فرار آلاف المدنيين من شمال غزة مع تفاقم الأزمة الإنسانية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أحمد عاطف، وكالات (رفح، القاهرة)
أخبار ذات صلةفرّ آلاف المدنيين الفلسطينيين في موكب بائس من شمال قطاع غزة، أمس، بحثاً عن ملاذ من الضربات الجوية الإسرائيلية والقتال البري الشرس، فيما تتركز المعارك بين الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر، بعد دخول الحرب شهرها الثاني مع تفاقم المعاناة الإنسانية لمئات آلاف الفلسطينيين.
وحدث الخروج الجماعي في مهلة مدتها أربع ساعات أعلنتها إسرائيل، وطلبت فيها من السكان إخلاء المنطقة وإلا غامروا بالوقوع وسط أعمال العنف.
لكن الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع المحاصر تعرضت أيضاً لإطلاق نار. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن غارة جوية أصابت منازل في مخيم النصيرات للاجئين، أسفرت عن مقتل 18 شخصاً صباح أمس. وفي خان يونس، قُتل ستة أشخاص، بينهم فتاة صغيرة، في غارة جوية.
وقال شاهد عيان يدعى محمد أبو دقة إن ضربة جوية بطائرة إف-16 أصابت فجأة منزلاً ونسفته بأكمله، وثلاثة منازل متجاورة حين كانوا يجلسون في سلام. وأضاف أن السكان كلهم مدنيون ومن بينهم امرأة ورجل طاعنان في السن، وأن هناك آخرين ما زالوا تحت الأنقاض.
وطوقت قوات الجيش الإسرائيلي مدينة غزة بالكامل. وقال الجيش إن قواته تتقدم صوب قلب المدينة المكتظة بالسكان.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 شخصاً قتلوا حتى الآن، 40 بالمئة منهم أطفال. وقال كريستيان ليندميير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، في جنيف، إن مستوى الوفيات والمعاناة «يصعب استيعابه».
وقال شهود إن آلاف الفلسطينيين الفارين من الشمال شقوا طريقهم على قلق في موكب طويل عابرين بالمباني التي دمرتها القنابل. وكان الجيش الإسرائيلي أخبرهم بأن عليهم التحرك جنوبي مستنقعات وادي غزة على طول طريق صلاح الدين الرئيسي. ولم يتضح أين سينتهي بهم المطاف تحديداً، نظراً لأن الأعداد الهائلة من النازحين من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تكتظ بهم بالفعل المدارس والمستشفيات ومواقع أخرى في الجنوب.
ولا يزال آلاف آخرون داخل المنطقة الشمالية المحاصرة، ومنها مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة.
وهاجمت إسرائيل غزة جواً وبراً وبحراً، واستخدمت قوات برية لتقسيم القطاع الساحلي الضيق لجزأين في قتال ضار وسط أنقاض المباني في مناطق حضرية.
وإضافة إلى الموت والدمار الذي يحيط بهم من كل صوب، يعاني الفلسطينيون من نقص كبير في الماء خصوصاً والمواد الغذائية والأدوية، فيما تستمر معاناة المستشفيات التي تحتاج إلى الوقود.
وأظهرت لقطات التقطها مراسل لوكالة فرانس برس، عدداً من السكان الذين ما زالوا في مدينة غزة، يصطفون أمام صهاريج من أجل التمكن من الحصول على المياه.
وجدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه وقف إطلاق النار ما لم يتم الإفراج عن الرهائن.
وقال في كلمة متلفزة: «لن يسمح بدخول الوقود، ولا وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا».
وأفادت مصادر مطلعة بجهود وساطة لإطلاق سراح 10 إلى 15 رهينة محتجزين في غزة، مقابل وقف إطلاق نار ليوم أو يومين في قطاع غزة.
وأدت عمليات القصف العنيف إلى نزوح 1.5 مليون شخص داخلياً، خصوصا بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكان شمال القطاع بالتوجه إلى جنوبه.
