جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-05@07:30:53 GMT

تراخيص المحاجر.. إلى أين؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

تراخيص المحاجر.. إلى أين؟

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

عن كثب، كانت الصورة واضحة، وعن دراية كان المشهد مكتملًا، وعن وضوح كان الوضع مثيرًا للريبة والشك، وعن سبق الإصرار والترصد كانت العودة إلى نقطة الصفر، وبعد إلغاء تصريح إقامة محجر ما في قرية سيح المعاشي، يعاودون منح التصريح مُجددًا بعد سنواتٍ من الهدوء؛ هكذا كان الذي حدث ظنًا منهم أن الناس نائمة وأن أحدًا لن ينتبه لمنح هكذا تصريح في ظل ظروف ومتغيرات الحياة والزمن وهكذا هو!

بعض المشاهد الطبيعية والبيئية والمتعلقة بجغرافية ما في حيز من الطبيعة تُعد من الإرث الثقافي والتراثي للمجتمع الإنساني، وقد تكون أحيانًا جزءًا من التراث العماني بل والعالمي وجب المحافظة عليه؛ كونه جزءًا من البيئة المحيطة، وبها يرتبط الإنسان ويصبح جزءًا من هُويته، ليس بالضرورة أن يكون التراث هو ما صممه وخلفه الإنسان عمدًا فأصبح من الماضي، ولكن يمكن أن يكون مكانًا طبيعيًا ينتمي القاطنون له، ويصبح كالمشهد الثقافي يحظى بالتقدير ولا بُد من المحافظة عليه باعتاره عنصرًا متميزًا وهذا ينطبق عليه ما ذكر سلفًا.

لقد تفاجأ أهالي قرية سيح المعاشي والقرى المجاورة لها مرة أخرى بمنح إحدى الشركات المحلية ترخيصًا لإقامة محجر للرخام في المنطقة، وهي منطقة مُطلّة على مساكن المواطنين وتقع في محيط أماكن الرعي وإنتاج النحل.

لم يكترث المعني بالأمر بما سيفعله ذلك الترخيص من أضرار وكوارث للبيئة وتلوث ومخلفات وغبار وأتربة، كل ذلك حتمًا سوف يؤثر على صحة السكان ومرتادي تلك المناطق، مقابل عائد مادي يعود لصاحب المحجر الذي لم يهتم لأمر السكان المتأثرين بذلك الضرر البيئي الحاد.

أضف إلى ذلك السلسلة الصخرية المُستهدفة، والتي تُشكِّل لوحة جمالية وشواهد معمارية وصخرية لتلك المنطقة.

ويبقى تساؤل لدى المواطنين: هل قدَّم صاحب الترخيص ما يُفيد التزامه بالاشتراطات الصادرة من الجهات الحكومية كشرطة عمان السلطانية ووزارة التراث والسياحة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وهيئة البيئة وغيرها.. إذ إن الواقع يبدو غير ذلك، وهناك تجاوزات لتلك الاشتراطات ويجب الوقوف عليها ومحاسبة أصحاب الشأن؛ لأن حياة البشر مُهمة، وحياة الحيوانات والطيور التي تعيش في تلك المناطق مُهددة بالأزمات الصحية بسبب مخلفات المحجر الذي يمثل وجوده خطأً غير مقبول البتة، وكل ما من شأنه الإضرار بأرواح الناس ومختلف الكائنات الحية.

إن المحافظة على تراث عُمان وعلى سلاسلها الجبلية ومواقعها التراثية وعلى أوديتها وأفلاجها وعيونها ومواردها الطبيعية، واجبٌ كل على مواطن ومقيم، والمساهمة في جعل عمان آمنه مطمئنة وعدم التدخل والعبث بمكوناتها التي وهبها الله تعالى إن لم يكن بشكل إيجابي، فيجب منع المساس بها على الإطلاق، وبمواقعها الجغرافية، مثل جبل الكور والسلاسل الجبلية المتصلة به؛ فجبل الكور يقع بين ولاية بهلاء ومحافظة الظاهرة؛ حيث ولاية عبري، وتُمارس في هذا الجبل مختلف الرياضات مثل الهايكنج والمشي والتنزه وغيرها، كما إنه مكان يجذب الناس ومتنفس لهم؛ حيث يحتوي على ينبوع ماء صغير أشبه بالجدول، يشرب منه السكان والحيوانات والطيور. وقرية سيح المعاشي والبويضاء ومصبيخ ونجد المخاريم مناطق قريبة جدًا من السلسلة الجبلية التي يجري التخطيط لإقامة المحجر عليها.

وجب التنبيه بضرورة إيقاف هذا الترخيص ومنح صاحبه مكانًا آخر بعيدًا عن المناطق السكنية والمناطق الحيوية التي من شأنها أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على المعالم التراثية والسياحية وحياة السكان والمخلوقات.

