الثورة نت:
2025-05-14@05:50:00 GMT

القائد الذي تحتاجه الأمة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

 

 

منذ فترة طويلة والأمة تبحث عن قائد عظيم يعيد لها أمجادها ويعبر عن تطلعاتها وينتصر لكرامتها ويدافع عن دينها وشرفها وكرامتها، قائد يكسر كل القيود المفروضة على الأمة ويتجاوز كل المخاوف التي أقعدت الأمة عن مواجهة أعدائها، قائد يخترق جدار الصمت المخزي ويبدد سواد الليل الحالك المطبق على هذه الأمة.
فهذه الأمة تعيش حياة الظلم والقهر والإذلال منذ فترة طويلة نتيجة الهيمنة الأجنبية بقيادة أمريكا وإسرائيل ونتيجة فساد أنظمة الحكم العاجزة والعميلة في أغلبها وفي كل يوم تزداد معاناة هذه الأمة وتعيش مأساة جديدة وظلما وبطشا على أيدي الأمريكيين والإسرائيليين.


وآخرها ما يجري على غزة من عدوان إسرائيلي مدعوم أمريكيا وغربيا، ويرتكب بحق الأطفال والنساء في غزة أبشع الجرائم والمجازر فظل الشعب الفلسطيني يتطلع إلى من يدعمه وينتصر له في مواجهة هذا العدوان وجاءت القمة العربية الإسلامية لعدد ٥٧ دولة إلا أن القمة خرجت ببيان هزيل وضعيف ومهزوم لم يتجاوز التنديد والمطالبات ولم يخرج أولئك القادة بموقف عملي واحد في نصرة الشعب الفلسطيني رغم ما يمتلكونه من إمكانيات عسكرية واقتصادية ونفطية وإعلامية وغيرها يستطيعون وقف العدوان على غزة بسلاح واحد وهو سلاح النفط الذي سيجعل أمريكا وإسرائيل تتوقفان عن هذا العدوان في اليوم الأول منه، والحقيقة أن الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني لم تكن تتوقع من أولئك الـ ٥٧ زعيما غير الضعف والعجز وترك الشعب الفلسطيني بمفرده في مواجهة آلة القتل الوحشية الإسرائيلية والأمريكية.
وفي خضم هذه الأحداث الرهيبة وفي ظل هذه المآسي وخيبات الأمل المتكررة برز موقف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الساحة العربية والإسلامية باعتباره القائد العربي المسلم الأكثر صدقا ووفاء وإخلاصا للأمة وقضاياها المصيرية والأكثر شجاعة في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية بشكل عام، وفي نصرة الشعب الفلسطيني بشكل خاص، وهذا بالتأكيد لا يعني التقليل من دور حركات الجهاد والمقاومة لكننا عندما نتحدث عن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي فإننا نتحدث عن موقف بمستوى دولة وشعب جعله في مقدمة دول العالم في نصرة الشعب الفلسطيني وهذا ما أثبتته الأحداث والوقائع.
فهل هناك دولة أعلنت الحرب على العدو الإسرائيلي نصرة للشعب الفلسطيني وقصفت بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة مواقع العدو الإسرائيلي، وهل هناك دولة منعت رسميا استيراد البضائع الأمريكية والإسرائيلية وهل هناك دولة طالبت بفتح ممرات برية لعبور مئات الآلاف من المقاتلين من الشعب اليمني للمشاركة الفعلية في الاشتباك والقتال المباشر مع العدو الإسرائيلي.. وهل هناك دولة توعدت باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وغير ذلك من الشواهد؟!
هذا كله جعل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في نظر شعوب الأمة المستضعفة المقهورة قائداً ملهماً ورمزاً إسلامياً عظيماً تعقد عليه الآمال وتتطلع إليه القلوب وتهفو إليه النفوس ليس فقط لأنه وقف مع فلسطين وغزة ووقف ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية بالكلام ولكن وهو يتقطع ألماً وأسفاً وكمداً على هذه الأمة، يتحرك في نصرتها في الواقع العملي من خلال الخطوات العملية وعلى كل المستويات وبكل الإمكانيات الممكنة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما بين البرهان وطارق بن زياد

أحرق الربان كل سفينة من خلفه إلا شراع رجاء. كانت تلك إرادة قائد مسلم وبطل عربي قاد جيوش المسلمين لفتح الأندلس إسمه طارق بن زياد.

الخياران اللذان وضعهما القائد المسلم يومها أمام جنوده هما النصر أو الشهادة بحق وليس كما يدعي المرتزقة من مليشيات آل دقلو اﻹرهابية الذين يفعلون أفعال الشيطان من فساد في اﻷرض وسفك للدماء وقتل اﻷبرياء وإغتصاب للحرائر وسبيهن ومع كل هذه اﻷفعال يقولون واحد من إثنين يا نصر يا شهادة عجلات لأمرهم الخطاب والبوار.