في غضون ذلك، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، معبر رفح البري بين الأراضي المصرية والفلسطينية بأنه بوابة الحياة لقطاع غزة، واطلع، خلال زيارة للمعبر أمس، على توفر كل الإمكانيات التي تشمل سيارات الإسعاف وعمليات الإجلاء من قطاع غزة والتي تشمل حاملي جنسية مزدوجة ورعايا دول أجنبية. وبحث فولكر خلال زيارة تفقدية لمعبر رفح من الجانب المصري، أمس، مع المسؤولين المصريين عن المعبر الترتيبات التي تجري لإدخال شاحنات المساعدات، واستعدادات الدولة المصرية لتسهيل وصولها للجانب الفلسطيني وتجهيز سيارات الإسعاف لنقل جرحى غزة فور وصولهم إلى شمال سيناء، وكذلك إجلاء وعبور الأجانب القادمين من القطاع.
بدوره، كشف مسؤول الإعلام في معبر رفح الدكتور أحمد حسني في تصريحات لـ«الاتحاد» عن تواصل الجهود الرامية إلى الإبقاء على معبر رفح مفتوحاً، باعتباره المنفذ الوحيد لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية التي أرسلتها دول عدة.
وأوضح الدكتور أحمد حسني أنه علاوة على أن استمرار فتح المعبر مهم حتى يتمكن مئات المصابين من العبور من أجل تلقي العلاج، وكذلك لسفر العالقين من الأجانب وحملة الجوازات العربية والأجنبية.
إلى ذلك، أعلنت هيئة المعابر الفلسطينية السماح بعبور عدد من حملة الجنسيات الأجنبية من القطاع إضافة إلى 107 مصريين، وطالبتهم بالتوجه لمعبر رفح لدخول الأراضي المصرية، فيما تتأهب أكثر من 40 شاحنة، تمهيداً للسماح لها بالعبور بعد التنسيق بين مسؤولي المعبر من الجانبين.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الاتحاد» فإن هناك جهوداً تُبذل لتسهيل عملية عبور المساعدات، عبر الدفع باتجاه إحياء اتفاقية تعود لنحو 18 عاماً وتحديداً عام 2005 خاصة بملف المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي تنص على أن الاتحاد الأوروبي طرف في «لجنة رباعية دولية» تتولى الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فيما يتعلق بالمعابر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل قطاع غزة الجيش الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
14 قتيلا بينهم إمريكي في هجمات روسية على كييف .. وكوريا الشمالية ترسل آلاف العسكريين وخبراء إزالة الألغام إلى موسكو
عواصم "وكالات": قتل ما لا يقل عن 14 شخصا بينهم أمريكي ليل الاثنين الثلاثاء في كييف في ضربات روسية، على ما أفادت السلطات الأوكرانية، في هجوم اعتبره الرئيس الأوكراني " من الأفظع".
وندد فولوديمير زيلينسكي بالهجوم الروسي "المروع" على كييف.
وكتب زيلينسكي على إكس "تعرضت كييف لواحدة من افظع الهجمات" مع استخدام روسيا "أكثر من 440 طائرة مسيرة و32 صاروخا".
وأكد أن مناطق أخرى في البلاد، إلى جانب العاصمة، تم استهدافها.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، من جانبها، في بيان إن روسيا "شنت سلسلة من الضربات بأسلحة جوية وبرية وبحرية عالية الدقة فضلا عن ضربات بمسيرات على منشآت للصناعات العسكرية في منطقة كييف.
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو "استهدف 27 موقعا في مناطق عدة من العاصمة بنيران العدو خلال الليل. ومن بين الأهداف أبنية سكنية ومؤسسات تربوية ومنشآت حيوية".
وأضاف في وقت لاحق عبر تلغرام إن "عدد ضحايا الهجوم الروسي على أوكرانيا ارتفع، إذ قتل 14 شخصا في كييف وأصيب 60 بجروح في كييف. وقُتل شخص في أوديسا".
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الثلاثاء عبر تلغرام "في منطقة سولوميانكسي قتل مواطن أميركي يبلغ الثانية والستين في منزل يقع قبالة مكان كان أطباء يقدمون فيه الإسعافات للجرحى".
في كييف، قالت ألينا شتومبل، وهي طالبة في العشرين من العمر، لوكالة فرانس برس "ربما كانت أقسى ليلة شهدها حينا، أقرب إلى الجحيم".
وأضافت "يصعب تخيّل ما يعانيه السكان الذين تضررت منازلهم".
- رد العالم المتمدن "غير مناسب" - وأفاد رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاتشينكو بأن هجوما استُخدمت فيه صواريخ وطائرات مسيرة روسية أدّى إلى اندلاع "حرائق في مناطق عدة" من العاصمة. وشرح في وقت لاحق أن العاصمة الأوكرانية استُهدفت خلال الليل بـ 175 طائرة مسيرة، وأكثر من 14 صاروخا كروز، وصاروخين باليستيين روسيين على الأقل.
