تعرف على من تكون دية القتل الخطأ
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن على من تكون دية القتل الخطأ اجابت دار الافتاء المصرية وقالت القتلُ في هذه الحالة قتلٌ خطأ، والديةُ الواجبة فيه شرعًا هي خمسةٌ وثلاثون كيلوجرامًا وسبعمائة جرامٍ من الفضة أو قيمتها، وتتحملها عاقلة القاتل -أي عَصَبَتُهُ-، وتُدفَع مقسطةً على ثلاث سنوات أو تدفع مُنَجَّزة، فإن لم تستطع العاقلةُ فالقاتل هو الذي يتحملها، فإن لم يستطع فيجوز أخذ الدِّية من غيرهم ولو من الزكاة، والمسؤولية على السائق لا على الشركة، إلا إن كانت هناك نصوص في اللوائح العمالية أو في العقد الموقع بين الشركة والسائق تنص على اشتراكها معه في تحمل مثل هذه الحوادث فتنفذ.
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36)
يقول تعالى ذكره: لم يكن لمؤمن بالله ورسوله، ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله في أنفسهم قضاء أن يتخيروا من أمرهم غير الذي قضى فيهم، ويخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما، ومن يعص الله ورسوله فيما أمرا أو نهيا(فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) يقول: فقد جار عن قصد السبيل، وسلك غير سبيل الهدى والرشاد.
وذكر أن هذه الآية نـزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على فتاه زيد بن حارثة، فامتنعت من إنكاحه نفسها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا ....) إلى آخر الآية، وذلك أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم انطلق يخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها، فقالت: لست بناكحته، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: فانكحيه، فقالت: يا رسول الله أؤمر في نفسي، فبينما هما يتحدثان أنـزل الله هذه الآية على رسوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ ....) إلى قوله (ضَلالا مُبِينًا) قالت: قد رضيته لي يا رسول الله مَنكحًا؟ قال: " نعم " قالت: إذن لا أعصي رسول الله، قد أنكحته نفسي.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله (أنْ تَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ) قال: زينب بنت جحش وكراهتها نكاح زيد بن حارثة حين أمرها به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ) قال: نـزلت هذه الآية في زينب بنت جحش، وكانت بنت عمة رسول الله &; 20-272 &; صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، فخطبها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فرضيت ورأت أنه يخطبها على نفسه، فلما علمت أنه يخطبها على زيد بن حارثة أبت وأنكرت، فأنـزل الله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ) قال: فتابعته بعد ذلك ورضيت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ى الله ع ل ی ه رسول الله ص ل لا م ؤ م ن ة ا ق ض ى الل م ا ک ان ر س ول ه
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: مقصد الخلق هو العبادة لله وبينها سبحانه كثيرًا في كتابه
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال خطبة الجمعة اليوم الموافق 5 ديسمبر، والتي جاءت بعنوان: مقاصد الخلق التي أرادها الله سبحانه وتعالى، إن مقاصدُ الخلق التي أرادها الله سبحانه وتعالى نصَّ عليها في كتابه وبيَّن، فقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].
مقصد الخلق هو العبادة لله تعالىوأوضح فضيلته أن مقصدُ الخلقِ هو العبادة، هذه العبادةُ بيَّنها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه، وفي سنَّة نبيه على أبدع ما يكون، وبالتفصيل، وبطريقةٍ عمليةٍ يستطيع كلُّ إنسانٍ أرادها، وأراد هُداها، وآمن بها، وصدَّقها أن يطبِّقها في حياته.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تركتُكم على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارِها، لا يزيغ عنها إلا هالك». وكان يقول: «ما تركتُ شيئًا يقرِّبكم إلى الله، يقرِّبكم إلى الجنة، يبعدكم عن النار إلا أمرتكم به، وما تركتُ شيئًا يُبعِدكم عن الله، يُبعِدكم عن الجنة، يقرِّبكم إلى النار إلا نهيتكم عنه».
وأضاف فضيلته أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تركنا وأرشدنا إلى الله، وبيَّن لنا كيف نسير في الطريق إليه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
العبادة
كما بيَّن لنا رسولنا ﷺ كيف يُفعل الخير، وكان أفصح العرب، وأُتي له الكلام وجمع له - صلى الله عليه وآله وسلم -، كما أكد أن مركز فعل الخير هو المسجد، وأن من بنى لله بيتًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة، وأن المسجد إنما كان للعبادة {وَأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا}، وأنها تُعلِّم الناس التوحيد الخالص {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
ونبه الدكتور علي جمعة أن هذه المساجد إنما هي للصلاة، وهي أيضًا لذكر الله، وهي لتلاوة القرآن، وهي للعلم، وهي للتكافل الاجتماعي، وهي لحل مشكلات الناس، وهي مركز إشعاع لتربية الإنسان.
الساجد قبل المساجد عند رسول الله ﷺ في أداء العبادة
وأضاف أن رسول الله ﷺ علمنا أن الساجد قبل المساجد، وأن الإنسان قبل البنيان، وأن هذه المراكز إنما نُحلي ظاهرها، ونُطهرها لله رب العالمين من أجل أن نبني الإنسان الطاهر ظاهرًا وباطنا، من أجل عبادة الله {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، ومن أجل عمارة الأرض {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، أي طلب منكم عمارها، ومن أجل تزكية النفس {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، يعني طريق الخير، وطريق الشر.