خطب طارق بن زياد علي الضفة اﻷخرى من المتوسط في إتجاه بني الأصفر والعالم الصليبي يومها في جند الإسلام وهم على البعد من حاضنتهم الإجتماعية والدينية كما نقول بمنطق الحواضن في عصرنا الحاضر.

أما القائد البرهان فقد جاء خطابه في واحد من أشد أيام حرب الكرامة على السودان ضراوة عندما شنت دولة اﻹمارات العربية المتحدة الداعمة لمليشيا آل دقلو اﻹرهابية هجمات على خزانات الوقود وفندق كورال القريب من مقر إقامة رئيس المحلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة ببورتسودان. إنصب حديث القنوات الفضائية ووسائط التواصل اﻹجتماعي والصحافة العالمية على خطورة اﻷوضاع اﻷمنية في المدينة الساحلية التي صارت عاصمة إدارية للبلاد ومقرا لرأس الدولة تعليقا على عشرات المسيرات الإنتحارية والإستراتيجية التي هاجمت بورتسودان في مناطقها الحساسة لهتك شرفها وفك عذريتها. عزيزي القارئ تعلم أنه في مثل هذه الظروف الأمنية المعقدة والصعبة يكون الشاغل الأول الرأي العام. السؤال عن المسؤول اﻷول وحاشيته وما إن كان قد أصيب بمكروه، أم لجأ إلى اﻷماكن اﻵمنة داخل حدود الدولة وخارجها، ولا يتم الكشف عن مكانه وإذا أضطر لمخاطبة الجماهير يتم ذلك بواسطة رسائل مسجلة عبر الراديو أو التلفزيون.

الرئيس البرهان لم يكن في حاجة لإلقاء خطاب وقد أصدر مجلس اﻷمن والدفاع الوطني برئاسته قراره القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة اﻹمارات العربية المتحدة مع إدانة للهجوم الغادر بالمسيرات على ميناء بورتسودان وقد تولى الفريق أول ركن يس إبراهيم وزير الدفاع ومقرر المجلس تلاوة البيان الذي كان وافيا وشافيا من حيث الشكل والموضوع واللغة المستخدمة والشمول والإحاطة بالأمر من كافة جوانبه.

تحدث المتحدثون والخبراء في فنون التلفزة واﻹخراج والديكور والتصوير عن خطاب رئيس المجلس السيادي المنقول على الهواء مباشرة من موقع الحدث من زوايا الصورة وأشار البعض إلى سلبية الموقع الذي خاطب منه البرهان الشعب السوداني لكون هيبة الدولة تقتضي أن يتحدث القائد العام ورئيس الدولة من مكتبه الذي يخفق في أرجائه علم السودان وعلم القوات المسلحة حسب هذا المنطق على الفريق أول ركن البرهان أن لا يزاحم قنوات التلفزة التي تستخدم التصوير في مثل هذه المواقع ﻹثبات صدق رسالتها وحضور مندوبيها.

تجلت عبقرية البرهان في كونه ومن خلال وقت وجيز تحدث للشعب السوداني حديث القلب إلى القلب في خطاب قام بإرتجاله ليحدث الشعب حديثا له علاقة مباشرة بالعدوان اﻹمارتي على البلاد وعاصمتها الإدارية بورتسودان. وكانت الرسائل موجهة للشعب السوداني أولا وإلى أعداء السودان الذين يريدون أن يفتوا من عزم الشعب السوداني وجيشه ومقاومته الشعبية وشريده وإحتلال أرضه في مقام آخر.

بدأ الرئيس البرهان خطابه بقوله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والحمد لله علي كل حال وجاء بعبارات إفتتاحية في وصفه للشعب السوداني بأنه شعب واعي والوعي هو أعلى درجات اﻹدراك للتحديات والتعامل مع الواقع والمثل السوداني يقول: الواعي ما بوصوه. قال البرهان الشعب السوداني شعب معلم. الشعب السوداني شعب معلم لأنه علم الشعوب اﻷخرى البطولات والتضحيات والثورات منذ الثورة المهدية وكرري وعلم الشعوب الثورات الشعبية ومعركة الكرامة التي يخوضها الشعب السوداني اﻵن خير دليل على إنه شعب يقوي على الشدائد ويواجه المحن.

