مع تولى محمد على باشا حكم مصر عام 1805، شهدت مصر أحداثا جديدة، وكان من أهمها إنشاؤه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التى وصفها فى هذا العام، والتى كانت تمثل أول شكل إدارى منظم فى سيناء فى العصر الحديث، ولها اختصاصات وحدود إدارية، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة.
أما الطور فقد كانت تابعة إداريًا لمحافظة السويس، بينما أدخلت تحل ضمن إدارة القلاع الحجازية التى كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية.
وفى عام 1831 سير محمد على جيشًا بريًا وآخر بحريًا بقيادة ابنه إبراهيم باشا إلى الشام، وقد تألق هذا الجيش من 24 ألفًا من المشاة و80 مدفعًا، واتخذ الجيش البرى طريق العريش، وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات فى سيناء بهدف خدمة قواته، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد، كما سير حركة البريد إلى غزة، وجعل له محطات فى بلبيس وقطية وبئر العبد وبئر المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة، كما وضع حراسة على آبار المياه على طول طريق العريش.
وعند رجوع إبراهيم باشا من حملته على الشام عام 1831 ثار عليه العربان، فخربوا محطات البريد فى الشيخ زويد وبئر المزار، فاضطر إبراهيم إلى قتالهم، ووقعت معركة بين قواته وقوات العربان عند وادى غزة، فانهزمت قوات العربان وفروا إلى بئر سبع.
وفى عام 1834، جهز محمد على قوة من العربان لوضع حد لعصيان عربان غزة، فألحقت هذه القوات هزيمة ساحقة بعربان غزة، ونهبت بيوتهم وماشيتهم، وقد منح محمد على كل فرد من القبائل التى شاركت فى الحملة 500 قرش مكافأة له على هذا النصر الحاسم على عربان غزة.
وعلى أية حال، فقد كانت طموحات محمد على خاصة بعد الانتصارات التى حققها إبراهيم باشا على الجيوش العثمانية فى شمال الشام وآسيا الصغرى، سببًا فى إثارة ما سمى بالمسألة الشرقية، وعقدت الدول الأربع وهى بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا بمشاركة الدول العثمانية مؤتمرًا فى لندن فى 15 يوليو 1840 تعهدت بمقتضاه الدول الأربع بمساعدة السلطان على إخضاع محمد على، وبموجب هذه المعاهدة يمنح محمد على ولاية مصر وعكا طيلة حياته، وأن يكون لمصر حق الاستقلال الداخلى بقيود تربطها بالدولة العثمانية كالجزية وعدم تمثيل مصر فى الخارج، وتحديد عدد الجيش، ومنح محمد على مهلة للموافقة على المعاهدة، ولم يكن أمامه بدًا من التسليم بها، خاصة بعد أن تخلت عنه فرنسا، ثم أرسل السلطان إلى محمد على فرمانًا فى 13 فبراير 1841 تقرر فيه إعطاؤه وأسرته حكومة مصر وراثية على أن يختار الباب العالى نفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد على الذكور، ومن ثم صار إعطاء مصر وتقرير الحكم الوراثى بهذا الشكل منحه من السلطان العثمانى.
وبموجب معاهدة لندن 1840 وفرمان 1841، باتت دولة محمد على محصورة داخل حدود مصر التى حددها الفرمان من رفح حتى الوجه على الساحل الشرقى للبحر الأحمر وفقًا للخريطة مرفقة به والتى لم يعثر عليها حتى الآن!، كما أعطى الفرمان محمد على بعض النقاط الاستراتيجية على الساحل الشرقى لخليج العقبة وهى، العقبة وضبا والمويلح.
وخلال حكم عباس الأول 1884 - 1854 لاقت سيناء منه اهتمامًا مع نوع جديد، حيث كان ينوى أن يجعلها مضيفًا ومزارًا سياحيًا، فبنى بالقرب من الطور حمامًا كبريتيًا، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى لجذب السياحة إلى المنطقة المقدسة، وشرع فى بناء قصر على جبل «طلعة» غربى جبل موسى، ومد طريق العبرات من مدينة الطور إلى القصر، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ، حيث عاجلته المنية قبل أن يتمها، وفى فترة حكم خلفه محمد سعيد 1854 - 1863 أقام فى سيناء نقطة للحجر الصحى فى الطور، بهدف التأكد من سلامة الحجاج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محافظة العريش محافظة السويس المالية المصرية إبراهیم باشا محمد على
إقرأ أيضاً:
واقع مرير في مناطق مليشيا الحوثي: قتل، اختطاف، وقمع للحريات
شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية تصاعدًا لافتاً في وتيرة الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين خلال الإسبوعين الماضيين وتزامنت هذه الجرائم مع حالة من الإنفلات الأمني، مما يفاقم معاناة السكان ويقوض استقرار المجتمع.
وتنوعت الانتهاكات والجرائم التي أرتكبتها مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، ما بين القتل العمد، المداهمات، الاختطافات التعسفية، والتضييق على الحريات العامة مستهدفة المدنيين العزل، بمن فيهم النساء والأطفال والناشطين والمحامين، مما يعكس سياسة ممنهجة للقمع والترهيب.