ختامًا.. أودُ التنويه أن هذا الترخيص قد مُنِعَ قبل عدة سنوات وتفاجأنا بمنحه مرة أخرى، وهذا يؤكد ضرورة إعادة النظر عاجلًا في أمر المسؤولين والجهات التي تمنح مثل هذه التراخيص، ومن ثم وقف هذا الترخيص تحقيقًا للمصلحة العامة.

جبال عُمان ممتدة بفضل الله، وأعتقد أن هناك أماكن أخرى تصلح للبحث عن الرخام وغيره، وهي فرص استثمارية لا نُنكرها؛ لكن بشرط أن لا تكون قريبة من المناطق المأهولة بالسكان ونطاق معيشتهم وحياتهم.

فلنكن يدًا واحدة لخدمة عُمان وقائدها المفدى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مؤسسة RVF تستأنف نشاطاتها بمدينة غزة وشمالها لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب

غزة - صفا

استأنفت مؤسسة روستروبوفيتش فيشنفسكايا (RVF) الدولية، نشاطاتها في مدينة غزة وشمالها، بعد عودة النازحين إليها مجدداً، لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب في ظل النقص الحاد الشديد الذي تعاني منه عشرات الآلاف من العائلات التي عادت لبعض تلك المناطق في الآونة الأخيرة، مع تواصل ديمومة عملها في المحافظات الأخرى من وسط وجنوب القطاع وتقديم الخدمات لمئات الآلاف من السكان الذين حرمتهم الحرب من أبسط حقوقهم في الحياة.

خلال الأيام القليلة الماضية، أعادت المؤسسة ترميم أكثر من 3 محطات في مدينة غزة، تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي الذي تجدد على المدينة قبل وقف إطلاق النار الأخير، فيما لا زالت الأوضاع الميدانية تحرم المؤسسة من القدرة على ترميم مزيداً من المحطات الموجودة في مناطق شمال القطاع.

وتملك المؤسسة أكثر من 13 محطة موزعة على مختلف محافظات قطاع غزة، وتقدم قدرة إنتاجية من 25 إلى 200 كوب من المياه الصالحة للشرب يومياً، حيث تم توزيعها بناءً على احتياجات السكان، كما أن المؤسسة تعكف على زيادة أعداد المحطات في مناطق أخرى من مدينة غزة، وشمال القطاع في الفترة المقبلة، ومناطق أخرى من مختلف المحافظات التي تعاني من أزمة حادة في توفر المياه الصالحة للشرب.

يشار إلى أن أكثر من نصف مليون فلسطيني من سكان مدينة غزة، عادوا إلى بعض مراكز الإيواء وما تبقى من مدارسهم، بعدما اضطروا في الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار للنزوح منها تحت نار القصف والعدوان.

وتنفذ مشاريع المؤسسة بدعم كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبجهود جبارة من المؤسسة التي تعمل على توفير مستلزمات محطات التحلية والطاقة الشمسية في ظل عدم توفر طاقة مستدامة بالقطاع بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية، وحاجة السكان الماسة لتوفر آبار للمياه، وكذلك للمياه الصالحة للشرب.

وتسعى المؤسسة بكامل كادرها الفني والتقني من 23 مهندساً ومتخصصين، للحفاظ على هذا العمل وجودته، كما تسعى المؤسسة إلى جانب السكان في قطاع غزة لأن يستمر دعم هذه المؤسسة بشكل أكبر للمحافظة على ما تقدمه من خدمات مهمة للسكان.

كما تسعى المؤسسة لأن توفر هذه المياه المحلاة وفق المعايير الدولية، لأصحاب مرضى الكلى في مختلف المناطق والتي يستفيدون منها كما باقي السكان في قطاع غزة ممن يواجهون خطر الأمراض المختلفة.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة RVF تستأنف نشاطاتها بمدينة غزة وشمالها لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب
  • وزيرة التنمية المحلية تكلف بسرعة حسم طلبات التصالح ودفع منظومة تراخيص المحال
  • القانون يحدد حالات إلغاء تراخيص المنشآت الصناعية المخالفة
  • «قنا الجديدة» تشهد افتتاح مبنى خدمات تراخيص المرور الذكية وتشغيل مستشفى سعة 175 سريرا قريبا
  • افتتاح مبنى تراخيص المرور الذكي في قنا الجديدة
  • لبنان.. ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر
  • أزعج السكان.. القبض على سائق توك توك بسبب صوت الكاسيت
  • غزة: مخلفات الاحتلال تمثل قنابل موقوتة تهدد حياة السكان
  • حريق مروّع في محطة غاز بأبين وسط هلع بين السكان(فيديو)
  • مصادر: منصة “يورو كلير” تبدأ بالإفراج عن أصول روسية بدون الترخيص الأمريكي