كذلك تعرضت مدينة أوديسا الساحلية لهجمات. وقال حاكم المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا أوليغ كيبر إن "13 شخصا نُقلوا إلى المستشفيات"، مرجّحا وجود "أشخاص عالقين تحت الأنقاض".
أما السلطات الروسية فأعلنت عن قيود موقتة على الرحلات الجوية في مطارات موسكو الأربعة.
وندد مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أندري يرماك عبر تيليغرام بالضربات الروسية الجديدة على "المباني السكنية في كييف"، مشيرا إلى أن "روسيا تواصل حربها على المدنيين".
وكتب برماك "تستطيع دولة تمتلك أسلحة نووية أن تقتل ببساطة مدنيين في مبانٍ، وترفض وقف إطلاق النار، ولا تتلقى ردا مناسبا من العالم المتمدن. لماذا؟ وكم من المواطنين والأطفال يجب أن يموتوا؟".
تعثرت محادثات السلام الأخيرة بين موسكو وكييف نظرا إلى تمسك الطرفين بمواقفهما.
ورفضت موسكو الهدنة "غير المشروطة" التي تطالب بها كييف والدول الأوروبية، فيما وصفت أوكرانيا المطالب الروسية بأنها "إنذارات نهائية".
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لفيينا الاثنين أنه يعتزم البحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة السبع في كندا في شراء معدات عسكرية من واشنطن.
لكن الاجتماع لم يُعقد بعد أن غادر الرئيس الأميركي القمة مبكرا للتفرع للحرب بين إسرائيل وإيران، بحسب البيت الأبيض.
وغادر ترامب القمة مساء الاثنين في مروحية نقلته من مكان انعقاد القمة في جبال روكي الكندية إلى طائرته الرئاسية.
التصدي لطائرتين مسيرتين
قال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو في وقت مبكر من صباح الثلاثاء إن وحدات الدفاع الجوي تصدت لطائرتين مسيرتين أوكرانيتين كانتا في طريقها للعاصمة الروسية.
وكتب على تيليجرام أن أطقم الطوارئ تعمل على فحص الشظايا في الموقعين اللذين سقطت فيها الطائرتان.
وتبادلت أوكرانيا وروسيا القصف بالمسيرات في الأسابيع الماضية. واستهدفت عشرات الطائرات الأوكرانية المسيرة موسكو والمنطقة المحيطة بها.
خبراء إزالة الألغام
ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا نوفوستي" أن كوريا الشمالية سوف ترسل الآلاف من عمال البناء العسكريين، وخبراء إزالة الألغام إلى روسيا.
وقالت الوكالة إن سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويجو، أدلى بهذه التصريحات خلال زيارته لكوريا الشمالية اليوم.
وأرسلت كوريا الشمالية بالفعل آلاف الجنود والأسلحة التقليدية لدعم روسيا في حربها على أوكرانيا، في إطار شراكات عسكرية متنامية بين موسكو وبيونج يانج.
وخلال زيارته السابقة إلى بيونج يانج في وقت سابق من يونيو الجاري، ناقش شويجو والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، إعادة إعمار منطقة كورسك، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية.
ترامب "كان محقا"
قال الكرملين اليوم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان محقا عندما أكد أن استبعاد روسيا من مجموعة الثماني في عام 2014 كان خطأ كبيرا، مضيفا أن مجموعة السبع لم تعد ذات أهمية بالنسبة لروسيا وتبدو الآن "عديمة الفائدة".
وقال ترامب في قمة مجموعة السبع في كندا الاثنين إن مجموعة الثماني كانت مخطئة في استبعاد روسيا في عام 2014 بعد أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وقال ترامب "كان هذا خطأ كبيرا"، مضيفا أنه يعتقد أن روسيا لم تكن لتغزو أوكرانيا في عام 2022 لو لم يتم استبعاد الرئيس فلاديمير بوتين من نادي القادة.
وأشار ترامب إلى أن بوتين "لا يتحدث حتى إلى من استبعدوه، وأنا أتفق معه".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "نتفق مع الرئيس ترامب: لقد كان خطأ كبيرا في ذلك الوقت استبعاد روسيا من مجموعة الثماني".