هذا الجزء من العالم، بنفس القوة التي تسير بها مصر بقيادة السيد الرئيس السيسي على طريق التقدم والتحديث والتعاون البناء مع العالم.
وقال السفير الفيتنامي- في مقابلة مع الإذاعة المصرية- إن للبلدين علاقات متميزة منذ عام 1963، وإن مصر قدمت الدعم الكامل لفيتنام حتى الآن.
وأضاف "الفيتناميون هم الشعب الأكثر إدراكا في العالم لضرورة السلام من أجل التنمية، فبعد عقود طويلة من الصراع ونزيف الدماء والحرب مع الولايات المتحدة حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي تسير فيتنام والولايات المتحدة اليوم معا في مسار الشراكة الاستراتيجية".
وتابع: إن صراع الأمس مع الولايات المتحدة أصبح اليوم شراكة وتعاونا، فالتاريخ لا يتغير ولكن المستقبل يمكن أن يكون أكثر إشراقا مع التعاون والسلام".
وأكد السفير نجوين هوي ذونج، أن فيتنام تنظر بعين التقدير إلى نجاح جهود مصر في تحسين البنية التحتية، وتعمل على نقل التجربة المصرية في التنمية.
وأضاف أن فيتنام تنوي أن تحذو حذو مصر في هذ المجال الذي يشجع الاستثمار ويدعم السياحة، مشيرا إلى أن عدد السائحين الفيتناميين إلى مصر زاد لهذا السبب.
كما قال سفير فيتنام لدى مصر، أن بلاده بدأت السير على طريق التقدم منذ عام 1986 عندما تبنت سياسة الإصلاح الاقتصادي بعد مرور عشرة أعوام تقريبا على انتهاء الحرب الفيتامية، وقيام الفيتناميين بنفض غبارها والاتجاه إلى تنمية بلادهم فتحولت من دولة على شفا المجاعة نتيجة لنقص الأرز إلى ثاني دولة في العالم في تصدير الأرز والثاني في تصدير البن والأولى في الكاشو.
وفي مجال الصناعة.. قال سفير فيتنام، إن بلاده دخلت بقوة في الصناعات الإلكترونية والكهربائية والملابس والأحذية الرياضية.
وأضاف أن البلاد شهدت أيضا نهضة علمية وتعليمية، وأصبحت الأمية فيها لا تزيد على 1%، وبها الآن 275 جامعة؛ منها فروع عديدة لجامعات فرنسية وألمانية وأمريكية وبريطانية، ولتلك الأسباب تم ترفيع مستوى الشراكة مع الولايات المتحدة إلى "الشراكة الاستراتيجية"، بعد عقود من الحرب بين البلدين وصفت تاريخيا بأنها الحرب الأطول في العالم.
واستطرد سفير فيتنام، "لقد تحولت بلادي إلى مقصد سياحي مهم؛ لما تتمتع به من غابات وشواطئ وأماكن أثرية ومدن ذات طابع خاص مثل هانوي وهو تشي منه (سايجون سابقا)، كما أن المطبخ الفيتنامي "مميز جدا".
وأعرب السفير ذونج، عن تطلع بلاده إلى زيادة التعاون مع مصر في المجالات الاقتصادية والسياحية والعلمية، خاصة أن هناك تقاربا وصداقة ومودة بين الرئيس السيسي وقيادات فيتنام، ولا تزال فيتنام تثمن دور مصر في سنوات الكفاح، وزيارة بطل التحرير هو تشي منه لمصر عام 1911 وعام 1946، وهو في طريقه لمفاوضات تثبيت دعائم الدولة.
وقال إنه يشعر بالاعتزاز للعمل في مصر؛ هذا البلد المضياف العريق، وأنه يستمتع بوقته هنا، قائلا "من يشرب من ماء النيل يعود له"، مشيرا إلى قدومه إلى مصر في عام 2009 في زيارة عمل قصيرة والآن عاد لها سفيرًا.
يشار إلى أن السفير ذونج هو سفير فوق العادة لدى مصر، وخريج معهد العلاقات الخارجية بهانوي، وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية من دلهي، وكان يعمل في بعثه بلاده في أستراليا وواشنطن كنائب سفير.