هذا الشعب هو صانع التاريخ كما قال البرهان والتاريخ لا يصنع من فراغ ولكنه أمجاد وبطولات. وكما قال البرهان في خطابه الشعب السوداني له جذور ضاربة في تاريخ البشرية، وهذا مما يفخر به أهل السودان عند ذكرهم مجد اﻵباء واﻷجداد بعانخي وترهاقا والصحابة الكرام بني النجار وبلال إبن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم والنجاشي وإتفاقية البقط وكل الثورات واﻷمجاد في اللواء اﻷبيض علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وعبيد حاج اﻷمين وقوة دفاع السودان وكرن وليبيا. كل هذه البطولات إحتشدت في قلب الثائر البرهان وجاءت علي لسانه في لحظة مفصلية من تاريخ هذه الامة هي لحظة العدوان على الوطن الذي تم بإسم مليشيا لا حول لها ولا قوة وتقف من ورائه دول في الإقليم ودول عالمية تسعى بكل السبل لتدمير السودان. مشيرا إلى موقع الحريق بيده اليسرى والدخان يتصاعد قال رئيس المجلس السيادي: الشعب السوداني لا تعجزه كل هذه الحوادث ولا تخيفه مثل هذه النوائب. الشعب السوداني صنع التاريخ وصنع الحضارات ولن ترهبه مثل هذه اﻷفعال وأشار بيده إلى منطقة الحريق وتصاعد الدخان حيث سقطت الصواريخ والمسيرات التي قامت دولة اﻹمارات العربية بإسقاطها على خزانات الوقود في المدينة. قال السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام: هذه المنشآت منشآت مدنية تخدم الشعب السوداني بناها الشعب السوداني ولم يجدها جاهزة وهو الذي بناها وصنعها وسيبنيها ويصنعها من جديد وفي هذا تأكيد علي أن المنشآت التي تم إستهدافها بالمسيرات من قبل المليشيا ورعاتها هي منشآت مدنية تتبع للشعب السوداني وعليه فإن ما تقوله دولة اﻹمارات العربية المتحدة من تقديم مساعدات للشعب السوداني أثناء الحرب عبارة عن ذر للرماد في العيون إذا كانت هي من تدمر ممتلكات السودانيين النفطية والسياحية والعلاجية والتعليمية. وعلى دويلة الشر أن تعلم أن كل تدمير أو خراب لمنشآت مدنية أو عسكرية لن يزيد الشعب السوداني إلا قوة ولن يزيدهم إلا صبر ولن يزيدهم إلا تماسكا. وهنا يدلف البرهان للإجابة علي اﻷسئلة المشروعة التي دارت في أذهان الناس في تلك اللحظات العصيبة وما هي الكلمات التي عليه أن يلقي بها في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ السودان؟ جاءت اﻹجابة بقول السيد القائد العام رئيس المجلس السيادي: نحن نؤكد أننا في القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية وكل الفئات التي تقاتل مع الجيش السوداني أنها مصطفة خلفها ضد هذا العدوان. ستحين ساعة القصاص. نصر من الله وفتح قريب. نصر من الله وفتح قريب. نصر من الله وفتح قريب. مع قبضة اليد اليمنى والتحرك من أمام الكاميرا. وقد أثار خطاب القائد العام رئيس المجلس السيادي العديد من الجدل من ذلك أنه لم يذكر دولة اﻹمارات العربية باﻹسم في خطابه التاريخي ولكنه في حقيقة اﻷمر ذكرها ومضى أبعد من ذلك في الحديث عن رد الصاع صاعين للأعداء وهزيمة مليشيا آل دقلو اﻹرهابية.
وأهم ما جاء في الخطاب وهو خطاب ملئ بقيم الحق والدين والوطن والنهضة وإعلاء معني الوطنية والتضحية والشهادة ومن يقول بذلك كأنه يصلي ومن يصلي لا يلغو بذكر اﻹمارات في لسانه وهي التي لا تحوز على فضيلة واحدة من الفضائل التي تم ذكرها عن السودان على لسان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي تحدث كثيرا وخطاباته في معظمها ذات معنى ومضمون ومكنون ولكن هذه المرة تحدث البرهان بلسان الشعب وللشعب صانع الماضي والحاضر والمستقبل. ويكفي الشعب السوداني فخرا أن يقود جيشه دولته قائد شجاع في شجاعة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن وهو يستخف بالمحن.

د. حسن محمد صالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ما بين البرهان وطارق بن زياد
  • فعالية خطابية في وشحة بحجة بذكرى الصرخة
  • وقفة لأبناء مربع النادي بمديرية رداع دعما لفلسطين والبراءة من الخونة
  • انفوجرافيك ـ أكبر عامل استفادت منه إسرائيل، في عدوانها على الشعب الفلسطيني، هو: تخاذل الأمة، أمكن لها أن تفعل ما تفعل، بذلك المستوى من الوحشية والإجرام والطغيان.
  • وقفة قبلية مسلّحة في المنصورية بالحديدة دعمًا وإسنادًا للشعب الفلسطيني في غزة
  • وقفة قبلية مسلحة في القناوص بالحديدة إعلاناً للنفير العام وإسناداً للشعب الفلسطيني
  • نعي فلسطيني واسع للقيادي الفلسطيني زكريا الأغا
  • قبائل مربع مدينة الحديدة تجدد استعدادها لمواجهة العدو الصهيوني ونصرة الشعب الفلسطيني
  • فعالية لإدارة أمن محافظة إب إحياءً لسنوية الصرخة
  • فعالية خطابية لإدارة أمن إب بذكرى الصرخة