تتوزع هذه الجرائم على عدة محافظات، منها ذمار، صعدة، إب، الضالع، لحج، وعمران، وتتنوع بين القتل المباشر، القصف العشوائي، زراعة الألغام، والاعتداءات المسلحة. كما شملت اختطاف الناشطين الحقوقيين، المحامين، والأكاديميين، في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة.
جرائم وانتهاكات حوثية
9 مايو 2025: استشهدت الطفلة بيان حسين البرماني (9 اعوام) واصيب شقيقتها (13 عام) بنيران قناص تابع لمليشيا الحوثي في مديرية ذي ناعم، محافظة البيضاء.
15 مايو 2025 : استشهدت المواطنة أم الطفل مشعل عبدربه محمد الحداد، إثر إصابتها برصاصة قناص حوثي في مديرية ذي ناعم، محافظة البيضاء.
14 مايو 2025: قُتل المسن محمد أحمد المنصري جراء انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي في منطقة ثرة مديرية مكيراس، محافظة البيضاء.
15 مايو 2025: أقدم عنصر حوثي يُدعى أحمد الحلواني الطاهري على إحراق رجل مسن يُدعى علي دبوان بالزيت الساخن في مديرية العدين، محافظة إب، لرفضه منحه "زلابيا" مجانًا.
12 مايو 2025: أُصيبت المواطنة هدى محمد أحمد ناصر (40 عامًا) برصاص قناص حوثي أثناء عودتها إلى منزلها في بلدة قروض شمال غربي منطقة حجر، محافظة الضالع.
11 مايو 2025: توفيت الطفلة صباح عبده محمد سالم (14 عامًا) متأثرة بجراح أُصيبت بها جراء قصف عشوائي شنته مليشيا الحوثي على قرية جبل القرين بمديرية المسيمير، محافظة لحج.
جرائم المداهمات والقتل الحوثية
10 مايو 2025: قُتل المواطن سنان الكندي (55 عامًا) ونجله الطفل أوس، وأُصيبت زوجته وحفيده بجروح خطيرة، جراء مداهمة نفذتها ميليشيا الحوثي على منزلهم في منطقة بني كندة بمديرية وصاب العالي، محافظة ذمار.
8 مايو 2025: قُتل المواطن حسين ناجع المهدي الوايلي أمام أسرته في مزرعته بمديرية الصفراء، محافظة صعدة، على يد مسلحين حوثيين بقيادة مشرف ميداني يُدعى "أبو صرواح السحاري"، وبإيعاز من القيادي الحوثي يحيى عبدالله الرزامي.
جرائم الاختطافات بحق الناشطين الحقوقيين والمحامين
15 مايو 2025: اختطفت مليشيا الحوثي الناشط المجتمعي محمد محمد صالح اليفاعي من أحد شوارع مدينة ذمار، بسبب نشاطه في الدفاع عن حقوق المواطنين ومطالبته برفع العلم الجمهوري.
9 مايو 2025: اختطفت مليشيا الحوثي المحامي محمد لقمان، رئيس منظمة "محامون بلا حدود"، من مكتبه بحي الدائري في صنعاء، واقتادته إلى جهة غير معلومة.
11 مايو 2025: احتجزت مليشيا الحوثي المحامي نجيب عبد الله النهاري في قسم شرطة 30 نوفمبر في صنعاء، واعتدت عليه لفظيًا، دون فتح أي محضر رسمي.
نماذج لجرائم القتل والانفلات الأمني
14 مايو 2025: قُتل عنصر في مليشيا الحوثي يُدعى عبدالجبار المروعي برصاص مسلح يُدعى أنس فيصل ضاوي في نقطة "الجوازات" بخط ميتم شرق مدينة إب، إثر خلاف بينهما.
14 مايو 2025: اعتدى القيادي الحوثي بكيل غلاب، الملقب بـ"أبو نصر"، على عامل في قسم الحلويات بمطعم "الدار" بمدينة إب، بسبب تأخر وصول طلبه "الكنافة".
13 مايو 2025: اختطفت عصابة حوثية مسلحة تنحدر من مأرب يقودها مشرف حوثي يدعى أحمد شاجع المكنى (أبو ناب) الشيخ الشاب هايل محمد أحمد البخيتي، صاحب معرض "أحداث المستقبل" للسيارات، من صنعاء، حيث استدرجته بحجة نيتها شراء سيارة لأخذه على متن سيارة ثم اعتدت عليه جسديًا بعدة طعنات واطلاق الرصاص عليه ورمته في ضواحي المدينة.
12 مايو 2025: اندلعت اشتباكات داخل إدارة أمن مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، أسفرت عن مقتل أحد المرافقين لمدير الأمن وإصابة المشرف الحوثي "أبو علي مهدي"، بالإضافة إلى إصابة المواطن يحيى طالع واثنين من أبنائه.
10 مايو 2025: أقدم شاب يُدعى حيدر الدسنمي على قتل والده وزوجة أبيه باستخدام فأس، ودفنهما في "اسطبل الأبقار" بمنطقة بني الدون، مديرية الجبين، محافظة ريمة.
يرى مراقبون أن تصاعد الانتهاكات الحوثية يعكس استراتيجية ممنهجة لإخضاع المجتمع اليمني وتكميم الأفواه المعارضة تُظهر هذه الجرائم نمطًا متكررًا من سطوة القمع الحوثية وتوسع الانفلات الأمني، الذي يهدد النسيج الاجتماعي ويعزز من ثقافة الإفلات من العقاب.